بعد التحية
ان كتابة المقالات النقدية اللاذعة في السابق كانت تثير مشاعر القراء وكان رد فعلهم قوي وحازم ، لكن اليوم يبدو ليس لها اي اثر. وكلنا يعلم في مجلس كل امير او شيخ او خليفة كان هناك شاعر او عدة شعراء يمدحون الامير او الخليفة، ونتيجة هذا المدح احيانا كان يصبح عار عليه ان لا يتمثل او يصل الى تلك المزايا والخصائل المبالغة فيها التي اتت من هؤلاء الشعراء، فكان الامير يضطر ان يصبح فارسا حتى وان كان جبانا.
. لكن نحن الشرقيين و بالاخص العراقيين، اخي رزاق، كنا ابدع شعب في تاريخ لحد قبل الف سنة حين توقف هذا الابداع الحقيقي عندنا، ومنذ حين والى اليوم ولازلنا مبدعين في مجالات ومواضيع اخرى، نحن في العصر الحديث مبدعون في صناعة الدكتاتوريات. صدقني نحن صنعنا كل دكتاتور ظهر في العراق او على الاقل ساهمنا في تسهيل مهمة ظهورهم.
تصور عزيزي رزاق 12 مليون نسمة الذين شاركوا في الامس في الانتخابات العراقية، كان لديهم الفرصة لاحداث ثورة اكبر من الثورة الفرنسية، في قول كلمتهم من خلال تصويتهم في عملية الانتخابات ولكنهم لم يقولوها؟ أليس هذا لغز اخر من الغاز المحيرة ؟!!!
كأنه لحد الان لم يولد لدى الـــــ12 مليون ناخب ما حصل ويحصل في العراق؟ او تولدت عندهم فكرة او حس وطني ليسألوا انفسهم ماذا حصل لهم خلال الحرب الاهلية ؟ وماذا كانت انجازات هؤلاء السياسيين جميعا نعم جميعا وبدون استثناء ؟
كم حرب اخرى يجب ان يدخل فيها العراق كي نصل الى مرحلة تقديس تربة وطننا ؟
كم مئة الف او مليون شهيد اخر يجب ان يكون لدينا كي نغسل العار من تاريخنا الحديث ونتخلص من طبعنا او مرضنا في خلق الدكتاتوريات؟
كم مليار اخر يجب ان يسرق من ثروات البلد وابنائه يموتون جياعا في شوراع دمشق واستنابول وعمان ؟
كم مليون يتيم اخر يكون لدينا وهو محروم من التعليم المدرسي والكتب والمناهج الصحيحة؟
كم مدينة تسقط بيد الارهابين الذي يغتصبون الفتياة عنوة في ابشع صور لا اخلاقية ولا دينية ولا انسانية؟
كم وكم جرح اخر يزيد فوق الجروح الاخرى في جسد هذا الوطن؟
كي نستيقظ من سباتنا
من انانيتنا وحبنا لانفسنا
سؤال واحد اتمنى ان يساله كل عراقي نفسه :" ما الفريق بيننا كعراقيين و الاخوة المصريين في حبهم لوطنهم ومواطنينهم؟؟؟!!!)
نعم
الكل صوت (لحزب ما) الذي وعدهم كذبا باخلاصه للوطن والشعب والمحافظة والبلدية والمشاريع المزيفة الكثيرة السرقات العلنية.
نسوا انهم شاركوا في ثلاث انتخابات سابقة ولم يحصدوا لا هم كأتباع لحزبهم (اي كان ) ولا العراقيين كشعب من سياسيين حزبهم اي شيء غير المزيد القتل والدمار والهجرة.
12 مليون كانوا يستطيعون يسجلوا في التاريخ حدث لم يستطع اي شعب او امة اخرى عملته، لو نصف عددهم صوت على شعار الذي طرحه (اظن) ملك فيصل: " الدين لله والوطن للجميع" حينها كانت الامم ستقول برافوا لكم ايها العراقيون، فعلا كنتم ولا زالتم متميزيون ؟
كم مليون هندي مشى في المسيرة التاريخية (مسيرة الملح) في الهند وراء المحامي غاندي الذي اصبح اباً للامة الهندية واسطورة في نظر شعوب العالم الثالث؟
كم رجلا كان وراء نلسن مانديلا الذي جعل العالم كله يبكيه يوم رحيله بسبب ميراثه الاخلاقي واخلاصه لوطنه ولشعبه وللعالم.
اخي رزاق الان انا اصبحت على قناعة التامة الخلل ليس في قادة احزابنا مهما كانت طبيعتها، وانما الخلل فينا ، في شعبنا الذي يحب اللواكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
مئة بالمــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــئــــــــــــة
ألم يقل الشاعر الخالد المتنبي :
على قدر اهل العزم تأتي العزائم.....
......وعلى قدر اهل الكرام تاتي المكارم."
مع تحيات صديقك الذي يعيش في وجه الاخر من الكرة الارضية
يوحنا بيداويد
ملبورن
3 ايار 2014
ملاحظتان مهمتان
1- كتبت هذا المقال كجواب لمقال الصديق الكاتب رزاق عبود الذي كتبه قبل بضعة ايام تحت عنوان: قتلة، لصوص، وخونة يريدون تمثيل الشعب العراقي!.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,737114.0.html2-
2- لا اخص حزب او شخص معين في وصفي (العراقيون يحبون الانظمة الدكتاتورية) وانما اتحدث بمنظور موضوعي لا غير.
0 comments:
إرسال تعليق