﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ﴾……[سورة الحج الآية:73]
كنتُ قد كتبتُ في الفصل السابع من هذه ( الرواية – الرسالة – الكتاب), أنه لم يحدث في حياتي, وأن أحترمتُ كاتبًا تونسيًا أو عربيًا, مثلما احترمتُ, ومازلتُ أحترم المترجم والمبدع التونسي علّي مصباح, المسجلّ ببلدية الفحص, بمدينة زغوان, انّه فعلاً ولد فيها سنة 1953 (وقد تأكدت بنفسي من ذلك – شخصيًا) … وهو يقيم الآن ببرلين ومنذ 1989 (اي هو جاء ألمانيا قبلي بسنتين كاملتين, حيث إنني جئت ميونيخ سنة 1990 فقط كما تعرفون)… ولو حاولتَ أن تبحث عنه في أمعاء محرّكات البحث بالّلغة العربية, جميعها, وصولاً إلى العم جوجل الذي يبتلع كلّ شيء, ويبصق كلّ شيء…. لو فعلت الآن, لوجدت عنه ثلاثة أو أربعة روابط بكلّ خجل, وهي متوارية, أغلبها, خلف اسم شخص آخر اسمه أيضًا اسمه والله: (علي مصباح)…!
وهو (علي مصباح) الحاد الذكاء الذي أتم دراسة علم الاجتماع بباريس (وتحصل على الإجازة فقط) من جامعة رينيه ديكارت الفيلسوف الفرنسي الشهيري الذي قبضه الله سنة 1650 عن عمر يناهز (الخامسة والخمسين سنة فقط المسكين) وسميت جامعة سي علي باسمه, وهي بباريس واسمها باللاتيني: Universite Rene Descartes – Paris 5.
كما درس الفلسفة والعلوم الاجتماعية بجامعة برلين الحرة.
وقام بالتدريس بالثانويات ومارس العمل الصحفي كهاو ومحترف متعاون في تونس من 1980 إلى 1989وكتب القصة والرواية والرحلات و نشر كتابه الشهير الراااااائع “مدن ووجوه”: رحلات في تركيا والمغرب والبرتغال. الذي صدر عن دار السويدي للنشر، بأبى ظبي سنة 2004والذي (واللهم لا حسد) , حصل على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة لسنة 2004.
وترجم بكر أخطر الكتب لأول مرّة للعربية بترجمة جادة بل فذّة, مثل: – بيتر سلوتردايك، “الإنجيل الخامس لنيتشه”، الذي صدرعن منشورات الجمل/ كولونيا سنة 2002
وفريدرش نيتشه، “هذا والإنسان”- عن منشورات الجمل سنة 2003.
وله كتاب خطييييير جدًا, سبق أن ترجمه ترجمة تافهة, ومتسرعة, واعني أحد أخطر ما كتبه كائن بشري, وهو ما زال يشتغل عليه منذ ثمانية سنوات كاملة وطبعًا فهمتم أنني اعني كتاب: نيتشه “هكذا تكلم زرادشت” – الذي وقع عقد عليه مع العراقي خالد المعالي, صاحب منشورات دار الجمل/ بكولونيا.. والذي نشرت له العديد من القصص والدراسات النقدية في عدة مجلات عربية منها: المدى(سوريا)، الموقف الأدبي (سوريا) نزوى (عمان، الحياة الثقافية (تونس)، الكرمل (فلسطين) مشارف (فلسطين) مدارات ثقافية (منشورات جامعة ابن زهر بأكادير-المغرب) وبعضها ترجم إلى الفرنسية (Qantara وRevue d’Etudes Palestiniennes) والإنكليزية (Banipal).
ووووووووو….وهذا قطر ضئيل من مُنجز سي علي مصباح ابن بلدي الذي يحيلك الغوغل أولا لإسم مسرحي متوفي مُشابه له, حين تسأل عنه. وتكتب باللغة العربية : بجاه ربي , أريد ملف ( علي مصباح ) يا عمي غوغل ..وطبعا لا تكتبوا رجاء بجاه ربي, قبل اسم علي مصباح, لان الغوغل أيضا تافه, وغبي…وسيجلب لك كلّ كلمة فيها اسم ربي…ولن تجد (علي مصباح) في المليون صفحة الأولى للإحالات والروابط….تعاملوا مع العم غوغل كمعاق ذهنيا أو كمتوحد مثلا…بالله علكم, حين تريدون البحث عن سي (علي مصباح)….لا تكتبوا حتى سي هذه…اكتبوا (علي مصباح). فقط.
وهو يا سيدي يا بن سيدي علي مصباح نفسه الخجول المتواضع الذي لا تجد أحبارًا كثيرة عنه في جوجل لأنه ورقيّ الهوى, ويتحفّظ ويتوجّس من النت أصلاً… ولا ينشر أو يسمح بالنشر أو الحوار معه إلا للضرورة القصوى… ومع الألمان الجادين الواضحين خاصة.
وهو سيدي خويا, (علي مصباح) نفسه الرصين الحكيم الذي يعيش رسميًا في برلين, عاصمة الأرض التي تحرّك كلّ شيء, بتقدير جبّار, وبشكل خفيّ, وتقرر مصير الكائن البشري وتطوره أو تأخره, منذ ما قبل الحرب العالمية الأولى… وهذا فيّ كلّ شيء. في الإقتصاد والسياسة والأدب والفنون والفلسفة طبعًا, ضف عليها أشياء أقلّ خطورة في تحديد اليومي والمصيري لكلّ كائن بشري فوق هذه الأرض.. .من قطبها الشمالي, وحتى قطبها الجنوبي… وسنوضّح ذلك بالتفصيل.
ولكنّ القويّ الجبار, لا يقول أنا قويّ جبار… فهو ليس في حاجة إلى الضرب على صدره مثل القردة, ولفت الإنتباه إليه. هذا اصلاً ضدّ طبيعة الجنس الآري, الذي يخطّط لكلّ شيء, وهم حين سيحتاجون بالضرورة للخروج للعلن, فما أسهل أن ينتجوا للعالم, سفّاحًا, ديكتاتورًا, شوفينيًا, قاتلاً لا يرحم, ولا يُثنيه شيء… وقد يُسمونه (أدولف هتلر) مثلاً, وقد يسمونه, أو يكون في صورة حزب نازيّ من النازيين الجدد حليقي الرأس, وسيصدرونه في شهرين, لأمريكيا أولاً, ( الفتوّة, الكاوبوي ) التافهة التي تظن هي نفسها بأنها تقرّر مصير العالم, لغباء وجهل وتكبّر وغرور وضيق رؤية ورؤيا. وقد تصدره في شكل عقاب صارم قاسم, يقسم ظهر البورصة, مع نجاتها هي طبعًا, بل تحويل الخسارة إلى ربح عبقري. وأظنني لستُ في حاجة, إلى أدلّة, فعودوا, لكلّ الأحداث التي هزّت الأرض ورجّتها, وكانت تنهيها لولا لطف من الله, ورحمة بعباد خيريين يحملون في صلبهم بذرة الأحفاد اللاحقين من الخيريين, الذين لن يقطع الله لهم نسلاً. وهذا بوعد منه منذ الأزل.
لا أريد أن أحوّل (روايتي – كتابي) إلى كراس وعظ, ولا أن أحشر نفسي في درس ديني أو عقائدي غبي … فهذا ليس شأني, ولستُ بصراحة مؤهل لأن ألعب دور داعية أحمق. ولا أن ألبس لُبسَ رسول أو مصطفى او مختار من الله او نبي. معاذ الله, فانا مجرّد قارئ نهم. لا يقرض مثل الفئران كلّ الكتب وينساها بعد حين, ولكن انا قارئ…. ولكن بحقّ السماء لا تتعجّلوا…!
ولا تيأسوا من ثرثرتي … فكلّ عبارة عندي ماسة ستجدون مكانها لو صبرتم… وأنا لا أثرثر للثرثرة…. فتريثوا…!
ونقّبوا جيدًا, فهذا (العلي مصباح) الثاني الذي ستجدونه الأولّ والاكثر حضورًا, في جوجل ويخفي عنا (عليّ مصباح) الذي اعني… أوضّح وأؤكد بربّكم, وخاصة لأصدقائنا المشرقيين والعرب الذين لا يفرقون بين (العليين والمصباحين) … أنه سهل عليهم التمييز بين هذا (العليّ الأول) البارز الحضور في الجوجل, والذي لا يعنيني أمره بصراحة كثيرًا, وبين (علي مصباح) الثاني موضوع هذا الفصل من روايتى.
ووالله الأمر سهل جدًا… ولكن اصبروا فقط….
فـ “علي مصباح” الأشهر في تونس. تغمّده الله برحمته. وانتهى أمره. فقد توفي فجأة يوم 17 أكتوبر 2005 الموافق لـ13 رمضان 1426هـ ودفن بمسقط رأسه بمدينة مساكن, بتونس بحضور حشد كبير من أهل الفن والثقافة جاؤوا خصيصا من العاصمة, ورافقوه إلى القبر…وتأكدوا انّه مات فعلا, وأنه التراب وااراه. بل أنتظروا…تريدون دليلا أقوى أنه مات ؟؟؟
طيّب. يا أولاد الحلال, أنا, العبد الفقير كمال العيادي القيرواني البوشكيني النحيل. يقسم بأقدس المُقدّسات, أنه كان حاضرا بنفسه ظُهر الثامن عشر من شهر أكتوبر, سنة 2005, ولم يُغارد المقبرة مع المُغادرين, وبقي حتى بعد ذهاب الأهل, واقترب من القبر… (قبر “علي مصباح” الذي هوّ ليس عليّ مصباحي أنا ومن أقصده) وأنه قرأ ثلاث سور طوال جدًا من القرآن الكريم, من مصحف كان قد اشتراه من مكتبة ملاصقة للمقبرة بخمسة دنانير تونسية. وأنني بعد أن تعبت من قراءة سورة البقرة كاملة. وهي يا دين السماء من (286 آية كاملة), بصرحة أخلع قبّعتي لمن يحفظ سورة البقرة… أطول من تاريخ أمريكيا كلّه…. هههه….
قلتُ أنني قرأتُ على سي “علي مصباح”, سورة البقرة في أكثر من نصف ساعة كاملة, وبالضبط في (37 دقيقة), بالتمام والكمال, لأنني كنت كلّ الوقت أنظر بين فترات الخشوع الضرورية للقراءة, أنظر إلى ساعتي اليابانية… وقد سجلتُ يومها هذا الرقم الذي استغرقته قراءتي لسورة البقرة… وبعدها دخّنت سيجارة مارلبورو… وشربتُ نصف زجاجة ماء معدنية اشتريتها مع المصحف أبو خمسة دنانير…. ولأنني, وأنتم الآن تعرفونني قليلا من خلال صحبتكم لي في الرحلة, التي بدأتموها معي منذ الفصل الأول من هذه الرواية, اي منذ أيام القيروان, وحتى اليوم, فأكيد أنكم (بارك الله فيكم) تعرفونني قليلاً, وتعرفون أنني عنيد… لا يفلّني صلب ولا حديد… وأنني ريّاب, مُتشكك, ولا يُقنعه اليقين اليقين….
لذلك, فقد أكملتُ البقرة, ونظرت إلى القبر, الذي فيه سي “علي مصباح”, الذي هوّ كما تعرفون الآن, ليس سي “علي مصباح” البرليني
فهو المسكين, المغفور له (يا رب) مجرّد مسرحي تونسي, توفي فجأة… هكذا…. ودفِن في بلاده… طبعًا. كما ينبغي…. فهو منحدر من أصل وفصل وعائلة من الأشراف, بل والله عائلته من آل البيت ويتصل نسبهم بالحسين بن علي بن أبي طالب وينحدرون بالتحديد من المؤمن بربّه, الشيخ إدريس بن موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب, ابن عمّ رسول الله محمّد بن عبد الله الهاشمي… أي والله… فعائلة مصباح, عائلتان وعرقان في تونس…عرق ضرب في مدينة القيروان. وأصولهم من الحسينيين الذين قدموا, من المشرق إلى بلاد المغرب منذ القرن الثالث للهجرة وسكنوا بين رحبة الغنم القديمة ومقام أبي زمعة البلوي الآن… بمدينتي… مدينة القيروان… ثم اتجهوا في أعقاب القرن الثالث للهجرة إلى المغرب الأوسط وكونوا إمارة … وبعدا تفرقوا من جديد إثر خلاف كبير كاد يصدّع العائلة. وكما كان الأمر في البدء مع قابيل وهابيل, فقد تخاصم شقيقان خصامًا كاد أن يكون قاتلاً, وهذه المرّة ليست على أخت توأم مشتركة, كما في حدود قابيل وهابيل…لا والله, فتونس, رغم أنها دولة فيها العجب العُجاب, إلا أنّها بصراحة, وهذ صدّقوني فيه… في تونس لا يتزوّج الرجل أخته. ابدًا,,, والله كانوا يذبحون أمه… هي لعبة… الشريعة واضحة… حين كان لا يوجد فوق الأرض غير قابيل وهابيل واحد, وبنتين إحداهما شمطاء والآخرى مثل البدر يوم 14,,, فمفهوم ربمّا, أن نتقبّل حكاية خلاف الشقيقان على البنت (المُزّه) الجميلة, أما بعد آلاف بل ملايين السنين وبعد هدّ الجاهلية, وانتشار الإسلام وفي مدينة فاضلة مثل القيروان الذي أسسها الصحابي عقبة بن نافع سنة 56 للهجرة والرسول ما زال طريًا في الصدور وعمر الفارق ماسك المقابلة كحكم بيد من حديد…. هل تتصورون أن سبب الخلاف بين الشقيقين المِصباحين, كان على (ديفوووشكا) – ههه نسيتُ أن أغلبكم لا يُتقن اللغة الروسية…. يا سيدي عدّوها لي… الديفوشكا تعني حسناء وبالتوسي ( قطعة تحفونة تهبّل العقل)……؟؟؟!!!
لا يا سيدي,,,,, تخاصما على بقرة…. وعجل…!!!
هذا قال بقرتي… وعجلي … وهذا قال: حرام عليك. أهدتنيها أبي وهي عجلة… وأنا الذي رعيتها. وكبّرتها… وأخذتها هذا العام لثور عمّك الطاهر رأس البغل… وتركت ثوره يفترعها مرتين… وأنا وعمك الطاهر كناّ نمسكها من قرنيها ومن وركيها, لينيكها الثور على راحته… وأنا بنفسي من كان يرفع ذيلها كامل الوقت… حتى يحشيه فيها ولا يتزلط في دُبرها أو يضيع المني الثمين…. فحرام عليك يا بن مصباح…. يابن أبي …!
فصاح فيه “مصباح” الذي هوّ جدّ علي مصباح الذي يعنيني, أي الذي يعيش الآن ويقرأ تاريج أجداد في هذه اللحظة لأول مرة في برلين, وهو غير مصدّق أنه من فعلاً ينحدر مباشرة من عليّ بن طالب:
ــ لا يهم…. تعبك راحة يا علي…
قال “مصباح” واحد… لشقيقه “مصباح” الثاني مجيبًا:
- أنت تعرف والله أنك تكذب. وأنّك ظالم. وأنا بريئ منك. سأترك لك البقرة الخرا… والعجل,,, والأرض… والزيتونات… وسأهجّ لبرّ الغرب… (لا تتسرعوا… هذا تاريخ, نحن نعني الغرب الأوسط التونسي, وليس أوروبا…. أووووووف كم أنتم مستعجلون…!)
وضرب في الصحراء شمالاً, حتى وصل لأرض زغوان. والماء الفوّار وعيون الأنهار… فنصب خيمته, وربط كلبه وأطلق سراح بهيمته ودجاجتيه وديكه المنتوف الريش من آثار احتكاك جناحيه ببردعة الحمارة الشهباء, كامل الرّحلة…. وقال سأعيش هنا.
هنا في مدينة زغوان… وهو جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ جدّ (الى 122) سي علي مصباح هذا الذي يعنيني أنا… والذي يعيش في برلين… في حين أن المصباح الثاني. شعر أيضًا بالحزن بعد فوات الأوان. وأكلت أمّه وجهه, وصار الجيران في القيروان يُلقبونة بالعجل… لأنه طمع في بقرة لأنها عجلّت بعجل…. وقرر هوّ أيضا الخروج للأبد من القيروان (والله صدقوني وأعرف أنكم لا تصدقون.. خرجا معًا بسبب تعويذة دعاء عقبة بن نافع الذي قال:
(… اللهم املأها علمًا وفقهًا، وأعمرها بالمطيعين والعابدين، واجعلها عزًا لدينك وذلاً لمَن كفر بكَ، وأعز بها الإسلام.)
المهم, خرج “علي مصباح” العجل, وهو الجدّ الأول لـ “علي مصباح” الذي قرأتُ على قبره سورة البقرة, ودخّنت سيجارة مارلبورو يوم 18 أكتوبر 2005, بمقبرة مدينة مساكن المقابلة للقصر القديم وراء الجانب الشرقي من جامع ( الوسطاني ). رضي الله عنه.
ولأنه ظالم وكذاب, واحتال على عجل أخيه وأمه البقرة… ولأنّ الله يبارك عادة في نسل الشرّ لحكمة لا يعرفها إلا الرّب, وهو يغريهم أكثر بالدّنيا الفانية التافهة وبالتكاثر حتى يزوروا المقابر…
فقد امتد نسل هذا المصباح العجل, إلى يومنا هذا… وأصبح تلك البقعة الخلاء من أطراف الوسط الشرقي للبلاد التونسية, أصبحت يا سيدي يا بن سيدي الآن معتمدية تابعة لولاية سوسة. وهي والله في خير ونعمة, والبحر في سوسة لا يَبتعُدُ عن مدينة سوسة, جوهرة تونس والساحل الشرقي كله, سوى أحدى عشر كيلومتر ونصف من الناحية الجنوبية.
يعني يسافرون لها بدراجة الهواء القديمة… ويصلون في نصف ساعة…. أو يذهبون إلى البحر على البهائم, ويصلون في ساعة أو أقل… حسب حالة الحمارة.. وتحمّل الجحش الذي وراءها.
لا…!
وليس هذا فقط فهي أصبحت سهول وروابي منحفضة الإرتفاع, فإذن ربٌّ حكيم, وعادت بسبب فيضانات جرّفت ما جرّفت, وخروج البحر من حوضه لثاني مرّة بعد طوفان نوح, وحرث الأرض وهيأتها من جديد بعد قلب قشرتها الخائنة، ودفن فيها ملايين ملايين الأسماك كجثث أصبحت تربة خصبة بعد مئات السنين… وبارك ربي في أرض مصباح العجل… لأنّ لا علاقة للأحفاد الصالحين بأوزار أجدادهم المُحتالين…. ولأن الله الذي خلقنا جميعًا… (كلّنا بدون استثناء) من صلب فاجر قاتل, هوّ جدّنا (الله يغفر له) قابيل أو هابيل (ولا تسألونني الآن من فضلكم, دام عزّكم لماذا أقول بمكر قابيل أو هابيل, ولم أحدد القاتل من المقتول, أقول,,,, سأشرح لكم في هامش وملحق في آخر هذا الفصل, فلا تشوشوا عَلَيَّ وَلَا عَلَى أصْلِ وَفَصْلِ “عَلِي مصباح” البرليني وأجداده من جده الآخر المحتال المُلقبّ بعلي عجل)
قلنا بارك الله في قرية علي العجل, هذا الجدّ من ناحية الجد العمّ لعلي مصباح الذي في برلين الآن, والجدّ من ناحية الجد الأب لعلي مصباح المسرحي الذي قرأت علي قبره صورة البقرة يوم 18 أكتوبر 2005…. كما تعرفون, ودخّنا سيجارة مارلبورو وشربنا نصف لتر من مياه معدنية نوع (صافية) اشتريناها بنصف دينار. ساخنة…. وطعمها كالبول…. يا ربّ أرجو ألا تكون قديمة أو مفتوحة, رغم أننا اليوم في سنة 2013. ومرت على الحكاية ثمانية سنوات… وأكيد حتى لو فيها شيء مريب, أكيد خرج مع البولة الأولى أو الثانية… فمثانتي تهضم الزلط (كما يقول أخوتنا المصروين)….
لنكمل سريعًا هذا الفصل المهم في ارجاع الأشياء إلى أصولها…
قلنا, بارك الله في أرض علي العجل… وأصبحت اليوم غابات زيتون. وبقر هولاندي, وبقر أحمر وملوّن… وبهائم. وماعز. وأرانب. ودجاج, وديكة رومية. وقطاطس وكلاب. ولم يحرمها حتى من البغال المخصية والخرفان ذات الإلية, وحتى الحلّوف رأوه يجري في الليل أكثر من مرّة….!… أي والله… وسألت. وتأكدّتُ.
وليس بالغريب، يحدث ذلك في هذه القرية الخلاء… فبعد فيضان البحر الشهير… وبعد ارضاع الأرض بالسمك الميت وأعشاب اليمّ المليئة بالعجائب والأسرار… كسماد لاحق في هذه الأرض البور,
زاد ربيّ خيره, فحدث زلازل وتحركات أرضية هزّت حتى جبل الشعانبي وجبال عين جلولة والوسلاتية القريبة, وهي بينهم وبين القيروان من جهة الساحل… ساحل سوسة في الإتجاه الغربي…
وهوووووووب…. تغير بسبب ذلك معادلة تكثّف وتمركز كتل البخار البحري المُشبّع الذي ينفخ بحر الساحل شرقًا صوب هذه البقعة الخلاء… فتغيرت الخارطة الجيولوجية بالكامل… ويا ليت هذا فقط… لااااا…. تغيرت الخارطة المناخية وكيمياء الطبقة الهوائة الثابتة والعازلة والمتحركّة معًا…. وتلخبطت الحكاية… فهذه كتلة باردة. تصطدم بتلك الكتلة الساخنة الدافئة, وهذه الثالثة القادمة وهي تلوك و تمضغ (لُبانة) من غيوم الجزائر أو حتى السودان, وتلك الغيمة ضائعة في الطريق ما عندها رفيق, تسأل عن عنوان, وتتجمّع كلّها مع غيوم فاجرة وعربيدة. نَسِيَتْ من أين جاءت أصلا…, وتتجمع لتكون جرحًا في سماء مساكن, تهطل من الأمطار سبعة أشهر في السنة:
((((((((((((((((( الله أكبر……!))))))))))))))
وكلّه والله بأمر الله, حين يقدّر… وحين يترك للأبالسة أن تعتقد أنها هي التي تُنفذ…. ههههه….تنفذ ممَن؟؟؟…. من ربيّ الذي سطر كلّ شيء؟؟؟…. يا كم أشفق على الشياطين والأبالسة أحيانًا… والله أبسط (عبيط) صعيدي هنا في مصر أو فلاح (دُغفة) ساذج عندنا في تونس أو أهطل في سوريا أو العراق المُراق إلى حين لهوّ أكثر ذكاء من كلّ الشياطين السوداوية… ومن كلّ نسل إبليس…لا ,أكثر ودين الله ونوره الحقّ, إنّ أغبى حمارة (جربانة كحيانة) بليدة تمضغ لسانها مع حديد لجام العربة المشدودة إليها وهيّ تجرّ جبلا من اللفت أو البرسيم…. لهي عندي مليون مرّة أذكى من أيّ شيطان عبقري أو إبليس أو عبقري من الإنس. يظن أنه ــ وهو الخراءُ الذي لا بدّ وأن يمسح مؤخرته بيديه مرتين أو ثلاث مرات في اليوم ــ لأنه رُشحّ لجائزة نوبل أو أخذها, بأنّ ما يحدث من خير أو من شرّ ليس بعلم الله… ولطفه. وأن للخير منافع. وللشرّ أضعاف أضعاف أضغاف من الخير… واقلّها أن لا نُحشر يوم القيامة مع نسل إبليس من الجنّ… وهذا ليس عدل… والله العادل, سيغريهم, ويغرقهم بالمال والولد والبنون والنساء والقصور والفجور… حتى يؤذن بلال… وهووووووب… تلتف الساق بالسّاق… وإلى ربّك المساق.
وهات ارني يا ابن آدم يا خرّاي.. أين مالك؟؟ واين ولدك؟؟ وأين قصورك؟؟.. وأين قُبورك؟؟…. وماذا بقى منك غير (الكتاب)؟
ماذا بقى منك يا قملة.. يابقّة…يا أقلّ من ذبابة؟ ماذا بقى منك بعد تطاولك على الله, وتحايلك عليه؟ مااذ بقى لك غير هذا الذي تتابطه في يمينك, أو في يسارك والعياذ بالله؟ وتقول مرتجفًا: (يا ربّ هذا كتابي…)… .ولكلّ شيء (كتاب معلوم)…
دور الشياطين والأبالسة, لا يتعدى دور المُستشار الحقود, المتآمر الجاحد الذي يُبيّتُ لكم منذ الأزل أمرًا…. ولن ينسى لكم يا أحبابي أنكم من نسل آدم… آدم الفاضل الذي عاقب كلّ نسل إبليس ومن تبعه من الشاطين, حين أخرجهم من الجنّة… وللأبد.. بلا أمل في عودة, أبدًا…. ولم يبق لهم غير الإنتقام بأن يوسوسوا لكم…. ويهيجونكم…. وينفخون في جمرة الشر فيكم كلّما بردت… ويبدؤون بوضع السؤال الأبدي في فمكم وعلى لسانكم وهو:
ــ (ولكن…) (إنّما….) (أظنّ …)
الإيمان لا يحتمل خبث: (ولكن…!) (إنّما…!) (أظنّ …!)
والآن, هل اقتنعتم, وفهمتم أنني لا أعني سي “علي مصباح” الثاني الذي ستجدونه يملأ أمعاء الجوجل, لو بحثتم وكتبتم (علي مصباح)… لا,,,لا… لا
هذا مسكين مات والله يرحمه. ولم نجد له من زلّة أضرت بشرًا… فقد كان بسيطًا, سطحيًا, مع قليل من العمق الضروري للمهنة..وكان ذواقًا, ومحبًا للعائلة والأهل. يشوشًا ودودًا… ولا يُحب الكفر.
أما صديقي أنا, سي “علي مصباح” الثاني, أو الأهم, فهو الذي أعرفه من ( العَلِيين المِصباحين) … فالأول الذي حكيت لكم عنه ببعض التفصيل, لا أعرفه… ومصادفة وربّ السماء كنتُ في مدينة سوسة يوم الثلاثاء صبيحة 18 أكتوبر 2005, بعيد بضعة كيلومترات تُمشى على القدم.. .وقرأت في جريدة الصباح التونسية, عن خبر دفن الفنان والمواطن الصالح, (علي مصباح – المساكني) بمقبرة مدينة مساكن, بعد صلاة الظهر, وشدني الاسم. فقلتُ لمُ لا؟ قد أحتاجه يومًا في فقرة أو فقرتين. وأنا أخط مقارنة بينه وبين (علي مصباح) الذي أحببته بشدة واحترمته أكثر, وإلى اليوم, منذ سنة 1991 والذي أتعبني وشتت فكري منذ قرأت ترجمته الظالمة لعبارة ( Uebermensch ) الألمانية الصنع, والتي ترجمها بلا أدنى شعور بالحرج أو الوزر والإهانة لأصله وفصله ومنابعه, حين اصرّ للمرّة الثانية رغم إدراكه, ترجمها: يا للعار… ويا للخزي إلى العربية بعبارة (الإنسان الأسمى) مريحًا نفسه من عناء البحث, ثم تجبّر حين عاود نفسه في ترجمة أخرى, فحاول إصلاح خطئه القاتل, فترجمها إلى عبارة (الإنسان الأعلى) ليرتاح منها, ومن شوكها, وقياسًا على كلمة (الأنا الأعلى) ظنًا أننا لن نفطن إلى هذه العبارة من بين كلّ الكتب التي ترجمها لنيتشه, ترجماته التي أقرّها بصراحة… ترجمات فذّة… وأنها أفضل وأروع وأصدق وأقرب وأمتن ما تُرجم من اللّغة الألمانية للّغة العربية….
ولكن هيهات….!
أن تقود سيارتك ثلاثين سنة بدون حادثة واحدة… دون أن تتسبب في جرح أحد, وحتى بلا أدنى مخالفة صغيرة تافهة,…لا يعني أنك لا تستحقّ العقاب والزّجر, يا علي يا مصباح, وأنت تغفل لثانية واحدة في الطريق, فتصدم أمًّا ورضيعها وترديهم قتلى…. أبدًا…أبدًا يا عليّ يا مصباح, أيّها المتجبّر في صناديق اللّغة الألمانية والعربيّة والفرنسية.. أبدًا…لا غفران ولا تسامح مع الإهمال القاتل… وفي القانون التونسي… حين تقتل بشرًا, مترجّلاً بخطأ أنت تسببت فيه لغفلة منك أثناء القيادة.. .فأنت تُعاقب حسب القانون … بلا رحمة/ والقانون في هذه المسالة الرمزية بالمقارنة مع جرمك وتهورك يقول: حسب البنود (مواد مجلة الطرقات و فصل حوادث السيرمنه, أن الحوادث الخطرة التي تنتج عنها العقوبات السالبة للحرية (السجن) بأنها أي العقوبات: تمثل محورًا في غاية الأهمية الهدف منه ردع السائقين المتهورين الذين يخالفون بشكل مقصود قواعد السير ويرتكبون حوادث خطيرة جدًا. وتنص مدونة السير على مجموعة من الأحكام التي تخص الجنح التي يرتكبها السائق والمتعلقة بالقتل والجرح بسبب عدم احترام قواعد السلامة والسير الطرقي, وأنه يا علي يا مصباح, وحسب قانوننا التونسي, وأنت مازلت تحمل الجنسية التونسية و كما بلغني (أو هل لك جنسيتين ولا أعرف؟؟), يقول قانوننا يا ابن بلدي اليساري الصالح الذي لم يُخطئ في حياته في بشر ولو بكلمة, أنه أيضا وباستثناء الغرامات التصالحية والجزافية التي يتم تحديدها بناء على خطورة المخالفات، تظل العقوبات السالبة للحرية المتضمنة في مدونة السير مطابقة لمستوى العقوبات المنصوص عليها في القانون الجنائي المعمول به حاليًا في بلدك في تونس يا علي يا مصباح.
كما تتضمن مدونة السير ضمانات للسائقين في حالة وقوع حادثة سير تخلف قتيلاً أو جريحًا عبر التنصيص الواضح على “ثبوت المسؤولية”. وقد نصت على مساطر واضحة في هذا الشأن. وهي كما قلت لك سابقًا, كلّها وحتى لا تتعب, ولا توجع رأسك الجميل المنشغل دائمًا بالفلسفة والطبيعة البكر والفراشات الزاهية في قرى بالي والهند والسند وآسيا الفاتنة….كلّها يا عليّ يا مصباح متجمّعة بوضوح، وبصرامة. وفي مكان واحد. وهي البنود الثلاثة ” (للمواد 167 و169 و172) من مجلة الطرقات… وأبسط محامي سيؤكد لك ذلك في قعدة شرب أو بثلاثين دينار تونسيًا. من فئة الورقة الواحدة…. اتفقنا يا سي علي؟؟
انا كمال ولد مصطفى بن رابح القيرواني البوشكيني …من حقي قانويا, وادبيا واخلاقيا , وموضوعيا, ومنطقيا, ان أناقشك وأسالك لماذا من فضلك ترجمت عبارة (Übermensch) الألمانية إلى عبارتي (الإنسان الأسمى) ؟؟!!
وأنا سبق وأن أكدت لك في الفصل السابع, بانهم لو قطعوني اربا إربا, ولو دقوا مساميرا صدئة في عيوني وجاؤوا بك أو بشبيه لك, وقالوا لي مثلما قالوا (لعمار بن ياسر), صاحب الرسول, والموعود بالجنة مع والديه, لو قالوا لي ذلك, ما حييتُ, أن اشتمك أو اهينك, كشخص وصديق اعتز واتشرف به, اليوم وغدا, لو فعلوا ذلك, لأجبتهم وطلبت ُمنهم واثقا وأنا أجاهد أن أتبين قبس الضوء, بأن يدقوا المسامير في عيني ولساني وقلبي وكبدي وطحالي أكثر…لأنني لن أخون صداقتنا ابدا…ولستُ النذل الذي يفعل ذلك, ولا الحقير الذي يشهّر بك…لكنني لا أتعامل ولا أتكلم عنك كعلي مصباح الصديق الطيب الذي يشهد القاصي والداني أنه من بين أروع خلق الله, خُلقا وأخلاقا, ومنادمة, وذكاء وفطنة وعمقا, واتزان, ودراية ونقاء سريرة ….ووالله أنا أول من يشهد لك بهذه الصفات كمواطن تونسي يساري مثقف ومتمكن…
وانا نفسي مثلك يساري حتي النخاع, ولأ يمكنني ان اتصور كاتبا شريفا وصادقا مع نفسه فوق الأرض إلا أن يكون بالضرورة يساريا…قلبا وقالبا…ولا أعني يساريا كمنتمي خطيا لحزب أو محسوبا على جهة…ولكن أقصد المبادئ السامية وتعاليم الخالق الأولى التي اقتبسها كلّ منظري اليسار وشوهوها, بداية من كارل ماركس الألماني ورفيق دربه انجلز, وصولا إلى المثأثئ الحالم فلادمير لينين الذي سرق النار من مونيخ من جامعات ألمانيا وحطها هكذا في قلب صقيع روسيا…ولم يحسب أن النار لاتتحول نورا, حتى ولو وضع على حراسته بعده, كلب حراسة شرس ودموي يسيل لعابة شراهة للحم الأدمي, واسمه جوزيف فيساريونوفيتش ستالين (بالجورجية يكتب هكذا يا عزيزي იოსებ ბესარიონის ძე სტალინი بالروسية والله العظيم يرقن هكذا: Иосиф Виссарионович Сталин) وكنية دين والديه الكلب: الأصلية: جوغاشفيلي.
ألم يتبادر إلى ذهنك يا رفيق, أن نيتشه, صدقك المريض بنفسه والتلميذ الوفي (يا للغرابة) لابن بلده وجوهن غوتلب فخته والذي اتفق معه ولم يهاجمه رغم طبيعته الشرسةو وطبيعة فيخته الماكرة الخبيثة العبقرية في الهدوء…ونيتشه, لم يقابل فيخته طبعا, لأن استاذه فيخته الأحدب الألثغ, مات قبل ولادة نيتشه بثلاثين سنة بالضبط…بالتمام والكمال ( لاحظت أن رقم الثلاثين يتكرر معي كثيرا – ولأريحك, هذا سر كل اكتشافاتي يا سيدي..! لانني اهتم بسحرية هذا الرقم الذي يغلق الشهر, وهذا سر إلهي لن تفهمه على كلذ حال )… ( وياكم أسف نيشاك لذلك) ويا كم تذمر أن استاذه مات قبله وقبل مولده أصلا بثلاثين سنه, كما قلتُ…وأنت تعرف لنذا تأسف طبعا…ولمذا كان كالمخبول, ووالله هو مخبول وتافه…السبب طبعا الذي يعرفه كل الناس, أن فيخته, كان واحدا من أبرز مؤسسي الحركة الفلسفية المعروفة بالمثالية الألمانية، تلك الحركة المتحركة والتي تطورت من الكتابات النظرية والأخلاقية لإمانول كانت. حتى أن الكثيرون من أساتذتك بجامعة – ديكارت – بباريس, لا يخجلون من فردة صدورهم الخاوية المليئة بالشعر الأبيض, شيبا, والخالية من الشِعر ( بكسر الشين, يرحمك الله ), قلتُ لا يخجلون من تقديم فخته على أنه الشخص الذي كانت نماذج فلسفته جسرا بين أفكار كانت والمثالي الألماني هيغل. ويدرسونكم انه كل الفلاسفة, وبالاجماع, وكل كل والدارسون حديثا اتفقوا على ان فخته فيلسوف هام في حد ذاته لأجل رؤاه المختلفة في طبيعة الوعي الذاتي والإدراك الذاتي. مثل ديكارت وكانت قبله كانت مشكلة الذاتية والوعي دافعا لتأمله الفلسفي.
( صمة عبارة رديئة باللهجة المصرية…يقولونها بكثرة هنا. وهي تكتب عند شباب الفيسبوك, على شكل (A7A), وكبار الحومة من المحنكين يطلقونها مع شخرة تسحب من الحلق حسب درجة التعجب…ويقولنها صوتيا: ( آحاااااااا )
وأنا لن اقولها لأساتذتك يا علي, تقديرا لك فقط…ولأنهم درسوك…ولكن وبصراحة, لو كانت أمي ولدتني قبل عشرين سنة من تاريخ ميلادي, أو حتى خمسة عشر سنة فقط, لكنت أخذت الطائرة, وجئتك في جامعة – ديكارت – الباريسية…ووقفت خلفك في آخر المدرّج, ولكنتُ سحبتُ نفسا عميقا, أعمق من كلّ نفس قيرواني عرفته البشر…ولكنت صحتُ في الأستاذ الذي يحاضر لك بنفس العبارة ( آحاااااااا )
كم دفعوا لهم, لكي يطمسوا الحقيقة الجوهرية…الاصل: بأنّ فخته كان مشغولا بالأساس بالفلسفة السياسية وانه ينظر إليه في المانيا بعين الإمتنان..بل سعشقون حتى حدبته ورقبته المكتنزة ولثغته…لأنه بالنسبة لهم,,,هو البداية…بداية مأساة العصر الحديث…لأن البويضة خرجت من صلب كُتبه وأفكاره السوداء العرقية القاتلة….وأنه يا علي يا مصباح, الأب الشرعي للقومية الألمانية. التي فرّخت نيتشه…وصنعت آلة دمار شاملة إسمها : (أدولف هتلر)……فرّخها في عش الحضارة الأنسانية الطيبة, في شكل كتاب ( كفاحي ) الذي خطه في السجن…قبل ان يبدا فور خروجه في أحراق أمّنا الأرض…و,,,,,,
يااااااه….يا علي ….
يااااااه يا علي يا مصباح
قلبي ملآن ودين ربيّ
ووحقّ الله لا يكفيك الفصل السابع وجزء من الثامن, وهذا الفصل التايع…لا…وحقي الله لا يكفيك ايها المترج م الفذ
لاناقشك في عبارة واحدة…واحدة فقط…
لذلك سأناقشك غدا في عبارتين قاتلتين وجدتهما لك…واحدة في نصوصك الأدبية..والأخرى في أحد ترجماتك الفذة…
ولذلك…قررنا نحن كمال العيادي القيرواني البوشكيني النحيل….أن نخصص لك الفصل العاشر غدا أيصا…
الله…
حبا وكرامة يا ولد بلادي…
وبكل أدب…
أكثر من هذا الأدب…؟؟؟….
هل شتمتك يوما أو سمعت مني كلمة عيب ؟؟؟…
يُقطع لساني ويخبو بياني لو سمعت مني اليوم أو غدا, كلمة شتيمة في شخصة الذي اقدره جدا, لكل أساتذتك الذين علّموك الفلسفة والأدب, هم غرمائي..ودين ربي لامرغهم واحدا واحدا في الوحل…هل تعرف يا سي علي أنني أعرف حتى اسم من درسك في السنة الأولى إبتدائي…؟؟
أي والله…أنا صحيح لا احترم الألمان جدا, في الكثير من تصوراتهم البالية الصارمة التي هي طبيعة الإنسان أصلا..
ولكن صدقني…أنا حقيقة تعلمتُ منهم…وشطتهم بعد ذلك كالكرة بقدمي اليُسرى…ليس عبادهم…فهم اهلي وحتى ابنتي تعيش وربما ستموت بينهم…أنا أقصد فلسفتم…ما بعد قتلهم للعظيم فولفغنغ غوته, عاشق الشرق, معنويا
معذرة يا علي مصباح, نسيت أنك لا تُحب عبار عظيم…التي هي سبب غيظك واغلاقك صفحة الفيسبوك في وجهي …
طيب …لكن ودين ربي لن اسحبها…فأنا فعلا أرى أن غوته عظييييييييييم….وينتمي للحضارة الإنسانية الانقى…وهم ليس بضاعة ألمانية…بل هو من بعض الله….من بعض نور الله يا علي يا مصباح…يا عاشق نيتشه وفيخته….
طيب سأعود لك غدا ‘ذن…لأنني تعبت من الرقن اليوم
صباحك فل….!
وهذه عبارة يقولها الحاشوشن هنا في مصر…وحتى في تونس بلدك…
لكنني – وربما قرات في الفصل السابق – وشرف امي فضيلة بنت صالح العيادي…وشرف ابنتي ياسمين بنت كمال العيادي…وأقدس المقدسات…أنني ابغض وانفر وأكره الحشيش…وكل كل أنواع المخدرات بجميع انواعها…حتى انني اكره حتى اقراس عادية مثل ( الأسبيرين ) ولا احب الدواء ولا الاقراص ولا الكحول القوي…هي ثلاثة أو اربع بيرة خفيفة فقط في الأسبوع يا سي علي…وانت يساري وتتفهم…وربنا يغفر…فقلبي وجوهري والله نقي….رغم أنني أحيانا ماكر وشقي…لكنها شقاوة قيروانية, خفيفة, لطيفة, عفيفة, نظيفة, شريفة, ولا غبار اسود عليها…
طيّب يا سي علي…سنعود لك غدا…ونخصص لك فصلا عاشرا….من قلبي والله…زالخير من عند ربي وبتأييده…
ألم تحرمني بتسرعك ومزاجيتك التونسية القديمة, من ثلاث فصول كاملة من روايتي وهي الفصول التي تعبتُ عليها عشر سنوات واكثر.وذهبت للابد في علم ربي محترقة, ككبدي..
طيب هاهو ربي عوضني بك خيرا…وخصصت لك الفصل السابع والثامن, وهذا التاسع…وبحول الله سأكمل عنك العاشر…وكلّها في الصميم الصميم يا بن بلدي …وعسى أن تُكرِهوا على شيء أو تكرهوه…وهو فيه الخير العميم….
صباحك ودين ربيّ فلّ….الفلّ من عندي…..!!!
( كمال العيادي – مكتب القاهرة )
هوامش لا شر فيها بإذن الله:
1- الهامش المُلهم أبدا…: وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (27) قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ (28) قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (29) وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بَلْ كُنْتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ (30) فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا إِنَّا لَذَائِقُونَ (31) فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ (32) فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (33) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ (34) إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آَلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ (36) بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ (37) إِنَّكُمْ لَذَائِقُواْ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ (38) وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (39) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَدِينُونَ (53) قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54) فَاطَّلَعَ فَرَآَهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ (55) قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (57) أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (59) إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (60) لِمِثْلِ هَذَا .فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (61) أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68) إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آَبَاءَهُمْ ضَالِّينَ (69) فَهُمْ عَلَى آَثَارِهِمْ يُهْرَعُونَ (70) وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ (71) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ (72) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (74)…….صدق الله العظيم. سورة الصافات ( من آية 1 إلي آية 74 )
الهامش 2:
…: ( آخر محاورة علنية منشورة بصفحتي منذ خمسة ايام إلى الآن…قبل أن يُغلق علي مصباح فجأة وبدون سبب صفحته في وجهي :
ة 09:00 صباحاً · أعجبني
Ayadi Kamal 04:54 صباحاً
Ayadi Kamal
مرحبا علي …صباح الفل…
الفصل الثامن كله معطل من اجل ترجمة عبارة واحدة
ولن يساعدني في ترجمتها سواك انت…فأنت من استعملها مرّة في نص
05:00 صباحاً
Ayadi Kamal
العبارة التي لم اجد مرادفا مُستساغا, موسيقيا وأخلاقيا وذائقيا, هي عبارة ألمانية تستعمل بأكثر من معنى…وموسيقى واحدة…فهي أكثر كلمة متداولة بين الاصدقاء الأصدقاء…وايضا هي شتيمة ,,,انها
عبارة \ك : Arschloch
ترجمة ثقب الطيز, لم تُعجبني …
في تونس وجدنا حلا قبل الالمان انفسهم…بوضوح..وحسم هي / صرم
ولم اجدها في اي لهجة أخرى…
احتاجك فعلا لأكمل الفصل…لأنه يعتمد على مناقشتك في 4 عبارات…أنت استعملتها في ترجماتك البكر…
28 أغسطس، الساعة 05:09 صباحاً ·
( تحاهلني سي علي مصباح, وهو الذي كان يجيب منذ عشرين سنة فورا على اي رسالة مني – ونشر بعد مدة صورة زهرة متفتحة جميلة على صفحته, والشيطان وحده يعلم ماذا يعني وماذا يريد ولمن ان يقول ): فكتبت له تعليقا على زهرته التافهة التي بلا معنى ولا موجب وقتها,,وليست اجابة وقنعة.كتبتُ: ________________________
Ayadi Kamal ههه…للنحلة فقط أن تحطّ على فحمة بؤبؤ عيون الورد المُنطفئة, لتشعلها بأمر الربّ يا علي, وهي تكنس غبارها, لتحوله بأمر منذور, إلى رحيق عسل مصفى وفيه السر وشفاء للناس فوق البيعة…أما الذبابة, فلا تحمل همّها يا علي, فهي بطبعها لا تطيق الورد أصلا …فلا تخف على عيون الزهر يا علي, خَفْ فقط على بذور الزهر في قرونها التي لا تطمع النحل فيها, ولم تؤمر بإيذائها….لا تستهن بسر معجزات الشرق … بجاه دين ربيّ..
منذ 12 ساعة · تم تعديل · إلغاء إعجابي · 1
Ali Mosbah أأسف شديد الأسف للتعليقات التي تحذف نفسها وتحرم القراء من متعة قراءتها. خسارة والله!
منذ 5 دقائق · إلغاء إعجابي · 1
Ayadi Kamal هههه….لم تكن تعني احدا غيرك أنت ونيتشه يا علي…وستجدها بحذافرها في الفصل التاسع..لا تتسرع …محبة يا كبير…وأقسم بالله انك ستفهم, انني لا أعني ابداعيا علي مصباح الابيض النور…أعني علي مصباح الذي ربمّا بترجمة خاطئة لعبارة واحدة أحمله مسؤولية أجيال فاسدة…
منذ 2 دقائق · تم تعديل · أعجبني
Ayadi Kamal أنا اتكلم عن ثلاث ترجمات هي الاخطر في تراثنا العربي اللاحق يا علي…لستث تافها كما قد يبدو لبعض الغافلين ( انه بوكر) وقاسي لحدّ الوجع…وهل تعرف كم مليون انتحروا في البوكر ؟
قبل بضع ثوانٍ · أعجبني
0 comments:
إرسال تعليق