العبد المأمور لسيده بشار!/ سعيد علم الدين

منذ هزيمته السياسية المدوية بخروج جيشه خروجا ذليلا عام 2005 من لبنان وبشار الاسد لا ينفك يعمل بعقل تآمري شيطاني مخابراتي شرير منقطع النظير على أخذ لبنان رهينة وربطه ربطا محكما بنظامه الفئوي الفاسد الساقط المتهاوي، ووضع العراقيل في وجه قيامه من كبوته وتحقيق حريته وسيادته واستقلاله، وذلك بتخريب ديمقراطيته وتشويه ارادة شعبه، لإعادة نفوذه اليه وتأكيد سيطرته عليه بشتى الوسائل الخبيثة التآمرية والإجرامية الابتزازية والهيمنة على قراره الحر يساعده في تحقيق ذلك العمل الوضيع رهط هائلة من طوابير اشباه الزعماء الوصوليين الموتورين والشموليين الاستبداديين من المرتزقة اللبنانيين الفاسدين المخادعين الغوغائيين أصحاب الأبواق والاذناب والاتباع والاحزاب الدائرة في فلك المخابرات السورية والحرس الثوري الإيراني.
وبشار اليوم ربما يعتقد بانتصاره التاريخي النهائي على لبنان المسكين ويزهو غرورا على الفرنسيين والأمريكان والطليان والتايلنديين بعد أن شَكَّلَ بكبسة زر حكومة "العبد المأمور" ميقاتي أي حكومة حزب الله وبالتالي ايران وسوريا في لبنان بواجهة سنية أقلية منقلبة على الأكثرية وعلى من انتخبها في انتخابات 2009 ، التي فازت بها قوى 14 آذار الوطنية السيادية الاستقلالية الديمقراطية فوزا ساحقا على أحزاب ودويلات 8 آذار الإيرانية السورية الشمولية الميليشاوية المسلحة.
فميقاتي وربعه الصفدي وكرامي فازوا بأصوات قوى 14 آذار وانقلبوا عليها وعلى الناخبين الطرابلسيين والديمقراطية والمحكمة والعدالة والمبادئ في لحظة غدر مشينة يا للعار !
وجنبلاط وربعه في جبهة الوصال مع ملالي الإفك والضلال وشبيحة القتل وعصابات الاغتيال فازوا هم ايضا بأصوات قوى 14 آذار وانقلبوا عليها وعلى الناخبين والديمقراطية والمحكمة والعدالة والمبادئ في لحظة تخلٍ جنبلاطية مدوية يا للعار !
نتيجة هذه الانقلابات الغادرة في لحظات مصيرية خطرة يمر بها لبنان، والتي اسقطت حكومة الحريري بكمين سياسي مخطط له مسبقا بعقل تآمري شيطاني مخابراتي شرير منقطع النظير، أدت الى تحويل أكثرية 14 آذار البرلمانية الى اقلية؛ مُزيِّفَةً بالتالي الانتخابات التشريعية النزيهة وسارقةً صوت الشعب وارادته الحرة بطريقة عدوانية استفزازية التفافية لا أخلاقية وغير ديمقراطية عبرت عنها على المكشوف ميليشيات الأمر الواقع المسلحة باستعراضات القمصان السود الحزب إلهية وانتشارها المعيب في شوارع بيروت أثناء التكليف، للتَّرهيب ونجحت في تكويع أو تركيع جنبلاط وتخليه عن الصديق والحليف.
ولهذا فلولا هيمنة سلاح حزب الله الغير شرعي على الحياة السياسية الديمقراطية في لبنان وترهيبه لبعض الزعماء وتهديده المستمر بضرب الامن والاستقرار، لما حدث هذا الانقلاب التزويري المفضوح وادى لتشكيل حكومة بشار الأسد الميقاتية!
ولو ان هناك رئيس جمهورية فعلي في لبنان لَحلَّ البرلمان احتراما للإرادة الشعبية المطعونة في الظهر مطالبا بانتخابات مبكرة لتفرز اكثرية شرعية لحكم البلاد عبر قرار الناخب وليس عبر الانقلاب عليه.
وهكذا فقد تشكلت بعد أن تناهشت الحصص وتناتَشَت الحقائب حكومة حزب الله وبالتالي ايران وسوريا في لبنان، من خلال كلمة سر حملها جنبلاط من دمشق الى بري وعون ونفذاها على عجل دون ان يعترضا الرئيسان سليمان وميقاتي.
تصديقا لما اسلفنا نقلت جريدة "الاخبار" في 21 حزيران 2011 عن النائب جنبلاط وكأنه العبد المأمور لعبيد مأمورين قوله:
" إن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم يكن يريد جبران باسيل في حقيبة الطاقة، غير انه تجنبا لأي خلاف مع العماد ميشال عون وافق على ذلك ولكنه تمنى أن لا تكون حقيبة الاتصالات مع شربل نحّاس، موضحا أن هذه هي المعادلة التي أخرجت الأكثرية من مأزق تعثر التأليف. مضيفا "في اليوم التالي ذهبت إلى دمشق، وقلت في حديث طويل مع الرئيس الأسد إنه لا يجوز بقاء لبنان في حال من الفراغ، وهو على طريقته، طلب من حلفائه استعجال التأليف لأن وجود حكومة لبنانية جديدة يؤدي في نهاية المطاف إلى التخفيف عن سوريا"
هذه الاعتراف الجنبلاطي الصريح والمعيب بحق الكرامة الوطنية يؤكد بأنه هو العبد المأمور لسيده بشار وهم الاتباع و العبيد المأمورين!
ويستقى من هذا الكلام بأن سبب الشلل والفراغ هو بشار الاسد، والا لما طلب منه جنبلاط التدخل لانهاء الفراغ. وهكذا تشكلت الحكومة بكلمة سر او كبسة زر بشارية.
وما قاله جنبلاط يدحض كلام رئيس الجمهورية سليمان الذي صرح بان الحكومة تشكلت في لبنان. هذا كلام ليس كاملا، لأنها تشكلت في لبنان ولكن بعد ان اوعز سيد التشكيل بشار لعبيده الصغار بالموافقة، والا لما تشكلت حتى الآن حكومة ميقاتي!
أما عبارة "العبد المأمور" فحقوق ملكيتها محفوظة لملك الفساد وسفك الدماء والاستبداد بشار الأسد، الذي قالها في 10 نوفمبر 2005، متهماً بنحو خاص رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق الاستاذ فؤاد السنيورة بأنه: «عبد مأمور لعبد مأمور».
ولو لم يكن السنيورة سيدا حرا ديمقراطيا ممانعا، ولبنانيا شهما مواجها، ووطنيا صادقا مناضلا، وعروبيا اصيلا فاعلا، لما قال بشار هذه العبارة بحقه.
وامتقاع وجه بشار في خطابه يوم الاثنين 20 حزيران يؤكد فقدانه لناصية الشرعية والملك امام الشعب السوري الثائر من اجل كرامته وحريته، والذي لم يعد عبدا لسيد، بل هو سيد نفسه وعلى أسنة الرماح وسينتصر على ملك الكذب والنفاق رغم النزف والجراح!
فهل سيتحرر عبيد بشار في لبنان من عبوديته كما تحرر ثوار سوريا الاحرار؟
لا امل بتحررهم من عبوديته لأنهم جزء من منظومته، ولكنهم سيسقطون قريبا بسقوطه!

CONVERSATION

0 comments: