القلب يرجو/ محمد محمد علي جنيدي


القَلبُ يرجو والرِّضاءُ صفاءُ
إنَّ المحبَّةَ لوعةٌ وشفاءُ
إنْ هام قَلبي لن يهيمَ بِمثلِكم
وحنينُ وجدي للِّقَاءِ دعاءُ
والحسنُ فيكِ بدا كأعظمِ آيةٍ
ومشاعري ظمأى ومنكِ رُواءُ
وجبينُكم كالبدرِ يُهدِي نورَهُ
وبوجهِكم تتلألأُ الأضواءُ
باللهِ يا سحرَ العيونِ أما لها
جرحَى وقتلَى مثلُنا شهداءُ
العينُ تطوي لوعةً بجفونِها
وهى الَّتي هامتْ بها الشُّعراءُ
ولقد سمعتُ حديثَكم مترنِّماً
وكأنَّما همسَ الكلامِ غناءُ
وأراكِ كالبدْرِ المضيءِ مسافراً
والشَّعرُ كالليلِ البديعِ رداءُ
وفماً بلونِ الوردِ يبدو مُزهراً
فيهِ نفائسُ لألُؤٍ وبهاءُ
وقوامَ عودٍ لا يلينُ لناظرٍ
صنعُ المصوِّرِ آيةٌ عصماءُ
ويداً تُداوي كالحريرِ شقاوتي
وجميعُ ما فيكم رضاً وشفاءُ
وإذا مشيتِ فإنَّما هي خطوةٌ
أخذتْ قلوبَ النِّاسِ كيف تشاءُ
ولكم أُنادي في بهاكِ كبلبلٍ
ولكلِّ طيرٍ في هواكِ نداءُ
وأراكِ في الخُلُقِ الكريمِ كأنَّما
فرحتْ بهِ الأقمارُ والغَبراءُ
كرمُ الكرامِ فضيلةٌ دامتْ لكم
والبرُّ منكِ هديَّةٌ وسقاءُ
تُبدين في الآفاقِ فكراً صائباً
فيُجِلُّهُ الأدباءُ والعلماءُ
أملاك روحي القلبُ هام لحسنِكم
يحنو كأنِّي لهفةٌ ورجاءُ
ولَقَدْ رأيتُ صبابتي تلقى بكم
أُنساً وأنتِ البسمةُ السَّمحاءُ
سيظلُّ أسري مِنْيَةً أصبو لها
ولأنْ أمُوتَ فتكفني الحسناءُ
ويَظَلُّ عِشْقِي في الجَوَانِحِ والحَشَا
يُغريه فيكِ فضائلٌ وسناءُ


CONVERSATION

0 comments: