لكل فعل رد فعل/ أنطوني ولسن

لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومضاد له في الأتجاه . هذه حقيقة علمية معروفة للجميع . لهذا لا عجب أن نجد السلفيين بعد خصام مع الأخوان يعضدون الأخوان ومن الطبيعي جميع الأحزاب الدينية التي في غفلة من الزمن أصبح لهم وجود يمثلون رد الفعل المضاد الذي نجح فيه الشعب وطبيعي أن نقول مع الشرطة والجيش لأن الجميع ينتمون لمصر وهم الشعب المصري .

لا شك رد الفعل المضاد والمساوي للفعل في القوة لا بد وأن يكون مضاد له في الأتجاه . وهذا ما حدث من جماعات الأخوان والسلفيين والأسلام السياسي الذين خرجوا إلى رابعة العدوية وميدان النهضة بالجيزة كذلك في الأسكندرية بنفس القوة مطالبين بعودة الدكتور مرسي والأفراج عن ما تم القبض عليهم .

كعادة هذه الجماعات ، لابد وأن يكون لها ضحايا أبرياء مثل لا أعرف أن أطلق عليهم  شباب أوأطفال لأنهم مازالوا في الأعدادية عندما ألقوا بهم من مكان عالٍ وتلقفتهم أيدي الغدر والوحشية بدلا من نجدتهم نجدهم يضربونهم ضربا مبرحا دون حرمة لموتهم وإستشهادهم . كذلك في شمال سيناء يطلق المجرمون من الجماعات الأجرامية وابل من النيران على القس مينا شاروبيم وهو يقود سيارته  فأصابته ثمان رصاصات وأستشهد في الحال . وأيضا الهجوم على قوات الحرس الجمهوري في الأتحادية وقتل أحدهم وإصابة العشرات من الجنود . فكان من الطبيعي أن تردعليهم قوات الحرس الجمهوري مدافعة عن نفسها . وكان لا بد أن يقع من طرفهم قتلى . لكن العجيب عندما يتحدثون عن قتلى أطفال ويتبجحون أنهم كانوا وقت حدوث التصادم والأشتباكات في فجر ذلك اليوم . فهل  كان ذلك قد تم بالفعل وليس كما أظهرته حقيقة الأطفال القتلى الذين صدّروا صورهم إلى العالم أجمع ليقولوا للعالم أنظروا إلى وحشية جنود الحرس الجمهوري ، ويكتشف العالم أنهم أطفال سوريون وليسوا مصريين ، ومع ذلك نسأل إن كانوا مصريين لماذا تأخذونهم إلى حيث يوجد الخطر ؟ هل تضحون بالأطفال لأستخدامهم دعاية تثبت أنكم مضطهدون وها هو الجيش المصري يقتل أطفالكم دون حتى رعاية مشاعر أمهاتهم ؟ أين قادتكم للمواجهة بدلا من أطفال وشباب مغيبة عقولهم يواجهون الموت بخدعة الدفاع عن الشرعية . ويالها من شرعية مزيفة جاءت لتقضي على مصر والشعب المصري وليس لرفعته .

الفعل المضاد  في أول رد له يكون قويا ومساويا للفعل الأصلي في القوة . لكنه يخفت تدريجيا إلى أن تتلاشى تماما وتنكسر موجاته على صخرة الصمود والتصدى بنفس قوة الفعل الأصلي وفي هذه المرة لن يوجد فعل مضاد . لأن لا مكان لأي فعل مضاد لأي فصيل هذه المرة .

وكيف يكون هذا وهم مازال لهم وجود وقادة يوجهونهم مع موالين من دول خارجية يساندونهم ويعضدونهم ويشجعونهم على نشر الفوضى في مصر فتصبح مصر مكانا غير آمن يقتل الأخ أخاه والأبن أباه في سبيل إعادة من حكم إلى الحكم للمضي قدما في تركيع مصر والمصريين والقضاء على الجيش مع الشرطة القوتان الحاميتان للشعب والمؤسسات المصرية !!.

أعتقد أن الأمر ليس بالصعب بعد أن تم للمصريين وحدتهم التي عادت إليهم بعد المحاولات المستميتة التي حاولته جميع قوى الأسلام السياسي بمساندة كل من جماعة الأخوان والجماعة السلفية من تقسيم الشعب المصري إلى فريقين متضادين .

نعود قليلا إلى الوراء ونتذكر عدم أحقية جماعة الأخوان في الترشح للرئاسة لأنهم جماعة وليسوا حزبا . تحايلوا على ذلك وكونوا حزبا على الرغم من أن الدستور لا ينص على وجود أحزاب دينية . لكن سُمح لهم بتكوين حزب فسارعت بقية الجماعات الأسلامية والسلفيين بتكوين أحزاب دخلوا بها الأنتخابات ونجح من نجح في البرلمان وتم إنتخاب رئيس من جماعة الأخوان عن طريق الحزب .

وجهات نظر أطرحها عليكم :

** لا أظن أن الدستور الذي تم إعلانه به مادة تبيح للجماعات الأسلامية والأخوان والسلفيين حق تكوين أحزاب دينية . نتمنى على المشرع إضافة مادة في الدستور  المعلن  بإلغاء جميع الأحزاب التي أُنشئت على خلفية دينية إن لم تكن هذه المادة موجودة بالفعل . هذه واحدة.

** ثم يجب القبض على جميع القيادات الأخوانية وغيرها مما يثبت أنها قامت أو تقوم على بث الرعب والفوضى وإستخدام العنف ضد الآمنين من الشعب والشرطة والجيش وإيداعهم السجون ومحاكمتهم ومن يثبت أنه غير متورط في أي من الأحداث يتم الأفراج عنه مع أخذ تعهدات عليه بعدم الأشتراك في أي أعمال إجرامية ضد الشعب المصري والشرطة والجيش . هذه ثانية .

** طُرح رأي بإعلان حالة الطواريء في هذه المرحلة في مصر لمنع التجمعات الليلية أو بقاء المعتصمين أو المناهضين للجيش والشعب في الشوارع حتى الصباح ليتمكنوا من الأعتداء على من يريدون الأعتداء عليهم كما حدث في الأعتاء على الحرس الجمهوري في الفجر .

الفكرة في حد ذاتها تستخدمها معظم الدول في حالات الأستنفار القصوى لحماية الشعب والمنشأت الحيوية والمؤسسات الحكومية . وقد إستخدمتها مصر بعد أحداث حرائق 26 يناير 1952 والتي أشارت بعض الأصابع أن الأخوان كانوا ضالعين فيها .

لكن الأمر ليس بهذه السهولة . لأن الوقت الحالي بحلول شهر رمضان المبارك والمعروف عنه حب الناس في الخروج بعد الأفطار والتزاور أو التجمع في الأماكن العامة والمقاهي للأستمتاع بليالي رمضان الممتعة والتي كنا نستمتع بها أيام ذلك الزمن الجميل .

وهنا لا أستطيع أن أدلي بدلوي في هذا الشأن وأتركه لأهل الحكمة والمعرفة وبالطبع للشرطة والقوات المسلحة و لرئيس الجمهورية المؤقت . لكن هذه الثالثة التي يمكن تطبيقها مع ما سبق وأشرت إليه .

** بقي شيء أخير له نفس حساسية إعلان حالة الطواريء . عدم إستخدام دور العبادة كمراكز تجمع وحماية متسببي الشغب والفوضى وإعتبارها مراكز إنطلاق للهجوم والأعتداء على من يرون فيهم أنهم أعداء . وهذا متروك لمشيخة الأزهر مع التفاوض مع الشرطة والجيش  . دور العبادة للعبادة فقط . وهذه الرابعة .إذن..

 أولا : إعلان إلغاء جميع الأحزاب التي أُنشئت على خلفية دينية .

ثانيا : القبض على جميع القيادات الأخوانية وغيرها .

ثالثا : إعلان حالة الطواريء . وهذا لا أستطيع أن أدلي بدلوي في هذا الشأن .

رابعا : دور العبادة ... للعبادة فقط .

مع الأسف شاهدنا البلتاجي وهو يهدد الجيش ويطالب الفريق السيسي بأن يعود إلى صوابه ويعيد الرئيس إلى مكانه في الرئاسة وإعادة الدستور . إن فعلت سنوقف كل ما يحدث على أرض سيناء " هذا ليس نص كلامه ولكنه  المضمون" .

كذلك شاهدنا صفوت حجازي وبصوته المبحوح وهو يهدد ويتوعد ويطالب بعودة الدكتور مرسي إلى الكرسي ، كرسي الرئاسة .

كل هذه التهديدات والتكتلات والدماء تهدر بهذا الشكل اللا إنساني ، هل هو فقط لإعادة الرئيس وإعادة الدستور ؟

 هل نسى هؤلاء السبب الذي جعل الغالبية العظمى من شعب مصر التي خرجت مطالبة بعزل الرئيس من منصبه وتعين رئيس جمهورية مؤقت للمرحلة المقبلة ، مع إلغاء الدستور ومجلس الشورى والعمل على إجراء إنتخابات برلمانية جديدة في فترة ما بين 6 إلى 8 أشهر أنه لم يصدر أي بيان أو تصريح يمنع الأخوان أوغيرهم للترشح لأي إنتخابات برلمانية أورئاسية ؟؟

لكن يبدو أن سعادة السفيرة الأمريكية لا تريد أن تعترف بينها وبين نفسها بما إعترفت به إدارة حكومتها والكونجرس الأميركي بعدم قيام الجيش المصري بإنقلاب على الشرعية للرئيس مرسي . لكن الجيش ساند شرعية الشعب المصري التي طالبت بإسقاط الرئيس والنظام . وأعتقد أن هذا هو الذي دفع بها إلى إدارة ظهرها إلى الأخوان والتوجه إلى السلفيين لتشجعهم على الأستمرار في المعارضة والمطالبة بعودة الدكتور مرسي . وقد ظهر جليا تأثيرها عليهم برفضهم تعين الدكتور البرادعي رئيسا للوزراء ، وابتعدوا عن الأشتراك مرة أخرى مع الرئيس المؤقت في أي إجتماعات تقوم بها الرئاسة .لأنهم وثقوا" هكذا يبدو من موقفهم "

أنهم لا مكان لهم في هذه الفترة الأنتقالية .

أخبار لها أهمية :

** اليوم السابع . جاء في صحيفة اليوم السابع العدد الصادر يوم الثلاثاء 9 يوليو هذا العام 2013 هذا الخبر " نشطاء يتداولون معلومات حول اتصالات بين السفيرة الأمريكية والسلفيين لعرقلة تشكيل الحكومة . آن أعطت الإشارة بالأعتداء على الحرس الجمهوري ، وحثت العريان والبلتاجي على ضرورة التنفيذ قبل الصباح " وهذا على عهدة اليوم السابع .

** ومن برنامج القاهرة اليوم المذاع في مساء يوم الثلاثاء 9 يوليو 2013 والذي شاهدته صباح يوم الأربعاء 10 يوليو 2013 أنقل لكم ما جاء على التويتر على حساب عمر محمد مرسي إبن الدكتور محمد مرسي المعزول عن الحكم والذي  قرأه الأعلامي الأستاذ محمد مصطفى شردي . وإليكم  نص ما قرأه  :

** إقتحام مقر الحرس الجمهوري وتحرير الرئيس . هو واجبنا جميعا كمصريين شرفاء تجاه الشرعية مهما كلفنا الأمر من أرواح . توقيع : عمر محمد مرسي

** عندما أخبرتكم بالأمس أن الرئيس خارج بعد عدة ساعات كنت أعني أنه سيتم تحريره اليوم ، لكن للأسف عملية تحريره لم تنجح . ولكننا ماضون و لن نتراجع أبدا . الرئيس محمد مرسي خارج إلى جموع الشعب وخارج إلى ميدان رابعة العدوية ... توقيع : عمر محمد مرسي .

وقد أسهب الأستاذ شردي في التفاصيل وربط بين ما جاء على التويتر والقنبلة التي أُكتشفت عند ميدان النهضة والضرر الذي كانت ستسببه لعدم إستطاعت الأخوان النجاح في تحرير الدكتور مرسي .

** أما الدكتور المحامي خالد بكر والمذيع بنفس البرنامج ، قرأ على المشاهدين حيثيات حكم المحكمة في قضية وادي النطرون . القضية التي كانت تنظرها جنح المستأنف بالأسماعلية ، أن هذه المحكمة قررت في حيثيات حكمها من ضمن ما قررت القبض على كل من :

** محمد محمد مرسي العياط رئيس الجمهورية السابق وعضو جماعة الأخوان المسلمين . و محمد سعد الكتاتني ، وصبحي صالح ، وعصام العريان ، وحمدي حسن ، ومحمد ابراهيم ، وسعد الحسيني ، ومحي حامد ، ومحمد أبوزيد ، ومصطفى الغنيمي ، وسيد نزيلي ، و أحمد عبد الرحمن ، وماجد الزمر ، و على عز ، ورجب البنا ، وأيمن حجازي ، والسيد عياد ، و ابراهيم حجاج .

بوصفهم هاربين من السجون المصرية . هذا هو قرار المحكمة .

وأضاف الدكتور المحامي خالد بكر :

** المحكمة في نص حكمها أشارت إلى المادة 77 ب وقالت فيه أن يعاقب بالأعدام كل من سعى الى دولة أجنبية أو تخابر معها أو مع أحد مما يعملون لمصلحتها للقيام بأعمال عدائية ضد مصر . وختم كلامه بهذه الجملة .

** الحديث عن مستقبل مرسي في يد القضاء ...

في ختام هذا المقال ، أتمنى على مصر أثناء الفترة الأنتقالية الحالية أن يتم تعديل ما تم نقله حرفيا من دستور الأخوان . وأن يكون الدستور الجديد مهتما بمصر والشعب المصري بفصل الدين عن الدولة . وأن تكون مصر وطنا لكل المصريين . وأن يخضع الجميع للقانون المدني . وندع الأمور الدينية لأكبر مؤسستين دينيتين في مصرالأزهر الشريف والكنيسة المقدسة   .  

فهما أدرى بالشؤون الدينية للمسلمين وللمسيحين . وبدون شك لمختلف المذاهب الدينية في الأسلام والمسيحية .

حلم تمنيته لمصر أن تحكم ولمدة 5 سنوات فقط بحاكم له قوة وعزيمة مصطفى كمال باشا أتاتورك لتستقيم الأمور بها وتعويض ما فاتنا من تخلف للحاق بقطار التقدم الحضاري الذي إبتعدنا عنه زمنا طويلا . ومن أجل شباب المستقبل في مصر 

CONVERSATION

0 comments: