الحلف المحمّدي الماركسي/ شوقي مسلماني

ميراندا ديفاين، كاتبة في صحيفة صن ـ هيرالد، معروفة باتّجاهاتها المحافظة وتشدّدها ضدّ اليسار الأسترالي بتلاوينه كافّة والماركسي تحديداً، وهي تجد في سياسات أستراليا الموالية للولايات المتّحدة الأميركيّة حكمة، ولا تجد غضاضة في الإصرار على الحافز الديمقراطي خلف اجتياح العراق سنة 2003، لكن ماذا عن ادّعاء جورج بوش أنّ العراق يمتلك أسلحة دمار شامل؟ وماذا عن أنّ نظام صدّام حسين مرتبط بتنظيم القاعدة؟ ميراندا ديفاين يطيب لها أن تتجاوز ذلك وأن تصرّ على وجوب محاربة الإرهاب الإسلاموي، وتجد سندها في دانيال بايبس الخبير الأميركي في شؤون الشرق الأوسط والمحافظ، وهذا قال في محاضرة له أن العالم في حرب أيديولوجيّات، فالحرب العالميّة الثانية كانت حرباً لمواجهة الفاشيّة، والحرب الباردة كانت لمواجهة الشيوعيّة، واليوم فإنّ المواجهة هي مع الإسلامويّين.
وفي مقالتها الأخيرة تحت عنوان: "لماذا الإسلامويّون يحتاجون اليسار، واليسار يحتاج الإسلامويين" تنحو منحى بايبس ذاته، فاليساري هو ضدّ أميركا وضدّ كلّ حليف "ديمقراطي" لأميركا كأستراليا، ولأن المثل يقول: "عدو عدوّي هو صديقي" ولأنّ الإسلامويين هم ضدّ أميركا وضدّ أستراليا فهذا يعني أن تحالف اليسار (يقصد بايبس اليسار حول العالم، وتقصد ديفاين اليسار الأسترالي) مع الإسلاميين قائم، وبالتالي لا بدّ من التكاتف لمواجهة "الحلف الماركسي المحمّدي".
إذا أميركا تزج بالإسلاميين في سجن غوانتانامو السيء الصيت، فهل تدعو ديفاين أستراليا لتزج باليساريين الأستراليين في معتقل شبيه؟ أخيراً تسكت ديفاين عن الكلام المباح.


CONVERSATION

0 comments: