علي مدار أربعة إعداد متتالية أصدرتها جريدة الشعب الجزائرية كملاحق عالجت بإشكال مختلفة بين المقال والتحقيق والخبر الصحافي والتقرير قضايا الأسري والقدس حيث كانت القضية الأساسية ومحورية الإعداد التي صدرت تتناول القدس كحق تاريخي للشعب الفلسطيني وكعاصمة أبدية لدولة فلسطين بالإضافة الي معاناة الأسري في سجون الاحتلال وجرائم سلطات الاحتلال التي ترتكبها مدرية السجون العامة بحق الأسري الفلسطينيين فهذا التناول الإعلامي المتميز لم يعد بحد ذاته مجرد حلم بل أصبح واقع جسدته جريدة الشعب الجزائرية من خلال تناولها لملحق خاص يصدر كل يوم احد أسبوعيا ضمن جريدة الشعب الجزائرية هذا الصوت العربي الوحدوي الحر القادر علي تبني طموحات الشارع العربي بكل حكمة وعقلانية واتزان ضمن محركات الاعلام وبعد ان أصبحت ضرورة ان تتوحد الماكينة الاعلامية العربية لتبذل الجهد والوقت ليكون الصوت العربي الإعلامي في متناول الجميع وضمن إليه ومفهوم الاعلام الرقمي والثورة التي تجتاح العالم , لذلك كان لزاما علينا العمل علي تفعيل الجهود وإثراء الاعلام العربي ليحمل هموم القدس والأسري وهذا ما تبنته جريدة الشعب الجزائرية بكل قوة من خلال إصدار ملحق صوت الشعب الأسير وأيضا نشر الملحق أسبوعيا علي موقع الجريدة , فهذا يعزز العلاقة التاريخية مع الشعب الفلسطيني ويؤكد عملا لا قولا ان الشعب الفلسطيني والشعب الجزائري روح في جسدين .
وفي هذا المجال تبقي أهمية العمل الإعلامي لدعم الأسري الفلسطينيين علي الصعيد العربي أهمية بالغة ومحورية مهمة وأيضا تبني القدس إعلاميا لان القدس هي محور النضال الفلسطيني وهيا تتعرض ألان الي أبشع الجرائم من سرقة وتهويد وتدمير وإعمال إجرامية تهدف الي خلع واستئصال السكان الفلسطينيين من القدس والعمل علي تهويد المدينة وإقامة المزيد من المستوطنات ومصادر الأراضي من أصحابها الأصليين في حرب مفتوحة تناسي العرب في مؤتمرهم (قمة شرم الشيخ الاقتصادية ) الذي عقد في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية مؤخرا أهمية القدس ودورها في الصراع العربي الإسرائيلي وعملوا علي تأخير دفع المستحقات المالية العربية التي تعزز صمود الشعب الفلسطيني في القدس وتتصدي لجرائم الاحتلال من خلال دعم صمود السكان الفلسطينيين في القدس.
وان من شان هذا التناسي والتخاذل وعدم الوفاء العربي ازدياد معاناة ابناء الشعب الفلسطيني من القدس ورفض العرب إقرار رزمة المشاريع التي قدمتها فلسطين في الاجتماعات التحضيرية للقمة الاقتصادية والتنموية، وترحيلها للقمة العربية الدورية المقررة في بغداد بعد شهرين مما يؤدي الي استمرار معاناة ابناء الشعب الفلسطيني بالقدس واستمرار وانفراد سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتكريس واقع تهويد المدينة المقدسة وفرض واقع جديد ضمن مخططات الاستيطان المزمع إقامتها لتوسيع النفوذ الإسرائيلي ضمن القدس العربية .
أن القدس تنتظر الدور العربي وأن ما يحدث في المدينة يستدعي تحركا سريعا وطارئا، ومن هذا المنطلق قدمت فلسطين مجموعة من المشاريع لتنفيذها في المدينة بقيمة 430 مليون دولار، وللأسف الشديد وزراء الاقتصاد العرب اعتبروا أن هذه المشاريع يجب إعادة دراستها، وبالتالي خصصوا مساحة لدراسة هذه المشاريع من قبل دولة فلسطين والجامعة العربية، على أن يتم رفع هذه المشاريع للقمة العادية في شهر آذار/مارس المقبل على أمل الحصول على التمويل اللازم.
ان تأخير دعم القدس يعكس أزمة الساحة العربية التي باتت تشهدها من واقع فرقة وعلاقات غير موفقة حيث ان ولأول مرة في تاريخ جامعة الدول العربية يتأخر العرب عن دعمهم للقدس وخاصة في ظل تصعيد وتيرة الاستيطان وسياسة إسرائيل في خلق واقع جديد علي الأرض وأنه في الوقت الذي يقوم به المليونير مسكوفيتش بوضع موازنات ضخمة لدعم الاستيطان، وغيره من مساندي الاستيطان من أبناء الجاليات اليهودية، يقابل ذلك ضعف كبير من قبل الدول العربية والإسلامية تجاه دعم القدس وتعزيز صمودها , يأتي ذلك وخاصة أن قمة 'سرت' في العام الماضي خصصت مبلغ 500 مليون دولار لدعم صمود القدس، وللأسف الشديد حتى هذه اللحظة لم يتم إلا تحويل مبلغ 37 مليون دولار، أي أقل من 7% مما تم تخصيصه لدعم صمود القدس.. وهنا نحي الجزائر شعبا وحكومة علي دورها المتميز في تسديد مستحقاتها المالية الخاصة بدعم صمود القدس وهيا الدولة العربية الأولي والوحيدة التي دفعت ما عليها من مستحقات مالية للقدس.
هنا وبعد هذه الحقائق لا بد من التأكيد مجددا كما أكدنا في العديد من المواقف ان الساحة العربية ومحور العمل العربي يتطلب مزيد من الوحدة والتعاون المشترك في كل المجالات وخاصة تدعيم صمود القدس وأهلنا الصامدين هناك وأيضا تبني قضايا الأسري والقدس إعلاميا علي الصعيد الإعلامي العربي .. فماذا لو خصص العرب قناة فضائية تتحدث إعلاميا عن الأسري والقدس وان تتبني موقف عربي موحد لهذه القناة وان يطلق عليها ( صوت الشعب الأسير) لتكون صوت العرب جميعا الداعم لقضايا الأسري والقدس , وأننا من هذا المنبر الحر الذي احتضن ( صوت الشعب الأسير ) كملحق نأمل من القادة والرؤساء العرب علي تبني مشروع افتتاح قناة فضائية عربية تحمل اسم ( صوت الشعب الأسير ) ويكون طاقم تحريرها من أعلامين عرب من مختلف البلدان العربية ولتكون صوت العرب الموحد والأوحد والقوي من اجل القدس ..
فتحية الي الشعب الجزائرية التي أعطت فلسطين مساحة هامة في صفحاتها ونأمل علي ان يفي العرب التزاماتهم المالية تجاه القدس كما أوفت الجزائر بكل التزاماتها المالية كما ندعو العرب من خلال جامعة الدول العربية الي تبني مشروع القناة الفضائية العربية لتكن صوت الشعب الأسير لتكن صوت العرب جميعا الداعم لنضال الشعب الفلسطيني والمعزز لصموده وكفاحه من اجل نيل الحرية والاستقرار و أقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها .
رئيس تحرير جريدة الصباح
www.alsbah.net
0 comments:
إرسال تعليق