فوق الخوف/ عـادل عطيـة

قال أحدهم: "لقد رأيت مرة من المرات مشهداً عجيباً في سيرك للألعاب البهلوانية، حيث حاول أحد الرجال المدربين على التصّويب الدقيق وإصابة الأهداف بمهارة، أن يُظهر مهاراته في هذا المضمار، فوجه مقذوفة نحو شمعة مشتعلة وضعتها زوجته على رأسها، ومن مسافة بعيدة، أطلق المقذوفة، فأسقط الشمعة إلى الأرض دون أن تصاب زوجته بأي أذى، فسألتها بعدها: هل كنت تشعرين بالخوف وأنت في هذا الوضع، فأجابت بلا تردد: لماذا أخاف؟..؛ فإن زوجي كان يصوّب مقذوفته للشمعة، وليس لي.
فكرت في ذلك، وأنا أشاهد هؤلاء الذين لا يصلحون لأي مهنة في الأرض، أو السماء، سوى: "الموت".. وهم يصوّبون بيد معصيتهم وغرورهم كل مقذوفات البغض والشر، ومحبة الذات إلى أقصى حدودها، بإتجاه أولئك الذين لا يحملون سوى: شمعتهم المضيئة، وصليبهم الذي لا يزال يقطر بشهادة الفم، وشهادة الدم.
هاهم الأقباط، يدفعون كل شئ، من أجل وطنهم الذي يُقتحم لرفضه للفاشية الدينية، والسياسية!
ها هم يواجهون صرخات نداء الموت، بالإصغاء لنداء المزامير!
ويواجهون أبواق البغضاء، بأناشيد: "نحن نغفر"!
وبينما هم يرون كنائسهم تحترق، يخلعون نعالهم أمام عليقتهم المشتعلة، ويصغون لبكاء الله، القريب من أوجاعهم!
وبينما تُنزع ممتلكاتهم عنهم، يعلنون: بأنهم يقدمون ما لا يستطيعون أن يحتفظوا به؛ ليربحوا ما لايمكن أن يفقدوه!
وبينما يُذبح أحد من أحبائهم، يبشرون: بأن ذبح شخص لا يمكن أن يقضي على إنسان أصبحت حياته جزءاً من الأبدية!
ومع أن الخوف الذي لا يصل إلى حد الجبن، حق إنساني، إلا أن الخوف لم يمس بعد قلاع قلبهم، وإرادتهم.. ولسان حالهم: "لماذا نخاف؟".. فلا خوف في المحبة، ولا محبة بلا خوف على هؤلاء الذين لا يزالوا  يتوعدون بقايا سيفهم، ويحاولون الاختباء من دعوة المحبة بين الأسلحة!...
**
طبّاخ الإرهاب
بعد إطلاق النار على مبنى البحرية الأمريكية بواشنطن، نقول: "طبّاخ الإرهاب لازم يدوقه"!...

CONVERSATION

0 comments: