وتنتصر فلسطين/ سري القدوة


كم هو مؤلم ومحزن الانقسام الفلسطيني .. وكم كان عارا يلاحق هزائمنا .. وكم كان شكل الفلسطيني متناقضا وهو يتابع حالة الانقسام .. وكم كانت أيامنا سوداء وحياتنا لها طعم المرارة ونحن نتجرع آلام الانقسام السوداء .. فقدنا البوصلة وأصبحت بندقيتنا ضالة للطريق .. تناقض النقيض فينا وأصبحنا مهزومين وفرضت علينا شريعة الغاب .. تمزق الجسد الواحد .. وضاعت لحظة الحقيقة .. اسودت الدنيا وعشنا بظلام اسود .. بكينا دما وتألمنا ومرت لحظات كأنها الدهر كله .. كم كان الخوف من المجهول مؤلما .. وكم كان الاشتياق للقاء فيه طعم الحرية والحياة .. وكم أم بكت على فراق الحبيب .. وكم تألم المصاب والجريح وكم ارتعشت الأيادي الحرة النظيفة .. وكم خفنا علي فلسطين القضية والشعب والعنوان .. وكم كنا حريصين كل الحرص على أن نصل إلى لحظة الحقيقة .. كم هيا شمسك يا وطني مشرقة .. يا وطن الأحرار تكامل وانتصر على الجراح .. يا وطن الشرفاء تكامل وانتصر لهؤلاء الذين أناروا الطريق بدمائهم للأجيال القادمة لمن صنعوا من أجسادهم جسورا العودة والتحرير .

إن حالة الانقسام التي عايشها الشعب الفلسطيني بكل تناقضاتها لا يمكن أن ينساها أي شخص حيث لا يوجد إنسان فلسطيني أينما كان سواء في الشتات أو غزة أو الضفة أو داخل الخط الأخضر إلا وعاني من جراء الانقسام ولكل شخص حكايته وتفاصيلها المختلفة ومعاناته الصعبة التي عكرت صفوة الحياة الفلسطينية .

إن الشعب الفلسطيني كل الشعب بدون استثناء احد كان يعاني ويلات الانقسام الأسود ونحن تحت الاحتلال كان لدينا حكومتين ووزراء للحكومتين والمواطن ضاع بين متاهات وأروقة الانقسام فكتب عليه ان يتألم ويزيد من معاناته مع استمرار وإطالة فترة الانقسام الفلسطيني .

لم أتطرق هنا إلى تفاصيل الماضي وآلامه أو اللحظة التي كانت سببا لاستمرار الانقسام ولكن وبالتأكيد كان هناك جنود مجهولين وإخوة عرب وأحرار شرفاء حاربوا الانقسام , فالتحية لهم جميعا التحية إلى كل من ساهم في إنهاء الانقسام الفلسطيني .. التحية إلى أسرى الحرية في سجون الاحتلال الإبطال الذين كانوا دائما وأبدا ضد استمرار الانقسام .. تحية الي هؤلاء الفرسان الذين كتبوا وثيقة الأسرى وثيقة المصالحة الأولي وكانوا الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها كل المؤامرات .. التحية إلى الشهداء الإبطال الذين ضحوا بدمائهم وكانوا اشرف منا جميعا ودفعوا حياتهم من اجل فلسطين .. تحية إلى فلسطين كلها شبابا وشيوخا ونساء التي حاربت الانقسام وانتصرت .. تحية إلى شباب فلسطين الذين خرجوا ضد الانقسام .. تحية إلى المرأة الفلسطينية التي حملت علم فلسطين في كل الساحات وصرخت ضد الانقسام .. تحية إلى الجنود الأبطال الذين ساهموا في توقيع الاتفاق والي من صنع لحظة الحقيقة ..

إنني هنا سأكون أكثر تفاؤلا وسأنتصر علي آلام الماضي ( ....... ) وامضي إلى الإمام , لم أتطلع إلى الماضي بكل جوارحه .. سأنتصر إلى فلسطين .. وأقول شكرا لكل فلسطيني حارب الانقسام وانتصر .. والي الإمام نمضي معا من اجل فلسطين التي أحببناها والتي أمضينا عمرا من اجلها وسهرنا وعملنا سويا من اجل هذه اللحظة التاريخية العظيمة التي نشهد فيها وطننا موحدا قويا .. لن نسمح لكل من كان ان ينتزع وحدتنا أو يعكر فرحة الوحدة , ولتخرس كل أصوات الفتنة ولتقطع السن المنافيين تجار الدم , ولتعيش فلسطين حرة عربية .

أن التاريخ لم يرحم كل من يساهم إعاقة تنفيذ اتفاق الوحدة وسيلاحق التاريخ الخونة الذين يلهثون وراء رغباتهم في إطالة عمر الفتنة وستحرقهم نار جهنم حيث ارتضوا علي أنفسهم أن يكونوا ..

إن كل فلسطيني وطني وقف موقف صادق كان ضد الفتنه وحاربها وهؤلاء الجنود الذين يدافعون بصمت عن وحدة الوطن من كل فصائل العمل الوطني نقدرهم اليوم فان شعبنا الفلسطيني ينتظر هذه اللحظة التاريخية الهامة التي أعلن فيها عن التوصل إلى اتفاق لإنهاء حالة الانقسام فانتصرت فلسطين , انتصر الحق علي الباطل وانتصرت الإرادة والعزيمة علي الأنانية والمصالح الحزبية الضيقة .

رئيس تحرير جريدة الصباح - فلسطين

CONVERSATION

0 comments: