1- التسامح هو منع النفس عن التدخل في شؤون الغير وآرائه حتى لو قام بأفعال منفرة وتعد آرائه مرفوضة أخلاقيا.
2- فضيلة التسامح تكمن في قبول الآخر كماهو واعتبار وجوده مع الأنا أمرا جيدا أخلاقيا بالنسبة الى الانسانية والتعددية.
3- التسامح مع الشر المتأتي من الانسان غير المتسامح وتحمل الأذى الصادر عنه هو شر يكاد يساوي في خطورته ارتكاب الذات له.4- لا تكفي قوة الدولة القانونية لمواجهة عنف الآخر بل ينبغي التعويل على القدرات الفردية للأشخاص على الجنوح الى السلم والتسامح.
5- الحرية هي العض على حديد العبودية.
6- المفارقة أنه من هذا الحصار المضروب على حرية الانسان وهذا البؤس المطلق يخرج الكمال التام للحياة والفرح.
7- امكانية الكائن الانساني في نشر ماهو انساني مميز فيه بشكل كامل تصطدم بعجزه عن الالتزام بإمكانية انسانية واحدة فتفضيل البقاء على قيد الحياة يدفعه دوما الى ماهو غير انساني أو الى ماهو مضاد للإنسانية.
8- الانتماء السياسي الى القوى الشعبية والمسار الثوري هو نقطة حاسمة لاجهاض مشاريع الردة والالتفاف والسير مع حركة التاريخ وبها الى الترقي والتمدن بشيء من الشجاعة والوضوح.
9- لا يمكن الكلام على الديمقراطية والحريات والحقوق دون تأمين الحد الأدنى من التدابير الوقائية لحياة الناس وصحتهم وسكنهم وتعليمهم وتنقلهم وغذائهم.
10- طالما أن وسائل العيش تقع في قبضة سماسرة الأسواق ومضاربي البورصة أثناء نقله من المصنع والحقل الى طالبيها يبقى التفاوت الاجتماعي بين الأغنياء والفقراء صارخا وقائما.
11- افساح المجال أمام الطاقات الشابة والنساء التي ساهمت في الثورة يعني قيادتها الى اختراع تعابير جديدة في العمل النضالي تترجم روح العصر وتنهل من طاقة العالم الحي.
12- لقد علمتنا الحروب والفتن أهمية الانتماء والتموقع وأخذ موقف ولكن الانتماء أجبرنا الى البحث عن الاستقلالية الذاتية والوفاء للوطن.
13- نحن نحيا في زمن لاأخلاقي جدا بالمقارنة مع الوعي الأخلاقي الذي كان الناس يمتلكونه في القرون الماضية.
14- لما يريد المرء أن يبدع نموذجا للإنسان خاص به لابد أن يضع نصب عينيه أنه مسؤول أمام الله وأمام نفسه وأمام الآخرين وأن يحذر من ابداع شيطانا لا انسانا.
15- يجري تسويق الأمور بأن الدور الذي يخص الشعب في المنعطف التاريخي قد انتهى وأن المسألة هي بيد الربان وأنه هو الذي يقرر الوجهة وساعة الانطلاق وسرعة السير الى المبتغى وأن البقية هم مجرد ركاب في الرحلة لا غير.
16- ستكون انسانا حرا وتحرز تقدما عظيما مادمت وسط صراع البشر من أجل الاستحواذ على الحقيقة والانتصار الى الحق والخير والجمال والعدل.
17- معاملة الناس بمثل ما يحبون أن يعاملوا به يعني المحافظة على حقهم الخاص في الاضرار بأنفسهم.
18- لجوء المرء الى العنف لمواجهة عنف الآخر يعني الدخول الى الحلقة المفرغة لمقابلة الإساءة بالإساءة وهذا المسلسل لا ينتهي إلا بتغليب الحق على القوة.
19- قد لا يكفل العنف اللامشروع تحقيق السيادة وقد لا يضمن حق الحرية التمتع بالمواطنة.
20- المبادئ الأخلاقية العليا للتعقل تقدم خلاص للعالم من نفق العنف المؤسس.
21- لا يبرر العنف نفسه بأنه رد فعل على عنف الآخرين بل بكونه محارب لكل عنف خارج القانون.
22- بقاء المجتمع واستمرار النظام رهين السيطرة المنهجية على الدوافع والميول والرغبات البشرية التي تؤدي الى الفوضى وتؤجج النزاع.
23- لا تمنع الدولة الأفراد من الاعتداء على بعضهم البعض من أجل الاستئثار بالعنف لنفسها بل من أجل ايقاف اقتراف المظالم و القضاء على الظلم من جذوره.
24- اذا بلغ الشر في الناس حد لا يطاق يظل لجوء الساسة الى العلاج العنيف أمرا خطيرا وفرضية غير محبذة.
25- لا يقدر الكذب على حجب الحقيقة بل يجعلها تنكشف أكثر ولا يستطيع الظلم أن يمنع العدل من التحقق في الأرض بل يجعل الحاجة اليه تزداد أكثر.
26- لا يظهر الشعور بالقيمة إلا تحققت الرغبة في موضوعها الانساني.
27- العنف مدان مهما كانت مبرراته وأشكاله وسواء كان الذي يخرب أو الذين يصلح.
28- القيمة هي ما لم يوجد بعد وما ينبغي ايجاده وإذا حصل ذلك تحولت الى واقع.
29- لا يبقى من العنف غير المذنبين الذين يصدوا والضحايا الذين يرحلوا.
30- العلاقات السياسية القائمة على القوة تفضي الى القول بوجود مصالح مشتركة والعلاقات القائمة على الارادة المشتركة ترى بوجود صداقات متبادلة.
31- العنف قادر على افتكاك أملاك الآخرين والاستيلاء على مواقعهم ولكنهم غير قادر على ايجاد الملكية العامة والمجتمع المنسجم.
32- لكي يحقق المرء لغيره نسبة من الأمل والسعادة التي يحققها لنفسه لابد أن يتنازل له عن نسبة منها ويسعى الى تعميم مبدأ الأمل على الجميع.
33- أن يتصرف المرء تصرفا فاضلا زمن انتشار الرذائل معناه ألا يتصرف بطريقة تلحق الأضرار بالآخرين وتزيد في انتشار الضرر والرذيلة في المجتمع.
34- كلما سعى المجتمع على التصرف كشخص معنوي واحد بحث على ما ينفع جميع الناس ويحفظ كيانهم وكان قادرا على ذلك.
35- الفلسفة الحية ستذوي لو قطعت حوراها مع الأعمال الذي يقوم به الآخرون ولو أمسكت عن الانصات الى عذابات الناس.
36- كل محاولة لتقسيم الهوية الانسانية الجامعة ستنتهي الى السقوط في أوهام الهوية أو تفريخ هويات قاتلة.
37- الموقف السديد على صعيد النظر هو الذي يكون نافعا على صعيد الفعل والحكمة النظرية ولا قيمة لها ما لم تترجم الحكمة العملية الى خيرات للناس.
38- المفكر اللامع هو الذي يعطي القسم الأكبر من حياته للقراءة وليس للتأليف وللكلام الشفوي أكثر من الكتابة التدوينية.
39- يولد الوعي السياسي عند المرء حينما تدفعه الظروف التاريخية والاجتماعية الى التخلي عن قناعاته الأولى الاستسلامية واستبدالها بمواقف أكثر ثورية وراديكالية ويلتزم بها طيلة حياته.
40- لا يكفي أن تكون خطيبا لتكون زعيما أو قائدا بارعا بل الفاعل السياسي العادل هو الأقل ثرثرة والأكثر حكمة.
41- العنف الأكبر الممارس على تاريخ الفكر هو القراءة الضعيفة والمحرفة للنصوص وإيهام الناس بأنها حقائق مقدسة أحكامها قطعية ومناقشتها ممارسة ظنية.
42- بقدر ما يتوغل الفكر في تشخيص الأزمة بقدرما يكتشف أن التجربة التاريخية للشعب أبدت الأزمة وجعلت امكانية معالجتها أمر مستعصيا.
43- أحيانا الخصومات ضرورية للتقدم ولكن يستحسن أن تتحول الى نقد فكري ينبعا من التزام اجتماعي وموقف سياسي.
44- الاعجاب بالفكر لا يعني تبرير ارهاب التاريخ وقبول بامبريالية الحقيقة.
45- كل حركة تقدمية تقطع مع الثقافة الوطنية وهوية الشعب تنتهي الى حركة تقهقرية تذوب في ثقافة الآخر باسم الأممية والكونية.
46- كل حركة سياسية تزعم التجذر في مرجعية دينية تفرض عليها التجربة التاريخية منطقا لادينيا يقوم على المناورة والمصلحة والهيمنة.
47- لغة القوة لا تفيد إلا للعبث أو التمويه ولكنها اللامعقول ذاته.
48- الجانب المتشذر من الذات هو اللاأنا غير الأناني.
49- الفرق بين التوهم الذاتي والتمثل الذاتي أن الأول هو نتاج الخيال التكراري بينما الثاني هو ثمرة الادراك الخلاق.
50- العودة الى الذات تصل الى مستقرها حينما تعود وكأنها آخر غير ذاتها.
51- لا يخسر معذبو الأرض من جراء الثورة سوى أغلال الخوف التي كانت تعيقهم عن الحركة والصورة الخاطئة التي صنعوها عن الحاكم في أنفسهم.
52- الكفاح العام ضد العنف لا يهدف الى احلال سيطرة جماعة من المتسلطين الجدد على جماعة من المضطهدين القدامى وإنما هو يرمى الى وضع حد لنظام اجتماعي قائم على السيطرة وتغيير أهداف الدولة في سبيل احترام الحقوق المدنية.
53- إتمام كل مقتضيات التحرير الانساني يتوقف على المضي في الصراع ضد بنى الاستغلال والإفساد و التبشير بنهاية كل أشكال السيطرة ومحاربتها في جذرها الأول ومبدئها.
54- يراهن النظام السياسي دائما على صورة من المعارضة وشكل من النقد يكونان دائما من صنعه ومحل رضاه حتى يشدا أزره في كل ضيق.
55- لا تكف السلطة عن الممارسة الظالمة إلا بإجراء سياسي يقوم بنزع صفة القداسة عن السلطة نفسها وإلغاء طابعها الطقوسي.
56- من أهم عوامل استئصال الجماعة السياسية للشر هي توفير الشروط القانونية التي تحول دون حدوثه ودون استفحاله اذا ما استشرى.
57- توقعنا تجربة التأسيس في حلقة مفرغة بين خطر الريبية والعدمية والاثبات الوثوقي للقيم المطلقة التي يظل الالتزام بها صعب المنال.
58- التفكير في بناء مجتمع متماسك عن طريق العقد الاجتماعي يظل دوما مطبوعا بالهشاشة ومهددا بالفتن والتصدع الذاتي.
59- وضع جدار أمني لحماية الديمقراطية يعني اقامة حجر الأساس لنظام شمولي رغم نية الحرص على التمسك بالقيم الديمقراطية.
60- الذات الحضارية العربية لا تنجلي حقيقتها باستبعاد الآخر الغربي والانتصار عليه وإنما بالإنصات الى الآخر المهمش القابع في سراديبها المظلمة والاندراج مع الآخر الغربي في مغامرة انسانية واحدة من أجل انقاذ الحياة حيث ما هي أسيرة في الكوكب.
61- اذا كان الخطاب العنيف هو الأكثر تعبير عن عنصرية الوجود الانساني فإن الممارسة غير العنيفة للخطاب وحسن استعمال اللغة هما الطريق نحو التغلب على العنف واحترام التعددية والتشريع للاختلاف.
62- استراتيجية اطلاق الأسماء لا يكون لها مردودية واقعية إلا اذا كانت مقترنة بأفق انتظار اجتماعي جاهز للفعل ولاحتضان الديناميكية التي تحدثها اللغة في الممارسة وما عدى ذلك تتحول الى مجرد شهوة في التسمية لا غير.
63- أن يعيش الانسان وفقا للحكمة والعقل معناه أن يودع الانسجام مع ذاته ومحيطه الاجتماعي الى الأبد.
64- الفهم الذاتي عن طريق القراءة معناه ابرام اتصالية لازمنية مع الأثر دون مرجعية فكرية أو احالة واقعية.
65- يكون المستقبل أقل ظلاما لو تحقق توازن بين محاور الشر وأمسك الطيبون مفاتيح الاضطهاد.
66- يحدث توتر وعدم استقرار في الجغرافيا لو دخل اللاهوت الى السياسة وحل الوعد والاعتراف والتطبيع محل الحق والعودة والرد والمعارضة.
67- يعتقد بعض الهواة في السياسة أن حكم الدول حقيقة ضعيفة الى حد أن عدم اجادتها لا يمثل تهديدا على استقرار الشعوب.
68- التفكير في الكارثة لا يعني توهم الخلاص والبحث عن أشكال قصوى للهروب وانما هو تأسيس لانسية مضادة للهلع وملقحة بالشجاعة والأمل.
69- تحمل قسوة الواقع وارتجالية السياسة معناه اكتساب شرعية الاقامة في عمق القلق والمصالحة مع العدم.
70- لم أتعلم ماذا يجب أن أتفادى كي لا أقع في الخطأ بل تعلمت أيضا ماذا يجب علي أن أفعل كي أصل الى معرفة الحق.
71- كم ينبغي من الوقت حتى أعود الى ما كنت أريد وأقطع مع هذه الترهات والأباطيل المنبعثة من الواقع التعيس وأبذل عناية شديدة في البحث عن المعرفة الجديدة.
72- ينبغي الى من يحاول الارتفاع عن ضجيج الساحات وكلام الغوغاء وتجاوز جلبة الدهماء أن يلتمس في صيغ الكلام ماهو نفيس وجيد ويزكي النفس.
73- ربما أن النفع الكبير الذي يحصل للمرء هو أن يتمكن فكره من التمييز بروية بين الأمور الذي تخص غيره والأشياء التي تخصه ومطالب بتحقيقها.
74- في الفلسفة ليس أنفع للإنسان من الاندفاع نحو المستقبل بروح مختلفة وبناءة والاستفاقة وانتشال النفس من المنحدر بقوة وجدة غير معهودة.
75- واجب الفيلسوف أن يتصدى للعنف والكذب في السياسة وأن يبين الأساليب التي تفضي الى نقيضهما ويوضح طريق الحرية والسلامة للإنسان.
76- الذين يوهمون الناس أنهم يفهمون دون أدنى شك أو احتمال للخطأ ويكابرون في الكذب على أنفسهم كثيرا ما يقعون ضحية أخطائهم ويقودون المجتمع دون وعي منهم الى التهلكة.
77- الايديولوجية الليبرالية في شكلها الجديد ورديفتها الرأسمالية المتوحشة قد شعرت بغياب المقاومة وضعف البدائل فأملت ارادتها المتغطرسة قيم السوق الانتهازية على العالم بأسره وحولت الرغبة في التوسع والهيمنة من دائرة الحلم الى التنفيذ.
78- رأس المال المعولم المشكوك في قنوات تحصيله أصبح له مفعول السحر فهو اللاعب المركزي في المشهد السياسي والمؤثر في بنيات الأوطان والدول والمخترق للهويات وقد تحول الى تيار جارف لكل القيم العادلة.
79- المنطق الذي يخضع لسلطة السوق يكرس قيمة الفردانية ويطلق العنان للوبيات المال والأمن والإعلام لكي تحدد وجهة المجتمع وتنمط السلوك والفكر والذوق وتوزع حصص الكعكة على المتصارعين حسب قانون الأقوى.
80- درس فليكس الغربي في الهبوط من السماء الى الأرض سباحة في الهواء هو االتخلع من عبودية الحدود الأرضية الى مناخ الحرية الكوكبية والقطع مع الولاءات والانتماءات الضيقة والنظر الى هوية الأرض وليس الوطن هي الهوية الكونية المجردة.
81- يريدون ديمقراطية دولية بلا حدود وبلا سيادة للأوطان على أرضها ديمقراطية كوكبية تكون فيها المواطنة محصورة في التصويت الانتخابي وترسيخ الخيار الليبرالي الممسوخ والدافع عن لائحة ممغنطة من حقوق الانسان البرجوازي الذي يقوم في قمر صناعي وقصر افتراضي بالمقارنة مع واقع الانسان المضطهد المأزوم.
82- الأرضية الصلبة لكل بنية سياسية أو نص دستوري منظم لدولة أصبحا بلا قيمة في رأسمال معولم أجهز على منطق الهويات وفتح الباب للتعددية الثقافية والعرقية والدينية وشجع على الهجرة السرية واختراق الحدود ودافع على جباية الضرائب وأملى كل النصوص القانونية التي تسهم في نمائه.
83- إذكاء النزاعات الدينية والعرقية والإثنية والنظر الى ذلك على أنها تتنزل ضمن حقوق المواطنة والانسانية الغرض الايديولوجي منه ترسيخ قدم قيم السوق والعولمة الليبرالية على حساب قيم الوطن ورموز الحضارة.
84- الوجه المظلم لهذا الوضع المنفلت أن قوى رأسمال المعولم تدفع الدول الوطنية الى تقديم تنازلات سيادية وتوفر وضع استثنائي للاستثمار وتتهرب هي من الأعباء الضريبية وتوسع رقعة الابتزاز والسمسرة في الدائرة الانسانية.
85- لا تنعش الشركات الضخمة العابرة للقارات الاقتصاديات المحلية كما يعتقد بعض عرابي نماذج تابعة للتنمية بل هي الأدوات التي تجعل من العولمة سحنة لاانسانية ولا أخلاقية حينما تجعل الدول الفقيرة ضحية والدولة الغنية في وضع امتيازي ومتحكمة في مصيرها.
86- لا يوجد معيار موضوعي واحد لاستجلاب رؤوس أموال خارجية غير التوسع الامبريالي والاستعمار الجديد والسخيف أن البعض من مثقفي الدول المغلوب على أمرها هم الذين ينظرون الى ذلك في وعي مقلوب بلا ريب.
87- بعد أن غاب الدين عقود من الزمن عن لعب دور مركزي في سياسات الأوطان صار المطالبة بالحق في المعتقد الديني جزء لا يتجزأ من لعبة قذرة تتحكم في قواعدها دوائر امبريالية مشبوهة.
88- لقد نجح النظام العولمي الجديد في احالة منظومة الدولة- الوطن على التقاعد وصارت سيادتها على مجالها شكليا وفقدت القدرة على مراقبة الاعلام وتوجيهه وعلى تحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي المطلوب.
89- الدولة الرخوة التي تخلت عن مكونها السيادي ووضعت ذمتها في يد رأسمال المال تلتجىء الى الشعب من أجل مساعدتها للتغلب على أزماتها وتلتمس من المجتمع المدني الحماية عند كل ضايقة اقتصادية وتشيد صناديق التسول لكي تفتك ثمرة عرق الكادحين وتضعه في الحسابات البنكية للصوص من الأثرياء الحكام.
90- على المجتمع المدني أن يوسع دائرة المطالبة بالحقوق و يظل يقظا ومحترسا من ممارسات الدولة الرخوة التي لا تجد رادعا اخلاقيا وضامنا قانونيا يردعها من اللجوء الى العنف والاضطهاد في سبيل البقاء في الحكم.
91- يفقد السياسي المصداقية وآداب الفعل ويتحول من وضعية الثائر المناضل الى العنصر المليشي اذا ما وضع نصب عينيه الاسترزاق والتسول وطلب من شعبه أن يعيش بالمعونات والهبات الخارجية وتصبح العمالة عنده وجهة نظر.
92- لا معنى للمواطنة دون وطنية في دولة اخترقتها عصابات العولمة ولا شرعية دستورية دون الاحتكام الى الارادة الشعبية واحترام واجب السيادة وتقديم الصالح العام على الصالح الخاص.
93- الفرق بين المبدأ والتطبيق وبين المثال والواقع هو الفاصل الذي يبعد بين القلم والسيف وبين التمدن والحرب.
94- الفرجة هي ايديولوجيا بلا منازع مجتمع يتفرج في كل شيء الا في نفسه ولا تتمثل مهمتها في تشويه الواقع وقلبه وطمس تناقضاته بل في خلق شيئ جديد يعمل كواقع ومن الواقع ضد الواقع.
95- فقدان الاحساس بالانفصال عن الواقع الاجتماعي بالنسبة الى مجموعة معينة لا يتحقق بدعوى الادماج والاندماج والاعتراف بل بانهاء التفرقة والتمييز في الذهنية المركزية والممارسة الرسمية.
96- التعصب والتشنج والرعونة هي انفعالات اذا لم يتحكم فيها السياسي تقوده الى الهاوية وفوهة البركان.
97- في مواجهتها لكل نزعة شمولية وحربها مع القوالب الجاهزة ومقاومتها للبدائل المتكلسة تسعى الفلسفة الراديكالية الى استرجاع قدرتها على التمييز وتحيي احساسها بالاختلاف واصطيادها للمتفرد وتزرع روح الابداع والخلق والتمرد.
98- الاساءة الى الأشخاص وتعريضهم للاضطهاد والعنف من طرف المجموعات والجمعيات والأحزاب هو سلوك غير مبرر قانونيا وينم عن عقلية ماقبل مدنية وانفلات لجانب مرضي لاواعي وكامن الطبيعة البشرية.
99- الخروج من مجتمع الظغيان والتسلط المغلق الى المجتمع الديمقراطي المفتوح يقتضي الاحتكام الى نوع من المواطنة الفارقية التي تعمل وتصارع في وضع مركب تراوح فيه بين الاشتباك مع الواقع والتشريع للقيم والالتزام بها.
100- السياسات الثورية التي يفترض أن يتبعها العقلاء اليوم بعد الواقعة ليست اتباع منهج ثوري وحكم مسقط ايديولوجي واسقاطه على الفضاء بشكل تعسفي بل هي تثوير لأسلوب الدولة في تنظيم الصراع بين التعددية وعقلنة الاختلافات.
كاتب فلسفي
0 comments:
إرسال تعليق