يهودية اسرائيل والاصطفاء الطبيعي/ مأمون شحادة

- فلسطين
نشرت صحيفة الايام الفلسطينية في عددها(5300) الصادر يوم الجمعة 15 تشرين الأول2010، عدة قراءات حول يهودية اسرائيل، فقد جاء في افتتاحيتها"اطراف النهار"، تحت عنوان : ("ازياء" أم صفا) " حقاً، لا بد من تنظيف الغابة احياناً، وتعزيل الاشجار الميتة.. وربما الورق الجاف الذي يدعو الى حريق ما. مع ذلك، تشعر ان هناك "خطة ما" تدبر، لا تتعلق بالاصطفاء الطبيعي بين الشجيرات، وانما بالصراع مع اليهود على الارض".
فيما رأى مقال آخر على نفس الصحيفة، وتحت عنوان:(يهودية أسرائيل مجدداً ؟!) "أن المطلب المذكور ينطوي على بعد عنصري وفاشي، يعيد الصراع الى مربعه الاول، لانه يقحم الفلسطينيين من مواطني دولة اسرائيل، المقيمين فيها قبل اعلانها، وبعده، منذ ما قبل عام 1948، في دائرة الصراع بين اسرائيل كدولة احتلال والفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس كمواطنين ارضهم محتلة ويكافحون من اجل استقلالها، ويمكن للفلسطينيين الرد بانهم يعترفون بدولة اسرائيل مقابل اعتراف اسرائيل بدولة فلسطين، اي اعتراف متبادل، على انها دولة ديمقراطية وليست دولة يهودية، كما هو حال كل الدول في العالم، ذلك ان اميركا ليست معترفاً بها كدولة مسيحية، كذلك اذا كان الاسرائيليون _ حسب ليبرمان _ يسعون الى ادخال ملف التبادل السكاني ( المستوطنون مقابل عرب المثلث والجليل والنقب)".
وجاء في المقال ايضاً "ان الفلسطينيين يمكنهم ان يطالبوا بضم الجليل والنقب والمثلث الى دولتهم مقابل ضم ارئيل وجبعات زيئيف وادوميم الى دولة اسرائيل".
فيما رأى مقال آخر، وتحت عنوان:(لماذا تحتاج إسرائيل إلى "اعتراف" الفلسطينيين بيهوديتها؟) ان "يهودية إسرائيل من هذه الزاوية تصبح مسألة متعلقة بجوهر الصراع، ولا يستطيع الفلسطينيون التهرب من اتخاذ موقف صريح منها لأنها تتعلق بمصير الملايين منهم. ولا يمكنهم أيضا استغلالها بطريقة "سنعترف بيهودية دولتكم" إذا اعترفتم "بحدود دولتنا" لأن في هذا إلغاء للتاريخ وإقراراً بما هو مغاير لحقيقة أن إسرائيل هي دولة ثنائية القومية يسكنها يهود وعرب على حد سواء.. وأن سكانها العرب هم فلسطينيون. وحتى ضمن هذا التوصيف، هناك إلغاء لحقيقة أن أي "دين" لا يمكن أن يتم التعامل معه على أنه أهم ما يميز الأمم عن بعضها لأن ما يتبع ذلك هو إلغاء لحقوق أتباع الديانات الأخرى والتعامل معهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.
وتساءل المقال وبصورة فلسفية "هل يعني ذلك إنكارَ وجود شعب يهودي؟ أو أمة يهودية؟ هذه سؤال نظري. إذا كانت الأمة هي مجموعة المشاعر التي تربط الناس ببعضها قبل اللغة والجغرافيا والدين، وإذا كانت هذه "المشاعر" هي حصيلة عملية تراكم تاريخي لأحداث عززت هذه المشاعر وخلقت هذه الروابط بين أفرادها، فإن اليهود بلا شك أمة. لكن المسألة موضع البحث، ليس إن كان اليهود "شعب" أم لا، المسألة هي إن كان يمكن توصيف إسرائيل على أنها دولة يهودية وهو ما يغاير حقيقتها القائمة، ويتنافى مع التاريخ، ومع حقوق من شرد عن أرضهم وارض آبائهم وأجدادهم بقوة السلاح".
ومن اجل رؤية ماذا يقول الرأي الاسرائيلي بشأن النقاء اليهودي، فقد اقتبست الصحيفة عن " هآرتس الاسرائيلية" وتحت عنوان:(اسرائيل اليهودية صخرة وجودنا) وبصيغة من التحفظ، " لا يمكن طلب الاعتراف باسرائيل اليهودية من غير أن نكون ملزمين باسرائيل ديمقراطية. ولا يمكن طلب الاعتراف بدولة هرتسلية وجهها وجه ليبرمان. دون ضمان الحقوق التامة المساوية لغير اليهود في اسرائيل، لن تكون بعثة للدولة القومية اليهودية".
واضاف المقال موضحاً "لا تستطيع الحكومة الحالية في الوقت الراهن أن تتوقع أن يفعل الفلسطينيون المطلوب منهم. لكن يجب على الجماعة الدولية أن تُسهم في المسيرة السياسية بأن تعترف بصراحة، الآن، بإسرائيل على أنها الدولة القومية للشعب اليهودي.
فيما اقتبست"الايام" في نفس العدد عن صحيفة معاريف الاسرائيلية ان نقاء الدولة اليهودية " قانون غبي، ليس له معنى عملي، وكله تلاعب سياسي يرمي الى تمكين رئيس الحكومة من إظهار الحماسة في لغة اليمين كي ينحرف انحرافا قوياً الى اليسار".

CONVERSATION

0 comments: