قالوا لهم اخلوا بيوتكم لأسبوع واحد واتركوا مقتنياتكم هناك لنطهر المنطقة من العصابات الصهيونية. صدقهم الشعب الفلسطيني الأعزل فهم أخوانه العرب ,القوات المجوقلة من مصر و الأردن والعراق و سوريا و عرب كُثر.
أقاموا لهم المخيمات المؤقتة لتتحول إلى مدن صفيح دائمة, تعج بالمنكوبين المحرومين من كل حقوق الإنسان, لا يسمح له بالعمل, لا يتمتع بأي حق في بلاده العربية ,ينظر له على أنه دخيل غريب وسبب لمصائب العرب التي أجبرته على إخلاء دياره ليعتاش على منح الأمم المتحدة... هذا هو ترجمة لوعود الأخوة بالنصرة.
دبت الحياة من جديد باللاجئين بعد نجاح ثورة الضباط الأحرار في مصر و توسع تأثيرها و نفوذها القومي و الأيديولوجي، سُلح الفلسطنيون ومارس الثوار هجماتهم على الكيان الصهيوني الغاصب, بدأت بهجمات مجموعات شباب الثأر التي قادها الدكتور جورج حبش ، و تشكلت فتح و أطلقت رصاصة الثورة و انتهي حُلم تحرير فلسطين من قبل الأنظمة العربية بفقدان باقي فلسطين وسقوط سيناء تحت جنازير دبابات الصهاينة في عام 1967 . تمرد الفلسطينيون على القرار الرسمي الناصري العربي الذي هُزم ، فسادت الفصائل المقاتلة الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطينية، وحققوا أول إنجاز كبير بانتصارهم على الكيان الصهيوني في معركة الكرامة شرقي نهر الأردن. هذا الإنتصار النوعي للثورة الفلسطينية رفع معنويات الجماهير العربية .
خافت الأنظمة و قررت الأردن تقليم أظافر المقاومة الفلسطينية فكانت مجازر أيلول الأسود ، و ذُبحَ الثائر الفلسطيني بتعاون أردني صهيوني أمريكي. سُمِم جمال عبد الناصر و استشهد وهو لازال في ريعان شبابه. دخلنا في عصر العربدة الأمريكية المكشوفة في الوطن العربي ، حتى حرب 6 أكتوبر 1973 تم التآمرعليها مِن مَن خَلفَ عبد الناصر و حولوها من حرب تحريرية قادر عليها الجيش العربي- كما اثبت جنودنا البواسل - إلى حرب تحريكية.
باع السادات فلسطين بلاجئيها وأرضها وتنازل عن الأمن القومي العربي للصهاينة و أمريكا، مقابل تحرير صوري منقوص السيادة لسيناء، و تبعته الأنظمة و انبرت الأقلام تهلل في مصر لصرخة ابناء أمريكا "لا فلسطين بعد اليوم" . اجتاح الصهاينة لبنان مرة بعد الأخرى لتدمير حلم العودة المتجسد بالبندقية الثائرة هناك فدُمرت منظمة التحرير عبر إجتياحات باركتها معاهدة كامب ديفيد مع السادات. قدمت بريطانيا ، فرنسا و أمريكا يد العون للصهاينة الذين فشلوا في تدمير منظمة التحرير بالكامل و نجحوا عام 1982 في احتلال بيروت و شن حرب صمدت فيها قوات فدائيي الثورة الفلسطينية و الحركة الوطنية اللبنانية اثنا و تسعين يوما ، سطرت فيها صمود اسطوري، وقال عرفات للقذافي الداعي الثورة بالإنتحار" تمنيت لو أن بيروت كانت مدينة فلسطينية"، ذُبح اللاجئيين الفلسطينين من جديد على يد مليشيات تحالفات الكتائب و القوات اللبنانية و الجيش الصهيوني و كومت جثث الأطفال والنساء المغتصبة ليرقص فوق اشلائهم بقردوني و جنود الجميل و جعجع على ضحكات سيدهم الجزار شارون.
صعقهم اللاجيء الفلسطيني في غزة في معسكر جباليا بعد خمس سنوات فقط و هو يفجر انتفاضة شعبية ثورية رائعة التنظيم استمرت ست سنوات، تم بيعها بأتفاق اوسلو السري المُخزي بحجة الحرب الأمريكية على العراق عام 1991 و عِاقب الخليج العربي الفلسطيني بسبب هذه الحرب و علق كل مصائبه على شماعة الفلسطيني، و لامفر إلا التنازل للحفاظ على الثورة الفلسطينية.
أين هي هذه الثورة و أين قيادات منظمة التحرير التي تنازلت لتحافظ عليها؟ من تحت اقدامهم استوطن الصهاينة الضفة. اليوم في ذكرى النكبة, قوات أمن عباس تقمع اللاجيء الفلسطيني في الضفة, اذا ما حاول الإقتراب من الأسلاك الشائكة أو الجدران ،فهو يقترب من الديار. الصهاينة يقنصون ويقتلون اللاجئ في قلنديا و عباس يلاحقهم في باقي المدن والقرى؟ يخرج علينا عباس معلناً عن حلمه بدولة فلسطينية في الضفة و غزة عاصمتها القدس التى تنازلو ا عنها كلياً، و عودة اللاجئين الي أي بقعة من الوطن، هي عودة!؟ أصبح يتدخل في المعجم العربي و يشرح ما معنى كلمة عودة و يحدد فعلها و مكانها. يخدع اللاجئ من جديد.
ألا تدري يا عباس بأن اللاجيء عَبر من مجدل شمس و استُشهد و أصيب المئات، كذلك في مارون الراس سقط الشهداء و الجرحى من اللاجئين والمواطنيين العرب . قوات الدرك الأردني التي فتكت بالمقاوم الفلسطيني في أيلول الأسود تفتك اليوم باللاجيء الفلسطيني العائد ، وفي مصر استُنفرت كل قوات الأمن التى غابت عن شوارع مصر أثناء مجازر البلطجية و أذيال مبارك ضد شباب مصر، لتمنعهم هذه المرة من الإقتراب من سيناء أو السياج مع فلسطين المغتصبة، تحمي من هذه القوات الأمنية؟.
غابت الدبابات العربية عن حماية مواطنيها من قتل الصهاينة لهم على أرض عربية تحت سيادة عربية، من تحمي هذه الجيوش ايضا؟ ، المواطن العربي الآن يُقتل برصاص الصهاينة و الأنظمة العربية. الخليج العربي يَفتح دفتر شيكاته لشراء الأردن و ضمها لمجلس التعاون الخليجي! لماذا الأن بالذات ؟ الإجابة واضحة استخدام شبابنا لحماية مشيخاتهم، كما - "Blackwater تستأجر الإمارات الآن جيش المرتزقة المدار من"بلاك وتر التي سفكت دماء ملايين العراقيين، يتعاقدون مع الأردن كجيش مرتزق يهدف لحمايتهم وتوريطهم في قتال شعوبهم ، ولحماية الحدود مع الكيان الصهيوني لمنع اللاجيء الفلسطيني من التقدم نحو الحدود والتسبب بازعاج الصديق الصهيوني " النتن ياهو" ضمان أمن حاميهم الصهيوني.
الثورة العربية تعدادها بالملايين، ثورة ذكية، لا تنطلي عليها الحيل الرجعية العربية و الأمريكية في ليبيا مثلا، و ظلم و قهر مركز معسكر الممانعة في سوريا. استراتجية الثورة تقول التالي: سنسيطر على قرارنا السياسي و ثرواتنا، و نستعيد أرضنا المحتلة ، نحن ضد الهيمنة الإمبريالية و الإستعمار الصهيوني، لن نخدع كما خدعنا على مدار ثلاث و ستون عاما، الخوف اقتلعناه من أرضنا و النصر سكن قلوبنا و أجسادنا ستعبر إلى فلسطين حية او شهداء مظفرين.اللاجىء الفلسطيني يترجم قرارات الشرعية الدولية بحقه المقدس بالعودة لترابه وبيته ووطنه , يترجم قرار 194، حيث أخفقت الأسرة الدولية علي إجبار الصهاينه على احترامه . على العالم كله حماية العائدون من نيران الصهاينة , و عليهم تقديم غطاء جوي لحماية الفلسطيني العائد لدياره بموجب قرارات الشرعية الدولية ... الفلسطيني عائد، لن يستطيعوا بأن يقتلونا عن بكرة أبينا نحن مليار وربع مسلم , نحن 400 مليون عربي , نحن مئات الملايين من أحرار العالم مساندي الحرية والعدالة .
لن توقفوا زحفنا ... إنا عائدون.
0 comments:
إرسال تعليق