الكيل بمكيالين ، سوري و عراقي/ أسعد البصري


الشهرستاني العالم النووي العراقي ، كان متخصصا بفضح البرنامج النووي العراقي لدى الأمريكان ، هو نفسه اليوم من أشد المدافعين عن البرنامج النووي الإيراني . عن أي طائفية تتحدث ؟ . العراقيون الذين صدعوا رؤوسنا بأغلبية الشيعة في العراق " ولازم ناخذهه و ما ننطيهه " لأننا أغلبية وعلى هذا أصروا على المحاصصة ، هم أنفسهم يرفضون حكم أغلبية سنية في سورية ( ٨٠٪ ) سنة والعلويون ( ٩٪) يريدون الحكم بالقوة . والشيعة يدعمونهم ويصورونهم كمعسكر الحسين القليل وحوله بحر من أتباع يزيد و معاوية ، بل حصار الحكم السوري هو حصار للسيدة زينب .

البعث السوري حلو ، البعث العراقي مو حلو ، بشار الأسد حلو ، صدام حسين مو حلو . حزب الله حلو ، جبهة النصرة مو حلو . نظام الأسد يدعم التطرف الشيعي المدعوم من إيران ، ويزج بالمتطرفين السنة والإخوان المسلمين بالسجون . التعامل مع السفارة الإيرانية مقاومة و إيمان ، لكن التعامل مع السفارة السعودية خيانة عظمى و إرهاب . الحقيقة والمنطق لا يمكن حكم شيعي في العراق و سورية ، لا يمكن نفوذ إيراني في العراق و سورية ، هذا مخالف للعقل . العراق صديق لإيران ، وسورية صديقة للعرب تبنيها استثمارات الخليج وعقول المصريين والسوريين . هذا الإقتسام سيكشف نوايا الطرفين في النهاية . كما حدث بين ألمانيا الغربية والشرقية بين المعسكرين الغربي والسوفيتي ..السبب في عدم تصعيد الخطاب الطائفي الشيعي في سورية هو أن الشيعة أقلية ( ١٠٪) فقط ، والطائفية لن تحقق الهدف ، لا يمتلكون ستة ملايين شيعيا سوريا يوجهونهم في مسيرة دينية إلى السيدة زينب . لهذا يلعبون لعبة الخطاب الوطني و مكافحة الإرهاب ، بينما خطابهم في العراق طائفي مليوني صريح ، لأن الشيعة أغلبية والطائفية تحقق الهدف المباشر . الشعب السوري لا يريد حكما طائفيا فاسدا ، حكما مخابراتيا حليفا لإيران في سورية ، صحيح دخلت عناصر متطرفة على الخط بسبب الظروف الدولية ، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح . الذي لا يُقدّر العذاب السني العراقي ، في أن تحكمهم عمامة شيعية ، وأحزاب دينية شيعية صريحة ، لماذا لا نجرب الألم العلوي في سورية حين تحكمهم عمامة سنية ، وأحزاب دينية سنية صريحة ؟؟؟ . هل تتخيلون هذا الوجع ؟ .

صحيح هناك تعقيدات في الموقف الدولي اليوم ، وصحيح الشوكة والغلبة الإقليمية لإيران . كما لا أحد ينكر دهاء نظام الأسد الذي كان يبني معسكرات للقاعدة ، ويفجر بهم الشيعة في العراق . لترسيخ الحكم الطائفي العميل لإيران ، و إرهاب السنة العراقيين بتغطيسهم بالدم والجريمة لحساب إيران . وصحيح أن الدولار العراقي ، بدأ يشتري دولا بأكملها ، كالأردن مثلا ، ويدفع فواتير حزب الله ، والعجز الإقتصادي الإيراني ، والسلاح السوري . صحيح أن قطع آذان السوريين الشهداء ، من قبل الجيش السوري يعتبر بطولة وليس إرهابا ، وكذلك السلاح الكيمياوي المضر بقرية حلبچة ، أثبت الأطباء أنه مفيد لأطفال سورية ، على ما يبدو ، لهذا لا يبخل به نظام بشار الأسد على شعبه العزيز . صحيح أننا نستنكر مجالس العزاء الأردنية ، لإرهابيي القاعدة ، الذين يقتلون في العراق ، لكننا نقوم بتشييع محترم لإرهابيينا الذين يقتلون في سورية ، ونعتبرهم سقطوا تحت راية العباس ، دفاعا عن زينب الكبرى و ضريحها الشريف ضد أحفاد الشمر " بوز الكلب " ، ونرفض فكرة أنهم مجرمون ، ذهبوا لقتل الأطفال واغتصاب السوريات . وصحيح أن الشعب السوري العظيم ، قد بدأ يشعر بالتعب ، لأنه خسر دما كثيرا ، و مدنا عزيزة . في النهاية لا يمكن أن تكون المعادلة معقدة ، الطبيعة ترفض بقاء بشار الأسد ، و عصابته في الحكم . لقد أصبحوا ورما سرطانيا في رقبة الشعب ، وبما أن الشعوب لا تموت بالسرطان كالبشر ، لأنها خالدة . سيتم في النهاية ، استئصال هذا النظام . ويبدأ نضال الشعب السوري العظيم بعدها ، نحو العلمانية والمدنية . لا بأس بتطرف سني لإزاحة الحكم الطائفي في البداية . الحكم الطائفي ، أسوأ من المتطرفين . المتطرف يمكن التخلص منه ، بحكم علماني من الأغلبية نفسها ، بدون تعقيد دولي و إقليمي ، لا ميليشيات حزب الله ، ولا دعم إيراني و عراقي . ثم أن طبيعة الشعب السوري ، هي طبيعة محبة للحياة والعقل ، و بانية للسعادة والرخاء ، لا يوجد شك في هذا . يجب استعادة سورية للسوريين أولا ، بعد استعادة الأرض يتم الحديث عن بناء البيت ، و تأثيثه . عندها يمكن للمعارضة السنية العراقية العمل من دمشق ، من ذات الشقة التي كان يعمل منها السيد نوري المالكي . كما يمكن للمعارضة العلوية العمل من بغداد . هذه أمور طبيعية .

CONVERSATION

0 comments: