قالوا بأنهم قتلوا زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بعد محاولات دامت أكثر من عشرة سنوات!، والحقيقة التي دائما يغمضون أعينهم عنها - هي - أنهم ربما يكونون قتلوا واحدا ليضيفوا إلى التنظيم مئات من راغبي الانتقام، ليردوا الصفعة ربما أكثر من صفعتين!!.
أمريكا ودول غرب أوربا تلك دول العلم والحضارة والمعرفة يجهلون أو يتجاهلون حقيقة الأمر - ذلك أن الرجل الذي قتلوه اليوم، هم من أتوا به بطريقتهم وبأسلوبهم المستعر بالظلم وسياستهم الغارقة في أعماق غرور القوة!.
وأنني لأتساءل! أيا هؤلاء.. أين كانت القدس قبل عام السابع والستين لتكون عاصمة لإسرائيل اليوم مثلا!، لقد تم الأمر بالاعتداء الذي باركته أمريكا وسكتت عنه دول العالم!، ألا ترى أمريكا بأنها تساند الظلم فعلا، وتدافع عنه طالما أنه يتمشى مع مصالحها في المنطقه!، لماذا لم تسأل أمريكا علمائها عن أسباب ظهور تنظيم القاعدة، بل لماذا تناصبه العداء المعلن من البداية، - ذلك - لأنها لم تقف موقف عدل بل كانت تصنع النقيض من المطلوب منها تماما!!، ومن هنا بزغت ردود الأفعال الطبيعية والمتوقعة لكل ذي بصيرة وعقل!.
نعم - هو قانون الطبيعة كما يعمل في الجمادات والنباتات والحيوانات فهو يعمل في الأفراد والدول - هذه حقيقة كونية - أو كما يقولون أن لكل فعل قوة مقاومة لقوة الفعل، ولهذا.. أرى أن أمريكا هي المسئول الأول عن وجود أسامة بن لادن نفسه وتنظيمه!، وأود وأتمنى قبل أن يفرح الشعب الأمريكي بمقتله أن يسمعني سيادة الرئيس أوباما، لأقول له: سيدي الرئيس.. ها أنتم قد وصلتم للرجل وقتلتموه، فهل حسبتم سيدي ردود الأفعال المتوقعة لهذه العملية، وهل يكفي قولكم بأنكم لستم في حرب مع الإسلام!، ألا ترى معي أن هذا الأمر ربما يصنع لكم مئات جديدة على شاكلة أسامة بن لادن!.. صحيح أنكم سوف تتوخون الحذر الآن، ولكن هل آمنتم على أنفسكم من صفعة الأقدار يوما ما وإن طال الأمد!، أرى سيدي أنه كان الأولى بكم أن تحافظوا على أبريائكم بمساندة حقوق الآخرين بدلا من أن تعينوا جبارا أو معتديا أو سفاكا للدماء من أجل مصلحة زائلة معه!!، كان عليكم - سيادة الرئيس - أن تمنعوا حليفكم إسرائيل من التمادي في سياسة غطرسة القوة مع أصحاب قضية حق لا لبس فيه ولا عوج، بل لعلي أجد الإجابة لديكم وأنا أسأل.. أين كانت إسرائيل ذاتها قبل بضعة وستين عاما!! لتدفعكم في كل حين نحو معادة شعوب المنطقة بأكملها!.
وأخيرا!! أود أن أكون صادقا معكم لأقول لسيادتكم.. بأنني لست مستعدا لأن أفرح لشعب أمريكا لأنه يخطو بسياساتكم ومواقفكم على هذا النحو في المنطقة صوب المجهول حسبما أعتقد!!
أو هكذا أرى بأن الأمن القومي الأمريكي ربما يصبح مهددا أكثر من ذي قبل طالما تغفلون أو تتغافلون وأنتم تنجزون مصالحكم أن للآخرين حق في الحياة الكريمة.. وحق في الوجود في أوطانهم أعزة وحق في الدفاع عنها بالنفس والنفيس، أدعو الله أن يكشف لنا ولكم الحق حقا ويرزقنا إتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
0 comments:
إرسال تعليق