كلمة الحقّ/ موسى مرعي


السيناتور شوكت مسلماني
في جلسة من جلسات برلمان نيو ساوث ويلز تكلّم السيناتور شوكت مسلماني اللبناني الأصل عن ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من اضطهاد وقتل واعتقالات وحرمانه من أبسط الحقوق المدنيّة وحجز حريّته بعدما أعلن افتخاره أيضاً بالإنتماء إلى شعب المقاومة التي دحرت جيش الإحتلال الصهيوني من جنوب لبنان، لذلك تعرّض ويتعرّض إلى حملات تعسفيّة من بعض أعضاء البرلمان ومن بعض الاعلاميين. نحن لا ندافع عن شخص السناتور شوكت مسلماني بل ندافع عن آلامنا وأوجاعنا التي تعرّضنا لها في لبنان من الحرب الأهليّة اللبنانية التي حصلت في لبنان سنة 1975 والاعتداءات الإسرائيليّة على قرى جنوب لبنان التي أجبرت والد السناتور شوكت أن يحمله هو ووالدته وإخوته على كتفيه ويطير بهم من بلد الى بلد الى أن كانت أستراليا هي المحطّة الاخيرة. والطفل شوكت لم ينس الدبّابات الاسرائيلية التي كانت تعبر الى قريته كونين، قضاء بنت جبيل، وتقتل أبناء القرية التي ولد وتربّى بها تسع سنين ولم تزل المشاهد المؤلمة بذاكرته. نفس ما حصل لكلّ أطفال فلسطين ولنا نحن اللبنانيين، ولكن ما حصل ويحصل للشعب الفلسطيني لم يحصل في تاريخ الحروب القديمة منذ ما قبل التاريخ الى يومنا هذا، لقد بدأ يكبر وينمو الطفل الطائر على كتفي والده وفي حضن الوطن الثاني والحاضن له أستراليا، وترعرع على أرضها ونشأ وتعلّم وتخرّج محامياً واستلم عدّة مناصب فمِنْ عضو مجلس بلدي في بلديّة سانت جورج ـ سيدني الى رئيس البلديّة والى سيناتور في مجلس شيوخ ولاية نيو ساوث ويلز الأستراليّة.
اذن أستراليا قبلته وتبنّته من الناحية الإنسانية، وهذه هي الحقيقة، إنّ أغلب الذين استقبلتهم الحكومة الأستراليّة كان السبب هو إنساني، وموقف سيادة السيناتور أيضا إنساني. يؤسفنا أن ترى الحكومة الأسترالية الخطأ وتغضّ النظر، نحن نريد أن نعلّم أولادنا الصدق وعدم التمييز بين هذا وذاك، إذا اردتمونا مواطنين أستراليين صالحين عليكم أن تستمعوا لرأينا وأن تشاركونا على مساعدة المضطهَدين، بدلاً من أن تشعرونا بأن يجب أن نكون لا شيء، ليس لنا رأي ولا تمثيل. نحن نعرف السيّد السيناتور شوكت مسلماني المواطن الصالح لأستراليا، ويبذل كلّ جهده ويومياً له لقاءات مع أبناء الوطن الأمّ لبنان والعرب ليحثّهم على الإندماج الإجتماعي الأسترالي. أقول للذين هاجموا السيناتور شوكت في البرلمان وللإعلامي السيّد كريستيان كير الصحافي في جريدة أوستراليان، مثالاً لا حصراً، اذا كنتم وكلاء عن إسرائيل نحن ندعوكم الى مناظرة علنيّة ليثبت كلّ منّا صدقيته، أنتم تأتون بوثائق تدلّ إنّ فلسطين لإسرائيل ونحن نأتي بوثائقنا التاريخية تثبت بأن إسرائيل ليست إلا دولة مغتصِبة ودولة قراصنة وجِدت لتكون العين الساهرة لغايات عدّة، ولدينا الإمكانيّات لنثبت للعالم كلّه إنّه ليس لهم وجود في فلسطين كمواطنين مثل أهلها الاصليين الفلسطينيين وليحكم العالم بيننا. إنّ المسألة الفلسطينية بالنّسبة لنا هي مسألة حقوقيّة، علاقة الأرض بالمواطن المالك وارتباط المواطن المالك بالأمّة أي قوميّته، وعلاقة الملكيّة هي حقوق الفرد بالنسبة للملكيّة الخاصّة بحقوق الأمّة والتمسّك بالارض هي ملكيّة قوميّة. الإسرائيليون لا يملكون فلسطين ملكيّة قانونيّة  بل ملكوها بالقوّة والقرصنة، لذلك سيبقى أطفال فلسطين يهبّون كلّ يوم حتى وبالحجارة ليدافعوا عن ملكيّتهم للأرض، وكذلك اللبناني سوف يستميت بالدفاع عن وطنه. لماذا تريدون منّا أن نقفل أفواهنا وأعيننا عن الحقيقة وتعطون الحقّ لإسرائيل بسرقة بلادنا؟. نعم، فالحقّ مع سيادة السيناتور شوكت مسلماني الذي قال بالقانون الدولي الذي يجيز الكفاح ضدّ الغزاة المحتلّين، والقانون الأسترالي عادل جدّاً وسوف ينصفه".

CONVERSATION

0 comments: