المسلسلات المصرية في رمضان هذا العام 2015 كانت كثيرة ومتعددة ولها طابع إختلف عن مسلسلات الأعوام الماضية.لكن من كثرتها لم نستطع التركيز أو ملاحقة ما هو موجود على شاشات التلفزيون.
في وسط هذا الزخم الكبير من المسلسلات تابعت مسلسل عادل إمام "أستاذ ورئيس قسم" ومسلسل"مولد وصاحبه غايب".والسبب في هذا الإختيار والمتابعة لكليهما هو أن كل منهما له طعم خاص ويوضح صورة تعكس الوضع في المجتمع المصري ليس إلاّ .أما عن بقية المسلسلات فقد شاهدت ما شاهدت منها،وتابعت ما تابعت دون التفكير في الكتابة عن آي منهم بما فيهم مسلسل"مولد وصاحبه غايب".
لأني وجدت في مسلسل"أستاذ ورئيس قسم"الهدف المقصود به تذكير الناس بما حدث في مصر بدءاً من الحلقة الأولى التي جسدت أحداث ديسمبر2010 وما حدث للدكتورفوزي جمعة اليساري ورئيس قسم الحشرات من إعتداء عليه وضربه ورميه في الصحراء بين الحياة والموت للتخلص منه.وهذا يفتح الباب أمام المشاهد ويوضح له أهمية هذا الدكتورفي الحياة السياسية والأجتماعية ،وأيضا الدفاع عن البسطاء من الناس والتحذير مما هو قادم على أيدي الإخوان والجماعات الدينية التي بدأت في التحرك لركوب الموجة وإبعاد الدكتور فوزي جمعة عن المشهد مع رفض تعين د.متولي "طارق عبد العزيز" بالجامعة كأستاذ لأنه من أتباع الدكتور فوزي جمعه.
تأخذنا الأحداث بعد ذلك لثورة الشعب المصري وتضامنه بمطالبة رحيل رئيس الجمهورية "مبارك" بالتواجد بميدان التحرير والميادين الأخرى في جميع محافظات مصر.من الطبيعي الدكتور فوزي جمعه ومن معه من الشباب من الجنسين الميال إلى الفكر اليساري كانوا في وسط "المعركة" إذا جاز لنا هذا التعبير.
في الميدان إختلط الحابل بالنابل وبدأت التدخلات في قلب الميدان تكبر وتصل إلى الإعتداءات والضرب الذي يؤدي إلى الموت.وهذا لم يكن ضمن أهداف المطالبين برحيل الرئيس والعمل على تحقيق مطالبهم.مطالب شعب صبر ما يقرب من الـ30 سنة وهو تحت نير نظام فاسد.
وسط هذا العدد الهائل من البشر تحدث أحداث مؤلمة تصل إلى التعدي بالضرب حتى الموت في الميدان ويختار لنا المؤلف الأستاذ"يوسف معاطي"طفلة لا تتعدى سن سبع سنوات تفقد والدها ولا تعرف أين تتجه.أخذها أعوان الدكتور فوزي جمعه إليه وأخبروه دون أن تعرف أن والدها قد قتل بأيدي الغوغاء في الميدان.أخذها الدكتور فوزي وأعتبرها إبنته.
نمضي مع الأحداث وتطورها وما آلت إليه من تمكين الإخوان والسلفيين الحكم.حكم مصرفي البرلمان أولا ثم في الوصول إلى سُدة الحكم ثانية مع كل ما حدث من تزوير في كلا الإنتخابين"مجلس الشعب والرئاسة"وركوب الموجه للعمل على الإطاحة بكل من هم غير موالين لهم.ومع ذلك نجح الشعب بالإطاحة بالبرلمان والصمود ضد الحاكم ومن معه.
تغيرت الأمور بعد تعيين الدكتور فوزي جمعه وزيرا للزراعة حدثت مواجهات بينه وبين أحد المسئولين الكبار"أحمد راتب" في جماعة الإخوان،مما دفع بالدكتور فوزي جمعه الإستقالة من الوزارة وتحديه للإخوان علانية فأصبح مطلوب القبض عليه.
فوجيء الدكتور فوزي جمعه بسيدة جميلة تطلب مقالبلته.لم يتعرف عليها.لكنها بعد محاولات التقرب إليه ذكرته بإسمها"أحلام"-الفنانة"لقاء سويدان"وأن لها منه طفل عاش معها في أميركا .بالطبع كانت المفاجئة له وظن أنها تريد منه شيئا .بعد إجراء التحليلات اللازمة وثبوت بنوته للطفل"عبد الحميد" إعترف بها وأعلن ذلك بزواجه منها علنا وأمام الناس.
أحداث المسلسل طويلة ومشجعة على المتابعة على الرغم أن عرض المسلسل لم يكن عرضه في أعداد كثيرة من الفضائيات،إلاّ أنه شدني شخصيا لمتابعة"الزعيم"عادل إمام الذي أعتبره الفنان الأوحد الذي يقدم للشعب المصري ما يضحكه وما يبكيه وما يوقظه من غفوته لما يحدث على أرض الواقع في مصر.
في ذلك الوقت حدثت تغيرات بالسيطرة الإخوانية على الحكم والحكم على الدكتور فوزي جمعه بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات .قرر تسليم نفسه لكن الأصدقاء منعوه وبالفعل أخذوه والطفل والطفلة معه الى مكان آمن.
تكون زوجته التي طلقها بعد أن تزوجها من أجل سمعتها وسمعة إبنه منها "عبد الحميد"قد سافرت الى فرنسا للعلاج مصاحبا لها الدكتور "متولي" الذي أحبها وقد شجعه الدكتور فوزي جمعه على الزواج منها .لكنها فارقت الحياة في فرنسا بعد فشل الأطباء في علاجها من مرض السرطان.
أحداث كثيرة حدثت في المسلسل أذكر للقاريء بعضا منها في عجالة.
شحاته "المسيحي "عبد الرحمن أبو زهرة" يشتكي من أولاده المصممين على الهجرة ولكنه لا يوافقهم.ويشتكي أيضا من صاحب " المقهى" للضوضاء التي يسببها له وللجيران فيشتكي إلى الدكتورفوزي جمعه الذي يرسل له ضابط شرطة لا ينتمي للإخوان فينجح في أخذ تعهد بالتوقف عن الضوضاء.
مع ذلك خضع الآب وهاجر مع أولاده.لكنه عاد بعد أن تغيرت الأمور في مصر.وهذا يعتبر نداء من المؤلف بعودة المهاجرين المسيحيين "طبعا والمسلميي ن"الى مصر.
ومن الشخصيات المثيرة للجدل شخصية الدكتور نافع "أحمد بدير"رجل كل الأوضاع التي حدثت في مصر.يتملق للوصول إلى كرسي الحكم في آي مركز رئاسي .متلون يوهمك وأنت تستمع إليه أنه رجل المهمات وخادم الشعب.لعب على الإخوان ولكنه إنكشف فقدم إستقالته وكون جبهة أخرى سياسية هو رئيسها.
وقدم المؤلف أيضا شخصية أخرى "أحمد راتب"المنتمي للإخوان،والذي ينقلب على أصدقائه ويستغل مصنعهم في طرد العمال واستغلال المصنع لتخزين الأسلحة .بل يتمادى أكثر ويطلب من الأم كريمة "نجوى إبراهيم" الزواج من إبنتها على الرغم من فارق السن بينهما .مع الأسف الإبنة إنضمت إلى تنظيم الإخوان وتحجبت ولم ترَ مانعا من زواجها منه .ولم يعترض شقيقها الأكبر على ذلك وأظهر إنضمامه إلى الجماعة.
شخصية عوض المحامي "محمد الشقنقيري" الذي كان اليد اليمنى للدكتور فوزي جمعه .لكنه تحول إلى الإخوان وأصبح أحد أثرياء مصر.لكنه عندما حدث والتقاه الدكتور فوزي ووبخه .رجع إلى صوابه وطلب السماح.بالفعل ساعد الدكتور وإبنه والبنت التي تبناها بعد مقتل والدها في الميدان "ميدان التحرير بالقاهرة" وباع سيارته "المرسيدس" الجديدة من أجل مساعدته على الهرب خارج مصر.
المسلسل طويل ويشد المشاهد لمتابعة الأحداث وينتهي برغبة الدولة مساعدة الدكتور فوزي على الهروب على الرغم أنه أصبح "مفلسا" بعد أن دفع ثمن الأرض التي باعها للمجرمين الذين خطفوا إبنته.
تم ترتيب أمر سفره ،وبالفعل ذهب إلى دمياط حيث يستطيع أن يهرب دون أن يراه أحد.لكنه يعود مرة أخرى ليشارك مع الشعب المتمرد ضد الإخوان بالتوقيع على ورقة "تمرد" التي وقع عليها الشعب المصري.أشترك مع الثوارمشاركا ومشجعا.لكنه فاجأهم بسقوطه على الأرض مغشيا عليه مما أثار الرعب بينهم خوفا عليه.لكنه كعادته فتح عينيه وابتسم لهم فحملوه على أكتافهم ليهتف بسقوط حكم الإخوان.
المسلسل:
تأليف: الأأستاذ يوسف معاطي.
إخراج:الأستاذ وائل حسان.
المنتج:تامر مرسي.
بالطبع البطل:الزعيم عادل إمام.
0 comments:
إرسال تعليق