مأدبة المبدعة منية عبيدي و"نورمان فيركلاف" يحضرها ثلّة من التنويريين التونسيين/ رجاء محمد زروقي

مأدبة المبدعة منية عبيدي و"نورمان فيركلاف" يحضرها ثلّة من التنويريين التونسيين وضيفها د. محمد خطابي من المغرب

 و.. كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة تونس تلبس حلّة فيروزية فكرية احتفاءً بازديانها برسالة دكتوراه للأستاذة المبدعة منية عبيدي بملاحظة مشرف جدا تستسقي بألِيل نميرها وتستظلّ بفيء عبيرها المدونة العربية
**--**--**
"دون كلمات أو كتابة أو كتب لم يكن ليوجد شيء اسمه تاريخ ولم يكن ليوجد مبدأ الإنسانية" / هرمان هسه  /                                          
هي امرأة من العيار العربي البيلساني قوية الاعتدال .. ذات طرف جميل فائق الكمال .. إن تكلمت أقنعت .. وإن خاطبت أفحمت .. تعتصر من كروم الفكر فتقنعك شبعا وريا ، وتعجن من طحين العقل فتضيئك من أخمص الوطن إلى ذؤابة الثريا .. 
إسهاما منها في إثراء موروثنا الفكري العلمي والثقافي ، وإيمانا منها بإبراز القضايا العربية وإدراكا منها بأن لكلّ ظروف حضارية إنسانية فكرية اقتصادية سياسية واجتماعية لها فلاحوها  ، جنودها ، أقلامها وألسنتها ، ويقينا منها بأن المحاولات والخبرات والتجارب الإنسانية امتداد للتواصل وبأن اللّغة أداة الخطاب للتواصل والجسر الموصول بين الفرد والمجموعة كما بين الأمم ..
أبت إلاّ أن تحمل رفشها وانهمكت بحقل البحث العلمي والتاريخ العربي انطلاقا من أحداث الثورة التونسية شاهرة مكشافها العلمي والفكري والثقافي لإضاءة جوانب ممّا شهد تاريخنا ويشهد ..وأنجزت خطابا بالغ المستوى الإنساني محافظا وفيا لأصوله متعمقا متجذرا في عيون عصره مؤتلفا مع الماضي معتنقا قضايا الحاضر ، خطابا مستفيضا باسطا نفوذه على نسيج القضايا الاجتماعية معلنا الأصالة والمعاصرة واستمرارية ثمين جواهر الفكر ونفيس ذخائر العقل ، لقد خططت ودبّرت بأن لا يحدّ منجزها إطار نظري واحد لفتح باب الحوار والتداول والمناقشة ..
فكانت مناقشة مستفيضة على مدار الزمن المخصص لهذه الأطروحة  وكان تطرقها تطرقا حدثاويا ذكياّ وتجربة إبداعية فكرية علمية بتقنيات تعبيرية ووقفات موضوعية مختلفة ارتكزت على أعمدة متعددة سواء كانت فكرية أو إيديولوجية مؤسسة بذلك "الخطاب  الإعلامي من منظور التحليل النقدي  للخطاب" فانتهجت منهجا خاصا بمعايير متماسكة متمايّزة تنصهر وتتلاقح فيها الرؤى الفكرية والثقافية والاجتماعية لتولد صبغة جديدة على الخطاب الإعلامي ذي خصوصية هامة وأبعاد إنسانية خالصة ..
وبهذا التأمل الذكي والوعي الحدثاوي المتزن اكتسب الطرح صبغة علمية فكرية أدبية جيّدة وجديّة أعطت ثمارها وآتت أُكلها ..
 طرح جديد متفرد بشكله ومضمونه لتعميق الوعي وإيقاظ الفكر بلون حيوي ومحوري تتشكل به قضايا الحضارة العربية والأكثر من هذا أن ما غلّى زيته وذكّى فتيله هو ما طرأ على العالم العربي من تغير حاسم ومشهد ساخن أثناء ثورة الربيع العربي أنشأ عدّة رؤى وتصورات لم تكن قط مطروحة من قبل على رقعة الخارطة الفكرية قصد تعرية حقيقة صراع الأمة العربية مع السلطة الغاشمة وفرض قدرتها على فك أسرها من الأنظمة المعادية للقضايا التحررية ولسيادة الشعب ..
خطاب قبض على لحظات تاريخية إنسانية متوهجة استنطق فيها وجدان الأمة وكلّ ما يتصل بقضاياها الفكرية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية لتأكيد ملامح الهوية العربية .. 
 وإن هذا التمحيص وهذا التدقيق والتمعن في هذا المنجز الخطابي يحيلنا إلى عدّة أسئلة منها: *ما مدى إسهام اللّغة في منهجية الخطاب الإعلامي والتحليل النقدي ..؟
*ما هي العلوم التي تخضع للتحليل النقدي للخطاب ..؟
*وكيف للتحليل النقدي للخطاب أن يجمع بين التنظير والإبداع ..؟ كما تجلّى في طرح الأستاذة منية عبيدي إذ جمعت من كلّ خامات الجمال بطرف فكانت المفكرة والأديبة والباحثة  تحت غطاء التحليل النقدي للخطاب"
Critical Discourse Analysis 
 فطلعت علينا بتشكيل بليغ وطرح بديع أضاؤوا زواياه ولمّعوا خفاياه كلّ من السادة الأفاضل محمد صلاح الدين الشريف:  رئيسا
خالد ميلاد : مقررا
هشام قلفاط: مقررا
عبد السلام عيساوي: عضوا
محمد خطابي: مؤطرا
محمد الشاوش: مؤطرا 
وإنني لينحني قلمي لهم انحناءة  .. هم كفؤها وأحييهم بتحية هم أهلها .. وأرجو أن يكون مأذونا لي بأن أتقدم لهم بالشكر والولاء لدعمهم الموصول للنشاط الفكري العلمي والمعرفي والسعي الحثيث لامتداد هويتنا الثقافية التونسية العربية محافظين على ذاتيتها وأصالتها محترمين مراعين أسلوب الطرح ومنهج تناوله والذي يختلف من زمن إلى آخر ومن مناخ اجتماعي إلى آخر  وبهذا محققين إضافة إلى ميراث الإنسانية محافظين على الذاكرة الحضارية ..
 مع تحيات الشاعرة التونسية رجاء محمد زروقي وكلّ شروق عيد وأنتم للعيد أنواره ..
لمواقيت نفحات الضياء  معياره .. ولحمرة خجل الشفق اخضراره ..

                                                       **  الشاعرة التونسية رجاء محمد زروقي

CONVERSATION

0 comments: