منذ أحداث الخامس والعشرين من يناير ظهرت فئة من الشعب رفضت بشدة تلك الأحداث في الوقت الذي انساق فيه الكثيرون دون وعي أو تفكير خلفها يدعمونها ويساندونها هذه الفئة أطلق عليها مسمى الفلول وتحديدا فلول مبارك لأنها اختارت طريق الدفاع عن الرئيس مبارك ورأت أن هذا الدفاع لا ينفصل عن دفاعها عن مصر ، مع مرور الأيام ومع تداعيات الأحداث لم يعد مسمى فلول قاصرا على أنصار الرئيس مبارك بل أمتد ليشمل أيضا المدافعين عن الجيش والشرطة وتدريجيا أصبح لفظ فلول مسمى يطلق علي كل من يعارض 25 يناير ويطلق عليها مسمي نكسة 25 يناير وليس ثورة 25 يناير .
هذه الفئة هي من قالت بإن ما حدث في مصر كان مؤامرة وليس ثورة ، هذه الفئة هي من قالت علي البرادعي عميل وخائن في الوقت الذي قيل فيه أنه مفجر الثورة ضد الظلم والاستبداد ، هذه الفئة من قالت علي إسراء وأسماء ودومة واحمد ماهر ووائل غنيم وغيرهم إنهم الشباب الذي باع وطنه من أجل حفنة من الدولارات في الوقت الذي كان يقال عنهم أنهم الشباب االنقي الطاهر الشريف ،هذه الفئة هي من رأت أن الإخوان مستقبل مظلم ينتظر الوطن إذا ما تمكنوا من السلطة ، هذه الفئة هي من أيدت وجود حاكم عسكري في هذه المرحلة التي تمر بها البلاد ، هذه الفئة لاحظت ورأت ما لم يره الكثيرون .
وقد جاءت الأيام لتثبت صحة كل ما رأته وتوقعته وكل هذا لا لشئ سوى أنها فئة لا تبحث سوى عن مصلحة الوطن لا تبحث عن شهرة ولا أضواء ولا سلطة لم تلوث نفسها بالكذب والرياء والتملق ،صحيح أن بعضهم تغير ولكن الكثيرين منهم لازالوا علي نفس المبدأ وأخص المدافعين عن الرئيس مبارك الذين كانوا أصل هذا المسمى ، إن هؤلاء عندما يقدمون النصح يكون من منطلق وطني بحت وبحكم نظرتهم التي سبقوا بها غيرهم فقد أثبتوا أن لديهم من الوعي والنظرة الثاقبة ما يجعل من الأهمية بمكان الاستماع اليهم فهم صوت نقي وسط أصوات شابتها العديد من الشوائب وعقل مفكر وسط عقول حركتها الأهواء وقلب صادق محب للوطن وسط قلوب ملئت بالغل والحقد والكراهية . و من هذا المنطلق ولأنني اعتبر نفسي واحدة من هؤلاء الفلول وفلول مبارك تحديدا كما يحلو للبعض أن يطلق علينا اكتب تلك السطور بدافع وطني خالص موجهة اياها لعبد الفتاح السيسي الرئيس الحالي لجمهورية مصر العربية :
أولا : أذكره بكلمات الرئيس مبارك بأن " الأمة التي لا تحترم ماضيها هي أمة بلا حاضر أو مستقبل " وثلاثون عاما من عمر الوطن لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلغيها أو نتجاهلها فهي ليست ملك لنا ولكن ملك لهذا الوطن بكل ايجابياتها وسلبياتها فليس هناك زمن اقتصر فقط علي السلبيات وتجرد من الايجابيات والعكس أيضا صحيح لهذا ليس من المنطقي أو المقبول أن نسمع كلمات مثل 30 سنة فساد 30 سنة خراب لآن هذا وإن ظننتم أنه إساءة للرئيس مبارك فأنتم خاطئون فهو إدانة لكل من عاش في هذا الزمن وخاصة من تولي سلطة أو مسئولية كما أنه ظلم بين لأجيال عاشت خلال هذه الفترة وقدم كل منها في مجاله ما يستطيع لخدمة الوطن وإن رأيتم أنه وبتلك الكلمات تلغون تاريخ الرئيس مبارك فهو نكران وجحود ما عاهدناه من أبناء مصر ومن أبناء القوات المسلحة علي وجه الخصوص فكيف لنا أن ننكر حق رجل تقف انجازاته في مجال شاهدة علي ما قدم من أجل مصر كيف لنا أن نلغي مجهود إنسان تؤكده الاحصائيات والأرقام كيف لنا أن نحول عهده إلى سواد في مخالفة واضحة للحقيقة والمنطق .
إن تلك النغمة لم تعد مقبولة وليس لها ما يبررها فإرضاء فئة لا يكون علي حساب مجهود وجهد سنوات لا يكون علي حساب تاريخ وطن بأي حال من الأحوال وإلا وازاء هذا نجد أنفسنا مطالبين بأن ندعوكم إالي التخلي عن كل الفساد والخراب الذي خلفته الثلاثون عاما لنرى ماذا ستقدمون هل سيكون لكم أن تنفذوا مشروعاتكم العملاقة أم ستجدون أنفسكم في حاجة الي أضعاف الثلاثون عاما لتنجزوا ما تم فيها حتي تستطيعوا الانطلاق في هذا الاتجاه الذي بدأتم منه .
ثانيا : إن الرئيس مبارك والذي بلغ من العمر أكثر من ستة وثمانين عاما قضي منها ما يزيد على الاثنين والستين عاما في خدمة مصر وشعبها حربا وسلما لا نرى الآن وبعد تلك السنوات حتى وإن كان قد أخطأ أن يعامل مثل هذه المعاملة لا نرى أنه من الشجاعة أن نسمع عن الاعداد لقضايا أخري تدينه بعد أن تم تبرأته من قتل المصريين ومما الصق به من تهم تتعلق بالفساد المالي ليس من الشجاعة وليس من الحفاظ علي سمعة مصر أن نرى الاصرار الغريب علي جعل زعيم مصر لص وحرامي نبحث في الدول لنستعيد ما هربه من أموال ليس من الشجاعة ولا من الأدب أن يهان بطل وزعيم بحجم الرئيس مبارك في اخر ايامه علي يداالمنافقين والمتلونين وأصحاب المصالح الشخصية والأحقاد والضغائن فإذا نسينا كل شئ قدمه الرئيس مبارك فلا يمكن لنا أن ننسي أنه قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر وصاحب ضربه النصر وقاهر العدو الإسرائيلي وأنه هو من حرر واستعاد أخر شبر من الأراضي المصرية .
ثالثا : ليس من الحكمة مخالفة إرادة الشعب والاصرار علي أن 25 يناير تلك المؤامرة التي سالت بسببها دماء المئات بل الالاف من المصريين تلك المؤامرة التي تركت من الخراب والدمار ما تعاني وستعاني منه مصر لسنوات تلك المؤامرة التي خطط ودبر لها علي يد العدو الخارجي لا يمكن القبول بالاصرار علي جعلها ثورة عظيمة والبناء علي ما بنيت عليه من كذب ونفاق وعمالة وخيانة .
رابعا : نعم نحتاج إالي أن يتم عمل عشرات المشروعات القومية في مصر ولكن لكل شئ وقته فالتوسع في عمل العديد من المشروعات في وقت واحد في ظل الظروف التي تمر بها مصر لن يكون في صالح أحد خاصة وأن هذا يتم على حساب المواطن البسيط الذي زادت معاناته متناسين أنه ومنذ أحداث يناير يعاني ولم يعد يحتمل المزيد من المعاناة إن الأولي ليس عمل مزيد من المشرعات القومية فمصر بها الكثير ولكن الأولويه هي استعادة الحياة بكافة القطاعات من سياحة واستثمار وغيرها إن الأولويه هي المواطن ودراسة ما يعاني من من مشكلات والعمل على حلها نحتاج منك الاغراق في مشكلات المواطنين ومعاناتهم والعمل علي تخفيفيها لا زيادتها الاغراق في مشكلات الوطن وتكريث الوقت لتحريك العجلة التي توقفت منذ ما يقرب من الاربع سنوات نحتاج المزيد من الاحساس بالمواطن نحتاج إلي إعادة مصر للوارء نعم نحتاج أن نعود بها إلي الوراء اربع سنوات فّعودتنا ليست رجوع بل تقدم .
خامسا : الصوت الحقيقي هو صوت المواطن البسيط وليس صوت النخبة التي تعيش في القصور والفنادق وترتاد القري والمدن السياحية فهؤلاء أبعد ما يكون عن المواطن ومعاناته حتى وإن تظاهروا بغير ذلك .
سادسا : قد تسمع من يناديك بأنه لابد من تعديل الدستور ليصبح لك الحق في أكثر من فترتين رئاسيتين أو زيادة مدة الفترة الرئاسية فلا تستمع لهؤلاء وإذا اردت نصيحة صادقة فعليك الاكتفاء بفترة واحدة وإن كانو فترتين فعليك بان تبني لان تكون القيادة القادمة قيادة من المدنيين ليس لاننا نكره العسكرين ولكن خوفا من الضربة القادمة والتي ستلعب علي هذا الوتر جيدا فكلنا يعلم أن الجيش المصري جيش وطني لذا فقد وثقت فيه الجماهير عندما سلم الرئيس مبارك له إدارة شئون البلاد صدقته عندما قال أنه لا يسعى لسلطة وأن الدفاع عن مصر شرف يفوق حكمها لا نريد أن يأتي اليوم الذي يخطط له من الكثيرون فيأتي الجيش كضامن فيرفض لأنه لا يؤتمن .
أن ما أود قوله كثير لا لشئ سوى أنني أبحث عن صالح هذا الوطن ولتعلم أننا لم نكن لنعتبرك يوما عدوا لنا علي العكس وثقنا فيك لانك ابن من مؤسسة نعتز برجالها ولكن أنت من يصر علي مناصبتنا العداء، فمن تعلمنا منه الوطنية هو رجل تصر علي انكار حقه وجهده كما تصر علي تمجيد نكسة دمرت الوطن وتبثتها علي أنها ثورة لمجرد أنها جعلته يتخلي عن الحكم .
هذه كانت رسالتي واختتمها بأننا سنظل ندعمك ونؤيدك لما فيه صالح الوطن لن ننافقك ولن نطبل لك ولن نراك الها لا ينتقد أما عن الاحترام فلك هذا إذا كنت قدوة لنا في ذلك فإذا كنت تطالبنا بأن نحترمك كرئيس لدولة بحجم مصر فلابد أن نجد منك هذا الاحترام لرجل حكم مصر لما يقرب من الثلاثين عاما وقادها نحو النصر حربا وسلما ولتدرك أن دفاعنا عن الرئيس مبارك هو دفاع
عن قيم ومبادئ وتاريخ وطن ولن نتهاون ولن نتراجع وستظل تلك قضيتا ما حيينا .
الكاتبة \ سلوى أحمد
0 comments:
إرسال تعليق