رسمية محيبس عاتبني ربي فيها .... شاعرة رعوية كالرياح في السهوب والبساتين . ولأنها تكتب كأعمى ، فمن أين لها بكل هذا . لقد كان النبيّ أمّيّاً وجاء بأعظم كتاب . أحيانا يجب التأني حقاً . فالفضل لمدينة الناصرية ، لهوائها و جداولها و أشباح الميتين في تاريخها
لقد وُلِدْتُ في قرية تشبه هذه الصور التي تكتبها رسمية زاير . البعض يظن بأنني منحاز لهذه الشاعرة .... أنا منحاز لطفولتي ، و ذكرياتي ، وهذا الريف الجنوبي العجيب في قصائدها .
طبيعة تفيض من بين السطور ، وماء قديم يهرب من بين الأصابع دون حيلة ، ولا مكر ، ولا قصد .
هؤلاء الذين ولدوا في مدن وهمية لا تاريخ لها ننصحهم الإستمرار بالحداثة ، والغموض ، والكلام الكثير . يعتقدون بأن الكتب تسعفهم ، لقد ضحك آرثر رامبو كثيرا من شعراء الكتب . فما بالك بالكتب المترجمة في مدينة من المنبتّين ؟ .
رسمية محيبس تخطأ بالإملاء والنحو كثيرا ، وأفكارها بسيطة ( وربما دينية و مذهبية ضيقة ) لكنها شاعرة حقيقية ماذا أفعل لكم ؟ .
الشعر طفولة ، و طبيعة ، و ذكريات غنية و تاريخ . الشعر روح الأسلاف ، و روح المكان ، و تاريخ الصوت .
عبد الزهرة زكي شاعر عالمي تقول عنه قطعان مدينة الصدر ... نحن محليون جدا ، الجنوب منحنا هذه المحلية الكونية .
أضحك حين أقرأ قصائدأحمد عبد الحسين ، و عبد الزهرة زكي ، و محمد غازي الأخرس ، و
أحمد عبد السادة و وجيه عباس..... الخ . هههههه جفاف ، و قحط ، و فراغ ، وعقم .
لا توجد صور حقيقية تنبض بالحياة والذكريات ، كهذه الصور التي تكتبها الناصرية بيد رسمية محيبس .
نعم رسمية التي لا تعرف القواعد ، ولا تفهم ما يقول ميشيل فوكو أشعر منكم بكثير . لأنها شاعرة من الناصرية ، وليست من مكان بلا ملامح ، ولا هوية .
المشكلة شعراء مدينة الصدر يشعرون بهذه الحقيقة المرعبة لهذا يمدحون بعضهم و يبالغون كثيرا ( الكثرة تغلب الشعرية في العراق ) هواء في شبك .
ليس عندكم شاعر واحد بحكم الطبيعة . ومهما سيطرتم على الإعلام ، والفضائيات ، والمؤسسات الثقافية في هذا العهد الصفوي المظلم تبقى قصيدة بسيطة كقصيدة رسمية محيبس هذه أكبر منكم جميعا .
الناصرية العجيبة حقاً .
المشكلة أن مدينة الصدر احتلت الثقافة العراقية اليوم باسم الشيعة ، والطائفية ، والجنوب بينما هم في الحقيقة كيان هجين ، وذاكرة مزدحمة ، و طفولة فقيرة ، و جافة لا تصلح لا للشيعة ولا للسنة . ربما تصلح لجيش المهدي .
سيسجل التاريخ بأن المسفرين الإيرانيين التبعية ونسبتهم واحد بالمئة من السكان جعلوا من مدينة الصدر خزانا بشريا لضرب الوحدة الوطنية العراقية ، والثقافة العربية في العراق .
كانوا يدا واحدة للشعوبية ، والعصابات التخريبية ، و الطائفية .
أفكار وثقافة مسمومة و هدامة تستحق الإجتثاث حقاً
حتى لو قالوا بأنني مشعل بهذا حربا أهلية ثقافية في العراق فليكن
أنتم بدأتم هذه الفتنة
تقول رسمية محيبس
" رغيفٌ واحدٌ يكفينا
كأسُ ماءٍ واحدٍ يحفظ نضارة العشب
في برارينا القصية
غصنٌ واحدٌ يخفينا عن الأعين المستطلعة
قلبٌ واحدٌ كبيرٌ نحن
ودقاته تشبه طبولَ حربٍ باردةٍ "
...................
هذه المدينة تلتف على جذعي في الليل كأفعى
تلحس ظلي المنساب على إسفلتها
أصابعي المتوغلة في شجرها الآمن
ظلامها عباءتي
نهرها ما زال يجري في روحي
نهرها البعيد عن المدن
القريب من القلب
نهرها الغزال الشارد في ليالي السهاد
أودعته قلبي
أهيم مع موجه الوادع
يتهدهد في الليل
يا سفن ، يا مراعي ، يا بنات ، يا عشاق
أنا النهر وهذا الواقف جسري وصراطي
و أخي الروحي وبلسمي
كم هَدْهَدَتْ أمواجه حلمي
كم أثارني غناءُ بحارته الهائمين
لا أعرف ما بي هذه الليلة
قلبي مشغول بالأغاني
وروحي هائمةٌ في حقولٍ
يجرحها النسيم
وتسابقها الظلال
بوصلتي الماء
وهاتفي الموجة بترددها الآسر
روحي تغني الليلة
أغنية شجرة وحيدة
ترقص في الريح
شجرة تحتفل بالمطر
أصدقائي
هذا الضباب الشفيف
تلك النجمة الذاهلة
ذاك المصباح الضئيل
البعيد
رغيفٌ واحدٌ يكفينا
كأس ماء واحد يحفظ نضارة العشب
في برارينا القصية
غصنٌ واحدٌ يخفينا عن الأعين المستطلعة
قلبٌ واحدٌ كبيرٌ نحن
ودقاته تشبه طبولَ حرب باردة
0 comments:
إرسال تعليق