اليوم: السبت 3-1-2014، المدينة: نابلس، المكان: مركز الدراسات النسوية
حظيتُ اليوم بفرصة مشاركة لفيف من الشعراء والشاعرات في مدينة نابلس في مركز الدراسات النسوية، شعراء على الطريق يمتلكون مخزونا من الموهبة، معبأون بالوطن وبالموسيقى وبالفكرة، ليسوا تائهين، ليسوا محبطين، عاشقون، مولهون، قائدهم أمل بغد أفضل، يغنون للشهداء والمناضلين، وللقدس درة المدائن، عزفوا حنينهم لليلاهم، تحدوا كل ما يؤخرهم، انتقدوا من لا يهتم بهم.
شعراء يضيفون لبنة مهمة في مشهد الثقافة الفلسطينية، خاصة في مدينة نابلس، هذه المدينة العريقة، الشام الصغرى، فكيف بها أن تتوارى وراء أستار المركز المتشظى، عليها أن تشد اللجام، لتكون فارس الحلبة، كما كانت، فهي المدينة الفاضلة والأغنية الباقية فكيف بها لا تزهو بنفسها فخرا، وهي تستقطب التاريخ وعبق الياسمين وسحّ المطر!!
هؤلاء الشعراء بما حملته قصائدهم من بوح وشعر، وموسيقى يبشرون بمشهد شعري غني ومتنوع، فمنهم من عشش في لغة المتنبي، فاستحضر الروح القوية والمعاني الصلبة، ليعبر فيهما عن واقع بدا أسود مجبول بالألم، ومنهم من حلق في فضاءات عليا ليصنع لغة خاصة، ومنهم من شكل إضافة في صوت أنثوي شفيف عفيف، يختار اللفظة الموحية بشفافية حتى وإن كان الشعر في الغزل!
شعراء لم يكونوا صغارا، وإن كانوا شبابا، شعراء يحملون شعلة متقدة، لا تموت بفعل أعتى الرياح، ولن يسمحوا لها أن تنطفئ، شعراء يسكنهم التحدي والإصرار على المواصلة والغناء مهما كان من أمر، شعراء حضروا ليتركوا بصمة في جدارن المدينة وحدائقها وشوارعها وجبالها وأوديتها ومع كل غيمة تهمي في كانون فتعيد طهارة الأرض وبكارتها من كل ما لحقها من سوء واستياء!!
شعراء بدوا سعداء بحضورهم المكثف، عرفوا البداية وأتقنوا صناعتها، ومصرون على أن يكون أعلاما، وهم يستحقون أن يكونوا ما يريدون، يعرفون أن مشوارهم طويل، وهم لذلك مستعدون، يخبئون القصائد في كراريس أرواحهم وقلوبهم، يتنافسون بحبّ ويشتعلون بحب، ويكملون المشهد، فلولا قصائدهم ستكون الأسفار ناقصة، والألواح غير مرتلة!
فهنيئا لكم أيها المبدعون القادمون من رحم الحرية، النابعون من شعاع الشمس، فلتفرح كل ليلى بشاعرها، لتظل هي الملهمة، أميرة وشهرزاد، وأنثى باقية، كروح لا تعرف الانهزام، فحق لها الدلال والغنج، فعليها أن تتيه اليوم كل امرأة أحبها من هؤلاء شاعر، وأرادها سيدة لبوح الروح والمعنى، فبغير المرأة فلن يكون للحياة طعم، فما بالكم بالقصائد، فهل سيعيش شعر دونها؟!
يوم سيكتبُ في سفر المدينة الخالد، فشكرا لكل من أضاء حرفا في ظلام هذا الوطن الممتد عرضا وطولا، ففلسطين أرض الأرجوان تستحق من أبنائها الكثير، فبلد ننتمي إليه علينا أن نبذل في سبيله كل ما نملك!!
0 comments:
إرسال تعليق