غزة تستقبل امير قطر وحماس تعتبر الزيارة بداية فك العزلة عنها، وفتح والسلطة تجريان انتخابات محلية في الضفة الغربية والاعلان عن الفوز فيها ،وذلك مرده الى رفض حماس خوض هذه الانتخابات.
من غير شك بأن لا احد يستطيع رفض المساعدات القطرية أو اي دعم عربي اخر، ان كان ذلك من جهة حركة حماس أو من قبل السلطة الفلسطينية اللتان تعانيان من مشاكل مالية جمة، فخطوة قطر تعتبر خطوة جيدة لمساعدة اهالي قطاع غزة للتغلب على مشاكلهم والتخلص من معاناتهم التي فرضها الاحتلال، ولكن ما هي الاهداف وما الذي تريد قطر تحقيقه من خلال هذه الزيارة والدعم المادي للمشاريع التي ستقام في غزة، فسياسة قطر كما هو معروف متناقضة وصعبة للفهم، فهي تقيم علاقات مع الجميع، اذ ان قطر تمتلك اكبر قاعدة اميركية على اراضيها، وتقيم علاقات مع حماس وفي وقت سابق اقامت علاقات تجارية مع اسرائيل وعلاقات مع ايران وتقوم قطر بدور العراب للثورات العربية وتدعمها بالسلاح والمال، فأي دور تلعبه قطر في المنطقة؟ هل هو طموح اميرها بجعل قطر من اللاعبين الاساسيين في منطقة الشرق الاوسط بواسطة الاموال التي تغدقها هنا وهناك، ام رُسمَ لقطر لعب هذا الدور الذي يقف وراءه قوى دولية لرسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الاوسط.
زيارة امير قطر اثارت ردود فعل مختلفة بين الفلسطينيين، فهناك من رأى فيها خطوة ايجابية لسكان قطاع غزة وخاصة لحركة حماس التي تراهن على زيادة شعبيتها من خلال تحسين الاوضاع في قطاع غزة، والبعض الاخر انتقد هذه الزيارة واعتبرها تشجيعا لانفصال غزة وسببا لتعميق وتكريس الانقسام، وستعمل حماس على تعزيز سلطتها والارتهان اكثر للجهات الخارجية التي تدفع الاموال والمساعدات، وبالطبع لن يكون هذا دون ثمن سياسي قد تدفعه حماس، أما من جهة اخرى فان السلطة الفلسطينية تنظر الى هذه الزيارة على أنها تحديا لسلطتها وهي تشعر بالغضب والامتعاض بالرغم من محاولة امير قطر اقناع محمود عباس زيارة غزة برفقته، اما اسرائيل بالتأكيد لا تعارض المساعدات القطرية وهي تسعى منذ زمن التخلي عن مسؤوليتها القانونية كدولة محتلة تجاه سكان غزة، وقد ترحب بالدور القطري لما سيكون له تأثير على حركة حماس والضغط عليها لما يتوافق مع سياسة قطر وتوجهاتها العقائدية.
بالرغم من الاحتلال الجاثم على الارض الفلسطينية والذي اصبح واقعا يتعايش معه الفلسطينيون يجري التنافس السياسي على السلطة ومغرياتها بين فتح وحماس، ويجري نسيان هذا المحتل الذي تسبب بنكبة الشعب الفلسطيني والذي نهب ويستمر بالتهام ما تبقى من الارض الفلسطينية، ويقوم بتذكية الانقسام الذي راهن عليه عندما انسحب من قطاع غزة، وها هم الفلسطينيون يلهون بلعبة السلطة الوهمية التي انتجها المحتل من اجل تحقيق اهدافه.
ان الانقسام الذي ينخر الجسد الفلسطيني ما كان ليحدث لو كان ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين على قيد الحياة، لما كان لهم من تاثير على مكونات الشعب الفلسطيني، ولكن بغياب هذه الرموز الوطنية التي من الصعب ايجاد اشخاص مثلهم ازداد الصراع على السلطة وكل طرف اصبح يدعي بأنه يمثل الشعب الفلسطيني وصاحب القرار، ولكن اسرائيل اغتالت هؤلاء القادة لمعرفتها مدى تأثيرهم واهميتهم، ولم يبق على الساحة الفلسطينية سوى قيادات لا تتمتع بأي كاريزما ولا تتمتع بحس المسؤولية تجاه شعبها وان جُل ما يهم هذه القيادات هو الحفاظ على مصالحها الضيقة والبقاء في سدة السلطة بغض النظر عن الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وعدم سماع رأيه بالنسبة للقضايا المهمة، وانما توجد هناك املاءات من قبل القيادات على الشعب الفلسطيني لما يروه صائبا من وجهة نظرهم دون الرجوع الى الشعب.
وما يزيد من عامل الانقسام هو التوجهات التي يرفعها كل طرف، حيث ان السلطة ومعها حركة فتح اللتان تتبنيان نهج المفاوضات لتحرير الاراضي الفلسطينية المحتلة ومن جهة ثانية هناك حماس والتي ترفع شعارات المقاومة ، ومن غير المعروف كيف سيتم التوافق بين هذين النهجين الذين يعتبران من اهم عوامل الانقسام الى جانب الخلاف على تقاسم السلطة والنفوذ في ظل الاحتلال والحصار.
وما الاجراءات التي تقوم بها السلطة باجراء الانتخابات وبدون مشاركة حماس، وما تمارسه حماس على ارض غزة من حيث تعزيز سلطتها وفرض توجهاتها الا دليلا على ترسيخ الانقسام وعدم البحث عن حلول لانهائه وانما يجري تكريسه اكثر فاكثر على الارض.
ان السلطة وحركة فتح تشعران بأنهما حققتا انتصارا كبيرا في الانتخابات المحلية بعد فرز الاصوات، ومن جهة اخرى تدعي حماس بأن زيارة امير قطر تعتبر انتصارا لها، من حيث فك الحصار عن قطاع غزة، ولكن هذا كله لا يعني شيئا للخمسة ملايين لاجئ فلسطيني الذين يعيشون في الشتات، فالشعب الفلسطيني لا يريد قيادات متسلطة وفاسدة ولا يريد مفاوضات عبثية وتنازلات وتنسيق مع المحتل ولا يريد ايضا اقامة دويلات وامارات، وبالتأكيد لا يريد المنطق الفصائلي ان يحكم الفلسطينيين، لان هذا الشعب سئم من صراعاتهم ومن ارتهاناتهم الخارجية ورهاناتهم الخاطئة على حل القضية الفلسطينية وذلك من خلال المفاوضات العقيمة والمقاومة الغير فعالة، ان الهدف الذي يسعى له هذا الشعب ولو بعد جيل هو تحرير فلسطين التي حيفا ويافا والناصرة جزءاً منها والعودة الى اراضيه وبيوته التي شُردَ منها.
ففلسطين ليست ملكاً لحماس أو لفتح او لأي فصيل اخر، وانما هي ملك الشعب الفلسطيني الذي ليس من الضروري ان ينتمي أبنائه لهذ الطرف أو ذاك، وانما الانتماء الحقيقي هو الى فلسطين.
كاتب وصحافي فلسطيني
من غير شك بأن لا احد يستطيع رفض المساعدات القطرية أو اي دعم عربي اخر، ان كان ذلك من جهة حركة حماس أو من قبل السلطة الفلسطينية اللتان تعانيان من مشاكل مالية جمة، فخطوة قطر تعتبر خطوة جيدة لمساعدة اهالي قطاع غزة للتغلب على مشاكلهم والتخلص من معاناتهم التي فرضها الاحتلال، ولكن ما هي الاهداف وما الذي تريد قطر تحقيقه من خلال هذه الزيارة والدعم المادي للمشاريع التي ستقام في غزة، فسياسة قطر كما هو معروف متناقضة وصعبة للفهم، فهي تقيم علاقات مع الجميع، اذ ان قطر تمتلك اكبر قاعدة اميركية على اراضيها، وتقيم علاقات مع حماس وفي وقت سابق اقامت علاقات تجارية مع اسرائيل وعلاقات مع ايران وتقوم قطر بدور العراب للثورات العربية وتدعمها بالسلاح والمال، فأي دور تلعبه قطر في المنطقة؟ هل هو طموح اميرها بجعل قطر من اللاعبين الاساسيين في منطقة الشرق الاوسط بواسطة الاموال التي تغدقها هنا وهناك، ام رُسمَ لقطر لعب هذا الدور الذي يقف وراءه قوى دولية لرسم خارطة جديدة لمنطقة الشرق الاوسط.
زيارة امير قطر اثارت ردود فعل مختلفة بين الفلسطينيين، فهناك من رأى فيها خطوة ايجابية لسكان قطاع غزة وخاصة لحركة حماس التي تراهن على زيادة شعبيتها من خلال تحسين الاوضاع في قطاع غزة، والبعض الاخر انتقد هذه الزيارة واعتبرها تشجيعا لانفصال غزة وسببا لتعميق وتكريس الانقسام، وستعمل حماس على تعزيز سلطتها والارتهان اكثر للجهات الخارجية التي تدفع الاموال والمساعدات، وبالطبع لن يكون هذا دون ثمن سياسي قد تدفعه حماس، أما من جهة اخرى فان السلطة الفلسطينية تنظر الى هذه الزيارة على أنها تحديا لسلطتها وهي تشعر بالغضب والامتعاض بالرغم من محاولة امير قطر اقناع محمود عباس زيارة غزة برفقته، اما اسرائيل بالتأكيد لا تعارض المساعدات القطرية وهي تسعى منذ زمن التخلي عن مسؤوليتها القانونية كدولة محتلة تجاه سكان غزة، وقد ترحب بالدور القطري لما سيكون له تأثير على حركة حماس والضغط عليها لما يتوافق مع سياسة قطر وتوجهاتها العقائدية.
بالرغم من الاحتلال الجاثم على الارض الفلسطينية والذي اصبح واقعا يتعايش معه الفلسطينيون يجري التنافس السياسي على السلطة ومغرياتها بين فتح وحماس، ويجري نسيان هذا المحتل الذي تسبب بنكبة الشعب الفلسطيني والذي نهب ويستمر بالتهام ما تبقى من الارض الفلسطينية، ويقوم بتذكية الانقسام الذي راهن عليه عندما انسحب من قطاع غزة، وها هم الفلسطينيون يلهون بلعبة السلطة الوهمية التي انتجها المحتل من اجل تحقيق اهدافه.
ان الانقسام الذي ينخر الجسد الفلسطيني ما كان ليحدث لو كان ياسر عرفات والشيخ احمد ياسين على قيد الحياة، لما كان لهم من تاثير على مكونات الشعب الفلسطيني، ولكن بغياب هذه الرموز الوطنية التي من الصعب ايجاد اشخاص مثلهم ازداد الصراع على السلطة وكل طرف اصبح يدعي بأنه يمثل الشعب الفلسطيني وصاحب القرار، ولكن اسرائيل اغتالت هؤلاء القادة لمعرفتها مدى تأثيرهم واهميتهم، ولم يبق على الساحة الفلسطينية سوى قيادات لا تتمتع بأي كاريزما ولا تتمتع بحس المسؤولية تجاه شعبها وان جُل ما يهم هذه القيادات هو الحفاظ على مصالحها الضيقة والبقاء في سدة السلطة بغض النظر عن الوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وعدم سماع رأيه بالنسبة للقضايا المهمة، وانما توجد هناك املاءات من قبل القيادات على الشعب الفلسطيني لما يروه صائبا من وجهة نظرهم دون الرجوع الى الشعب.
وما يزيد من عامل الانقسام هو التوجهات التي يرفعها كل طرف، حيث ان السلطة ومعها حركة فتح اللتان تتبنيان نهج المفاوضات لتحرير الاراضي الفلسطينية المحتلة ومن جهة ثانية هناك حماس والتي ترفع شعارات المقاومة ، ومن غير المعروف كيف سيتم التوافق بين هذين النهجين الذين يعتبران من اهم عوامل الانقسام الى جانب الخلاف على تقاسم السلطة والنفوذ في ظل الاحتلال والحصار.
وما الاجراءات التي تقوم بها السلطة باجراء الانتخابات وبدون مشاركة حماس، وما تمارسه حماس على ارض غزة من حيث تعزيز سلطتها وفرض توجهاتها الا دليلا على ترسيخ الانقسام وعدم البحث عن حلول لانهائه وانما يجري تكريسه اكثر فاكثر على الارض.
ان السلطة وحركة فتح تشعران بأنهما حققتا انتصارا كبيرا في الانتخابات المحلية بعد فرز الاصوات، ومن جهة اخرى تدعي حماس بأن زيارة امير قطر تعتبر انتصارا لها، من حيث فك الحصار عن قطاع غزة، ولكن هذا كله لا يعني شيئا للخمسة ملايين لاجئ فلسطيني الذين يعيشون في الشتات، فالشعب الفلسطيني لا يريد قيادات متسلطة وفاسدة ولا يريد مفاوضات عبثية وتنازلات وتنسيق مع المحتل ولا يريد ايضا اقامة دويلات وامارات، وبالتأكيد لا يريد المنطق الفصائلي ان يحكم الفلسطينيين، لان هذا الشعب سئم من صراعاتهم ومن ارتهاناتهم الخارجية ورهاناتهم الخاطئة على حل القضية الفلسطينية وذلك من خلال المفاوضات العقيمة والمقاومة الغير فعالة، ان الهدف الذي يسعى له هذا الشعب ولو بعد جيل هو تحرير فلسطين التي حيفا ويافا والناصرة جزءاً منها والعودة الى اراضيه وبيوته التي شُردَ منها.
ففلسطين ليست ملكاً لحماس أو لفتح او لأي فصيل اخر، وانما هي ملك الشعب الفلسطيني الذي ليس من الضروري ان ينتمي أبنائه لهذ الطرف أو ذاك، وانما الانتماء الحقيقي هو الى فلسطين.
كاتب وصحافي فلسطيني
0 comments:
إرسال تعليق