ان طريق شعبنا لم تكن يوماً مفروشة بالورود بل كانت طريق مليئة بالدماء الذكية والشهداء والجرحى والأسرى لتستمر الثورة الفلسطينية المعجزة وتتواصل رغم سياسات الاحتلال الإسرائيلي الإرهابية والقمعية.
ان إسرائيل أرادت ارض بلا شعب وقالوا قادة الاحتلال ان الفلسطيني الجيد هو الفلسطيني الميت واستمر القمع لشعب فلسطين لاقتلاعه من أرضه وتدمير قضيته فبعد ان اغتصبوا الأرض وهجروا شعبها أرادوا قتل الإنسان الفلسطيني , ولكن استمرت ثورة الشعب الفلسطيني ثورة شعبية ومقاومة مشروعة فقدم الشعب الفلسطيني ألاف الشهداء والجرحى وتواصلت الثورة عبر الأجيال ..
انها فلسطين الحلم والتاريخ والحكاية التي نحلم بها وسنبقي .. حيث يافا وعكا واللد والرملة .. فلسطين الأرض.. ما أجملها وهيا تعيش فينا بالرغم من الجراح .. فهيا ملامح الفلسطيني المتمرد علي أيام غربته وقسوتها وبالرغم من تلك الأيام وسنوات مضت الا ان فلسطين حيفا .. وفلسطين عكا .. تسكن في الوجدان وتسري في الدماء التي روت الأرض الطيبة ورفضت الذل والقمع والإهانة وشكلت عاملا داعما لاستمرار الحياة , فكان الفلسطيني هو الإنسان الصامد في أرضه الحالم بالعودة في غربته والمتمسك في حقوقه الثابتة والراسخة .. أنها ملحمة البقاء وحب الأرض الطيبة التي علمتنا معني الحياة .. أنها ملامح المرأة العجوز التي تنتظر تحت الشمس وتبحث عن شربه ماء.. كم هيا قاسية ( الأيام ) علي الفلسطيني .. وكم كانت حكايته لها معني البقاء وشكلت أسطورة العصر .. أنها ملامح تجمعنا هيا الأرض التي تعيش فينا وتسكن في وجدان كل فلسطيني.. وفي صباح هذا اليوم يطل علينا محمود درويش شاعر الأرض والحياة.. على هذه الأرض ما يستحقّ الحياةْ:
على هذه الأرض سيدةُ الأرض
أم البدايات
أم النهايات
كانت تسمى فلسطين
صارتْ تسمى فلسطين
سيدتي:
أستحق، لأنك سيدتي
أستحق الحياة..
ان سنوات النكبة وسنوات التشرد، لم تزيدنا إلا صموداً وتحدياً وإصرارا ومقاومة لإيصال مشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية، والمتمثلة أساساً في إنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس .
ان شعبنا الفلسطيني اليوم يقف وما زال يتطلع الي سلام عادل وشامل بالمنطقة وإطلاق سراح الأسرى من سجون الاحتلال وما تلك الممارسات الإسرائيلية القمعية والأزمة التي يعيشها شعبنا ستزيد من إصراره وصموده وتحديه من اجل البقاء والعيش بحرية وكرامة وشرف وفداء .
وما من شك ان الإنجازات التي تحققها الثورة الفلسطينية المعاصرة على درب استكمال الروئية الوطنية لإقامة الدولة، وخاصة بعد إقرار المجتمع الدولي والعالم بأسره بقدرة المؤسسات الوطنية الفلسطينية والاستعداد الدولي لدعم شعبنا ودولته المستقلة والتأكيد علي عدالة القضية الفلسطينية والتي ناضل شعبنا بكل الطرق المشروعة لإيصال صوته الى العالم ومن اجل ان نصل الي لحظة الحقيقة .. وتجسيد إعلان قيام الدولة الفلسطينية علي ارض الواقع ، وأن هذا الهدف يتطلب منا مزيدا من الوحدة والحرص واليقظة والاستعداد الدائم للتضحية وان يقف شعبنا قويا موحدا أمام العالم من أجل إعادة الوحدة للوطن .
ان خيار شعبنا اليوم بات واضحا الا وهو .. الوحدة وحدة الإنسان الفلسطيني ووحدة الأرض الفلسطينية ولا بديل عن الوحدة حيث يقف الشعب بالمرصاد لكل من يحاول النيل من وحدته ومصيره ولحمه غزة بالضفة بعيدا عن أصحاب النفوس المريضة , ومن اجل وحدة الأرض والهدف والاستمرار بالدفاع عن دولتنا وانتزاع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة.
إن ذكرى النكبة مناسبة لتعزيز صمود شعبنا وتمسكه بحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير، وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ان المطلوب اليوم هو إنهاء ملف الانقسام السيئ ودفن هذه الحقبة السوداء بتاريخ شعبنا والانتصار لدماء الشهداء وجرحى واسري الانقسام الفلسطيني والاعتذار لشعبنا عن تلك الجرائم البشعة وما ارتكب من أخطاء أدت بالمحصلة النهائية الي تكريس الحزبية علي مصالح الوطن فاليوم شعبنا بات يعي الحقيقة ويعمل من اجل الوحدة وإنهاء الانقسام الأسود وإسدال الستار على هذا الفصل الكارثي والمأساوي في تاريخ شعبنا، ومتوحدين تحت راية علم فلسطين لنبرهن للعالم اجمع ان شعب فلسطين شعب يستحق الحياة ويعمل من اجل مصلحة شعبه وانه بات من الضروري التدخل الدولي لإجبار الاحتلال الإسرائيلي علي الانسحاب من الأراضي المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .
رئيس تحرير جريدة الصباح - فلسطين
0 comments:
إرسال تعليق