في تصوري أن الفقهاء هم الذين يضيقون على الناس، بانصرافهم إلى مناقشة الألفاظ بطريقة عجيبة، وكأنهم لا يؤمنون بالدين أنه منزل من عند الله، إلا إذا كانت مفاهيمه معقدة ومستغلقة على عقول البسطاء من الناس، فيتلذذون بالشرح، والتأويل، والتقعيد، والتجلي في استكشاف المبهم من الكلام، وينتظرون من الناس انفعالاتهم بالتكبير،..الله الله ياشيخ!. ونميز هنا، بين تعريف الفقهاء للزواج، وبين وصف القرآن له. إن الفقهاء يعرفون الزواج، بأنه عقد يملك به الرجل بضع المرأة، والله يقول "ومن آياته، أن خلق لكم من أنفسكم، أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم، مودة ورحمة". إن الناظر في التعريف الأول الذي فاض به علم الفقهاء، والتعريف الثاني الذي نزل من عند الله، يرى إلى أي حد، وصل انحطاط المرأة، في رأي الفقهاء؟ وسرى فهمه إلى عامة المسلمين.
وقد أسرف الفقهاء في تعقيد العلاقة، بين الرجل المسلم وبين المرأة المسلمة، وحشروا أنفسهم في أدق تفاصيل الحياة العاطفية، حتى أنه ليخيل للمرء أحياناً، أن عمر الشباب وحده، لا يكفي لفهم هذه العلاقة على أصولها، فكتاب الطهارة وحده، خمسة عشر جزءاً .. ثم يجري الحديث في ملابس المرأة وزينتها، وأكثر ما يدور حوله الخلاف هو الحجاب، وهو موضوع قديم لا يثير إلا الذكريات.
إن الحجاب والعبودية، كلمتان لمعنى واحد، وليس ثمة امرأة متحجبة، تستطيع أن تقول عن نفسها، أنها حرة. وإن الحر يأنف ألا يرى في زوجته إلا ملبية لشهواته. وفي تقديري أن المعترضين على مثل هذه الدعوات، والساخطين، والساخرين منها، إنما يفعلون ذلك، إرضاء للبسطاء من عامة الناس، وجهالتهم. فهم يجنحون إلى قاعدة جماهيرية، يتحدثون باسمها، ويخطبون أمامها، ويحظون بالهتاف والتصفيق لأصواتهم المجلجلة.
إن النص الديني: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها". هذه الآية أباحت للمرأة المسلمة، أن تظهر بعض أعضاء جسمها أمام الأجنبي، غير أنها "الآية" لم تسم تلك المواضع. وقد قال العلماء، إنها وكلت فهمها وتعيينها إلى ما كان معروف وقت الخطاب. وأتفق الأئمة على أن الوجه والكفين، مما شمله الاستثناء في الآية. ووقع الخلاف بينهم في أعضاء أخرى، كالذراعين والقدمين. إن الشرع أباح للمرأة حق التعاقد، فكيف يتعاقد معها الرجل، دون إن يتحقق من شخصها؟. وإن الشرع أباح للخاطب، إن ينظر إلى المرأة التي يريد إن يتزوجها، ولكنا ضيقنا على أنفسنا, فيما وسع الله علينا.
إن تحرير المرأة، لا يتم بدون تحرير الجسم، وعدم التدخل والتضييق عليها، في ملبسها، وما يتصل بخصوصياتها. فمن حقها أن تظهر زينتها لتستحوذ على اهتمام الرجل، فيطلبها للزواج. إن معظم النساء العوانس، والنساء الفاشلات في الحياة الزوجية، يدفعن ثمن فقدانهن عامل الأنوثة الظاهرة للرجل، أو غياب عامل الإثارة، الذي يكون السبب الرئيسي في طلب المرأة للزواج، ومعظم أسباب الخيانة الزوجية، تخرج من غرف النوم. فما الذي يمنع أن تظهر المرأة، سافرة الوجه، حاسرة الرأس؟!
إن الحجاب كفن، وبقية باقية من ضروب الظلم، والمرأة المسلمة، لو تخلصت من حجابها، لتخلصت من أكثر عيوبها. فلا بد من هدم السور الذي ما زال يحول بين المرأة وبين والعالم الخارجي.
صالح خريسات
2 comments:
رئيس التحرير المحترم :
تشترطون في صحيفتكم هذه ان لا يسئ المعلق للأديان والعقائد والاشخاص فما بال كاتبكم هذا صالح خريسات يسئ الى دين الاسلام ويتكلم فيه بغير علم ،ولعلكم لا تعرفونه فليس الرجل قد قصر اسائته على هذا المقال الذي نشرتموه فقط بعنوان (الفاظ الفقهاء ) بل هو دائم الاساءة والطعن في دين الله وهو علماني لا ديني ومن انصار الاباحية المطلقة في العقائد والاخلاق والسلوكيات ، فضلا عن انه متهم بارتكاب سرقات علمية كادت تودي بمستقبله المهني وكادت تؤدي الى طرده من مجمع اللغة العربية التابع للجامعة الاردنية ،ان كنتم قد اشترطتم فشرطكم اول ما يجب عليكم ان تنفذوه على كتابكم ،وشيتكم من المساس بهم ،كان يجب عليكم ان تجعلوها بعد خشيتكم من المساس بدين الله حتى لا تكونوا شركاء لهؤلاء الاباحيين في يرتكبونه من الإفك ،راجيا منكم ان تشطبوا مقال هذا الفاسق المنافق صيانة لدينكم واقبلوا احترامي وشكرا
عزيزنا د. ناصر خليفات
تحية وبعد
لقد أخطأنا بنشر هذا المقال في زاوية "كلمة حرة" وكان ألأجدر بنا أن ننشره في زاوية "أديان"، لأن ما يقوله الكاتب صالح خريسات يقوله الملايين من القراء لا بل يقولون أكثر منه.. ونحن نأسف أن لا نلبي طلبك بحذف المقال لأنه خالٍ من أي مساس بالدين الحنيف بل بفقهاء هذا الدين الذين يفتون باليوم مليون فتوى، تأتي بمعظمها مضحكة ومسيئة للدين الإلهي.. وبما أننا نؤمن بحرية التعبير دون أدنى مراقبة شرط أن لا يسيء للآخرين، وجدنا أنك قد أسأت للكاتب خريسات بذكر اسمه ومهاجمته دون أن يذكر اسمك أو يهاجمك شخصياً. ومع ذلك لن نحذف تعليقك.. وندعوك للنشر في مجلة "الغربة" ومقارعة الآخرين بالحجة وبالرأي السديد لا بالتهجم المقيت. لك منا كل احترام
إرسال تعليق