حينما يكون المسئول مبدعا فأنت مع شخص يعشق العمل الثقافي لكي يرتقي بالفكر , فما بالك إذا كان رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة شاعرا , ورئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي كاتبا,أنت إذن سوف تحصل علي جرعة ثقافية معقولة في زمن يشوبه التشويش, والحقيقة أن المواطن العادي في الدلتا بدأ يشعر بهذا الحراك الثقافي اللافت للنظر , وبالأمس شهدت الدقهلية عرسا ثقافيا , هذا العرس تمثل في افتتاح قصر ثقافة نجيب سرور في قريته أخطاب معلنا البعث لهذا الرائع للحياة مرة أخري , وقد يتساءل البعض من هو نجيب سرور , والإجابة ببساطة هو ممن يحملون هموم الوطن بالكلمات
وُلد نجيب سرور في أول يونيو ( حزيران ) 1932 في قرية إخطاب ( الدقهلية ، مصر ) وكان لا يزال تلميذاً صغيراً عندما بدأ يقول شعراً نضالياً . برزت ميوله المسرحية في مطلع شبابه , فترك دراسة الحقوق و هو في سنتها النهائية والتحق بمعهد التمثيل ( المعهد العالي للفنون المسرحية ) وحصل علي الدبلوم عام 1956 . وعند تخرّجه انضمّ إلي " المسرح الشعبي " الذي كان تابعاً لمصلحة الفنون ، وكان مديرها القاص والروائي المعروف يحي حقي . اشترك في أعمال " المسرح الشعبي " بالتأليف والخراج والتمثيل . في أواخر عام 1958 سافر في بعثة إلي الاتحاد السوفيتي حيث درس الإخراج المسرحي . وفي عام 1963 انتقل إلي المجر وظلّ حتى العام 1964 ، عاد بعدها إلي الوطن ، حيث شهدت القاهرة فترة ازدهار إنتاج سرور المسرحي والشعري والنقدي ، فكان أحد أهم فرسان المسرح المصري المتميزين في فترة الازدهار المسرحي العربي المدهش خلال الستينات
كنت في قمة زهوي وأنا أشعر بوجود نجيب سرور مرة أخري يصيح , ويتحرك ويملأ المسرح بأشعاره الحماسية آلو ..يا مصر , يا بهية وخبريني,
. قولوا لعين الشمس, والأجمل أن يحتفل كل المسئولين بالحدث , وكأنهم يربتون علي كل قلم لمبدع , ما أجمل أن يسطع الفكر وتنتشر الثقافة في كل بقعة في أرضنا الغالية , فتتواري الحشرات التي تزحف في الظلام , وتلك مصيبة شعب مصر , الأمية المتفشية بين البسطاء ’ فينساقون خلف معتقدات لا نجني من خلفها إلا مزيدا من التخلف , ومصر التي كانت في يوم مركزا للإشعاع تصبح بؤرة إرهاب , ولا أمل في أصحاب المذاهب والفتاوي
لذلك لابد من دور ثقافي قوي فعال , ليس مجرد برامج تنفذ علي الورق , ولكن
ثقافة تليق بحاضر لا يليق بحضارة مصر , ولعل افتتاح قصر ثقافة نجيب سرور يشعرنا بأن الأديب بالفعل مرآة لعصره وأنه علي يقين بأن بلده سوف تكرمه إن رحل , وهذا التكريم يتجلي في اطلاق اسمه علي مدرسة أو شارع أو قصر ثقافة , وما أسعدني حقيقة هو الاحتفاء بصالون الشرق بكل وهجه الثقافي من شعر وقصة وفن تشكيلي ويشرف عليه إقليم شرق الدلتا الثقافي, وبالفعل بات جليا هذا الاهتمام بحضور الشاعر الكبير سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة , وهذا يعطينا الأمل في حضارة أكثر رقيا
افتتح الشاعر سعد عبد الرحمن رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، يرافقه اللواء محمد إبراهيم السباعى رئيس مجلس ومدينة أجا نيابة عن السيد محافظ الدقهلية ود.محمد رضا الشينى نائب رئيس الهيئة والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف رئيس إقليم شرق الدلتا، وثروت سرور شقيق الأديب الراحل نجيب سرور قصر ثقافة نجيب سرور بقرية إخطاب بالدقهلية بحضور عديد من قيادات الهيئة ولفيف من الإعلاميين.
بدأت مراسم الافتتاح باستقبال الحضور بفقرة غنائية لفرقة المطرية التلقائية، تلى ذلك تفقد رئيس الهيئة ومرافقيه لقاعات القصر وافتتاح معرض فن تشكيلى للأطفال ومشاهدة صورة شعرية لنجيب سرور للفنان سمير العدل.وأكد الشاعر سعد عبد الرحمن خلال الافتتاح على أن قصر نجيب سرور يعد منارة ثقافية جديدة تخدم أهالى القرية والقرى المجاورة لها، ويقدم كافة الأنشطة الثقافية ليلبى احتياجات الأطفال والشباب، وطالب بضرورة أن يقوم القصر بعمل دورات تدريبية فى الكمبيوتر للأطفال المترددين على القصر وتلاميذ المدارس المجاورة، كما طالب بضرورة تشجيع الشباب على الإطلاع والمعرفة وعمل كارنيهات استعارة لهم، وشدد على أهمية تكوين جمعية للرواد يطلق عليها جمعية رواد قصر ثقافة نجيب سرور تتكون من رواد القصر والمثقفين بالقرية لتقديم أنشطة تدر أرباحا تساعد على شراء كثير من مستلزمات القصر، وقال أن الهيئة أمامها الكثير فمازال عدد مواقعها 563 موقعاً ونريد أن تصل إلى 3500 موقع مثل مراكز الشباب لتكون فى كل قرية وكل نجع فى مصر. وأشار محمد عبد الحافظ إلى أن القصر الذى قام ببنائه صندوق التنمية الثقافية وقام بإهدائه للهيئة بلغت تكلفته الإجمالية مليون وربع المليون جنيه على مساحة 700 م2، وهو عبارة عن قاعة عروض وتدريبات، نادى تكنولوجيا معلومات، قاعة عروض صيفية، قاعة فنون تشكيلية، مكتبة عامة، مكتبة أطفال، قاعة عروض داخلية تتسع لحوالى 100 كرسى، يخدم القصر قرية إخطاب وكثير من القرى المجاورة لها بتقديم خدمات ثقافية وفنية متنوعة، كما قام إقليم شرق الدلتا بطباعة كتيب تناول فيه نبذه عن تاريخ نجيب سرور وأعماله الشعرية والقصصية والنقدية والمسرحية.
اعتدت أن أكتب موضوعاتي بمزاجية شديدة وكأنها قصيدة شعر فلا كلمة تزيد ولا كلمة تنقص , أعشق الدقة والجمال وشياكة اللفظ انتظروني في تغطية قصر نجيب سرور فالموضوع يحتاج للشعر, وأكثر من ثلاثين موقعا الكترونيا في انتظاري
0 comments:
إرسال تعليق