أيا وطني/ رحيمة بلقاس


ناحت الأزقة بدمع الصبر
أيا وطني أأنت ضرير؟
في عينيك صمت ذليل
تحيك الدياجي وشاحات أغلال
وزفرات الريح
تَعِيث النفخ في الأسعار
بالونات امتلأت حتى الاشمئزاز
أيا وطني!
لملم صوتك!
من شهقات الأوجاع
فِضْ نهرا!
يشق أعتاب الروابي
إلى متى نصب الماء في الغربال؟
طفحت غبشة الظلام
فاض كيل الجراح
كستك قَتَّامة
فتهت عن درب الاخضرار
وماتت النضارة في مروجنا
لتعم فوضى الاكتئاب
انسدلت السرمدية هنا وهناك
حيث الحاكم قدسيّ
والسطور بدم الأزهار
لا تزيحها الأمطار
ألا تعقلون يا أولي الألباب
الغباء خير دواء
ما فاز إلا معتوه
ونائم في خواء
نعمة لا يفقهُها أحد
إلا من أدرك سر الهبة والهباء
أيا وطني هيت لك!
منَّ عليك الإله، ببلاء
تزدحم الساحات
بالعمى
وبانهمار يفتعل هطولا،
بجهالة
أصابتها وخزات شوكة ظرف،
سرعان ما ستجرفها أضواء.
هِمْتُ في عيون الشوق
وينابيع الهديل
تبرعمت بالأمل جذلى
تألقت بوميضها الشهي
فثارت ثائرته
تستل السيف المشحوذ
لتصرع الليل الأثين
أيا وطني!
توشوشك الروح
تعاندني ميم مطر
منهمرة في المسايل
والصبح في انتظار طائها مددا
والراء آتية غيثا
و غوثا للأمل
أيا وجه الفرح القادم!
عذبة هي جراحك!
لذيذة هي معاناتك!
والقلب مفعم
بسناك
والنور ساطع
برباك
أيها الثلج المتلألئ بقممك الشماء
ناولنا ورودا بيضاء
ننسج منها شموسا
ونضعها على الشفاه
علّها تبتسم

CONVERSATION

0 comments: