تتردد هذه الأيام في مصر كلمة " حكم العسكر " حول إنتظار الشعب المصري للمشير عبد الفتاح السيسي بالتقدم بأوراق ترشحه للرئاسة عندما تعلن اللجنة المختصة قبول أوراق راغبي الترشح .
الواضح من ترديد هذه الكلمة هدف واحد هو تخويف الشعب المصري من حكم العسكر . والهدف تغير رأي الشعب المصري " الخائف على مصر " وإنتخاب شخصية أخرى ممن سيتقدمون للترشح .
لو عُدنا إلى الوراء واستدعينا الماضي ونظرنا الى الوضع في مصر إبان حكم الملك فاروق ، وفي ظل وجود إحتلال بريطاني بغيض ، وجماعة الأخوان التي بدأت في بث الرعب في قلوب المصريين . نجد أنفسنا نقول ما أشبه اليوم بالبارحة.
في البارحة من هم في سني يتذكرون ما فعله الإنجليز وتعاون الأخوان معهم ضد مصر والشعب المصري . وعدم إستقرار الأمور إن كان على مستوى الشارع المصري أو على مستوى الحكومة.
وأتذكر في صباح ذلك اليوم 26 يناير 1952 ونحن وقوف في طابور الصباح في مدرسة " الأمير فاروق " الثانوية بالترعة البولاقية ومجيء الشباب المسئول عن زعامة الطلبة وحثهم على القيام بمظاهرات والخروج إلى الشارع بعد إلقاء البعض منهم خطابات ثورية نارية ، في مظاهرات والمرور على مدارس أخرى مثل مدرسة التوفيقية أو مدرسة شبرا الثانوية أو مدرسة الأمير فاروق الثانوية بروض الفرج.
لا نكتفي بالهتافات ، بل نوقف الترام ونجبر السائق على السير في الطريق الذي يرسمه له الزعماء . يصعد بعض الطلبة فوق سطح الترام يطبلون ويهتفون هتافات لم أكن أعرف هدفها . لكني وزميلي محمد عبدالله الخولي لا نشترك في أي تخريب، كنا نحاول معرفة ما الذي يحدث في مصر .
في ميدان العتبة نزلنا محمد وأنا من الترام وتجولنا في الميدان ثم سرنا إلى ميدان إبراهيم باشا وبعدها إلى حديقة الأزبكية حيث فوجئنا بما لم نكن نتوقعه .
مظاهرات غير طلابية .. هيجان وغضب وسب في الحكومة والملك والإعتداء على المحلات والفنادق وتخريبها وحرقها . حاولت أن أصرخ في وجههم ، لكن محمد رحمه الله وضع يده فوق فمي حتى لا أتكلم . وكان ذلك ما عرف تاريخيا بحريق القاهرة .
نزلت مصفحات الجيش وأخذنا ها محمد وأنا مشي من الأزبكية لغاية دوران شبرا ، عرج هو في شارع خلوصي ليعود إلى منزله في الأفضل ، وإستمريت في سيري إلى حيث نقطن بشارع السندوبي . الغريب أنني مررت أمام محل أبي ووجدته مغلق كما أيضا بقية المحلات .
تطلع الشعب المصري إلى مخلص ينقذ مصر من الفوضى العارمة التي تمر بها البلاد . حكومة تتولى الحكم اليوم وفي الصباح تستقيل . لا أمن ولا أمان والخوف بدأ يغزو أفئدة الناس البسطاء والملك والحكومة في مأزق حقيقي .
في يوم الأربعاء 23 يوليو عام 1952 وأنا متجه إلى محل والدي ، شاهدت حشد كبير أمام القهوة وصوت الراديو عال . جريت ووقفت مع الواقفين واستمعت إلى خطاب السادات وهو يعلن السيطرة التامة على كل شيء في مصر . طبيعي كان السادات ضابطا في القوات المسلحة .
نعرف جميعا القصة . وأن العسكر قد قاموا بإنقلاب على الحكومة ، ثم على الملك .
سأتخطي فترة عبد الناصر وأقول عنه أنه كان مخلصا لمصر لكنه لم تكن لديه الحنكة السياسية ، ولم يكن حكيما في إدارة شئون البلاد ، وأحاط نفسه بمجموعة " الأمين " الذين لا يستطيعون على قولة الحق ومواجهته . خدمت أم كلثوم مصر في محنتها أكثر من الصحافي محمد حسنين هيكل ومن المشير عامر .
أما عن السادات فقد سار عكس عبد الناصر وكأنه أراد طمس هوية تلك الحقبة من الزمن التي حكم فيها عبد الناصر . وحدثت المصيبة الكبرى التي حلت على مصر بإفراجه على جميع المحكوم عليهم من الأخوان والجماعات الإسلامية المتشددة . وتحول يوم السادس من أكتوبر عام 1973 من يوم النصر، إلى يوم النصر الحزين بسبب تغلغل تلك الجماعات في الشارع المصري وبدايت تغير الهوية المصرية المتسامحة إلى هوية متعصبة عمياء لا ترى سوى نفسها ومن يتبعها خلاف ذلك فغد كفروا الجميع وأحلوا دماءهم ، ومنهم السادات نفسه فاغتالوه .
يأخذنا التاريخ إلى أيام مبارك . في بدايتها حاول إصلاح ذات البين في الشارع المصري ، وحدثت خلافات وتحديات بعد ذلك بينه وبين الجماعات الإسلامية المتشددة وعلى رأسها جماعة الأخوان .
إنتهت تلك التحديات بنوع من التفاهم على الرغم من ما قاموا به في التسعينات من إغتيالات بإسم الدين وحرق بيوت وكنائس المسيحيين وخطف بناتهم ونسائهم وإجبارهم على دفع الجزية وغير ذلك من إهانات وتعصبات ضد المسيحيين والمسلمين الذين لم يتبعونهم .
ترك مبارك لهم حرية الحركة بعيدا عنه وأسرته وحكومته ، فعاثوا في الأرض إفسادا . الويل كل الويل لمن لا يكون معهم . شجعوا الناس على الإنجاب وضاعت كل محاولات الدولة بالتشجيع على الحد من الإنجاب حتى يستطيع المواطن أن يجد رغيف عيش وسكن يأويه ومدرسة يتعلم فيها ومصنع يعمل به . كان همهم في زيادة عدد السكان ليكون شبابهم وشباتهم وقودا لهم وقت الحاجة .
كونوا تنظيمات عسكرية إستعدادا لوقت الحاجة ، ووقت تمكينهم من الحكم . وواضح هنا أنهم كانوا على إتصالات بجهات أجنبية لمساعدتهم للوصول إلى هدفهم .
وصلوا إلى الحكم . بداية بالفوز الساحق في الإنتخابات البرلمانية . إكتمل البرلمان من أعضاء تم إنتخابهم من الشعب ، فهل رضي الشعب المصري عن ذلك البرلمان ؟ بالطبع لا . حاولوا بعد الوصول إلى سُدة الحكم . فهل فعلوا شيئا واحدا يمكن للشعب المصري أن يشكرهم عليه ؟ أيضا لا . بل كان همهم تفكيك جميع مفاصل الدولة " قضاء ، شرطة والقوات المسلحة " .
لم يهتموا بفقراء مصر عندما بدأوا دعوتهم . ونفس الشيء بعدما أطلق سراحهم السادات . وأيضا في عهد مبارك وفي عهد مرسي . وقت الحاجة إلى أصواتهم يقدمون فتات خبزهم لهم . تشجيع الفقراء من الشعب المصري على الفوضى والإختراط في وألأعمال إلإرهابية والأعتداء على المسالمين من الناس . وعادة ريمة لعادتها القديمة من حرق ونهب وخطف وقتل وسحل الشيعة والمسيحيين في مصر.
هل سكت الشعب المصري على المهزلة ؟ بالطبع لا . فلبى الشعب النداء ووقعوا وثيقة تمرد المطالبة برحيل الإخوان قي شكل مرسي وأتباعه .
تم لمصر الخلاص من الأخوان ومن قياداتهم وهم يحاسبون قانونيا في كل ما فعلوه في مصر والشعب المصري .
بدأنا في عملية التقدم العملي لإدارة شئون البلاد . أصبح لمصر رئيس جمهورية مؤقت المستشار عدلي منصوروحكومة على الرغم أنها حكومة مرتعشة وبطيئة لكننا إستطعنا وضع دستور إتفاقي مع رسم خارطة الطريق للمستقبل .
والأن نحن في إنتظار إعلان الترشح لرئاسة الجمهورية لنرى عدد المتقدمين لهذا المنصب حتى يمكننا عن فهم ووعي شعبي أثبت بدون شك أنه واعي وإن كان صبورا . وأثبتت المرأة المصرية على جميع المستوايات أنها واعية وشجاعة ولا تخشى الموت . كما رأينا المرأة التي وقفت في طريق د. العوا وإتهمته بالخيانة والعمالة للغرب وقطر . والحديث عن دور المرأة المصرية سواء في 25 يناير 2011 أو في 30 يونيو 2013 أو في 27 يوليومشرف وإن دل على شيء ، إنما يدل شجاعة المرأة المصرية وحرصها وخوففها على وطنها . ولم تختلف المرأة المصرية التي تعيش في الخارج عن أختها التي تعيش على أرض مصر . ولا فارق بين المسلمة والمسيحية فكلتاهما تحب مصر .
إبان ما كان يحدث في مصر في عهد د. مرسي إتصلت صديقة في الساعة الثالثة صباحا لتخبر زوجتي عن ما يحدث في مصر وهي غاضبة منفعلة . كان من حظي أن أرد على الهاتف . حاولت أن أهديء من روعها وذكرتها بالوقت بعد أن إستمعت إليها ووعدتها بإتصال زوجتي لها عندما تشرق الشمس . إن دل هذا على شيء إنما يدل على بداية العودة بين المصريين بغض النظر عن الجنس أو الدين أواللون أو العقيدة .
نعود إلى الحديث عن حكم العسكر . حقيقة لا يمكن إنكارها حكم العسكر تحول من حكم لخدمة مصر والشعب المصري ، إلى حكم لتحقيق أحلامهم الشخصية .
كذلك الشعب المصري الصبور قام بعدة محاولات لأعلان غضبهم وسخطهم . لكن مع الأسف كانت آذان الحكام لا تسمع وعيونهم لا ترى . فصبروا . لكن من المعروف أن للصبر حدود .
حكم الهكسوس مصر لمدة تقريبا 400 عام . لكن إستطاع أحمس طردهم شر طرده ، وكان رجل حرب . أي من العسكر . والتاريخ المصري مليء بحكام من العسكر كانت لهم أيادي بيضاء على مصر والشعب المصري وكتبوا أجمل وأحلى وأقوى تاريخ لأمة مازال العالم كله حتى هذه اللحظة يتعلم منهم . الفرعون المصري لم يكن متفرعنا على الشعب كما يحاول البعض من الجهلة تشويه صورة الفرعون. بل كان حاكما ينشد الأمن والآمان لشعب مصر والشعوب التي تخضع لحكم مصر .
أمامنا الأن الأستعداد لإنتخاب رئيس لمصر . الصورة تشير إلى المشير عبد الفتاح السيسي كرئيس للبلاد . يحاول البعض تشويه صورته على أنه عسكري . الحقيقة مصر في هذه الحقبة الزمنية في أشد الحاجة إلى حاكم يؤمن بالله والوطن ، ويعرف قيمة وطنه مصر . وعلى أتم إستعداد للتضحية بنفسه في سبيل مصر وإستقرارها بعد ثلاث سنوات من النهب والسرقة وبيع مصر .
الكل يراهن على ترشيح السيسي . ونحن معهم . لكن لو أن المحكمة الدستورية العليا التي تنظر قضية الفريق أحمد شفيق أثبتت مما لا يدع مجالا للشك أن الفريق أحمد شفيق كان هو الرئيس المنتخب . هنا يجب أن نبدأ بإتخاذ أولى خطوات الديمقراطية بإعادة الحق إلى من يستحقه . وهو أيضا رجل من العسكر .
وهنا يصدق قول " وحيد " الشخصية الغامضة الذي يداوم الإتصال بالإعلامي عمرو أديب ويعطيه الأخبار الموثوق بها " كما يدعي " ، الذي قال كما أتذكر " لن تكون هناك إنتخابات لرئاسة الجمهورية .. رئيس الجمهورية لمصر القادم موجود وهو من القوات المسلحة " .
أهلا وسهلا للرئيس القادم سواء عن طريق الإنتخابات ويكون المشير عبد الفتاح السيسي ، أو إعادة الحق إلى نصابه ونبدأ أولى خطوات الديمقراطية الحقيقية المبنية على الحق والقانون ويكون الفريق أحمد شفيق رئيسا لمصر والمشير عبد الفتاح السيسي قائدا عاما للقوات المسلحة لحماية مصر .
يارب إحمي مصر من شر الكارهين .
0 comments:
إرسال تعليق