داعش تدمير للحياة/ سري القدوة

سفير النوايا الحسنة في فلسطين

ليس غريبا علي من يقتلون البشر ذبحا وحرقا وشنقا وبكل اشكال القتل الهمجي ان يقوموا بتحطيم الاثار التاريخية التي تجاوز عمرها   الاف السنيين فهذا هو تفكيرهم الهمجي والعقيم واسلوبهم الاجوف ..

ان هذا الاعتداء هو اكثر بكثير من مأساة ثقافية تمارسها داعش بل يتعدى ذلك بكثير حيث ان هذا الاعتداء يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق ..

ان مسؤولية حماية الاثار التاريخية في الموصل والعراق هي مسؤولية دولية وعربية ولا بد من توفير الحماية الي هذا الموروث الثقافي والتاريخي الذي توارثته البشرية عبر الاجيال اجمع والعمل علي حمايته وحماية الارث الثقافي العراقي، كمكون اساسي من مكونات المجتمع العراقي والامة العربية والاسلامية  .

لقد قام التنظيم المتطرف داعش  بنشر شريط فيديو يظهر قيام عناصره بتحطيم تماثيل وآثار يعود تاريخها الى الاف السنين في متحف الموصل، مستخدمين مطرقات وآلات ثقب كهربائية.

وقام العناصر برمي التماثيل ارضا وتحطيمها، واستخدام المطرقات لتكسير بعضها. كما استخدموا آلة ثقب كهربائية لتشويه تمثال آشوري ضخم لثور مجنح، يقع عند بوابة نركال في المدينة التي يسيطر عليها التنظيم منذ هجوم كاسح شنه في العراق في حزيران/يونيو.

ان هذا الموقف الغريب انما يدل علي مدى وحشيه هذا الفكر المتطرف والذي يعد من ابشع المشاهد التي عرفها الانسان عبر التاريخ والذي يعد مشهد صادم وانت تشاهد هذا الاجرام بحق كنوز ثقافية متوارثة عبر الاف الاجيال ويعد هذا اعتداء متعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود الى آلاف السنين .

ان الآثار المدمرة تشمل قطعا اصلية، واخرى أعيد بناؤها من قطع مبعثرة، اضافة الى نسخ عن قطع اصلية موجودة في متاحف اخرى وشملت القطع المدمرة آثارا من الحقبتين الآشورية والبارثية، وتعود بعضها الى فترة ما قبل ميلاد المسيح، بحسب خبراء واكاديميين.

ان بعض التماثيل التي دمرت، بحسب الشريط، تعود الى مدينة حضر التاريخية المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، والواقعة على مسافة 100 كلم جنوب غرب الموصل.

 ويظهر الشريط المصور قيام عناصر "داعش" بتحطيم تماثيل وآثار يعود تاريخها الى الاف السنين، مستخدمين مطرقات وآلات ثقب كهربائية، في مدينة الموصل في شمال العراق.

إن عناصر التنظيم المتشدد تسببوا بضرر لا يمكن حصره وهذه (الآثار) لا تمثل فقط تراث العراق بل تراث العالم بأسره. إنه تراث عالمي .. إنها لا تقدر بثمن وفريدة.

ان هذا التحطيم للأثار يقودنا الي نفس اسلوب حركة طالبان عندما فجرت تمثالي بوذا العملاقين عام 2001 في باميان بأفغانستان ويعد هذا العمل تدمير هوية انسانية معاني وقيم حملتها البشرية واستمرت الاف السنين ..  وان ما جرى يعد  خسارة مؤسفة وارهاب ثقافي هائل .

CONVERSATION

0 comments: