سؤال :كيف يمكن تفادي حروب المياه في الشرق الأوسط مستقبلاً ؟
جواب:قبل الإجابة عن السؤال نقدم تحفظًا على عبارة (عبارة الشرق الوسط)وكلمة (مستقبلاً) الواردتين في السؤال ،وبيان ذلك كالتالي:
· التحفظ على مصطلح (الشرق الأوسط)الذي يحاول أنصار التغريب والاستغراب والاغتراب أن يفرضوه كبديل عن مفاهيم الأمة العربية والوحدة العربية والمنطقة العربية لتبرير غرس الكيان الصهيوني اليهودي الإجرمي الغريب في هذه المنطقة التي لا تعترف إلا بأهلها وشعوبها وأصحابها وحماتها العرب المؤمنين المسلمين.
· والتحفظ كذلك على استعمال كلمة (مستقبلاً) لأن الحروب المائية قائمة ومنذ زمن يمتد إلى اليوم الأول الذي أعلن فيه الكيان الصهيوني قيام ما يعرف بالدولة، وقد استفاد العدو اليهودي الصهيوني من نتائج الحروب التي خاضها مع الأنظمة العربية إلى أبعد مدى،وحاصر الأمة العربية،وفرض عليها سياسة مائية إجبارية تخدم مصالحة في المقام الأول،فهو يقتسم مياه الليطاني مع جنوب لبنان برعاية الأمم المتحدة،ويغتصب جميع منابع نهر الأردن،ويستنزف القمة الجبلية الوحيدة التي تغطيها الثلوج طول العام في جبل الشيخ بين فلسطين ولبنان وسوريا ،ويستثمرها حربيًا وسياسيًا وسياحيًا واقتصاديًا واستيطانًا جعله يعلن ضم هضبة الجولان بكل ما تمثله من أبعاد وطاقات وموارد.
· واليهود عامل إفساد وتهديد مائي وإستراتيجي لمصر من منابع النيل حتى السد العالي،ويستوطنون أوغندا وكينيا وجنوب السودان الذي هو على وشك إنشاء كيان انفصالي سيكون أشد خطرًا من الكيان اليهودي العنصري، بسبب كمية الحقد الذي يحمله عدد غير قليل من أبنائه وقياداته على العنصر العربي والثقافة العربية،والدين الإسلامي.
· ولا يوجد مورد مائي يطمع فيه هؤلاء اليهود المجرمون إلا ويمكنهم الحصول عليه ،وعلى ما يحتويه من موارد معدنية ذات قيمة صناعية وأمنية عالية:مياه البحر الميت التي تنضب عامًا بعد عام نتيجة لاستنزافها في الحصول على الماء الثيل لمفاعل ديمونة النووي،واتخلاص الماعدن الإستراتيجية الني لا مثيل لها في أنواعها ونسب تركيزها في أي مكان في االعالم ما عدا البحيرات الملحية في الفرع الشرقي للأخدود الانهدامي العظيم في شرق أفريقيا والبحر الأحمر الذي يعتبر كنزًا من كنوز الأرض التي لم تمسها يد إنسان،ويسيطر الصهاينة إستراتيجيًا على موارده بدعم من حلفائهم الإمبرياليين.
· ويحاصر اليهود المفسدون سوريا والعراق من تركيا التي أنشأت منذ زمن ولا تزال تنشىء عشرات السدود على نهر الفرات بما يهدد كلا البلدين،وتستثمر المياه بمساعدة شركات زراعية يهودية عديدة،وهذا الأمر ليس سرًا من الأسرار،وربما كان إحدى نقاط الضعف الكثيرة التي تثير الريبة في اندفاع حكومة أردوغان الإقليمية التي تقيم تحافًا إستراتيجيًا متعدد الجوانب مع الكيان الإجرامي اليهودي منذ إنشائه في أواسط القرن المااضي،ولا يمكنها أن تتنصل منه لتشعب المصالح وتعدد الفوائد التي تجنيها تركيا واليهود الصهاينة.
في ضوء ذلك أقول في الإجابة عن سؤال:كيف يمكن منع الحروب المائية؟
1. على العرب أولاً أن يثبتوا أنهم أمة واحدة جديرة بالحياة في عالم لا يحترم إلا الأقوياء،وعليهم في هذه الحالة أن يبنوا القوة الحقيقية التي تصون موارد المياه،وتقف في وجه الأطماع الخارجية من أي جهة أتت،وعلى ولاة الأمور والشعوب أن يعودوا إلى ثوابت حياتهم ويقوموا بتعريف أعدائهم الحقيقيين الغزاة الطامعين ومصادر الخطر على موارد المياه العربية التي يسيل لها لعاب الغزاة والطامعين.
2. على الشعوب وولاة الأمور أن يعلقوا أملهم في الله أولاً ثم في عزائم أمتهم،وأن ينبذوا وإلى الأبد دعوات التخذيل والانهزام وأن يقفوا موقف كرامة حقيقية من العدو الصهيوني وأعوانه وحلفائه،فهم الخطر الأكبر على الوجود العربي ،وعلى ثروات الأمة التي أنعم الله بها على العرب وذخرها لهم في آخر الزمان لتصبح مصدر قوة وعزة للأمة ونصرًا للدين وضمانة حياة كريمة للأجيال .
3. وعلى الأمة العربية وأقصد الشعوب عامة،وبعض من يشعر ويحس بقيمة هذه الشعوب من الحكام وولاة الأمر،أو يهمهم بصدق مستقبل أوطانهم وأجيال شعوبهم،ويعمل لتحقيق مصالحهم الحقيقية،عليهم جميعًا أن يعملوا متكاتفين متضامنين على صيانة وجود أوطانهم،وأن يعملوا للدنيا وكأنهم يعيشون أبدًا،وأن يعملوا للآخرة وكأنهم سيموتون غدًا،وكأن القيامة ستقوم صباح غدًا.
4. على الأمة أن تكف عن تحكيم التناقضات الضيقة في مجتمعاتها،وأن يعيدوا احترامهم والتزامهم بدينهم الذي شرفهم الله بحمل رسالته للعالمين،وطوق أعناقهم بواجب تبليغه للبشرية،وصيانة مقدساتهم التي ترمز إلى دينهم وحدتهم وعزتهم.
5. على الأمة أن تدرك وتؤمن أنه من حقها أن تُحترم كرامتها،ويُصان شرفها،وأن تُحمي حدودها،وتُستثمر مواردها لصالح أجيالها أولاً ،ثم لصالح البشرية جمعاء.
6. إن المنطقة العربية غنية بشواطىء البحار البكر،ومخزون هائل من الطبقات الحاملة للمياه التي يتم استنزافها،وعلى بقية أقطار الأمة العربية أن تحذو حذو المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج العربي في تحلية مياه البحار بكفاءة وجودة عالية،وبطاقات سدت بها حاجات المواطنين وأغراض اللتنميو في المدن الساحلية والداخلية،وأن توفر إلى جانب ذلك القوة التي تحمي المشروعات الضخمة التي قامت في هذا المجال.
7. على الأمة العربية وهي المستهدفة الرئيسة في موارد مياهها تحت حالة الضعف والتفكك والوهن في مقابلة العدو اليهودي الغازي المتحالف مع الإمبريالية الأمريكية أن تطور التقنيات قليلة التكلفة عن طريق جلب مياه البحار المالحة عبر قنوات إلى الصحاري،وتقوم بابتكار الطرق التقنية الرخيصة لتحليتها في مناطق استهلالكها في المناطق الحضرية التي تنشأ وتقوم على جوانب تلك القنوات، وفي المناطق التي تتوفر فيها المياه التي يتم تعذيبها في المحطا أو في المعامل،وليس بالضرورة أن يكون ذللك بالتقنية الأمريكية أو غيرها،بل عن طريق تقنية وطنية متوطنة قائمة في أوطانها،ونشأت من برامج تعليم هادفة تكرس لهذا الغرض،فالكاء هو سر الحياة ويجب أن يخدم التعليم في المقام الأول أسباب الحياة،وأن يكون عامل هدم وبناء،وهذا يتطلب في المقام الأمل صدق الولاء والانتماء الحقيقي للوطن وللأمة وثوابت وجودها،ويعزز قدراتها في هذا الميدان ضرورة وقف نزيف هجرة الأدمغة والكفاءات على الفور،وتوظيف طاقات أبنائها في مشاريع مشتركة لسد الحاجات الضرورية للجماهير صاحبة المصلحة في أوطانها.
8. ومما يقلل من خطورة احتمال نشوب تلك الحروب أن تنشأ علاقات جوار قائمة على التعاون والتفاهم والسلام بين أقطار الأمة العربية والبلاد المجاورة ،باستثناء الصهاينة الذين ينبغي أن تُحلل الأمة نفسها من أي التزام فرضته اتفاقيات الذل المعروفة باتفاقيات السلام مع هذا الكيان الدخيل.
9. تنمية الثقافة المائية إن جاز التعبير ونشر ثقافة الاقتصاد وتوقف الإهدار الدائم في موارد المياه على جميع المستويات الأسرية والمدرسية والمجتمعية والوطنية،وصيانة الموارد من التلوث المائي والبيئي،وأن تكتشف مراكز البحوث حلولاً بيئية حضارية ناجعة لويلات التلوث البيئي في كافة أرجاء الوطن العربي.
فهل هذه أحلام أم أفكارقابلة للتطبيق؟
آهٍ !! يا أمةً هانت على نفسها، فاستنسر عليها البغاث ،تكالبت عليها الجرذان !!!
ومن يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام
هذا والله أعلى وأعلم ،وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
(... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.)(يوسف 21)
0 comments:
إرسال تعليق