فخ حكم الاخوان المسلمين... أول الغيث، ومصر نموذجا/ سليمان يوحنا

”طغيان الغوغاء كارثة" Tyranny of the Mob is a catastrophe ، مقولة من نتائج الثورة الفرنسية ، عوضا عن طغيان الدكتاتورية الملكية .
قبل سقوط نظام حسني مبارك عام 2011، سألني احد الاخوة المصريين عن رأي مؤسستنا حول مجرى الاحداث ومصير النظام ومنحى الاحداث ... ارجوا الاطلاع على الرد في الرابط ادناه  لتلك الاسئلة وما آلت اليه الاوضاع اليوم !
مصر لن تكون الاخيرة.. مما هو مخطط له ضمن الاجندة الدولية للمنطقة... نحن على وشك دوامة من الفوضى وضرب النسيج الاجتماعي والبنية الاقتصادية الاساسية، وتهديد كيان الدول والشعوب ومنعطف تاريخي قد لا يتكرر! ... المخطط اكبر من الحشود المخدوعة والساذجة حول فخّ " الشرعية "، لشريحة تعتبر الدين السلطة المطلقة على الارض وكأن الانسان خلق لأجل الدين وليس العكس! .... الفخ يبدوا شرعي... لأنهم تعرضوا للخيانة.. وان الديمقراطية خدعة.. من ثم جرّ البلد الى الهاوية لأن الفخّ "عودة الشرعية" محكم، ... غير مدركين بتاتا  لما وكيف هبطت السلطة في احضانهم في غفلة من الزمن والمنطق ! لايهمهم ما جرى وراء الكواليس المخابراتية والعسكرية ، ولوي الاذرع واستخدام الدين للايقاع بالبسطاء والتدليس.... وما في جعبة المؤسسة الغربية من اساليب الضغط وماكنة الاعلام الخبيثة والماكرة ... يقينا؛ ان هؤلاء المساكين لا يدركون الهدف الحقيقي من قيام الغرب العلماني في دعم ايديولوجية دينية، تؤمن بالخلافة الاسلامية في عصر العولمة!  الحشد الساذج والمدفوع بالعاطفة الدينية العمياء تم ايقاظه من حلم إلهي ! وأماني مقدّسة في نشر الشرع الاخواني في ربوع الامم ، وهم على وشك اطلاق المقاصل الفرنسية لذبح كل مخالف وفتنة شعبية وطائفية ودينية ودولة فاشلة، كما الحال مع الصومال وليبيا وافغانستان وتونس والعراق.... سياسة منتقاة، واحداث  مبرمجة  نحو المرحلة التي خطط لها ! ... بانتظار التصعيد ، وضرب الاوتار الحساسة لتحقيق سياسة التحطيم الذاتي ! من ضمنها في المرحلة الآنية استهداف الاقباط ....المسيحيين في مصر نسبتهم كبيرة قياسا بالعراق...الذين تم تجنب تدويل قضيتهم لأنها لا تخدم ألاجندة الدولية ... بسبب وقوع اراضيهم التاريخية ضمن المناطق المتنازع عليها بين الاكراد والعرب وأن المشروع الكردي الذي ينتظر دوره في الاستهداف الاقليمي القادم أكثر أهمية لاهدافهم المستقبلية ... لذا ليس من المستبعد، ان يقوم اللاعب الدولي في تبني مخطط تدويل الازمة القبطية ، كحجة واهية في التدخل لحماية شريحة مستهدفة، وخطوة طارئة في حال عدم تمكن البلد من حمايتهم، ضد موجات كبيرة من التدمير والقتل...  تحقيقا لتفتيت دول المنطقة، كما هو مخطط من الفرات الى النيل!..
إن عملية تحطيم الامم والشعوب تتم عبر وسائل مختلفة ومستحدثة ، بموجب الموازين والزمن والثقافات والتعقيدات الدولية ...  إذ ان الغزو المباشر كما حصل لافغانستان والعراق والمحاولة مع سوريا ليس الاداة الوحيدة في جعبة المخطط الاستراتيجي .... الحصار الاقتصادي والاستهداف الثقافي وثورات الربيع والثورات البنفسجية والدفع بالتيارات الدينية السياسية للواجهة والحروب الاهلية والصراع الطائفي والديني واستهداف الشبيبة ضمن ثورة المخدرات واستخدام شبكات التواصل العنكبوتية للتشويش على جيل بأكمله .... كلها مجرد ادوات ظاهرة للعيان، خاتمتها؛ خلخلة المجتمعات وجعلها في مهب الريح وزعزعة كيان الدول ...  ومن ثم الوقوع كفريسة .. ورهينة جبروت المؤسسات المالية والقوى المؤثرة.. ويصبح الانسان عدو اخيه في الانسانية والمواطنة ! . 
إذا سألت اي عضو " ماسوني" بسيط عن اهدافهم، الجواب هو اننا ننشد العدل والمساواة والتألف بين البشر من دون تمييز... واذا سألته عن سبب السرية المطلقة في تنظيمهم.. الجواب هو النفي!.. بينما الاهداف الغير المعلنة لهذه المؤسسة، كما كشفها اعضاء بارزون من الدرجات العليا، هو السيطرة على المؤسسات والحكومات نحو حكومة عالمية .. رديفها في الاسلام هو تنظيم الاخوان المسلمين الدولي  " دولة اسلامية عالمية- سيد قطب – في ظلال القرأن ج 3 / ص 1451" ... السذجاء ضمن القاعدة العريضة المخدوعين بالرداء والخطاب الديني في مجتمع شرقي عاطفته الدينية تغلب على منطقه الفكري والانساني.... يؤمن بأنه سيف الله المقدس ،المسلط على الخلق ، بينما الحقيقة المجردة هو كونه مجرد الذبيحة المساقة للسلخ بعد تسمينها من قبل من هم في قمة الهرم .
 أيديولوجية دينية ظاهرها " التقوى و التقية" في شتى الممارسات  .. أما جوهرها فهو سياسي ضمن القنابل الاستراتيجية الموقوتة التي زرعتها بريطانيا، ودفعها للواجهة في الحين الحسن منذ العشرينات من القرن الماضي .

الذين قدموا الدعم ، ومارسوا كافة انواع الضغط من لدن المؤسسات الدولية، لأجل دفع الاخوان المسلميين لاستلام دفة الحكم في مصر وتونس وليبيا، يدركون جيدا بأن ايديولوجية الاخوان في عصر العولمة، ليست قابلة للتطبيق، حتى في المجتمعات ذات الاغلبية السنية " ليبيا وتونس" .. فكيف الحال، في مجتمع متباين دينيا وثقافيا كمصر! ... اذن لابد من السؤال الذي لا مهرب منه: ما الغاية من الجهاد الغربي لايصال الاخوان الى قمة الهرم ! كما ذكرت في المقالات السابقة بأن هذا التنظيم الدولي أنشأته بريطانيا، لغايات استراتيجية ضمن الاجندة البريطانية المرسومة مسبقا قبل عقود طويلة ... " الاخوان" ،يفعلون ما فعله الامبراطور الروماني"  نيرون" ، عندما قام بحرق مدينة روما ، وإلقاء التهمة على المسيحين!، بينما هؤلاء يحرقون كل ما تصل اليه غوغائيتهم ....استهداف الابرياء واستحلال الدم القبطي وكل معارض لغرض تدويل الازمة كما يخطط له الغرب! ... من اجل تدمير البلد الثالث وشق جيشه بعد العراق واستنزاف سوريا ... الدور قادم للدول الاخرى، والنتائج ستعتمد على الوعي الثقافي لتلك المجتمعات المستهدفة  .... المؤسسة الغربية وادواتها في المنطقة تدرك بان الهدف تم اصابته، وعلى وشك تحقيق نصر استراتيجي فريد ! لأن مخطط زعزعة بلد مؤثر كمصر يتطلب جهود وضغوط ومكر وخداع على مستوى استراتيجي متقدم ... هذا ما يتوضح في الايام الاخيرة من المكر السياسي والدبلوماسي والاعلامي الدولي  والاقليمي ... لم استغرب عن اعلان بعض دول المنطقة عن دعمها للجيش المصري والمعونات الاقتصادية، بينما دعمهم العسكري لاخوان سوريا مستمر بوتيرة متصاعدة واسلحة نوعية!... مواقف تدخل ضمن الفرضيات الآتية: إما انهم ادركوا وبصورة متأخرة، بأنهم وقعوا في الفخ وتم توريطهم  ..... لأن الاكتساح " الاخواني " السريع للحكومات في دول عدة سيؤدي لا محالة الى زعزعة عروشهم وانظمتهم ...او انهم قد اتقنوا لعبة " فرق تسد" البريطانية ، شخصيا انا أميل للفرضية الاخيرة... بينما الضغط الاوربي من التصعيد السياسي والتهديد بقطع المعونات والمقاييس الاخرى ، إضافة الى التصريحات الاخيرة لاوباما والسناتور الجمهوري " جون ماكين" ومسؤولين اسرائيلين بارزين ، ما هي الا  لترسيخ اللعبة اعلاه، وبرهان على العلاقة الحميمة بين تنظيم الاخوان الدولي والمؤسسات الدولية ضمن مخطط تدمير الدول المستهدفة.
المؤسسة العسكرية المصرية وقعت في فخّ استراتيجي ، عندما رضخت للضغط الغربي في التنحي جانبا ،وترك ثقافة الاخوان تستأسد في فترة حكمها ومن ثم الانفلات!  النصاب على وشك الاكتمال ، ولن نتفاجأ بروز جيش مصر الحر قريبا على غرار السوري الحر، وشروع نقل الاسلحة لمصر عبر سيناء وليبيا.. الارضية مهيأة نحو الاستنزاف كما يجري في سورية والتدمير الذاتي ... اليس تدمير النسيج الاجتماعي لابناء الشعب يعتبر اشد فتكا من الاحتلال المباشر لعدو خارجي! ... فخاخ مختلفة وعلى مقاسات مناسبة لكل ثقافة وظرف وتعقيدات ، مثلما الحال مع العراق وكأنه عاد الى المربع الاول، بعد اكثر من عشر سنين من تحريره ! وديمقراطية جورج بوش وتوني بلير!  ..بانتظار الظرف المناسب لاطلاق شرارة الفوضى... قنابل موقوتة دستوريا، حزبيا، طائفيا، قوميا، تدمير النسيج الاجتماعي وهيمنة اقتصادية دولية، هذه من بعض النتائج وغلال عقد طويل ودامي من ديمقراطية الاحتلال الغربي ، والادهى هو ما ينتظر هذا البلد  من التفتيت وخرائط لدويلات تتفرع تحقيقا للهدف غير المعلن من تحرير العراق! 

الخاتمة:
يقينا ان جعبة المؤسسة البريطانية الشريرة والحاذقة، لا تخلوا من مخططات وادوات مستحدثة وبديلة للموت ، منظمات ارهابية " جبهة النصرة ، القاعدة وتفرعاتها ، بلاك وترز، أقطاب حكومات ورؤساء أحزاب ذليلة تنفذ مخططات من دون وعي وإدراك لحين السقوط الى الدرك الاسفل .... حكومات رهينة للقوى المؤثرة على المسرح العالمي ...ما عليها الا السير مع تيار التاريخ المرسوم بريطانيا ومن ثم لفظهم من قبل اسيادهم ، كما حصل مع مبارك وبن علي.... .
يا حبذا لو قام الوطنيون في المنطقة بالانتباه الى دورأمير الموت وربيب المؤسسة البريطانية " بندر بن سلطان" المطلّع على اغلب الخفايا منذ احداث سبتمبر 2001 وصاعدا ....سفير الموت، لما هو مخطط للمنطقة من لبنان والاردن والسودان والخليج وايران وتركيا والسعودية! عقدة النقص السايكولوجية التي اوقعته في احضان المخابرات البريطانية وتجنيده وتدريبه من قبل تلك المؤسسة، اثناء دراسته في مقتبل العمر في المعهد الملكي للطيران في بريطانيا "  Royal Air force college " ومن خلاله السيطرة على القرار السعودي الرسمي في العقود الثلاث الاخيرة الذي توّج في امرار صفقة " اليمامة" خدمة للاستراتيجية البريطانية في تمويل عملياتها الخبيثة، عن طريق جني اكثر من "100" مليار دولار من تلك الصفقة خلال عقدين من الزمن  .... أما التشّنج الرسمي االتركي للاحداث في مصر، ليس الا دليل، بأنهم ضمن عنكبوت اللعبة البريطانية في المنطقة، وأن حزب العدالة والتنمية التركي جزأ لا يتجزأ من تنظيم الاخوان الدولي!

وأخيرا، حبا بالانسانية، أوّجه النداء الآتي من مسيحي مشرقي ، واجه أجداده مظالم وتشريد وقتل بأسم الدين !ويواجه اليوم تكرار مأساة أشدّ وقعا وشمولية للشر، الذي مصدره العدو المشترك للانسانية الذي لا يهمه اي جنسية او دين او ثقافة كما فعلو مع ارلندا المسيحية وما فعلته بريطانيا عمدا في التسبب بمجاعات "   Potato famine" وهلاك ما يقارب الثلثين من الشعب الارلندي جوعا ... الاحتلال المباشر وغير المباشر " التغيير الديمغرافي" في جلب المواطنين البريطانيين " البروتستانت"  واسكانهم في الجزء الشمالي من ارلندا ... إدامة للصراع الديني التي مازالت اثاره مستمرة لليوم ، بين الكاثوليك والبروتستانت!.
ندائي الانساني، الى النبهاء والحكماء قي الاسلام ، لكي ينتبهوا للمخطط البريطاني ما بعد سقوط الشيوعية.... الاسلام السياسي غايته تحطيم الاسلام ، ضمن الكماشة البريطانية كما فعلوا مع الغرب " الحروب الدينية في اوربا في القرون الوسطى "  ... لا جدال بأن الحروب الدينية هي شر مطلق ومن افظع انواع الحروب  ...لأنها تناقض المبدأ الاخلاقي والانساني وروح الدين الحقيقي... حيث يصبح الله الخالق السيف الاعمى لسفك دماء خليقته... كما فعلت الديانات البدائية ما قبل عصرالتحضّر البشري! ، المطلوب وقبل فوات الآوان هو فصل الدين عن الدولة والتعلم مما جرى للغرب... من سخريات القدر ، ان المخطط يبدو اكبرمن ثقافة شعوب المنطقة، وكما جرى لاوربا بعد الحروب الدينية بين الكاثوليك والبروتستانت والثورات الشعبية والانتقام مما كل ما هو ديني بعدئذ!...  الحلقة الاضعف في ثقافة الشرق، هي استخدام الورقة الرابحة " الدين"، في الهيمنة على المجتمعات واستراتيجية الفوضى المسلحة، اما استهداف الغرب فأنه يتحقق بصورة مختلفة...انهيار تحت عبء السياسات الاقتصادية نتيجة فرض النظام " النقدي " البريطاني في العقود الخمس الاخيرة! عدو مشترك للانسانية ، فهل نحن مهيأون اخلاقيا ، لتجاوز هذه الحقبة التاريخية ، ام مصيرنا الفشل؟ .. من يهمل دروس التاريخ، او لمن لا يدركها ، سيبقى مهمشا ، وعرضة لتكرار المآساة، لأن نمو ذلك الانسان لم يكتمل، بل مازال طفلا صغيرا في خيمة البشرية لعدم الاستفادة من التاريخ البشري الممتد لالاف السنين ، بذا تنطبق عليهم مقولة" الذين يستكينون لأقدارهم السيئة ... لابد وأنهم يستحقونها "  فرنسيس ك . ساكو . 
 الرابط ادناه  رد لاسئلة الاخ المصري فبل سقوط نظام مبارك:
http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=82798#axzz2c6344gWC 
تقبلوا مني كل المحبة والاحترام
سليمان يوحنا
15/ 8/ 2013
sy@cecaust.com.au 


CONVERSATION

0 comments: