في 10 أبريل 2013، وأثناء حكم المنزوع محمد مرسي، كتبت مقالي "مستنقع الضياع" واصفاً حالة مصر المتدنية. وفي 18 يوليو 2012 كنت نشَرت هذه القصيدة بعنوان "ملحمة سألت النيـل" سائلا النيل عن متى تمتد يدُ قائد مخلص يأخذ بيد مصر العظيمة من كبوتها وينقذها من تدهورها بعد عصر حضارتها العريقة وعصر نهضتها الرائعة في النصف الأول من القرن العشرين. وأجابني النيـل أن أنتظر ظهور رمسيس الجديد.
وبنجاح ثورة أبناء مصر الأحرار في 30 يونيو 2013، وبإعلان ابن مصر البطل عبد الفتاح السيسي قبوله الترشيح لرئاسة مصر استجابة لرغبة شعبها المتطلع، بدت شعاعات الأمل بين سراب اليأس وغبار الإرهاب وفيضان الفوضى الاجتماعية والأخلاقية والدينية. ربما قد استجاب الزمان بإهـداء مصـر الأمل في استقبال رمسيسها الجديـد لينقذها من "مستنقع الضياع"
***
سألـت النيــل: فيــن يا نيــــل *** فيـن عصــرك.. وأمجـــــادُه؟
وفين أحمــس وفين خـوفـــو *** وفيـن خـفــــرع وأنــــــدادُه؟
وفين رمسيس وفين ميـــــنا *** وغيرهم.. بالجــلال ســادُوا؟
ملــوك، ما كـان لهم شـاغــل *** غيـر "الـــوادي" وإسـعــادُه
وفيـن الكـاهـــــن العـابـــــــد *** يبَخــَّــر حـوضٌــه ووهـــــادُه
معـــــابـد كلــــها أقـــــــداس *** ونجـــوَى آمـُــون وعُـبـَّـــادُه
وفين فرحـة عـروس النيـــل *** تلاقي عريسـها في ميعــــادُه
بموكــب في صَــلا وتغـريـــد *** يِهِــــز الــــوادي إنشـــــــادُه
مراكــــب تحتفـــل بالعـيــــــد *** بيـن الشطيـــــن بيتهــــــادُوا
بِعِـــزَّة.. في وطــــن غــــالي *** أساسُـه "العـــدل" وعمــادُه
***
وفيــن المصـري.. يتـذكــَّـــر *** حضـارة وطنــــه وأجــــدادُه
يدَرِّســـْـــــهـا بتفــاصيـــــلها *** ويشـْـرَحــــــــــــــــها لأولادُه
ويرســمها حـيـــــاة أفضــــل *** لأبنـــاء مصـــر.. أحـفـــــادُه
يفكــَّـرهـم بعصـــر آمــُــــون *** وعصــر الفــَــذ.. أخنـــاتـون
وفِكْـــرُه، وحُســـن إدراكـُـــه *** وإعلانـه: الإلـــــه واحـــــــد
من قبـل الـدنيــــا ما تفتــَّـــح *** عينيــها.. والتـاريـخ شــاهـد
***
وفين "زغلــول" وأصحـابه *** وإسـم "الأمـَّــة" على بــابه
ومحمـد عَـبـْـــده والأزهــَـــر *** تاريـــخ بالمجــــد متسطــَّــر
ومصطفى كامل وطـه حسين *** وحُرِّيــَّـة في حضــن الديـــن
وشـَـوْقي ومصطفى النحـاس *** وغيرهم من عُظـام النــــاس
عُلـَمــاء كـرَّمـُــوا الأديـــــان *** وسـاســة حَــرروا البلــــدان
رجــال ونسـاء أعظـم جيـــل *** أهـدوا لمصـر عصـر جميـــل
عصر النهضة.. فين يا نيـل
فيـن أمجــــاده.. ووَقفــــاته؟
هل ماتــت مصــر بوَفـــاتـه؟
***
جاوبـني يا نيــــل... جاوبـني *** وطمــِّـني... أنــــــا وإبـــــني
وقولـّي يا نيــــــل بصـراحــة *** لِفـيــن الظلــــــــم واخــِــدني
لقيــت النيــــل حَــنى راسـُــه *** حَبـَــس صـوتـــه وأنفــاسـُـه
وبـَص لفــوق لــرب الكـــون *** وأخـَـد حِفنــة تــُـراب باسـُــه
وقالـّي راح زمـــان عَصـري *** ومَصر اليوم ماهيش مَصري
وأولادي.. بقــــوا أغــــــراب *** ونـاس أغــــراب في قصـري
جـاني كتيــر عِــــدا بجيـوش *** دَهَسـوني ذئـــاب ووحـــوش
ما بين شـرقي وبين غـَــربي *** وبين تــُــركي وبين عــَــربي
وكل عَـــدو لـه عصــر وراح *** عَـدا العــَربي رَكــز وارتــاح
***
أتـى الصحــــراوي بغبــــاره *** بسـيـفه وســوطـه وزنـــــادُه
فـرش خيمتـــه على الــوادي *** ودَكّ ف أرضـي أوتــــــــــادُه
وشــاف الخـُضـرة والمَيــَّـــة *** وفضْــل وخيـــر ما اعتــــادُه
وطيبــــة قـلـــــب ما داقــــها *** ولا شـــاف منـها في بــــلادُه
لا راعَـى اللـــــه ولا عــــدله *** في حكمه وداس على عبـادُه
ولا هَمــُّــه صَـــلاح النيــــــل *** ولا واديـــــــــه وأفــــــــرادُه
فراحــت مَصــــر تتـدهْـــــوَر *** نتيجــــة جهـــــله وعـنــــادُه
وصار حاكـم على ابن النيــل *** وسَـجــَّـــانـه... وجــــَـــــلادُه
***
لحـــد "النهضــة" ما جَتـــنا *** بـ "عصـر جميــل" نصَفِتــنا
رجـال أحـرار عشقـوا مصـر *** نيشـان ماسي لأسـمَى صــدر
ودقنــاهـا.. حيــــــاة حلــــوة *** وفجـــاة، انقلبــت الأحــــوال
نسيـــنا الحُـــــب والغـنـــــوة *** وصوت البــوم بقى المـــوال
من اخوانـجي ومن ســـلــفي *** دوام الحـــال، قالــوا مُحـــال
***
وسَكَــت النيــل
سـألـت النيـــل وآخـرتـــها؟؟ *** حَنى راسـه وقالـّي: ما فيـش
أنــا عـِلــــمي كمـا عـِلمـَــــك *** ولـو ترحـــم.. ما تسألنيـــش
سـألته يا نيـــل لمين أشـكي؟ *** قال: أبـواب الســـما فاتحــَـه
غريــب في أرض أجــــدادي *** قالـّي: "قضِيـِّـتك" واضحـَـه
وقالـّي: اصبـُـــر، حتكسـبـها *** لو رمسيـس الجديــد يصْـحَى
***
وقالـّي: اصبـُـــر، حتكسـبـها
لو رمسيـس الجديــد يصْـحَى
***
وقالـّي: اصبـُـــر، حتكسـبـها
لو رمسيـس الجديــد يصْـحَى
***
ومين رمسيس قولـّي يا نيـل *** حييجي يــوم وينصـر مصــر
قال: "واحــــد" من اولادهـا.***. يهديـــها الــولاء والفخـــــر
واحــد مصــري من اولادهــا
يعشـقــهـا ويبـــوس إيـــدهـا
يسـاعــــــدهـا ويسـنــــــدهـا
و"يسامحني اللــَـه"
يِعْبِـــدهـا
*******
0 comments:
إرسال تعليق