آخر موعد تم تحديده من جميع الأفرقاء السياسيين كان من دون أدنى شك "ضربة" الإتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة الأميركية؛ ولكن، كغيره من المواعيد السياسية على المشهد السياسي اللبناني، سيكون هذا الإتفاق كالسراب في الصحراء، ما إن نمر عنه، يختفي مع وعوده.
ولكن بالرغم من ذلك، يمثل هذا الإتفاق النووي نقطة تحول نفسية ضخمة حيث يمكن للبنان إستعماله والإستفادة منه كعامل إنفراج من أجل إعادة إطلاق ديناميته السياسية من خلال التوصل إلى إنتخاب رئيس يعيد تصويب بوصلة الدستور، أو سيكمل البلد طريقه نحو الإنهيار الكامل مع التأثير السلبي على كل مؤسساته الواحدة تلو الأخرى... يكاد يكون "الشعور بالإرتياح" هو الفائدة الرئيسية الوحيدة من خلاصة هذا الإتفاق، وبالتالي، أصبح بإمكان الأفرقاء تحديد موقعهم على ضفتي السور إلإقليمي وتلقي البعض منهم دون إحراج التوجيهات بشكلٍ أوضح!
الشعور بالإرتياح هذا بحد ذاته يجب أن يستعمل كمحفز للإنفراج، لأنه قد حان وقت الإعتراف بأن الحل للجمود الرئاسي ولفرملة تفكك الدولة المستمر، هو شأن داخلي ولو يسعى البعض بأن يكون خارجي.
إذا كان لا بد من إيجاد حل لتلك الأزمة، فيجب أن يكون سريعاً جداً حيث زخم الإرتياح لم يزل موجوداً، لأنه في الواقع، سيكون للإتفاق النووي بحد ذاته تأثير ضئيل جداً على لبنان بسبب الهيكلية القائمة في مشاركة السلطة المثبتة في مكانها ضمن إتفاق الطائف، وهي تعمل ببعد ثلاثي بحكم الأمر الواقع، بصرف النظر عن امكانياتنا من إنتخاب رئيس أو لا، حيث الموقع في جوهره للمسيحيين.
من ناحية أخرى، يبقى السؤال المتبادر إلى أذهان الجميع هو هل سيكسب حزب الله قوةً نتيجة الإتفاق؟ والجواب هو أن حزب الله قوي أصلاً! وهل سيحرم المجتمع السني؟ والجواب: طبعا لا! فالمجتمع السني كغيره من مكونات لبنان يحظى بالطابع المؤسسي، وبالتالي حقوقه محفوظة.
في مسألة الرئاسة: هل سيدفع الإتفاق بالنواب لإنتخاب رئيس؟ لا، ما لم يكن الإتفاق على شكل إتفاقي الطائف والدوحة، حيث إتفق على كل شيء مع إسم المرشح الرئاسي ضمناً. وتبقى حقيقة الأمر، أنه حتى لو أتى الإتفاق مطبوخ خارجياً، يجب أن يقدم على المائدة السياسية اللبنانية على شكل مقابلات لإرضاء أذواق الجميع!
مهما يكن، وبغض النظر عن كل شيء، لا يوجد سراب في الأفق! يجب أن نواجه الحقيقة الصارخة والمرة لواقع سياستنا الجافة والعمل كلبنانيين على إيجاد حل نهائي لذلك أو مواجة الإنهيار! والسلام.. .
* رئيسة حزب "الديمقراطيون الأحرار"
0 comments:
إرسال تعليق