** ألو .. صباح الخير .
** صباح النور .. مين حضرتك ؟
** ألله .. أنتَ مش عارفني ...
** لا صدقيني .. مش واخد بالي .
بعد هذه المقدمة عرفت من هي . بدأ الحديث بيننا يتشعب والحوار يحمي وطيسه عندما تطرقنا الى موضوع الرجل والمرأة ، والزوج والزوجة والحياة الزوجية . أعرف عنها الجرأة المحببة . بعض من النساء جريئات . لكن العياذ بالله جرأتهن أعتبرها وقاحة . أما الجرأة الواعية المتفهمه ، فهي محببة وتشجع الأنسان على الأخذ والعطاء في الكلام ، وماقشة موضوعات الحياة في حرية دون تحفظ .
مما ناقشناه وحمى وطيس النقاش فيه . موضوع الزوج وعمله . أنها تعتبر نفسها متساوية للرجل ، المساواة التي تعنيها ، أنها تعمل مثلما يعمل . تكتسب من عملها مثلما يكتسب . تخرج في الصباح الباكر الى عملها وتعود بعد قضاء الثمان ساعات خارج المنزل .
يعود هو مثلها ، كما خرج مثلها في الصباح . الفارق بينها وبينه . أنه عندما خرج في الصباح لم يكن عليه اعداد الفطار للأولاد حتى يتناولوه قبل الذهاب الى المدرسة . لم يأخذ معه أبننا الصغير لتوصيله الى الحضاتة . لم يتأكد أن كل شيء تركه في موضعه بالمطبخ حتى لا يضار الأولاد لا سمح الله من أي شيء ترك سهوا ويشكل خطرا عليهم . ليس له عمل في الصباح غير " حلاقة ذقنه " ووضع العطر والتأكد من أن رابطة العنق " الكرافات " يتماشى مع قميصه وحلته . الحذاء لابد وأن يكون لامعا . عليه أن يخرج وهو على " سنجة عشرة " كما يقولون .
أما أنا " الزوجة " ، فعلي أن أقوم بكل أعمال المنزل . أخرج بعد ذلك وقلبي غير مطمئن . أخشى أن أكون قد نسيت شيئا يحتاج اليه الأولاد . ما أن أصل الى العمل حتى أسرع بالأتصال بهم للأطمئنان عليهم وسماع مشاجراتهم ومتابعة بقدر الأستطاعة كل ما يدور عن طريق أذني . بعدما أضع السماعة أذا كان بالي مشغولا عليهم ، لا أرتاح ألا بعد الأتصال بهم مرة أخرى .
هكذا أبدأ يومي خمسة أو ستة أيام في الأسبوع . أما بعد أن أنتهي من عملي ، في طريقي إلى البيت أذهب إلى دار الحضانة لأخذ أبني معي ، أدخل مباشرة إلى المطبخ . لا بد من أعداد الطعام . وأنا أعد الطعام أتقرب إلى الأولاد كل وطريقتي معهم التي أعرفها لأستشف منهم ما حدث معهم في يومهم ، وما ضايقهم سواء في المدرسة أو مع بعضهم بعض أو ما يحتاجون أليه . أبدأ في ترتيب البيت محاولة أشراك الأولاد معي بغض النظر عن الولد أو البت .
ما أن يدخل هو، حتى أستشف من نبراته هم اليوم كله الذي لقيه في عمله . أو وف هذا وذاك وتلك . يخلع الحذاء في مكان ، والجورب في مكا آخر ، أشكره على تواضعه ووضعه لحلته في مكانها . بعدها يسألني في صوت خشن ليؤكد لي رجولته :
** متى سنأكل !.
أو يخاطبني بلهجة السيد الآمر :
** أنا داخل أنام ، لا أريد أن أسمع صوتا . بعد أنتهائك من أعداد الطعام ، أكون قد أسترحت قليلا .
ينام هو ، وأنكوي أنا بالأولاد والتنظيف والطبيخ والزعاق ، وأسكت الواد وأسكتي يا بت ، وطو صوتكم أبوكم بسلامته نايم . بالله عليك هل تعتقد أن هذا صح ؟
فاجأتني بالسؤال . أردت أن أكون مستمعا فقط لا أدخل في نقاش نعها . لأنني أعرف أنني خاسر . لأنه بالمنطق والعقل .. لا .. أما حسب ما نشأت وتعودت ، فأنا لست أفضل منه . على الرغم من أنني أقتنعت بأن المرأة تعمل عملا مضاعفا وأحيانا أكثر من مضاعف . تعمل في الداخل والخارج وتربي الأولاد وترعاهم وترعاه هو " الزوج " أيضا .
بعد لجلجة مني أجبتها ، بأن الرجل والمرأة عندما يتزوجان تبدأ مرحلة جديدة من حياة كل منهما كما يقول المثل " الزوج كما عودتيه والأبن كما ربيتيه " . فلا تأتي بعد طول العمر والعشرة وتطلبين منه أن يغير ما تعود عليه . لم تحمله أمه مسؤولية عمل شيء . وأنتِ في بداية حياتكما لم تطلبي منه تحمل آية مسؤولية أيضا . كيف بالله عليكِ أن تطلبي مه الأن القيام بأعمال في قرارة نفسه هي خاصة بالمرأة فقط !. فأذا قام بها سوف يُنقص هذا من شخصيته أمام أبناءه وأمام نفسه . أنا عن نفسي لا أستطيع أن أتخيل نفسي ماسكا بالصحن وأغسله . أو أقوم بطهي الطعام . ربما لأنني لا أعرف كيف أطهو، أو لأنني لم أتعود .
جاء ردها سريعا في هذه المرة وقاطع . أنا لا أطلب من رجلي أو من أي رجل أن يقوم بأعمال الرجل في المنزل . أطلب منه فقط أن يتعاون مع زوجته . هنالك الكثير من االأشياء الصغيرة التي أذا قام بها تساعدني وتجعلني أشعر بأنني لستت وحدي في المنزل . ماذا يحدث أذا وضع حذاءه في مكانه أو أذا جلس مع الأولاد يتحدث أليهم ويرعاهم ، بدلا من النوم !. هل تقوم القيامة لو أعد طاولة الطعام قبل أن نأكل !. أنه بهذا العمل يضرب المثل لأبنائه عن معنى التعاون والمساعدة ، وأن البيت ليس من شأن فرد واحد بل هو مسؤولية الجميع .
قلت لها بدون شك عندك حق . التعاون بين الرجل والمرأة في الحياة هو أهم شيء . تحدثنا بعد ذلك في أشياء أخرى ألى أن أنتهت المكالمة وأنا لسان حالي يقول :
يخشى الرجل التعاون مع المرأة . لأنها ستطمع بعد ذلك فيما هو أكثر . سينقلب الحال كما هو مقلوب هذه الأيام . تدخل هي لتستريح . ويقف هو في المطبخ يُعد الطعام !.
كلام .. وكلام
** أجمل ما في الحياة .. حلو ذكرياتها .
وأحلى ما في الذكريات .. رؤية الأبناء يكبرون ، وأبائهم من حولك .
** تحملتُ الأهوال بسبب قدرتي على رؤية الله في محنتي .
فرأيت رحمته في عذابي . ونسيت عذابي في إيماني . ووجدت إيماني في شعوري الدائم بأن الله معي .
** التجربة .. هي مدرس شاذ .. يمتحنك ثم يعطيك الدرس .
أنطوني ولسن
0 comments:
إرسال تعليق