أنا الشعب .. أنا الشعب قصيدة كامل الشناوي والتي صدحت بها لسيدة أم كلثوم، ستبقي إلي الأبد مجرد كلمات ولحن جميل للأستاذ محمد عبد الوهاب. أما المعني الحقيقي من وراء كلمات قصيدة كامل الشناوي فلن تشهده أي من الشعوب العربية ، فلا الشعب العربية شعباً بمعني الكلمة وإياكم أن تجرؤوا وتطلقوا علي ما حدث في تونس أنها حركة شعبية ورغبة شعبية. ما حدث في تونس هو إستمرار لنفس نمط الأنظمة العربية لا حول ولا قوة للشعب التونسي فيه كما لا حول ولا قوة لبقية الشعوب العربية فيه. الجيش يطيح بـ بن علي .. أين الشعب التونسي من هذا وبالله عليكم لا تتفوهوا مجرد التفوه بأن الجيش هو الشعب ومن الشعب، الجيش ليس الجندي المهلل الهندام ببزته العسكرية العربية المهزومة الشكل والفعل الجيش هو القادة والجنرالات وشركاء الحكم الحقيقيين لكل الحكام العرب في بلدانهم المختلفة. عندما يطيح الجيش بنظام فإن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال في بلادنا العربية أن هناك عدالة ما قادمة في الطريق إلي ذاك الشعب بل علي العكس ، بشروا وأبشروا بعذاب جديد قادم علي ذلك الشعب ونقول للشعب التونسي : تونس أيا خضرا ايامك القادمة دامية حمرا.
نحن نستعجب من كل من يكتبون كيف يجرؤون أن يطلقوا علي ما وقع في تونس بأنه حركة شعبية أو حتي بأنه إرادة شعبية? إنه تبادل للأماكن ليس أكثر فلا إسترجعوا من زين العابدين بن علي المليارات التي نهباها من تونس ولا العهد الجديد الحاكم في تونس سيحاكم او سيطالب بتقديم بن على إلي المحاكمة.
ما تشاهدون أحداثه هي آخر ( موضة ) التخلص من عبئ حكم الشعب. وسنكتشف أن هناك من سيمارسون ويقدمون نفس مسرحية ومهزلة التنازل عن الحكم هذه ، ستحدث قريباً في اليمن وستحدث أيضاً في سلطة رام الله ثم بعد ذلك السودان وهكذا سيتنازل حكام العرب عن ( مهماتهم ) كحكام إما لجنرال في القوات الجوية أو قائد للقوات البرية كما حدث في تونس.
عيب علي مجتمع الكتاب والمثقفين العرب أن يتطرق حتي إلي ما يجري في تونس علي أنه حدث يستحق الحديث عنه أو أنه نموذج لما هو قادم علي عالمنا العربي، عيب وعار علي مثقفينا أن يهبط بهم وعيهم الثقافي إلي مهزلة أن ما حدث في تونس هو نتيجة مظاهرة هنا وإحتجاج هناك، إن ما حدث في تونس كان مخطط له بلليل وعملية تداول للسلطة بداخل لعبة هي أكبر من الشعوب العربية وأكبر من أن يسمح المهيمنين علي هذه اللعبة أن يسمحوا للعشب أن يكون له دور فيها سوي أن يموت عندما يطلب منه الموت وأن يخرج في مظاهرة بالتنسيق مع النظام ثم يختفي من الشوارع كما تنص عليه الأوامر.
ذهب عن تونس ديكتاتور وجاء إلي تونس ديكتاتور جديد فأخرج ياشعب تونس إلي الشوارع قائلاً أنا الشعب .. أنا الشعب ..
- لوس أنجليس
0 comments:
إرسال تعليق