ماذا استفادت حماس من حكم الاخوان؟/ ابراهيم الشيخ


بدون شك ان ما حدث مؤخراً في مصر من  ثورة شعبية مدعومة من الجيش على حكم الرئيس محمد مرسي قد يؤثر على حركة حماس التي استبشرت خيرأ بوصول الاخوان المسلمين الى الحكم في مصر وفي غيرها من الدول.
ظن الكثير من ابناء الشعب المصري والشعوب العربية وبالأخص الشعب الفلسطيني ان وصول الاخوان المسلمين الى السلطة قد يؤدي الى الغاء أو على الاقل تعديل معاهدة السلام الموقعة مع العدوالاسرائيلي، واتخاذ مواقف حازمة من الاحتلال وممارساته بحق الفلسطينيين،  إلا ان هذه التوقعات قد خابت، ولم يحدث اي تغير في السياسة المصرية التي أتت مشابهة لسياسة نظام حسني مبارك، وبقي التنسيق الامني وعلى أعلى المستويات مستمراً، ولم تشتك اسرائيل من اي تقصير مصري في حماية حدودها من الجانب المصري.
أما على صعيد حصار قطاع غزة الذي تحكمه حماس والتي كانت من حلفاء نظام مرسي، قد عقدت بالتأكيد امالا كبيرة على فك الحصار، وكان مرسي في بداية عهده قد وعد بفك  هذا الحصار عن هذا القطاع، ولكن نظام مرسي  لم يستطع تحقيق أي اختراق في هذه المسألة وهذا يدل على ضعف هذا النظام امام اسرائيل، وان الشعارات التي كان يرفعها الاخوان قبل الوصول الى الحكم لم تكن سوى شعارات فارغة من اجل كسب تأييد الجماهير.
الامتحان الاكبر لنظام مرسي حصل اثناء الهجوم الذي شنه العدوالاسرائيلي على قطاع غزة في نوفمبر من العام الماضي، حيث ظنت حركة حماس ان رد فعل نظام محمد مرسي سيكون مختلفا عما كان عليه من قبل، ولكن ما حصل هو ان هذا النظام بدل دعم الحركة فضل لعب دور الوسيط لوقف الحرب كما في السابق، واتضح ان سلطة الاخوان غير مستعدة للتضحية بعلاقاتها الجيدة مع دولة الاحتلال من اجل الدفاع عن حركة حماس.
ليس هذا فحسب وانما في ظل نظام مرسي تم تدمير اعداد كبيرة من الانفاق على الحدود المصرية مع غزة فاقت باعدادها الانفاق التي دمرت من قبل النظام السابق، وايضا لم تتغير المعاملة المذلة والمهينة من قِبل الأجهزة الأمنية المصرية ضد الفلسطينيين القادمين والمغادرين من والى مصر، وخاصة من قطاع غزة.
 لا شك ان سياسة الاخوان التي مورست قبل الوصول الى السلطة قد تغيرت بمجرد وصولهم الى هذه السلطة، وبدأوا بالتعاون مع امريكا من اجل الحفاظ على مصالحهم وضمان المساعدات الامريكية، حاول نظام مرسي التأثيرعلى حركة حماس من اجل تهيئتها للعب دور سياسي أكبر على صعيد القضية الفلسطينية، و تأمين اعتراف دولي بها، ولكن هذه الجهود لم تفلح بتحقيق هذا الهدف.
من كل ماسبق يتضح ان حركة حماس لم تستفد شيئاً من حكم نظام مرسي، وتعتبر من الخاسرين من اقصاء سلطة الاخوان المسلمين لانها كانت تعول على دعم مصري اكبر في المستقبل، ولكن حماس ليس امامها سوى التعاون مع اي سلطة تحكم مصر لأن معبر رفح يبقى المنفذ والمُتنفس الوحيد لسكان غزة.
وما خطبة رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية في خطبة الجمعة الذي قال فيها ان مصر ستبقى عمقنا سوى تعبير عن ان حماس مع مصر بغض النظر عن النظام الحاكم فيها اكان من الاخوان ام اي نظام اخر.
 ان التحالفات وتغييرها قد يؤذd القضية الفلسطينية، لان التغييرات التي تحصل في منطقتنا العربية والتي من الممكن ان تستمر طويلا لا تسمح بعقد اي تحالفات مع اي جهة، ويجب التعامل مع الجميع على قدر المساواة حفاظا على دعم القضية الفلسطينية.

CONVERSATION

0 comments: