تعقيباً على التفجيرات القاتلة والإرهابية التي كان
أخرها تفجير الشويفات الانتحاري نقول ونكرر إن معظم قيادات 14 آذار عموماً، وتيار
المستقبل تحديداً، يتحملون مسؤولية انفلاش حزب الله بنتيجة عدم وجود خطة مدروسة
وثابتة وواضحة المعالم وفاعلة لديهم لمواجهته، وما غباء وصبيانية الموافقة على
مشاركة الحزب الملالوي هذا في الحكومة التي لم تتشكل بعد إلا خير مثال مقزز ومنفر
ومحبط.
من هنا فإن قيادات 14 آذار تتحمل مسؤولية غير مباشرة بما
يتعلق بالتفجيرات وبحال الفوضى التي تضرب البلد لأنها تركت حزب الله يتمدد وينفلش
ويزداد فجوراً واستكباراً في حين هي تتنقل بسذاجة وسطحية من حفرة إلى أخرى ومن
تخاذل إلى أخر ومن تنازل إلى ركوع وخنوع.
قيادات 14 آذار مسؤولة، نعم مسؤولة لأنها لم تكن أمينة
على ثقة شعب ثورة الأرز الذي لم يخذلها ولو مرة واحدة رغم تفككها وضياعها الوطني
وتقلباتها وتلونها القوس قدحي. حال هؤلاء القادة مخجل ومعظمهم غارق في عشق نبيه
بري ومستسلم لإبتزازات وإملاءات وليد جنبلاط ويداهن ويتملق حزب الله في حين هو
رافض العمل الجاد لضم مكون شيعي فاعل إلى 14 آذار.
نعم 14 مسؤولة بقادتها حتى عن الانفجارات لأنها لم تضع
حداً لإرهاب حزب الله ولم تستفيد من عشرات الفرص الدولية والإقليمية والمحلية
السانحة والتي أعطيت للبنان على أطباق من فضة منذ العام 2005، ولا داعي هنا لتكرار
سردها لأنها باتت معروفة للجميع.
عندما نحمل 14 آذار المسؤولية عن استفحال وضعية حزب الله
الإحتلالية والاستعبادية والغزاوتية وعدم قيام الدولة، فنحن لا سمح الله ليس
كالبطريرك بشارة الراعي ومظلومه ونصاره نساوي بين القاتل والقتيل، وبين الشر
والخير، وبين من يحمل شعار لبنان أولاً ويقدم الشهداء من أجل وطن الأرز وإنسانه
ورسالته، وبين من يعمل على نحر لبنان وتهجير شعبه واغتيال أحراره وقتل شبابه
دفاعاً عن نظالم الأسد الكيماوي وإقامة دولة ولاية الفقيه بدلاً من دولة لبنان,
بما إن المرض معروف، وهو حزب الله واحتلاله وإرهابه
وفجوره، على 14 آذار أن تعالج هذا المرض وأن لا تتلهى بالأعراض فقط كما هو حالها
المحزن والمخزي منذ العام 2005.
المطلوب من قادتها وتحديداً من قيادات تيار المستقبل أن
يلتزموا روحية شعار لبنان أولاً الذي يرفعونه، وأن لا تكون أولويتهم مصالح
وفرمانات أية دولة أخرى مهما كانت هذه الدولة صديقة ومحبة للبنان.
نعم لبنان أولاً، ولبنان أخيراً.
حزب الله المرض السرطاني هذا لا قرار لبناني حر لدى
قياداته اللبنانية لأنه مرتبط كلياً بإيران وملاليها. من هنا على 14 آذار أن
تتفاوض عبر الأمم المتحدة والجامعة العربية مع إيران على سبل إنهاء احتلالها
للبنان بواسطة حزب الله الذي هو جيش إيراني كامل الأوصاف. وفي حال لم تنجح في هذا
المسعى عليها الذهاب إلى مجلس الأمن والعمل على إعلان لبنان دولة فاشلة ومارقة
وترك الأمم المتحدة عن طريق مجلس الأمن تولي حكم لبنان وإعادة تأهيله ليصح قادراً
على حكم نفسه بنفسه. الأمم المتحدة ملزمة طبقاً لدستورها وقوانينها القيام بهذه
المهمة وقد نجحت في تطبيقها في العديد من الدول في أفريقيا وغيرها.
يبقى أن حالة الانتظار الحالية لن تحرر لبنان ولن تضعف
حزب الله ولن تمنع هجرة اللبنانيين، بل على العكس سوف تترك لحزب الله وإيران ونظام
الأسد كل الفرص للقضاء كلياً على لبنان الدولة والكيان والسيادة والإنسان وإقامة
دولة ولاية الفقيه مكانها وعلى أنقاضها.
في الخلاصة إن الهوة كبيرة جداً ومخيفة للغاية بين شعب
وقادة 14 آذار ولذلك المطلوب من القادة أن يكونوا على صورة ومثال شعبهم ال 14
آذاري وإلا فليستقيلوا ويفسحوا المجال لقيادات وطنية وشابة وسيادية جديدة قادرة
ومستعدة للقيادة وتحمل المسؤوليات بشجاعة... وسامحونا
0 comments:
إرسال تعليق