فيينا النمسا-
الملتقى الواحد والعشرون، الذى رعاه مؤخرا المجلس التنسيقى لدعم فلسطين فى العاصمة النمساوية-فيينا وشارك فيه المئات ، كان ناجحا ولاغبار عليه .
وسواء أحب الناس الدرب الذى تنتهجه رابطة فلسطين أو كرهوه ، وصدقوا مايقال عنهم فى العلن ويذاع ويشاع ضدهم فى السر أو كذبوه فإن :
كل هذا الإعداد والتحضير ليس بالأمر اليسير ، وسيدون هذا الحدث فى سجل النشاطات المميزة للرابطة بالنمسا ، ولن يجرؤ أحد على التشكيك بإمكاناتها وقدراتها التنظيمية ، وخصوصا بعد إقناع أو إجبار مدير قناة الجزيرة فى لبنان الاعلامى غسان بن جدو بالحضور إلى فيينا على حد قوله أمام الجمهور، وتقديمه برنامج "حوار مفتوح" فى حلقتين إحداهما مباشرة بعنوان "مقارنة بين الانتخابات فى النمسا وفى الدول العربية " والأخرى بعنوان "الاسلاموفوبيا" سيتم بثها لاحقا كما أعلن بن جدو.
لكن ربما لم يتبادر إلى ذهن الإعلامى بن جدو بأنه والطاقم المرافق له و كاميرات الجزيرة كان لهم وقع "السحر" على معظم الحاضرين ، أو بالأحرى شكلوا دافعا قويا لمثل هذه المشاركة المكثفة لعرب النمسا فى الملتقى ، فالظهور ولو لثوانى معدودة على شاشة الجزيرة حتى دون النطق بكلمة يعتبر أمرا جللا ، لا يمكن المرور عليه مر الكرام.
إلا أن روح الدعابة التى تمتع بها بن جدو وملاطفته للجمهور قبل البث على الهواء وتعهده بمنح الفرصة لكل من يرغب بالتحدث مناصفة مع ضيوفه الجالسين على المنصة ، أعطت جرعة من الجرأة والشجاعة للكثير من المشاركين ودفعتهم لشحذ الهمم والتسابق للإمساك "بالمايك" دون أن تخالج أحدهم فكرة التراجع .
لايمكن التغاضى عن ذلك المشهد "الدرامى" المحزن والمخزى بعض الشىء ، عندما إصطف كثر فى طابور طويل ، يشبه "طابور الجمعيات التعاونية" ، أملا فى الفوز بفرصة قد لاتتكرر مرة أخرى لمخاطبة الملايين من خلال الجزيرة .
بدا واضحا أن قليلين تحدثوا فى صلب الموضوع ، أما غالبيتهم فتحدثوا فقط من أجل التحدث أو ليشاهدهم أقاربهم ، وغفلوا أو تغافلوا عمدا عن قول الحقيقة ، فهم لا يعاملوا دائما معاملة النمساويين الأصليين كما حاولوا أن يوحوا للسيد بن جدو ، الذى لم يبد عليه الإقتناع كثيرا بهذه الشهادات !!! وأصدق مثال على ذلك أن المرأة المحجبة أو المنقبة لا أمل لها فى إيجاد وظيفة لدى أى رب عمل نمساوى الأصل ، وإذا ذهبت إلى مكتب العمل كما ينص القانون بحثا عن وظيفة فهى تعلم تماما نوعية الأعمال التى ستسند إليها ، إبتداء من عاملة نظافة أو على الأغلب ستمنح دورة "كورس" لن تجنى منها غير مضيعة الوقت، وتحقيق الأرباح للشركات المنظمة لمثل هذه الدورات السخيفة ، الممولة من مكتب العمل . إضافة إلى أن هناك طبيبات لا يستطعن ملء أماكن شاغرة فى المستشفيات بسبب إرتداء الحجاب.
من المضحك أيضا أن البعض ذكر تجارب شخصية "ووردية" لا تصلح للتعميم ، فهذا المقدام تحدث عن بطولاته وكيف إستطاع إقناع النمساويين بعدالة قضيته وكأنه "متهم يدفع ببرائته" ، وذاك تحدث عن صولاته وكيف رسم الإبتسامة على وجوه جيرانه بعد أن أهداهم قطع "الجاتوه"، وهذه تشعر بأنوثتها لأنها تستطيع الإنتخاب بعد إعلانها التمرد على المطبخ الخ...
ما يصعب فهمه هو لماذا يشعر البعض "بالدونية" ويلجأون للتزلف والتملق مع أنهم يتمتعون بمساحة حرية لابأس بها تخولهم الحصول على حقوقهم كما كفلها الدستور باعتبارهم "نمساويون جدد" ، أو هكذا يتم تصنيفهم !!! وأن التشدق بالمساواة المزعومة لا تتحقق فقط بالحصول على فتات المعونات الإجتماعية والتأمينات الصحية ومنزل من البلدية وقبور يدفنون فيها .
ومن جهته دأب رئيس الهيئة الاسلامية الرسمية بالنمسا المنتهية ولايته أنس بن حسن الشقفة ،على التلويح بيديه أثناء مداخلته، تارة يمينا وتارة شمالا وهو "يغرد خارج السرب "ويضع باللائمة على مسلمى النمسا ويتهمهم بالتقاعس عن الذهاب إلى صناديق الإقتراع . على إعتبار أن النعيق الكريه المتزايد للأحزاب اليمينية المتطرفة فى النمسا يتحمل وزره تقصير المسلمين .
أما بالنسبة لخطيب مسجد الشورى بفيينا عدنان إبراهيم ، أحد الضيوف الرئيسيين ، فقد لاحظ الكثيرون بأن الإرتباك تملكه وشحب وجهه أثناء تسليط كاميرات قناة الجزيرة ا"لمرعبة" عليه ، التى على ما يبدو نالت منه ، وظهر وكأنه فى جلسة محاكمة علنية ،خلال رده على سؤال لغسان بن جدو . مع أن هذا الإمام معروف عنه بحسب أتباعه بأنه مفوه ، يأسر عقول رواد مسجده بخطبه "الممتعة".
0 comments:
إرسال تعليق