تبا لكم- المواطن مش صرمه/ عطا مناع

من الواضح أنك أيها الفلسطيني يتعرض يوميا لصنوف شتى من قلة القيمة التي تأتيك من حيث لا تحتسب، وقلة القيمة هذه تأتيك بأشكال مختلفة ويمارسها الغفير قبل الوزير، في بعض الأحيان تأتيك على شكل ابتسامة، وغالبا على شكل عصا ينهال بها احد المرضى على راسك بسبب ودون سبب، وأحيانا يخرج عليك احد الوزراء أو احد الذين وطنيتهم سكر زيادة مبتسما ويقول لكل سنضربك بيد من حديد أيها المواطن فأنت تشكل خطرا على استقرار البلد وأنت الداء والدواء، وأنت الذي لم تتعلم بان الصمت من ذهب، لذلك أنت من تجلب لنفسك قلة القيمة.
أيها المواطن: لا تصدق انك تعيش دولة القانون، ولا تقنع نفسك أن حريتك وانتمائك السياسي مكفول، وحذاري من رفع عينك في وجه العسكر فالواحد منهم لا يعرف أبية، ولا تأخذك العزة والكرامة كما حصل مع ابن جلدتك غسان أبو نصر من قطاع غزة وتسأل عن سبب اعتقال جارك لأنك ستخطف بعيداً عن الأنظار وستتلقى وجبة من الألم تعيد لك رشدك، ولا تصدق شعارات ذر الرماد في العيون والتي تقول"شرطي كريم ومواطن حكيم" وخذ الحكمة من أفواههم فالحقيقة كما قالوا لك" مواطن صرمه وشرطي نمرود.
أيها الموطن: الم تسمع بمقولة الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت، لقد قالتها لك رئيسة وزرائهم غولد مائير، إذن أنت جيد عندما تكون ميتا، يرفعونك على الأكتاف ويهتفون باسم اللة والوطن بملء الحناجر، ويخرجون على الناس بجام غضبهم يستنكرون الجريمة كما حدث مع الحج عمر سليم القواسمي الذي اعدم في فراشة قبل أن يتوضأ ليحاول الصلاة في الحرم الإبراهيمي في الخليل، أو كالذين يقتلون على الحواجز دون ذنب ارتكبوه، لكنهم يرفعون على الأكتاف في انتظار ضحية أخرى.
إلا تعلم أيها المواطن انك قد ترفع اليوم على الخازوق وغدا على الأكتاف، هل تعرف انك قد تذبح في نفق؟؟ أو وأنت تجمع الحصمة برصاصة صهيوني طائش؟؟؟ أيها المواطن المغلوب على أمرة هل تعلم انك وطنياً في الضفة ومخرباً وإرهابيا في غزة والعكس صحيح، أنت أبها المواطن من وجهة نظرة مجرد أضحية تساق للذبح على الطريقة الوطنية باسم الموقف الوطني والشعار الممجوج الذي يرفعه قادتك الجدد بأنهم سينتصرون على الصهاينة بلحمك.
أيها الموطن الذي هو أنا تعال لنضحك من أنفسنا لان شر البلية ما يضحك، المضحك في حالتنا إننا ضحية المتناقضات، كلهم وبدون استثناء يولولون عبر الفضائيات ويذرفون دموع التماسيح عليك أيها الذبيح، وكلهم يعملون على إعادة تأهيلك ببناء السجون لكي ترتاح في زنزانتك بعد وجبة من التأهيل رغم أنهم رفعوا شعار اقتصاد الطين فالاسمنت المتوفر أيها المتذمر يخصص لراحتك في زنازين السجن، ولا تقلق فأنت تأخذ جل اهتمامهم ويفكرون في راحتك ليل نهار ولا يألوا جهدا لتحقيقها فبعد دايتون جاءت البلاك ووتر لإعادة تأهيلك أو لتأهيل من سيؤهلك، صحيح أنهم قطاع طرق ومرتزقة وارتكبوا أبشع الجرام في العراق إلا أنهم خبراء في تأهيل الشعوب عن طريق القتل والاغتصاب وامتهان كرامة البشر وسجن أبو غريب خير دليل على ذلك.
تبا لكم، قالها مجموعة من الشباب في قطاع غزة، وقفوا في وجهة سياسات الدجل والتدليس والاتجار بالمواطن، قالوا نريد أن نعيش، وأعلنوها على الملاءة أن تباً للانقسام ، وتباً للفاسدين، وتباً للذين يستمتعون في تعذيب أبناء جلدتهم، تبا للحصار وسجون الانقسام، تبا للبلاك ووتر، الموطن مش صرمه، المواطن تحمل العبء الأكبر وطنياً واقتصادياً، المواطن مش صرمه فهو السجين والشهيد، وهو الفلاح المعذب الذي تحول بينة وبين أرضة بوابات أوسلو، وهو الأب الذي يكدح في الأنفاق والمستوطنات بممارسة العمل الأسود في استحضار لعصر العبيد.
تباً لكم، المواطن مش صرمه، ولا أداة تفريخ لتحققوا نزواتكم، ولا كائن في مختبراتكم تمارسون علية تجاربكم، والمواطن مش صرمه لأنة البلد بماضيها ومستقبلها، وهو المقاومة، كيف يلتف المواطن حولكم وانتم تنتهكونه وتغتصبون حرياته في فلسطين ومن محيطها إلى خليجها، والمواطن لن يعيش حالة الظلم طويلاً لأنة بدأ يشعر به، ولا اعتقد أن الصمت على الحالة الداخلية سيدوم، فالشعب سينفجر في وجه الانقسام والقهر والعسكر وسيستعيد الدفة.
قبل أكثر حوالي ثلاثة أعوام حاصر جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الأمراض النفسية في بيت لحم، كانت الساعة الرابعة فجرا، توجه الصحفيون إلى المكان حيث تحولت المنطقة لثكنة عسكرية وطائرة الاباتشي تحوم في أجواء المنطقة، وبعد ساعات من الحصار الذي تخلله إطلاق الرصاص والقنابل الصوتية سلم المطلوبون أنفسهم لجنود الاحتلال.
بالطبع دخلنا إلى المستشفي لنوثق الحدث، كان المرضى في غرفهم، وعندما وصلت إلى إحدى الغرف بدأ احد المرضى يهتف باسم فلسطين، ويشير إلى المروحية الإسرائيلية ويقول نحن لا نخافكم، كانت الهتافات تتوسع في أوساط المرضى، كان مشهداً ملفتاً، كان حضوراً من نوع أخر.
في تونس خرجوا حفاة للاحتجاج على الجوع والذل والمهانة والنظام وصفهم بالإرهابيين والملثمين الذي ينهبوا البلد، وفي مصر وصف الرئيس أنور السادات الاحتجاجات التي شهدتها مصر احتجاجات على الغلاء بانتفاضة الحرامية، وعندنا تحول المواطن إلى هدف للرماية ومادة يفرغون فيها إمراضهم، لذلك يتعرض للضرب والاعتقال، لماذا؟؟؟ هو بحاجة إلى تأهيل وإعادة بناء!!!!

CONVERSATION

0 comments: