حقيقة "الباعة الجائلون" والإنفلات الأمنى/ مجدى نجيب وهبة

** جميعنا يعلم أنه عقب تدنى الأوضاع الأمنية بعد إندلاع الفوضى أثناء وكسة 25 يناير ، وإختفاء الشرطة من الشارع المصرى .. وتفشى حالة التسيب واللادولة .. تفجرت أوضاع ومشاكل الباعة الجائلين .. وأصبح الوضع هو سيطرة الباعة الجائلين على كل الميادين الرئيسية فى مصر وعلى الأرصفة وأمام المحلات .. كونوا رابطة أشبه برابطة البلطجية ، ووضع الكثير منهم صور للمعزول محمد مرسى لإعلان تأييدهم له وترحيبهم بوصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم ..
** وعلى هذا الأساس .. أصبح التعامل معهم من قبل الجهات الأمنية هو بمثابة إعتداء على أنصار الإرهابى محمد مرسى العياط ، بل وصلت الفوضى إلى حد سرقة الكهرباء من أعمدة الإنارة الخاصة بالدولة ، وأمام أعين الجميع .. فلا يجرؤ أحد أن يواجههم أو يحرر محضر ضدهم سواء بالإشغالات أو بسرقة الكهرباء .. بل هناك فى بعض الأحياء مهندسين وعاملين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين ، الذين تمكنوا من إعطاء تصاريح لبعض الباعة رغم أنه لا يوجد تراخيص أصلا وجعلوهم فى قلب الميادين ، بعد أخذ تعهد عليهم بأنهم ضمن جماعة الإخوان المسلمين والظهير الشعبى لمحمد مرسى العياط ..
** وما حدث فى معظم أحياء مصر على رأسهم حى مصر الجديدة ، حدث من قبل بعض العاملين بمرفق الكهرباء ، فكانوا يتحصلون على مبالغ مقابل تغاضيهم عن مخالفات سرقة الكهرباء التى وصلت إلى وضع أكثر من 15 لمبة قوة 200 فولت للمبة الواحدة لإنارة المكان ..
** إختفت الشوارع والأرصفة والميادين وتكدست بالباعة الجائلين ، وكونوا تشكيلات عصابية لمواجهة الشرطة فى أى لحظة .. وكان الوضع ينذر بالصدام بين هؤلاء البلطجية والدولة .. ولكن متى وكيف ؟!!..
** تحولت الشوارع والميادين إلى ما يشبه الفوضى الخلاقة ، فلا فرق بين الوكالة وشارع سليمان باشا ، وشارع طلعت حرب .. فالفوضى عمت كل ميادين القاهرة وإنتقلت بالطبع حالة اللادولة من القاهرة إلى كل محافظات مصر .. وإختفت شرطة البلدية ، ولم يعد يجرؤ أى شرطى على سؤال أى بائع متجول يقف فى نهر الطريق "أين رخصتك" ..
** إنتشرت هذه الظاهرة كالسرطان فى شوارع وميادين مصر ، وكان لا بد من ثورة ليس على هؤلاء البلطجية "الباعة الجائلين" ، بل على نظام مرسى العياط الإرهابى ..
** وبعد قيام ثورة 30 يونيو .. وطرد الأوباش "مرسى وعصابته" .. بدأت الشرطة بتجميع قواها ، ولكن ظل الوضع كما هو عليه من فوضى فى الشارع المصرى ، وبدأت تنطلق دعاوى من قبل هؤلاء البلطجية تطالب بخلق أماكن بديلة ، وعلى نفس المساحات المنتزعة من الشوارع والميادين .. فمثلا من إحتلوا الشوارع من أول شارع الجلاء حتى الوكالة ، طالبوا بأماكن بديلة إسوة بالمحلات .. والمطلوب هو حمل سنجة أو مطواة وزجاجة سبرتو لشربها وقت اللزوم ، وزجاجة مولوتوف ، ومعهم قفص فاكهة أو خضار أو ستاند ملابس متهالكة لإحتلال أى منطقة فى مصر وصد هجوم شرطة البلدية بمجموعة من البلطجية .. ثم المطالبة بمحل بنفس المكان فى وسط البلد ، رغم أن سعر المحلات فى هذه المناطق وصل إلى بضعة ملايين من الجنيهات ، ولكن البيه البلطجى الذى إحتل الشارع والرصيف عقب وكسة 25 يناير أصبح من حقه على الدولة المصرية أن تطبطب عليه وتمنحه محل بمساحة كفيلة لمواصلة التجارة دون أن يدفع مليم واحد .. فما المانع أن يتحول كل المتسولين والبلطجية وأرباب السوابق ومدمنى الترامادول والبانجو إلى بائعين متجولين إستطاعوا أن يفرضوا قانونهم على الدولة فى لحظة ضعف وتسيب ، ويربحوا الملايين من الهواء ..
** وبعد إنتخاب المشير عبد الفتاح السيسى رئيسا لمصر بإجماع شعبى لم يحدث فى التاريخ المصرى .. كان القرار حاسما هو عودة الإنضباط والأمن والأمان إلى الشارع المصرى .. إذن فلا بد من تنظيف ميادين وشوارع القاهرة من هؤلاء البائعين .. وإنطلقت الحملات الأمنية يرافقهم شرطة البلدية .. فكان هناك بالطبع إعتراض من هؤلاء البلطجية يقابلها صرامة وجدية من ضباط الشرطة لتنفيذ توجهات الرئيس ..
** ولكن الشئ الغريب أن بعض الباعة الجائلين الذين إستولوا على الشارع والرصيف ، يصرون على الوقوف فى أماكنهم ، رغم إلغاء تراخيص كل الباعة من ميادين مصر الجديدة .. بل الأعجب والمثير للدهشة أنهم يخرجون بعض الأوراق التى تقنع الشرطة بأنهم يحملون تراخيص صادرة من حى مصر الجديدة للوقوف والبيع فى هذا المكان ..
** قصة متكررة منذ عشرات السنين .. فكم من الأسواق تم إنشائها من أجل الباعة الجائلين ولا تمضى أيام قليلة إلا ويظهر باعة جائلين جدد لإحتلال الميادين والشوارع لتتكرر نفس المطالب ونفس الفوضى .. حتى وصلت لحصول الباعة الجائلين على أماكن ومحلات فى الأسواق الجديدة .. ثم أغلقوها وعادوا للشغب فى الشوارع والميادين للحصول على مزيد من الأماكن والمحلات ..
** فيلم هابط لن ينتهى .. ويظل مستمرا طالما يوجد تراخى وعدم جدية فى تطبيق القانون ، وهذا ما يحدث فى مصر الجديدة .. أرقى الأماكن التى كان يرتادها السائحين والتى تحولت فى الفترة الأخيرة إلى فوضى وتسيب وبلطجة ..
** إن لم يطبق القانون بكل حسم ، ستتحول مصر إلى فوضى وإرهاب .. وهذا ليس له أى مثيل فى أى دولة فى العالم إلا فى الدول المترهلة ومواسم الموالد والأفراح !!..

صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: