البحث الموجز المقدم لمؤتمر جاكرتا لمنظمة سفراء للسلام للحرية الدينية/ الشيخ د. مصطفى راشد

عنوان البحث 

كيفية التعايش السلمى وحرية الإعتقاد ومحاربة التطرف والإرهاب بين الشعوب
أولاً : - مقدمة البحث 
ثانياً : - أسباب الصراع والتعصب الذى يؤدى للتطرف والإرهاب والحروب ومنع حرية الإعتقاد 
ثالثاً : - كيفية التعايش السلمى  وتعميق  مفهوم الحق فى حرية الإعتقاد وإختيار الدين  أو حتى الإلحاد 
رابعاً : -  الحلول والتوصيات وخلاصة البحث  
وسوف نناقش تلك المحاور فى هذا البحث بإيجاز شديد، واضعينَ فى الحسبانِ الوقت وملل القارىء ، على أن يكون الشرح والإسهاب فى المحاضرات الشفهية ، مع فرصة النقاش
مقدمه الشيخ د \ مصطفى راشد  عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية 
ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان  وعضو إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى والإتحاد الدولى للمحامين والإتحاد الدولى للصحفيين ومن المؤلفات 21 كتاب   

أولاً: - مقدمة البحث 

بدعوة كريمة من  منظمة سفراء للسلام للحرية الدينية للمشاركة فى المؤتمر التحضيرى بجاكرتا ( اندونيسيا ) فى الفترة من 15 إلى 19 سبتمبر 2013 بإشراف الأستاذ\ إسماعيل العطاس  وجناب القس \أميل حداد  ، قد قبلنا الدعوة لنبل أهدافها ، وسمو مقاصدها  نحو البشرية ، وكوكبنا العامر بمليارات الشعوب وألاف الآديان والمعتقدات ، والتى جعل منها البعض سبباً فى الفرقة والتصادم والكراهية   والتعصب  ، وأحياناً يصل الأمر إلى حد التطرف والإرهاب والقتل ، مما يقود  ويعكر ويدمر السلام العالمى ، والذى هو من أهداف السماء ، لكن هناك للأسف من يعكر ويعطل هذا الهدف النبيل إما عن جهل ، وإما عن قصد ، والأول يحتاج للتبصير والتصحيح والإرشاد، إما الثانى فيحتاج  للمواجهة والحزم والحسم وفضح نواياه الإجرامية، التى  تتستر برداء الدين ، وخطابهُ السقيم  كوكيل عن الله بثقة وتبجح ، وفى الحقيقة هم بعيدين تماماً عن الله والإيمان الصحيح،  لعلة عقلية وآفة نفسية تجعلهم مشوشى الفكر،  وتجد الفرد منهم عنيف الطبع،  إجرامى النزعة ، فقد ورث وتعلم ثقافة عنيفة متردية متدنية ، لا تسمو وتعلو بالشعوب والأمم  ، بل كانت سبباً فى تخلفها  الحضارى ، فوجدناهم بعيدين كل البعد عن الضمير الإنسانى ، والرقى والتطور البشرى الحضارى ---- ، يعيشون الماضى بلا تطوير  أو تحديث ،  معتبرين الحضارة بدعة والحداثة مجون ، وهم للأسف  يعتقدين أن الله رب السماء ترفض شريعته  التطوير والرقى بالضمير الإنسانى  ، الذى ميٌز الله به كل  البشر عن باقى المخلوقات ، حتى أصبحت الحيوانات أكثر رُقياً من هؤلاء الدمويين ، الذين يكرهون العيش بسلام ، ويُكَفَرون كل من يخالفهم الرأى والعقيدة  ، حتى لو كانوا من أبناء جِلدَتَهُم ومظلة قبيلتهم ، -------- لذا تفرق الإخوة بسبب التفسير والتأويل  وإعلاء النص على العقل وهم متغافلين أن العقل هو من يفسر النص ، وهذا يعنى أن هناك مسؤولية على عاتقنا وعاتق كل رجال الدين وكل المفكريين ، أمام هؤلاء لتصحيح الفكر المشوش المغلوط ، المبنى على ثقافةً دموية عنيفةً، بأن نقوم بمناقشة هذا الفكر المريض ،  وتقديم خطاب دينى وفكرى جديد ، قائم على المحبة والعدل والسلام والمساواة بدلاً من التهديد والوعيد ،  وإحترام الآخر المختلف معى فى الدين ، وإعلاء للضمير الإنسانى ،  وإحترام للتطور الأخلاقى البشرى  .  
لذا علينا  أن نعامل الناس  ، كما نريد أن يعاملونا ، دون النظر  لمعتقداتهم ، وأن نكون دعاة سلام  ، وعدل ، ومساواة ---، لا دعاة كراهية  ، وعنف ، وتطرف  وإرهاب ، لأننا جميعاً  بشر وإخوة من آدم وحواء  ، وليس بيننا أنبياء  ، ولا أحد منا  يملك  وكالة من الله  ، لمحاسبة غيره  ، وأن نملأ  قلوبنا بالمحبة لكل البشر ، لأن الحياة قصيرة ، ونترك  الحساب لرب البشر ، لأن هذا هو محور رسالة السماء لنا  ، ومن يفعل غير ذلك  ، فهو تابع للوهم  ، وهو من أنصار  الشيطان  ، دون أن يدرى  ، حيث سار َ كالقطيع خلف رجال دين جهلاء  ومرضى النفس ،  دون  أن يُعمل عقله  ، لأن العقل يعلو فوق النص  وليس العكس  ، لأن العقل هو الذى يفسر النص  ويأوله  ، وعلى كل رجال الدين ، والمفسرين ، والعاملين فى الحقل الدَعَوى والتبشيرى ، أن يُعلموا  ويعلموا أنه أينما تكون المصلحة وخير البشرية  وسلامها  فثمة شرع الله ، وليعلم الجميع  أن السماء لا تقبل ، من كان بقلبهِ ذرة كراهية لغيره من بنى البشر  ، على إختلاف معتقداتهم  ، لأن الحقيقة والحساب  حق لله ولم تُعطَ لبشر ،  
ولأننا نرى، أن المجتمع عليه مسؤولية فى قبول الطرف الآخر،  فقد قررنا تبنى البحث والتحدث من خلال المحور الثالث للمؤتمر، الذى يتحدث عن مسؤلية المجتمع فى قبول الطرف الآخر  ، ولأننا  ايضاً  نؤمن بأن  المفكرين والكتاب عليهم مسؤولية فى توسيع دائرة الحرية  الدينية  فسوف نشارك بالحديث بإيجاز فى المحور الرابع  للمؤتمر الذى يتحدث عن  مسؤولية المفكرين والكُتاب  فى توسيع  دائرة الحرية الدينية------ وهذا لأهمية المحورين  حيث أن مسؤولية المجتمع  تقع على أفراده  جميعاً  فالكل مسؤول عن فكرة قبول الطرف الآخر، وبالأخص كبار المسؤولين ورجال الدين ، والمعلمين بالمدارس ، وواضعى المناهج التعليمية  ورجال الصحافة والإعلام والكتاب ، لأن فكرة قبول الآخر فيها توسيع لدائرة الحرية الدينية  ، وهو ماعَمِلت أنا عليه أكثر من 25 عاماً ، من خلال كتاباتى وكتبى  ومحاضراتى وبرامجى التليفزيونية والإذاعية ، وكذا عملى فى لجان حوار الحضارات والتعايش السلمى ، التى كانت تجمع ممثلى الأزهر الشريف ورجال الكنيسة ،  وأديان أخرى ، وهو عمل من أثمن  الأعمال ، يسعى لغدٍ أفضل ونبذ التقاتل والحروب  والعيش بسلام  ------  والله الموفق . 
                                            
ثانياً : - أسباب الصراع والتعصب الذى يؤدى للتطرف والإرهاب والحروب ومنع حرية الإعتقاد  
لأن التعصب الأعمى كان هو عنوان رسالتنا للماجيستير منذ حوالى 25 عاماً  لإستشعارنا بخطورته على مستقبل الشعوب والتعايش السلمى بينها ، مما يجعلنا نسعد بتوضيحه لسيادتكم فى هذا البحث ----- لذا نقول أن للتعصب  أسباب متعددة ،منها التعليم الخاطىء ، ومنها الفقر، ومنها سيطرة الحكومات الديكتاتورية ، التى  تسعى لطمس العقلية النقدية  لتبقى فى السلطة بلا منازع مدى الحياة ،  ومن أسباب التعصب أيضا الجهل ، ومنها أيضا  الخلل النفسى عند المتعصب الذى أثبتته إحصاءات الطب النفسى ، ومنها تربية الأسرة الخاطىء، ومنها أعراف المجتمع  وعاداته ،ومنها نوعية الرسالة الإعلامية والصحفية ،ومنها القوانين المطبقة ، ومنها غياب العدالة وحقوق الإنسان ،ومنها غياب الضمير الإنسانى ، وغيرها أسباب أخرى .
إلا أن  للتعصب أنواع متعددة  منها : - 
1 – التعصب للنوع 
2 – التعصب  للمكان 
3 – التعصب  للون 
4 – التعصب الكروى 
5 – التعصب الدينى 
6 – التعصب الوظيفى 
7 – التعصب الزوقى 
8 – التعصب السماعى 
9 – التعصب العرقى 
10 – التعصب السياسى  

التعصب الدينى 

إلا أن التعصب الدينى  هو أشد أنواع التعصب  وأخطرها على الإطلاق لإختبائه خلف اسم الله، وحديثة بالمطلق فى مواجهة النسبى والمتغير ، فهو يحسم الحوارلصالحه  قبل أن يبدأ   ويرفض من داخله فكرة التعايش السلمى ، رغم كلامه الظاهرى عن إيمانه بالتعايش السلمى  ، للظهور بمظهر حضارى ، وهو مايهمنا فى هذا البحث،  لأن الآثار الناتجة عنه قد تؤدى للتلاسن اللفظى ، أو الشجار اليدوى،  أو القتل،  أو الحروب  الجماعية ،  أوالدولية --- لذا يكون من المهم أن  نناقش التعصب الدينى الذى يَحمِل صاحبه غالبا ، درجة من درجات الخلل النفسى ، لذا يجب على كل من يقرأ بحثنا هذا أن يسأل نفسه، إن كان فى نفسه شيئاً من التعصب الدينى أم لا ، ليعلم أنه بقدر نسبة تعصبة  تكون نسبة الخلل النفسى  ، بمعنى أنه كلما زادت نسبة التعصب لديه  زادت نسبة الخلل النفسى  ، ولأن التعصب هو نوع من التطرف ، والتطرف هو البعد عن الإتزان والوسطية والإعتدال ، بمعنى  لو أمسك أحدنا بمقبض ميزان الدهب من المنتصف ، تساوى وتوازن الميزان وإتزن  ، إما لو مال وتطرف ناحية اليمين أو اليسار  كان متطرفا وغير متزن ، ويصبح الميزان معَوَج ومائل ، ولو طبقنا هذا المثال على السفينة ، بأن جعلنا كل الركاب يتركون منطقة الوسط والإتزان ، وجنحوا جميعاً متطرفين ناحية اليمين أو اليسار،  كانت السفينة فى طريقها للسقوط والغرق ، وهو ماتفعله هذه الجماعات والفرق والأحزاب  من المتعصبين  دينياً  بأوطانهم ، لذا كان علينا حتماً ، أفراداً وحكومات  مساعدتهم بالعلاج وتصحيح الأفكار ،  وعزلهم  حتى الشفاء حمايةً وأمناً للوطن ، وايضا حماية  للسلام العالمى ، والتعايش السلمى المنشود بين الشعوب .
ولأن التعصب الدينى  هو بداية التطرف ، الذى يؤدى إلى الإرهاب، الذى زاد وإنتشر فى هذا العصر، وأصبح ظاهرةً ،لا ينكرها  كل ذى ضمير وعقل ، فقد باتت حرية الإيمان والإعتقاد  مهددة بالقنابل ، وكأن الإيمان بالقوة يكون صحيحاً ومقبولاً ، ويهدف إليه الله المحب  الرحيم ، الذى وهبَ الضمير للإنسان ، وألهَمَهُ العدل والعفو والإحسان  والبيان ،  وأوصاه بالسعى للسلام بين بنى الإنسان ---
لا والله إن هؤلاء المتعصبين  -- للشيطانِ تابعين ضالينَ  ، ولله الحق غافلين مخطئينَ ، وعلينا تبصيرهم بصحيح الدينَ 
فقد عادو تنوع خلقهِ ، وحكمةَ تعدد المرسلينَ ، فهل أنتم مدركينَ أم أن  الغشاوة على أبصاركم ، وقلوبكم  لا تلينَ ،--------                         فياأبنائى وإخوتى كونوا قوماً مسالمينَ للخير فاعلينَ ، ولوصايا المحبة  داعينَ ، وللشر رافضينَ معارضينَ ، حتى يرضى عنكم رب  العالمينَ  ، قبل أن تخسروا الدنيا والدينَ ، وتصبحوا على مافعلتم نادمين ، ويأخذكم الموت بغتةً لأن العمر لا يستقيمَ ، وعذر الجهلَ لن يحمى فاسداً حاقداً كارهاً لخلق الله العليم ، دون ذنب أو جرم ً مبين .
وعلينا أن نعلم جميعاً  بوذى أو يهودى أو هندوسى أو مسيحى أو مسلم  أو درزى أو بهائى أو زردشتى أو مندائى أو صابئى أو وثنى  أو حتى ملحد  ---
بأننا جميعاً إخوة ، فى الدم والنسل والنسب ، وسر الخلق  من آدم وحواء ،  وحكمة الله وأسراره هى التى  خلقت هذا التنوع  وقدرته  . 
ولأن أسباب التعصب متعددة كما أسلفنا ، نناقش أهمها  كى نعمل مجتمع وأفراد على علاج هذه الأسباب ،  لأن الوقاية من المرض أفضل من علاج المرض ، والأسباب كالأتى  :-
التعليم الخاطىء 

من أسباب التعصب الدينى 

من الأسباب الرئيسية للتعصب هو التعليم الخاطىء  وخصوصاً فى المدارس الأولية --  روضة الأطفال والإبتدائية  والإعدادية ، فهى أخطر مراحل تنشئة الأطفال ، التى يتم فيها تكوين شخصية الإنسان وإتجاهاته الفكرية وصفاته الشخصية ،  وعما إذا كانت ستصبح هذه الشخصية نقدية أو نقلية  ، تسعى للإبداع أم تحرم الإبداع  وتعتبره بدعة ،  ومن هنا  كانت أهمية هذه المراحل التعليمية فى تنشئة الإنسان ، وخلق جيل  كما يرغب القائم على مقاليد الأمور فى البلاد ،--- بمعنى أنه، لو أنه تم وضع  المناهج التعليمية  لهذه المراحل بإشراف الطب النفسى ، وعلماء  يتحلون بالصحة النفسية ، ويؤمنون بالعقلية النقدية،  ويؤمنون بالإبداع،  والرقى الحضارى، ويملكون الضمير الإنسانى الحى ، وأسسوا لتعميق مفاهيم المحبة والتسامح وقبول الآخر،  وعدم تكفير الغير ، والإيمان بالعدل والمساواة بين كل البشر  ، لكان الناتج عندنا جيلاً  صالحاً  متسامحاً مسالماً  ناقداً مبدعاً  متحضراً ، يرقى بمجتمعه ووطنه وعالمه ، ويتعايش فى سلمية  ووئام مع غيره المختلف الدين والعقيدة .
لكن لو تم وضع  المناهج  التعليمية ، لهذه المراحل ، بعيداً عن علماء الطب النفسى ، وشخصيات لا تتحلى بالصحة النفسية ، ولا تؤمن بالعقلية النقدية والإبداع والرقى الحضارى،  ولا يملكون الضمير الإنسانى الحى .
لكانت النتائج كارثية ، وهى إنشاء جيل من القنابل الإرهابية الموقوتة  ،التى  تربت على عدم التسامح وعدم تقبل الغير،  وإعتباره كافراً  فيكون دمه وماله محلل،  ومن يقوم بهذه الأعمال المتطرفة الإرهابية -- هو الأكثر إيماناً وتقرباً لله ، لذا نرى من يقوم بالعمليات الإرهابية بتفجير نفسه هم من  صغار السن ( فى العشرينات من العمر )   الذى تربى  وتشبع بهذا الفكر المريض،  فيتم تكليفه ، للقيام بهذه العمليات التفجيرية الإرهابية  من قادته الكبار ،  قبل أن يكبر ويشب عن الطوق ، وينضج فكره فيغير رأيه 
ويرفض أن ينساق إلى الموت ، وهو ملعون من السماء  فيخسر دنياه وأخرته  
دفاعاً عن عقيدة خاطئة  وإله دموى مذعوم ، لا يملك أن يدافع عن نفسه ، ولا عن مطالب أتباعه .
ايضا التعليم الخاطىء  ، ينسحب على شخص المعلم  ، فأختيار المعلم يجب أن يخضع لعدة  قواعد ، منها  أن يمر المدرس بفحص لجنة طب نفسى ، لأن الشخص المختل نفسياً ينقل صفاته وأفكاره المريضة المتعصبة المتطرفة العنيفة الدموية  لهؤلاء النشء ،  ويجب أيضا أن يكون المعلم عالما فى التخصص الذى سوف يقوم بالتدريس فيه ،  ولا يكفى مجرد أنه دارس وحاصل على شهادة الإجازة فى هذا التخصص ، ايضا يجب تجريم إعتداء المدرس على الطالب ، مها صغُر هذا الإعتداء ، ولا يسمح للمدرس حتى بالإعتداء اللفظى على التلميذ ، ويكون ذلك  بأن توضع قوانين مشددة تجرم ذلك ،---- وهذا ماينقص الكثير من البلاد العربية وبعض البلاد الأسيوية والأفريقية ، فضرب الأطفال ، والإعتداء اللفظى عليهم مازال موجوداً حتى يومنا هذا ، بهذه البلاد  بصورة مهينة ، تتنافى مع أبسط قواعد الأدمية وحقوق الإنسان ، لدرجة أن المدرس أحياناً يعاقب  التلميذ بالضرب والمد على رجليه أمام طابور الصباح ،  دون أن يُحاكم أو يُحاسب أحد هذا المدرس المجرم على هذا التصرف الإجرامى  ، --------------                          ايضا يجب أن نهتم بمبانى وأماكن التعليم والفصول والغرف التعليمية ، لما لها من تأثير على التنشئة والتكوين الفكرى ، والصحة النفسية للإنسان  وتكوين رؤيتهُ للحياة ، وإرتباطه بالآخرين  سلباً وإيجاباً
لذا وجدنا المدارس فى البلاد المتقدمة علمياً ، تختلف كلياً عن مدارس البلاد المتأخرة علميا  ، من حيث المساحة والأنشطة والمقاعد وتكيف الهواء  والنظافة ،  ومظهر الطلاب وايضا سلوكهم  ، وكذا مساحة الحب والمودة بين الطلاب .

الفقروالجهل من أسباب التعصب الدينى   

الفقر قد يكون أحياناً من أسباب التعصب الدينى  ، فالفقر والحرمان يؤثران  فى بعض الفقراء نفسياً  ، فيحمل البعض  الكره للأغنياء بسبب ، وأحياناً بلا سبب مقنع -----------، والجماعات المتعصبة دينياً تجد فى البيئة الفقيرة  المادة الخام التى تبحث عنها  لتجنيدها  ، وجعلها تابع مطيع بعد أن تستغل هذه الظروف ، وتوفير بعض هذه الإحتياجات  لهذا الفقير ، متبعين المثل العربى الذى يقول ( إطعم الفم تستحى العين  )-- فيصير هذا الشخص تابع مطيع ينفذ مايؤمر به ، لذا وجدنا أن حوالى خمسة وتسعون بالمائة  ممن  يقومون بعمليات إنتحارية  ضد المختلف دينياً هم من الفقراء . 
كما أن الفقر  يَحرِم الغالبية من الفقراء من فرصة التعليم والثقافة ، التى تساعد الإنسان على التفكير  والحوار  والنقد  والإبداع ، فيُغلف الجهل كل أفعاله،  وتلقيه للنصوص الدينية وتفسيرها دون وعى أو تمحيص ، فيكون فريسة سهلة لجماعات الفكر الدينى المريض المتعصب ، وأرض خصبةً لغرس بذور الشر والكراهية والعنف والتكفير للآخريين المخالفين فى الدين والعقيدة ،  وايضا ضد  من يشاركهم الدين لكن يختلف فى الطائفة والمذهب ، وللأسف فأن  جماعات التعصب الدينى  تعمل بشكل مُنظم ،  مثل العصابات الدولية  كما المافيا ، تحت شكبة دولية مدعومة بالمال  من الأفراد والجماعات ، وبعض الدول  صاحبة الأجندات  والمخططات ، كما أن هذه الجماعات تملك العديد من وسائل الصحافة والإعلام  والقنوات التى تدعو للتعصب علناً  ، دون محاسب أو مراقب أو معاقب ، وقد آن الأوان  للعالم أن يصحو ويستيقظ من نومه ، لمواجهة هذه الجماعات وهذه العصابات الدولية ، التى نعتبرها  أشد  إجراماً وخطراً على العالم من المافيا  ، لآن المجرم فى عصابات المافيا قد يتراجع عن فكرة القتل ، أو يبحث عن أسباب بديلة للعقاب ، وايضا يندر أن يقتل طفلاً  ، فى حين أن المجرم  التابع لعصابات وجماعات التعصب الدينى ، لا يتردد لحظة فى القتل بكل ثقة وإطمئنان وقلب عامر بالإيمان ---- بالشيطان  ، وكثيراً يقع الأطفال ضحايا تفجيراتهم  وأعمالهم الوحشية  ، كما أن أعمالهم تتسم بالخسة والندالة  والتمثيل بجثث الضحايا  بشكل  ، تَعفُ عنه الحيوانات  ----- لذا وجب على العالم أن يستيقظ  .  

الخلل النفسى من أسباب التعصب  

كما يقول الدكتور \أحمد عكاشة  رئيس الإتحاد العالمى للطب النفسى ، بأن غالبية أعضاء جماعات التعصب الدينى ، شخصيات مريضة ولديها خلل نفسى يستوجب العلاج  والمراقبة )
أى أنه يوجد ترابط وتلازم بين الخلل النفسى والشخصيات المتعصبة دينياً ، وقد يقول قائل كيف يكون ذلك ومنهم من هو حاصل على الدكتوراة وأعلى الشهادات العلمية ---- نقول له أن الحصول على الشهادات العلمية قد يأتى بالتفرغ والحفظ أحياناً ، والحصول عليها ليس دليلاً على خلو ونقاء الشخص من الخلل النفسى  ، وهو مايجعل هؤلاء المرضى متقلبى المزاج  ويكذبون كثيراً ولايظهرون على حقيقتهم ، إلا وقت الغضب  والإختلاف فى الرأى،  والشخص المتعصب قد يتسامح  أو لا يغضب لأى أمر  حتى لو كان يمس شرفه أو بلده أو كرامته أو أهله أو أصدقاءه ، إلا أن  تتكلم وتمس عقيدته  فينقلب كالثور الهائج ن وقد ينقلب فى ثوان من متعصب إلى متطرف ثم إلى إرهابى ومن شخص هادىء إلى شخص مجرم وعنيف 
كما أن الخلل النفسى يجعل هذا الشخص  لا يشعر بمعنى الوطنية ، والمواطنة ، بمعنى أنه يؤمن بزميله فى الجماعة ويحبه ويحميه ويدافع عنه حتى لو كان من دولة أجنبية ضد ابن وطنه ، كما أنه لايعير إهتماماً للخيانة الوطنية  طالما تصب فى مصلحة زملاءه الأجانب فى الجماعة .
لذا نحن ننصح دائماً أن يهتم الأفراد والجماعات والمؤسسات ، بالفحص النفسى لمن يتعاملون معهم ، لكشف ماكان خافياً ، ولمنع الجريمة قبل وقوعها ، وحتى لا تأوى عدو، وقنبلةً موقوتةً داخل دائرتك الوظيفية أو الإجتماعية  ، وعلى الحكومات أن تضع شرط الفحص النفسى لمن يعملون ويتولون وظائف حساسة مثل الجيش والشرطة والنيابة والقضاء والتعليم  ورجال الدين والإعلاميين والصحفيين ، وبالطبع المناصب العليا  مثل الرئاسة والوزراء والمحافظين ورؤساء المدن ، فى أن يُعرضوا على لجنة عليا من الطب النفسى لتؤكد مدى خلوهم من الخلل النفسى ، ومدى تحليهم وتشبعهم  بالصحة النفسية  . 

الحكومات الديكتاتورية من أسباب  التعصب الدينى     

لو وضعنا رسم بيانى يوضح نسبة التعصب الدينى  فى دول العالم ،  لوجدنا  إرتباط متوازى بين إرتفاع نسبة التعصب الدينى مع إرتفاع نسبة الديكتاتورية فى الحكم بدول العالم ، فدول مثل السودان وإيران  وباكستان  يزداد  فيها التعصب الدينى  كثيراً  ، عن دول مثل سويسرا والسويد وإستراليا بشكل كبير وملحوظ  ، لذا يجب على العالم أن يواجه هذه الحكومات الديكتاتورية ، بكل السبل والطرق  لدفعها إلى التحول الديمقراطى ، فتتقلص مناطق تفريخ التعصب الدينى ، ومن هذه الأدوات والمواجهات ، أن تقوم الدول الكبرى بمساعدة الجماعات المدنية الناشطة فى حقوق الإنسان  فى البلاد التى تقع تحت حكم ديكتاتورى  بالخبرة والمال ، وكذا توجيه إذاعات مسموعة ومرئية لهذه الدول بلغتها المحلية لتصحيح الأفكار ، وتعليم الناس عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ، ايضا من الأدوات التى يمكن أن تقوم بها البلاد المتقدمة أو المؤسسات أو الأفراد فى هذه البلاد الديكتاتورية  هى  وضع جائزة شهرية أو سنوية للصحفى أو الكاتب  الذى تتسم كتاباته بأكثر شجاعة وأكثر جرأة ، ايضا من الأدوات إعطاء منح دراسية  وتدريبية للناشطين فى مجال حقوق الإنسان ، ومن الأدوات الهامة ايضا تنظيم المؤتمرات الدولية  التى تنبذ التعصب الدينى وتدعو للتعايش السلمى ، وحرية العقيدة ، ثم نشر توصيات هذه المؤتمرات  بكافة وسائل الإعلام  لمشاركة أكبر نسبة من الناس ، وايضاً لدفع الحكومات للأخذ بهذه التوصيات ووضعها فى تشريعات لتصبح قوانين نافذة ومؤثرة ، وايضا إرسال هذه التوصيات الصادرة من هذه المؤتمرات إلى الهيئات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة  لعرضها على الجمعية العامة للأمم المتحدة لأخذ الموافقة على  صياغتها فى قوانين دولية .
تربية الأسرة 

من أسباب التعصب الدينى  

تأتى تربية الإسرة فى مرتبة مهمة لتنشئة الإنسان  وتوجيهه  ، لأن الإحصائيات أثبتت أن غالبية من ينتمون  لجماعات التعصب الدينى ، غالباً ينحدرون من أسر متعصبة ، قد ربت وعلمت أولادها على  الفكر الدينى  المتعصب ،  --- ومن هنا تأتى أهمية الإعتناء  بتثقيف الأم والأب ببرامج تعليمية وتدريبية مقابل حصص تموينية للتشجيع على الحضور ، والإستماع لمحاضرلت  عن الفكر الحضارى المتسامح  الذى يَقبل الآخر، المختلف فى الدين والطائفة والمذهب ، وتعلُم ثقافة التعايش السلمى  من آجل خير الجميع  ورضا الرب ، وحتى لا يخسر الإنسان دنياه وأخرته .
وعلى الأسر أن تهتم بتنشئة أبنائها على الفكر المتسامح ، الذى يقبل الآخر المختلف فى الدين والطائفة والمذهب، وهذا من آجل خير ومصلحة الأبناء  وتأمين مستقبل آمن لهم ، وعليهم مراقبة أبنائهم دون أن يشعروا  من ناحية نوعية الأصدقاء ، ونوعية مايقرأ من كتب ومطبوعات ، وكذا نوعية مايستمع إليه من راديو ويشاهده من قنوات تلفزيونية ، وما يستمع إليه من سيديهات  ، حتى لا يقع الأبناء فريسة لخطاب وأفكار الجماعات المتعصبة دينياً فيكون خطراً على كل الناس حتى أقرب الناس إليه والديه  وقد رأينا ماحدث من أبن تابع لجماعة الإخوان الدولية المتعصبة دينياً ، فى أوائل شهر أغسطس 2013  بمحافظة سوهاج جنوب مصر،  حينما قام هذا الأبن بحرق زوجته ووالده ووالدته  لأنهم رفضوا  الذهاب معه  للقاهرة  شمال مصر للمشاركة فى إعتصام منطقة رابعة الذى نظمته جماعة الإخوان  ضد الثورة المصرية .  

أعراف وعادات  المجتمع والرسالة الصحفية والإعلامية من أسباب التعصب الدينى    

العادات والأعراف تختلف من مجتمع لآخر  والمجتمع الصحى الجيد هو من يسعى لتصحيح الأعراف والعادات الخاطئة  مثل عادة الثأر بدلاً من اللجوء للقانون  فيستمر القتل بلا نهاية ، وثقافة الحصول على الحق باليد والقوة بدلاً من اللجوء للقانون  ، فبعض البلاد تعتبر العنف والضجيج والحوار بصوت مرتفع،  أمر طبيعى وكذا إستعمال الساوند والميكرفونات ، دون رقيب أو إعتباراً للغير ، وعلى الحكومات  أن تَحُد من ذلك بتصحيح الثقافات والموروثات وتجريم العادات الفاسدة الضارة ، بتفعيل العدالة السريعة على أسس ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان ، وتطبيق القوانين  بالتساوى، فالكل أمام القانون سواء من أكبر مسؤل لأصغر مسؤول ، ولا فرق بين رجل وامرأة  ولا فرق على أساس الدين أو العرق أو الطائفة أو المذهب أو اللون ، وكذا تسهيل التقاضى للأفراد  وإستبدال العقوبات الجسدية  والبدنية بالعقوبات المالية أو الحبس ، لأن ذلك يساعد فى تغيير ثقافة العنف .
أما الصحافة والإعلام  فهى أخطر الوسائل  تأثيراً ---، ومحتوى رسالتها فى غاية  الأهمية ، فهناك مَثَل يقول  ( إعطنى إعلام جيد  -- أعطيك شعباً جيد )  أى أن الإعلام الجيد يصنع أمةً جيدة ، وبكل تأكيد فالبلاد المتخلفة لا تملك إعلام جيد ، ------  والمقصود بالإعلام الجيد  هو الإعلام الذى يقوم على شخصيات متخصصة ملتزمة مهنياً  حسب المعايير الدولية للإعلام --- شخصيات تؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان  والمساواة ونشر السلام  وتحمل توصيل رسالة التعايش السلمى  لكل البشر ---، وعلى الحكومات والمجتمع الدولى أن يعمل على إصدار قوانين تمنع بث قنوات تلفزيونية أو إذاعات سمعية أو مطبوعات ورقية  ، تدعو للتعصب الدينى  ، وتؤجج نار الفتنة وتعكر صفو التعايش السلمى  ، ويجب ايضا محاسبة من يقوم على هذه الوسائل الإعلامية والصحفية . 

غياب العدالة والضمير الإنسانى من أسباب التعصب الدينى 

ايضا من أسباب التعصب الدينى غياب العدالة ،  المتمثلة فى تطبيق القوانين بالتساوى، وسرعة الفصل فى القضايا ،  وأن يكون الثواب والعقاب على أساس من المواطنة،  فلا فرق بين مواطن وآخر بسبب الدين أو العقيدة أو الطائفة أو المذهب  أو اللون أو الجنس أو العرق،  ويتم ذلك فى شكل ومضمون ديمقراطى يحترم حقوق الإنسان والحيوان---- لأن غياب هذه العدالة  يجعل البيئة المجتمعية  مشجعة  على نمو التعصب الدينى  ،وإنتشاره  وسيطرته على مقاليد الأمور على الأرض ، ومن هنا تأتى أهمية إختيار القضاة ،  وأصحاب المناصب الرفيعة ، المنوط بهم تطبيق العدالة فى الحكم بين أفراد الشعب .
ايضاً للأسف فأن غياب الضمير الإنسانى عند البعض ، سبب واضح فى الشخصيات المتعصبة دينياً  ، فهو يقبل على غيره مالا يقبله على نفسه ويقدم نفسه على الآخريين  ، ويسفه منهم مهما كان وضعهم العلمى أو الثقافى  ويهاجمهم دون أن يهاجموه ، ويَفجَر فى الخصومة  ، وليس لديه نُبل أو شرف التنافس ،  أو الخصام -----،فالخسة والكذب والندالة هى طباعه فى التعامل ،  كما أنه لا يشعر بتأنيب الضمير، ولا يعتذر عن بذاءته ضد الآخرين  ، وللإسف فإن غياب الضمير الإنسانى ، عند هؤلاء يحتاج لمجهود شاق ، من العلاج النفسى ، والحوار الثقافى  بطرق غير تقليدية  ،  حتى يتغير هذا الشخص نسبياً  وكى يصحو بعضً من ضميره  . 

المحور الثالث 
ثالثاً : - كيفية التعايش السلمى  وتعميق  مفهوم الحق فى حرية الإعتقاد وإختيار الدين  أو حتى الإلحاد  

هذا المحور مرتبط  بالمحور الثانى فى كيفية علاج  أسباب الصراع والتعصب الذى يؤدى للتطرف والإرهاب والحروب ومنع حرية الإعتقاد ---  فهذا المحور  نتيجة طبيعية  لتطبيق هذ العلاج ،  بمعنى أن تطبيقنا لأساليب العلاج فى المحور الثانى  سوف تؤدى بنا بالضرورة للتعايش السلمى بين أفراد المجتمع وبين الشعوب والدول ، ويجعل من الحق فى حرية الإعتقاد  وإختيار الدين  أو حتى الإلحاد  حق شخصى لا يملك أن يتدخل فيه أحد ، أو يحاسبه أحد لأن الله لم يعطى وكالة لبشر كى يحاسب غيره ، وزمن الأنبياء قد إنتهى  ------ ، لذا لو سعينا لتصحيح  التعليم الخاطىء ، ببرامج ومناهج متحضرة ،تؤمن بالديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة ، وكذا العمل على الحد من  الفقر، ومن سيطرة الحكومات الديكتاتورية ، التى  تسعى لطمس العقلية النقدية ، لتبقى فى السلطة بلا منازع مدى الحياة ،  وايضاً الحد من الجهل بتبصير الناس وتثقيفهم ، ومعالجة الخلل النفسى عند المتعصب الذى أثبتته إحصاءات الطب النفسى لدى جماعات التعصب الدينى ، وكذا مساعدة الأسرة فى تربية الأبناء  ، والعمل على تغيير أعراف المجتمع  وعاداته السيئة  الخاطئة ،والإهتمام ومراقبة  نوعية الرسالة الإعلامية والصحفية لمدى تأثيرها وخطورتها  ،ووضع  القوانين محلياً ودوليا لمحاصرة ونبذ هذا التعصب ، والعمل على وجود العدالة السريعة الناجزة والمحايدة القائمة على الديمقراطية  وحقوق الإنسان -------،وايضا علاج من غاب عنهم  الضمير الإنسانى  ،وتأهيلهم للتغيير والتحول من شخص سلبى إلى شخص إيجابى . 

المحور الرابع: الحلول والتوصيات  

قد رأينا أن لا نفرض رأينا  على المؤتمر، بوضع الحلول والتوصيات ، على أن يقوم  بوضع هذه الحلول والتوصيات  ، لجنة مشكلة من قيادات المؤتمر، لأن رأى الجماعة غالباً أصوب من رأى الفرد . 
مع تمنياتى للمؤتمر بالنجاح والتوفيق ، فيما يصبو إليه من أغراض نبيلة،  تهدف لكيفية التواصل والتوصل  للتعايش السلمى ، ونبذ التعصب ، وحرية الإعتقاد بين شعوب الأرض ، وأتمنى أن يكون هذا المؤتمر المهموم  والمعنى بقضية العصرلنبذ التعصب والتطرف والإرهاب الدينى ،هو أن يكون بداية  لسلسلة مؤتمرات، فى أماكن ودول مختلفة ، لنشروتوسعة تأثير  هذه الرسالة النبيلة  
والهدف العظيم ، لغدٍ أفضل وحياة كريمة لأولادنا وأحفادنا ، قائمةً على المحبة ،  والتعايش السلمى ، وحرية الإعتقاد . 
    أخوكم الشيخ د مصطفى راشد  أستاذ الشريعة  الإسلامية
   ت م  استراليا  61426895595  
 Rashed_orbit@yahoo.com              

CONVERSATION

0 comments: