هي نفس اللغة التي تسوقها حركة الانقلاب والانقلابين في حماس من اليوم الاول لانقلابها في قطاع غزة منذ عام 2006 وحتي يومنا هذا حيث نسمع نفس الاسطوانة ونفس اللغة ولم يدركون بعد ان اهلنا في غزة يرفضون انقلابهم ويرفضون استمرارهم في الحكم ..
وصلنا الي نقطة تشكيل ( حكومة التوافق الفلسطينية ) واليوم نصل الي تجميد عمل هذه الحكومة وقلنا بالأساس ان الهدف من تشكيل حكومة التوافق هو ادارة الانقسام وليس انهاء هذا الانقسام واليوم نشهد نفس المخطط للانقلاب علي حكومة التوافق ومحاولة حركة حماس علي تشكيل لجنة محلية لا دارة قطاع غزة علي امل ان تتمكن من دفع رواتب موظفيها ..
ان قادة حماس يذرفون دموع التماسيح على معاناة اهلنا في قطاع غزة بالرغم من ادراكهم أن اصغر طفل فلسطيني يعرف بانهم المتسببون بهذه المعاناة من خلال اصرارهم على ابقاء سيطرتهم على غزة وتكبيل ايدي الحكومة وعدم السماح لها ببسط ولايتها على القطاع.
ان ما تقوم به حركة حماس مرفوض وشعبنا يرفض بالكامل الممارسات المتصاعدة التي ترتكبها قيادة حماس وخاصة اعاقة اي دور لحكومة التوافق الوطني ونشر الفوضى التى حدثت مؤخرا بالبنوك العامة وضد مقر الحكومة الفلسطينية، و التهديدات، كل ذلك هو خلط للأوراق، و ما الدعوة الاخيرة التي اتت من حركة حماس حيث قاطعت 6 تنظيمات الاجتماع ، حيث جرى في هذا الاجتماع توجيه شتائم الى القيادة الفلسطينية، كل ذلك يأتي في سياق قطع الطريق على المصالحة والضغط على شعبنا، الذي يعيش في طقس سيء جدًا هنالك أطفال استشهدوا من جراء البرد القارس وان الدول المانحة تنتظر وحكومة التوافق الوطني لم تستلم شيء بخصوص الأعمار، كل ذلك يجري لحرف النضال الفلسطيني عن مساره، و ما يعانيه شعبنا من حصار في ظل ما تقوم به حكومة الاحتلال من احتجاز للأموال، كل ذلك يتطلب وحدة وطنية حقيقية ومسؤولية وطنية جادة .
ان حكومة التوافق الوطني تم تشكيلها بموافقة الجميع، وأي دعوة من حماس لاطار بديل هو انقلاب علي الموقف الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية .
ان حكومة التوافق الفلسطينية هي حكومة الكل الفلسطيني ويجب اعطائها كل الامكانيات لأعمار غزة، بعد حرب الإبادة التي حصلت على غزة، وتدمير و قتل و تشريد شعبنا، كل ذلك بحاجة الى عمل حاد ومسؤول من قبل الكل الفلسطيني .
ان عدم تمكين الحكومة من استلام المعابر واعادة الموظفين الشرعيين الى وزاراتهم ومنع الحكومة من بسط سيطرتها الامنية على القطاع هو السبب في استمرار معاناة اهلنا في القطاع ، بالرغم من كل ذلك فان الرئيس ابو مازن وحكومة الوفاق الوطني اصروا على طرق كل ابواب العالم من اجل اعادة الاعمار وتوفير السكن الملائم لمئات الالاف من ابناء شعبنا الذين هدمت منازلهم في مغامرات حماس وحروبها الا وطنية ، خدمة لا هداف التنظيم الدولي لجماعة الاخوان وخدمة لمحاور اقليمية ولمصالحها الضيقة.
ان من يعتدي على الوزراء كما حصل مع وزير الصحة ويحاصرهم في مقرهم كما حصل في اجتماع الحكومة الاخير او في الفنادق كما حصل مع وزراء الضفة ويرسل لهم رسائل تهديد يومية ويفجر المنازل ويسطوا على البنوك والشركات ويجبي الضرائب غير القانونية هل يكترث بمعاناة اهل غزة ؟
ان حماس لم تكن تريد من حكومة الوفاق ولا تريد منها سوى ان تتحول الى صراف الي وبنك يصرف المال لموظفيها ويعفيها من اي مسؤولية مالية تجاه اهلنا في القطاع من دون ان تتنازل عن تفردها في حكم غزة.
أن تاريخ حماس وممارساتها والتصريحات اليومية المسمومة والحاقدة لقادتها تثبت أن هذه الحركة لا تستطيع العيش والاستمرار الا في ظل حالة انقسامية، حيث المسرحية الهزيلة التي استخدم فيها قادة حماس منبر المجلس التشريعي المغتصب في غزة ، وبدلا من ان يكون هذا المنبر ، منبر وحدة يبث خطابا وطنيا ايجابيا ، حولته حماس الى منبر يبث احقاد وسموم قادتها الذين تباروا الواحد بعد الاخر على مهاجمة الرئيس محمود عباس وحركة فتح وحكومة الوفاق الوطني ملتقين مع قادة الاحتلال الاسرائيلي بنفس الخطاب ونفس اللغة التحرضية .
اننا هنا نتساءل ونقول لماذا لم نسمع من اي مسؤول حمساوي أي كلمة ضد دولة الاحتلال التي تحجب اموال الشعب الفلسطيني؟، لماذا لم يتحدث هؤلاء عن عملية استهداف المسجد الاقصى و تهويد القدس والاستيلاء على الارض الفلسطينية في كل دقيقة تمر اين هم من المعركة السياسية التي يخوضها الرئيس والقيادة الفلسطينية الوطنية والشعب الفلسطيني من اجل انهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية.
اننا اليوم ندعو جميع الفصائل الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني الي الوحدة والحرص واليقظة ودعم الخيار الوطني الفلسطيني في اطار المؤسسات الشرعية الفلسطينية مؤسسات الشعب الفلسطيني التي باتت تتعرض الى اكبر مؤامرة من اجل سرقتها وتشويه صورتها وان نعمل جميعا من اجل حماية منظمة التحرير الفلسطينية صوت الشعب الفلسطيني وصوت من لا صوت لهم ... من اجل حماية شعبنا وحماية المشروع الوطني الفلسطيني ومن اجل وحدة فلسطين وضمان قيام الدولة الفلسطينية.
أن خيوط المؤامرة باتت واضحة فتصريحات وزير خارجية الاحتلال ليبرمان بضرورة التخلص من الرئيس عباس ، ستنفذ بأيدي فلسطينية ، ايدي اصحاب نهج الانقلاب والانقسام والمؤامرات في الساحة الفلسطينية ، فهذا التناغم بين تصريحات وافعال حماس مع مواقف قادة الاحتلال الاسرائيلي، لأكبر دليل علي أن مؤامرتهم ستفشل على صخرة صمود ووعي جماهير شعبنا.
في ظل هذا التشابك الواضح والمشهد السياسي اليوم نرى لا فرق بين ليبرمان والبردويل فكلاهما يلتقيان ضد الفلسطيني الذي يطالب بحقه ويسعي الي تحقيق حلم الدولة الفلسطينية .. البردويل يصر علي الانقسام واحتفاظ حماس بقطاع غزة اما ليبرمان يصر علي عدم اقامة دولة فلسطينية واستمرار الوضع كما هو عليه ..
هذا هو واقعنا للأسف ولا يوجد فرق بين هؤلاء الذين يتطاولون علي الحق الفلسطيني ويصرون علي استمرار تدمير المشروع الوطني واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ..
لنعمل جميعنا من اجل اجهاض مشروع حماس الانتقلابي الجديد في غزة .. والتصدي وافشال مؤامرة ( ادارة قطاع غزة ) المزعومة .
ان جماهير شعبنا وقواه وفصائله الوطنية، مدعوه اليوم الى الوقوف صفا واحدا في وجه هؤلاء الانقلابين وابلاغهم رسالة واضحة وصارمة أن عهد الانقسام قد انتهى، وان الشعب الفلسطيني لديه معركة واحدة ومصيريه وهي مع الاحتلال الاسرائيلي من اجل حريته واستقلاله.
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
0 comments:
إرسال تعليق