مبروك عليكى يا مصر .. قتل جنودك/ مجدى نجيب وهبة

 
** كلاكيت للمرة المليون .. مسلسل تعيس وكريه تعيشه مصر يوميا منذ وكسة 25  يناير 2011 .. فلم يمر يوما واحد إلا وتخرج الجماهير المصرية حاملة نعش أحد أفراد جهاز الشرطة المصرية أو أحد ضباط أو جنود القوات المسلحة المصرية ..
** وكالعادة .. تشهد الجنازة ثورة غضب عارمة ضد محمد مرسى العياط ، ووزير الداخلية تطالبهم بالرحيل .. وينطلق النعش لدفن الجثمان إلى مثواه الأخير وسط صراخ ودموع وبكاء الأهل والأقارب .. وينتهى المشهد الحزين لتنتقل مصر إلى مشهد أخر وهو الإعلام المصرى وبرامجه ومذيعيه الذين يهلون علينا بوجوه غاضبة وأراء حزينة ودعوات تطالب برحيل هذا النظام الفاسد .. ويمر اليوم بكل أحزانه وألامه .. ليشرق علينا فجر يوم جديد .. ويتكرر نفس السيناريو ونفس الأحداث مع تغيرات طفيفة فى الأداء ومكان الحدث ...
** ورغم كل ذلك .. مازال المجرم والقاتل مجهول الهوية .. مجهول المصدر .. مجهول العنوان .. يشير البعض بأصابع الإتهام إلى الرئيس محمد مرسى نفسه وعصابته .. البعض يمتلك المستندات الدالة على صحة الإتهامات والبعض لديه الأسباب والدواعى التى تدعو هؤلاء المجرمين لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية .. والبعض يقدم العديد من البلاغات إلى النائب العام (الذى تم تعيينه تابعا لهذا الرئيس وعصابته؟؟؟!) .. وهناك من يعتصم أمام مقر نقابة الصحفيين ، وهم يهتفون على سلم النقابة .. وأخرين يغلقون مبنى وزارة الثقافة ويعتصمون أمامه لحمايته من الوزير الإخوانى ، لأنه يريد أن يسرق المستندات التى تحتوى على أسرار عديدة تحكى قصة الجماعات الإرهابية .. والبعض يلجأوون إلى ثورة عارمة إلى قطع الطرق أو قطع خطوط السكك الحديدية .. والقضاة مستمرون فى إعتصامهم بنادى القضاة لرفض تدخل الرئيس محمد مرسى العياط وتخريب المؤسسة القضائية ..
** هذا هو المسلسل اليومى المستمر والمتواصل لمصر المحروسة منذ نكبة 25 يناير 2011 .. وما يثير الدهشة ويجعلنا نؤمن أنه لن يكون هناك تغيير للأفضل ، بل إننا سنظل ننتقل من سيئ إلى أسوأ هو أن الجميع يصر على أن 25 يناير 2011 هى ثورة مجيدة ..
** لقد حذرت فى مئات المقالات أننا لو ظللنا نعيش فى هذا الوهم كالبلهاء والأغبياء ونردد أن 25 يناير هو زلزال أحدث تغيير وثورة مجيدة ، وأنها لم تكن نكسة أو وكسة أو مؤامرة .. ليس لإسقاط نظام مبارك بل هى مؤامرة  دبرت لإسقاط مصر .. فلا أى فائدة لنجاة هذا الوطن !! ..
** بالأمس .. خرجت جنازة شهيد الشرطة النقيب "محمد سيد عبد العزيز أبو شقرة" التى تحولت إلى ساحة هتافات ضد الرئيس مرسى العياط وعصابته ووزير الداخلية  الإخوانى "محمد إبراهيم" .. وطالبوا برحيل مرسى عن الحكم ، محملين مرسى وعصابته دماء الشهداء .. وظلوا يهتفون "لا إله إلا الله .. محمد مرسى عدو الله" .. "إرحل .. إرحل يامرسى" .. "إرحل .. إرحل ياسفاح" !!.....
** على الجانب الأخر .. كان هناك مشهد أكثر غرابة .. وهو دعوة محمد مرسى العياط للإرهابيين والجهاديين وجماعته وأبناء عشيرته .. بزعم عمل حوار مع القوى السياسية الوطنية وقوى المعارضة لبحث مشكلة بناء سد النهضة الأثيوبى ..
** والواقع والحقيقة أنه لم تكن هناك أى قوى سياسية أو قوى معارضة .. بل الحقيقة أنها كانت دعوة للقتلة والإرهابيين لإستعراض حجمهم وقوتهم وترويع الشعب المصرى للرد على الدعوات بالخروج يوم 30 يونيو 2013 .. وقد كرر أكثر من مرة عبارة "نحن وأبناءنا المصريين" .. وهذه العبارة تعنى بمنتهى الصراحة أن من يحكم مصر هو ليس بمصرى ولا ينتمى لهذا الشعب !!..
** كانت رسالة محمد مرسى العياط بالأمس موجهة من رئيس عصابة إلى عصابته ليعلن عن بداية الجهاد ضد كل من يتآمر على الرئيس وقد أتفق معه تماما عندما كرر أكثر من مرة أنه لا عودة للوراء ولن نتنازل عن ثورتنا المجيدة ..
** نعم .. هذه هى ثورة 25 يناير التى يتغنى بها بعض المتنطعين .. ولكن الحقيقة أنها لم تكن إلا مؤامرة مدعومة من العاهرة أمريكا لإسقاط مصر وتدميرها .. ومع ذلك مازال بعض البلهاء والمغيبين من الشعب المصرى يعيشون فى هذه الأكذوبة التى أسعدت الإخوان .. لأنهم وجدوها خرابة هائلة ممهدة لدخول الإخوان وعصابات الإرهاب .. فهى دولة بلا صاحب هبطوا عليها كالغربان والجراد .. ودمروها وعاثوا بالأرض فسادا .. بعد أن مهدت الحركات الثورية التابعة للإخوان وحركة كفاية و6 إبريل والوطنية للتغيير الطرق لهم ..
** هذه حقيقة يجب ألا نغفلها .. وعلينا أن ندركها حتى لا نظل نتحدث عن الفوضى والخراب والدمار ، وعلينا أن نعتبرها ثورة مسروقة ، فالجميع رافضين التصديق بأنها مخطط سواء حكمها الإخوان أو غيرهم .. ولكن كان الإخوان هم أسوأ السيناريوهات الجاهزة لتنفيذ هذا المخطط الذى أخرجته وألفته ودعمته ومولته أمريكا .. لتحقيق سيناريو الفوضى الهدامة لإسقاط الشرطة والجيش .. ولذلك ستصبح أمام لا دولة ولا أمن ولا قانون .. وهذا ما جمع بين أمريكا والإخوان ..
** رسالة أخرى سأكررها لبعض الإعلاميين .. ألم تكن لكم اليد العليا فى وصول مصر إلى هذا المنحنى الخطير .. ألم نحذركم ونحن نرى صوركم تعلق فى الميادين مع الخونة والمأجورين وكنتم تسخرون من نشر صوركم ..
** فى النهاية .. لقد تعاون الجميع فى قتل ضباط وجنود الجيش المصرى والشرطة المصرية وهو ما يدعونا إلى قمة السخرية .. فالقادة العسكريون يؤدون التحية لرئيس الجماعة .. رغم أن أصابع الإتهام تشار إليه بتورطه فى كل الأحداث فى سيناء .. كما أن وزير الداخلية يؤدى فروض الولاء والطاعة والتحية لرئيس الجماعة .. فكيف يرى الجيش المصرى هذا اللغز ؟...
** وكيف يرى ضباط الشرطة وجنودها تفسيرا لذلك وزملاءهم يتساقطون كالعصافير كل لحظة .. فهل نحن فى دولة أصابتها الألغاز والفوازير .. أم أصبحنا نردد "مبروك عليكى يامصر قتل جنودك" ...
** كلمة أخيرة .. إذا كنا نحرص على إسقاط الإخوان .. فعلينا ألا نلوث إسم مبارك ومقارنه أفعاله بما يفعله محمد مرسى العياط .. فهناك فرق بين من هو رجل دولة وقائد عسكرى ، إستغل بعض الفاسدون منصبه بالسنوات الأخيرة لحكمه .. وبين من هو إرهابى ومعه جماعته ...
** أما أخطر ما يكون من سيناريو إذا فشل محمد مرسى فى جذب المعارضة ومنع خروج الشعب يوم 30 يونيو للمطالبة بسقوطه ، ومحاصرة قصر الإتحادية وكل ميادين مصر .. وشعر أن البساط ينتزع من تحت أقدامه .. فإننى أؤكد أن ليس لديه سوى حل واحد فقط للإبقاء على منصبه كرئيسا لمصر وحفاظا على جماعته من الملاحقات الأمنية والجنائية .. وهو توريط الجيش المصرى فى حرب .. إما من جهة ليبيا أو السودان أو أثيوبيا أو الصومال .. وستكون هذه الشرارة الأولى والذريعة الوحيدة التى ستقلب كل الموازين لوقوع الجيش المصرى فيها .. وستظهر ديكتاتورية الرئيس على شعبه ولن يكون هناك مفر من سقوط الدولة .. !!!!!!.....
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: