في المصري اليوم الذي يملكها رجل الاعمال القبطي بتاريخ امس 30 نوفمبر كتب يوسف زيدان مقالاته عن فتح مصر باسلوب تهجمي واستعلاء علي الاقباط واعرج علي الكنيسة القبطية ودعاها بال يعقوبية وقد سطرت ردا عليه في مقالين الاول بعنوان لاتلومن الكنيسة والثاني لمحة عن اليعاقبة ودحضت كل ترهاته بالموثقات والمراجع .
وحقيقة الذي استفزني ليست معلوماته المغلوطة والذي يعلمها عنه الكثير ,والتي تخلو دائما من الدليل والبرهان ولكن الذي استفزني بحق تطاوله واستهزائه في تناوله كل مايمس الاقباط واللغة القبطية حيث يسخر منها ويعتبرها لغة مزعومة ويصفها بالسبهللة .وكنت انوي عدم الرد علي بهتانه وتزييف الحقائق ,ولكن طريقة استهجانه تجعلني في موقف المضطر للرد علي مهاتراته ..واود قبل الرد علي كتاباته الغير موثقة ان اعرض امام القراء جزءا من كلامه عن اللغة القبطية في مقاله الرابع واكتفيت بالجزء ا لخاص بموضوعنا هذا واستقطعته من مقاله الطويل والممل واغلبه مكرر ومقرر في المرحلة الاعدادية وحقيقة ان كلامه لايرتقي علي هذا المستوي .
يقول رجل المخطوطات "الاشهر" : أما فى اللغة المصرية القديمة، التى تطورت كثيراً حتى وصلت إلى المرحلة التاريخية التى سبقت، وتزامنت، مع (دخول) المسلمين إلى مصر بقيادة عمرو بن العاص. وهى اللغة المسماة اليوم، بشكل سبهللى غير دقيق: اللغة القبطية (بالمناسبة: سبهللة كلمةٌ عربيةٌ فصيحةٌ)..انتهي
كما ذكر في مقاله الثالث من سباعيته العجاف هذه العبارة التي تدل علي جهله :
الآرامية (السريانية) لغة واليونانية لغة والعربية لغة... أما هذه القبطية المزعومة فهي ليست لغةً أصلا، وإنما هي طريقةٌ في الكتابة، لجأ إليها المصريون (الوثنيون) بعد الاحتلال اليوناني لمصر واستقرار الحكم البطلمى فيها، وهى كنظام كتابة (ملفق) تضم أربعة وعشرين حرفاً يونانياً، وسبعةَ أحرف مصرية قديمة."
وحقيقة استرعي انتباهي كلمة سبهللة واعرف معناها الدارج لكن ربما يكون لها معني اخر في فكر" عالم" او مفكر عربي فرحت افتش عليها في المعاجم العربية فوجدت معناها كالاتي :
يقول ابن الأثير: السبهلل هو الفارغ الذي ليس معه من عمل الآخرة شيئ. يقال: جاء يمشي سبهلل إذل جاء وذهب فارغا
بالفصحى : سبهللة وبهللة من البهل والإبهال والاستبهال، وهو إهمال الأمور وتركها تجري لحال سبيلها، وترك حبلها على غاربها، من دون ضابط ولا رابط، ومن دون اتخاذ أية تدابير، وربما كانت السين زائدة.
و اعيد صياغةعبارته عن اللغة القبطية : وهى اللغة المسماة اليوم، بشكل سبهللى اي" فارغة " غير دقيق
ويشبهني كاتبنا بكلمات مماثلة ارجو ان يبحث عنها في مخطوطاته- فهو ناقل وليس باحث و قصاص يلعب في مربع الجنس المشوقة لقرائه وليس اديبا - مثل شرابة خرج –بلاش لكاعة-اسكعك بالقلم- بلط- شلق – تنح- اتمرمط-هلس-مدهول... واكيد ستجدلها معني في مخطوطاتك كما وجدت كلمة سبهللة فالمخطوطات العربية فيها الغث والغير سمين .
وبالرغم انني سطرت سبعة مقالات عن اللغة القبطية نشرت تباعا في عدة مواقع اساسية مثل: الحوار المتمدن والاقباط متحدون والاقباط الاحرار وجريدة البشاير الالكترونية بخلاف العديد من المواقع التي نقلت عن هذه المواقع .
ومادمنا نستخدم كلمة سبهللة فاسمح لي ان اصف مقالاتك بخصوص الكنيسة واللغة القبطية بالسبهللة وهو انسب وصف وادق تعبير بعد الاستئذان من سيادتكو استعارة كلمتك و التي لاتنطبق الا علي مقالات سيادتكم المسبهللة .
وأوضحت بالتوثيق الدقيق ومن ثقات المؤرخين متانة اللغة القبطية كباحث في دررها المكنونة , والتي رغم اضطهادها العنيف الا انها بقيت بصماتها واثارها بقوة في اللغة المصرية الحديثة التي نتكلمها حاليا بنحوها وصرفها وتراكيب جملها ويتكلمها الدكتور يوسف زيدان طوال اليوم حتي في حجرة نومه و يتنكر لها .
وظني ان مايقوم به زيدان من طمس الحضارة القبطية والتنكر للغة القبطية هو نفس الدور الذي قام به الجهلاء الاغبياء في سابق العهد وهما الوليد بن عبد الملك الاموي عام 705م حيث قام بالغاء اللغة القبطية من الدواوين الحكومية لمحها بعدم استخدامها وهذه شيمة الجهلاء .
والخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله طفل المحتل الغبي ( 996 – 1021 م ) الذى اصدر أوامر مشددة بإبطال استخدام اللغة القبطية تماما فى البيوت و الطرقات و المدارس ، و معاقبة كل من يستعملها بقطع لسانه كما أمر بقطع لسان كل أم تستخدم تلك اللغة مع أولادها فى المنزل .....وحسبي ان السيد زيدان ثالثهما بلا منازع .
هل يعلم السيد زيدان انه يوجد قسم للقبطيات (كوبتولوجي) في اغلب جامعات العالم المتقدمة واكرر المتقدمة وبها كراسي واقسام ومركز ابحاث للقبطيات.
وهل يعلم سيادته ان مكتبة نجع حمادي القبطية التي اكتشفت عام 1945 م وبها 1200 بردية تقريبا مكتوبة بالقبطية تم ترجمتها وتحقيقها عدة جامعات ومراكز عالمية لهم الباع الطويل في اتقان و قواعد وصرف وادبيات اللغة القبطية.
هل يعلم السيد زيدان انه في شهر مايو الماضي في مدينة لايبزيج كان هناك مؤتمراً دولياً لعلماء "القبطيات" ولم يكن بينهم عربي واحد والغريب فعلاً ان الجامعة العبرية في إسرائيل تعمل مع جامعة لايبزيج منذ اكثر من 11 عاماً في مشروع قاموس اللغة القبطية لانها المفتاح الوحيد للهيرغلوفية التي لم تفك شفرتها كاملة حتى اليوم. لقد صدر عن مجموعة العمل حتى الان اكثر من 13 مجلداً وبالرغم من ذلك لم ينتهي العمل بعد.
وهل يعلم الدكتور ان اللغة المصرية العامية الحالية التي نتكلمها الان امتدت وتطورت من القبطية في ثوب الحروف ( العربية) وفرضت بتراكيبها اللغوية علي اللسان المصري وعلي اللغة المصرية الدارجة التي نتحدث ونكتب بها الان, بل استطاعت في كثير من الاحيان ان تزيح اللغة العربية من امامها لتحتل مكانها... (بيومي قنديل في حاضر الثقافة)
ويسعدني في هذا الصدد ان انقل هنا جزءا من مقال الباحث المحترم والكاتب الجزائري المستنير ياسين تملالي في الحوار المتمدن : ....ويضيف زيدان، بلهجة الواثق من نفسه: "الآرامية (السريانية) لغة واليونانية لغة والعربية لغة... أما هذه القبطية المزعومة فهي ليست لغةً أصلا، وإنما هي طريقةٌ في الكتابة، ....
صحيحٌ أن استخدامَ القبطية محصورٌ في طقوس العبادات المسيحية في مصر والمهجر، لكن هذا لا يكفي لإثبات أنها، كلغةٍ "خرافةٌ تكررت في السنوات الأخيرة على مسامع المساكين"، وإلا لكانت اللاتينية خرافةً بحكم أنها لم تعد حتى لغة طقوس دينية. قد يكون الوهمُ هو الإيمانَ بإمكان إحياء لسان لم يعد اللسان الطبيعي لأحد عن طريق توسيع استعماله وربط وجدان الأقباط به (أقول "قد يكون" لأن التاريخ عرف حالةً تحولت فيها لغةٌ، هي العبرية، كانت في حكم الميتة إلى لغة حية بفضل سياسة إرادية طورتها ووسّعت استعمالها وربطت وجدانَ يهود إسرائيل بها). قد يكون هذا هو الوهم، لكن القبطية، بما لا يقبل الشك، لغةٌ حقيقية كان المصريون يتحدثونها قبل الفتح العربي وحتى بعدَه بقرون.
ولو لم تكن القبطيةُ لغةً لما ساعدت على فهم الكتابات الهيروغليفية بفضل احتفاظها بخصائص المصرية القديمة، لغة هذه الكتابات. وقد يشهد على أنها لغةٌ لاشعورُ زيدان إذ يكتب في الجزء الثالث من سلسلة مقالاته عن "التاريخ المطوي" (11 أغسطس 2010) : "وبردياتُ (رسائل) قرة بن شريك إلى باسيل معظمها مكتوبٌ باللغة العربية، وفيها بعض الرسائل باليونانية والقبطية (أي المصرية القديمة)" (نلاحظ أنه يعادلُ بين القبطية والمصرية القديمة، مع أن الثانية، في عرف الألسنيين، هي أمّ الأولى ومصدرها).
لا ارتباطَ بين القبطية والدين المسيحي، يقول لنا الكاتب، (وبصورة أعمّ، لا ارتباطَ بين اللغات والديانات، كما أكدّ في محاضرة له بالإسكندرية في أواخر مايو 2010). نِعْمَ القول، لكنه يناقضُه ما إن تدعوه إلى ذلك دواعي الجدل، فيحاول أن يُقنعنا بأن بعض الصيغ اللغوية "إسلاميةٌ" خالصة، ويسخر من استخدام أحد خصومه الأقباط لها. نقرأ في الحلقة الـثانية من سلسلة مقالاته المذكورة (4 أغسطس 2010): "هدّدنى كبيرهم هذا (المعروف) مستخدما في تهديده الصيغ العربية-الإسلامية، من نوع : إن غداً لناظره قريب . هل هذه العبارة "إسلاميةٌ" ؟ لا، إذا رجعنا إلى ما قاله لنا عن سخافة ربط اللغات بالديانات. أضف إلى ذلك أنها، حسب المصادر العربية، استُخدمت أول مرة في بيت شعري ("فإن يَكُ صدر هذا اليوم ولى/فإن غدا لناظره قريب") أُنشده أمام النعمان بن المنذر (وهو شخصية عاشت قبل الإسلام) أحدُ سجنائه (و"على فكرة"، كما يقول المصريون، تذكر ذاتُ المصادر أن الحدثَ الذي ارتبط به هذا البيت كان سببَ اعتناق هذا الملك الدينَ المسيحي).
لزيدان أن يدفعَ عن نفسه تهمةَ ازدراء المسيحية وأن يُحَذّرَ من امتداد يد الرقابة الدينية لخنق حرية التعبير، وله أن يعتقدَ أن إخراجَ اللغة القبطية من الدائرة الكنسية إلى دائرة الاستخدام اليومي وهمٌ ما بعدَه وهم، لكن ليس من حقه، وهو يخوضُ في موضوع اللغات وتاريخها ووظائفها ونظم كتابتها، أن تلهيه متطلباتُ الجدل البلاغيةُ عن تمحيصِ ما يقدمه لقرائه من معلومات في هذا الميدان العلمي
يقول العلامة شيّن M. Chaine يسجل رأيا جديدا فى مقال له عن اللغة الوطنية الشعبية لمصر القديمة ( نُشر فى المجلد الثالث عشر لمجلة جمعية الآثار القبطية بالقاهرة ،صفحات 179– 190)
و يؤكد فيه على أن اللغة المصرية و اللغة القبطية كانتا متعاصرتين و موجودتين معا منذ أقدم العصور ، و يقدم دراسة مستفيضة لقواعد اللغتين يستخلص منها أن اللغة المصرية لم تكن لغة تخاطب ، و أنما هى مأخوذة عن القبطية – باعتبار القبطية هى الأصل – و قد صيغت بحيث يقتصر استخدامها من جانب الكهنة و الكتبة فى الكتابة فقط أي أن اللغة المصرية لغة صاغها بعض المصريين الناطقين بالقبطية لهدف الكتابة بها فقط ، و ظلت معرفتها محصورة فى دائرة الكتبة وحدهم دون عامة الشعب .
يكتب المقريزي ، و هو المؤرخ العربي الشهير ،المتوفى سنة 1441 م فى كتابه "الخطط و الآثار " فيقول ( فى المجلد الثاني ، صفحة 507) ضمن حديثه عن دير موشه ما يلى :
"والأغلب على نصارى هذه الأديرة معرفة القبطي الصعيدي وهو أصل اللغة القبطية،وبعدها اللغة القبطية البحيرية. ونساء نصارى الصعيد وأولادهم لا يكادون يتكلمون.إلا بالقبطية الصعيدية. ولهم أيضا معرفة تامة باللغة الرومية".
وعند كلامه فى نفس الكتاب (الجزء الثاني ، صفحة 518)عن دير درنكة يقول :"ناحية ادرنكة هى قرى النصارى الصعايدة. و نصاراها أهل علم فى دينهم وتفاسيرهم فى اللسان القبطى".
و يقول عالم المصريات الشهير ماسبيرو فى محاضرة ألقاها بنادي رمسيس فى 19 نوفمبر 1908 م عن " صلة المصريين الأقدمين بالمصريين الحاليين":
" ولكن من المؤكد ان سكان صعيد مصر كانوا يتكلمون ويكتبون باللغة القبطية حتى السنين الأولى من القرن السادس عشر فى أوائل حكم الأتراك . ويؤخذ من بقايا كتابات ذلك العصر ان العنصر القبطي كان لم يزل قويا محترم الجانب فى تلك الأنحاء . ولم يمر قرن ونصف قرن فقط حتى قدم سائح فرنساوي فى أيام لويس الرابع عشر( 1643 – 1715 م ) الي أخر كاهن قبطي يجيد التكلم باللغة القبطية والمرأة العجوز التى تنازعه ذلك الامتياز المحزن. ومن ذلك الوقت أصبحت القبطية لغة الطقوس الدينية فقط " (جرجس فيلوثاؤس عوض، المجلة القبطية، السنة الثانية، صفحة 12).
و يذكر الرحالة الألمانى الراهب الدومينيكانى فانسليب فى كتابه المترجم إلى الإنجليزية بعنوان :"حالة مصر الحاضرة أو رواية جديدة لرحلة حديثة لتلك المملكة " تمت عامي 1672- 1673 م ، و المطبوع فى لندن سنة 1678 م ، انه وجد بين الأقباط من يتكلم لغته لغة البلاد الأصلية أي اللغة القبطية.
والذي يدهشني بحق ان كل المؤرخين بلا لستثناء وعلماء السانيات اقروا جميعا بلا خلاف ان اللغة القبطية هي الطور الثالث للغة المصرية القديمة وتلي اللغة الهيروغليقية والديموطيقية واتحدي السيد زيدان لو وجد خلاف ذلك من المؤرخين المعروفين اقباط او مسلمين او مستشرقين او اجانب كل العلماء ايدوا هذا القول باستثناء سيادتك هل لانك ديك البراري والاوحد يارجل اتقي الله ....اسمع ماقاله الاستاذ الكبير والكاتب الالمعي احمد عبد المعطي حجازي عن اللغة القبطية في اليوم السابع بتاريخ 15 -10-2008 بعنوان" القبطية لغتنا ... والعربية ايضا" استقطع جزءا من مقاله الطويل الرائع الذهبي "اعتبار القبطية لغة المسيحيين تعصبا والأشد منه إعتبار العربية لغة خاصة بالمسلمين
العقيدة القبطية تأثرت بالعقيدة الفرعونية.. والإسلامية تأثرت بهما معًا
المنطقة العربية موبوءة بالطغيان والمتاجرة بالدين والتستر وراءه لقهر العباد
حين ينكرون أن اللغة القبطية كانت لغة المصريين القومية فى العصور التى سبقت انتشار لغة الفاتحين العرب لا يثبتون إلا جهلهم واستعدادهم لإنكار الحقائق الثابتة إذا تعارضت مع أهدافهم وخططهم، ولا شك فى أن اللغة القبطية كانت لغة المصريين قبل أن تحل محلها اللغة العربية."
ودعني قبل ان انهي مقالي اوضح لك معلومة قد تكون غابت عن فكرك بخصوص ال24 حرفا يونانيا كتبت بها القبطية واعتبرتها مزعومة وملفقة , ولكن عند العارقين والفاهمين احتسبوها حكمة بالغة وفكر متقد للاقباط وهذا ماقام به زعيم تركيا كمال اتاتورك عام 1928 بكتابة الحروف العربية المستخدمة في تركيا الي كتابتها بالحروف اللاتينية والاصح جرمانية. وايضا مانادي به الافاضل عميد الادب العربي د. طه حسين وتيمور وسلامه موسي بتحويل حروف الكتابة العربية الي اللاتينية حتي تواكب التطور والحداثة والمصطلحات الجديدة والتي لاتجد لها مكانا في اللغة العربية المحدودة فنكتبها كما هي بلغتها الاصلية ويتعذر تعريبها بنانا .
ثم اخير اهمس في اذنك ان كنت تجد مهللين لكتاباتك فليس هذا نجاحا ولكنه انتكاسا لانه لايوجد بين هؤلاء مثقف او متعلم او دارس, وليتك تعلم ما يقوله الكتاب الاجلاء عنك و,لكن ذكائك العربي وتهليل المسبهلين جعلك عالما بين الاقزام .
واطلب من الله ان يعطيك حكمة لتكتب لنا الكلمة الطيبة والامينة التي تبعث الامل في قلب مجتمع ساخط ووطن يعيش علي بركان
0 comments:
إرسال تعليق