عندما يسمح من يدعى الزعامة والمسئول عن مقدرات اكثر من خمسة وثمانين مليون نسمة لزوجته ان تتحكم فى مصير شعب بالكامل فهذه وصمة عار فى تاريخه لن يمحوها له التاريخ ، والسؤال هل يحق لزوجة أى رئيس لمجرد أنها ( زوجة الرئيس ) ان تأمر وتنهى ، تعين وزراء وتخلع وزراء ، حتى مع كل تعديل وزارى تدس أنفها وتختار ماتريد حتى يصل بها الأمر والجبروت إلى التخطيط بتوريث حكم مصر إلى إبنها الفتى المدلل جمال مبارك ، والسؤال هنا أيضا ، هل بالضرورة ان يكون إبن الزعيم زعيما ؟ بالطبع لا – ولأن إرادة الله فوق كل إرادة ولأن الله أراد لهذا الشعب العزة من جديد فقد تبدد حلم هذه السيدة فى تحقيق ما سعت إليه وخططت له منذ سنوات فقد كانت تحلم أن تكون أما للرئيس القادم بعد أن كانت زوجة للرئيس المخلوع وبذلك تكون قد دخلت موسوعة جينيس لتحطيم الأرقام القياسية ، والويل كل الويل عندما يترك الرجل للمرأة عجلة القيادة فتكون نهايته حتما وشيكة والدليل على ذلك أن الرئيس المخلوع عندما ترك لزوجته الحبل على الغارب تفعل ماتشاء هى والمحروس إبنها الذى صور له خياله المريض أنه الحاكم بأمره مستمدا قوته من سلطة أبيه ، ظنا منه أن لاقوى بعد أبيه متناسيا أن القوى الأكبر موجود ومطلع على عباده يمهلهم ولايهملهم فقد كان الجزاء من جنس العمل فكما سجن الشعب المصرى وحبس حرياته بل قمعها فقد نال جزاءه بالسجن أيضا لحين صدور حكما رادعا ضده ليكون عبرة لكل من تسول له نفسه ان يتلاعب بمقدرات شعوبهم ، لذلك أنبه من الان إلى ضرورة أن يكون هناك نص صريح فى الدستور يحجب أى صلاحيات لزوجة الرئيس وأنجاله وكريماته طوال فترة حكمه – فكفانا ماعانيناه فى المرحلة السابقة من تحكم وسيطرة وبطش حرم الرئيس ونجليه – كما لابد ان نستفيد من تجاربنا المريرة وناخذ منها العبر والعظات فننبه من الأن إلى ضرورة أن يوقع الرئيس القادم على إقرار ذمه ماليه يعلن فيه للشعب قبل توليه منصب الرئاسه كل أملاكة حتى نستطيع أن نحاسبه إذا ماتضخمت ثروته ونسأله من أين لك هذا ؟ فالشعب لن يترك أحدا بعد اليوم بدون حساب وسنحاسبهم حساب الملكين ، وبذلك تكون الزعامة أدب مش هز كتاف – حفظك الله يامصر وحفظ شعبك العظيم .
إقرأ أيضاً
-
البطل نواف غزالة يتحدث الى الزميل أكرم المغوّش عام 1954نصب الديكتاتور اديب الشيشكلي نفسه حاكماً على الجمهورية العربية السورية وحلّ مج...
-
هَذِهِ الخواطر كَتَبْتُها في صَيْف عام الفين و اثني عَشَر لِلْقِرَاءه التَرْفيهية و أيضاً كنقد فني اثناء لَحَظَات صَفَاء ذِهْني حينَما ...
-
العمل الدبلوماسي حقل شاسع من ألغام الكلمات والابتسامات والمصافحات لا يمكن لأحد أن يضمن بعض صدقها أو تمام زيفها ، وينصرف الأمر نفسه إلى الصور...
-
سوسن السوداني ، مقيمة في أستراليا . شاعرة عراقية مهمة جدا مواليد ١٩٧٤م . شعرها يمتلك إحساسا عاليا ، وهذا شعر نادر جدا . لكن هي مشاكسة ، ...
-
الشهيد كمال برجس المغوّش في مثل هذه الايام وقبل نهاية العام استشهد اخي البطل كمال برجس المغوّش وزوجته تاركاً اثراً كبيراً قي اقبية وز...
-
(( دراسة ٌ نقديَّة ٌ لكتب : ديوان " قطر الندى " ، و" ذكرياتي معه " ، و " الجنين " للكاتبةِ والشَّاعرة...
-
أتابع ما يكتب الأخ الدكتور ضياء نافع في موقع المثقف وأجد فيما يكتب جهداً كبيراً مشكوراً خاصة ما يتعلق منه ببعض الزملاء الذين عاصرنا معاً...
-
كثيرون هم الذين كتبوا تاريخ بلادهم بالشهادة ورسموا خريطة وطنهم بأرواحهم ولونوها بدمائهم وظلوا على حقيقتهم وعهدهم وكلمتهم مناضلين شرفاء ...
-
يلعب الأعلام في أي بلد في العالم دورا كبيرا وهاما في إستقرار الأمور وتنوير الشعوب بكل ما يحدث في العالم الذي حوله ليكون على بينة لكبائر ...
-
" ومن المعوقات ما تطالب به الفلسفة نفسها في خطابها وما يحمل من مفارقات في "تعليم ما لا يمكن تعليمه""1 [1] أصدر م...
0 comments:
إرسال تعليق