جاء اكيتو مرة اخرى بثوب حزين/ يوحنا بيداويد

غدا يوم الاحد سيحتفل معظم ابناء شعبنا المتصارعين على الهوية المبهمة او الصحيحة بإحتفالاتهم الوحيدة معا خلال كل عام بعيد اكيتو رأس السنة البابلية التي كانت اعظم مدينة في تاريخ القديم ، حيث فيها رأى الناس نور العلوم والمعرفة للمرة  الاولى في تاريخ البشرية. غدا سوف سوف تلقى كلمات والقصائد بهذه المناسبة الكبيرة والعزيزة على قلوبنا على اساس نحن امة ولنا وجود وها نحن نحنتفل لنعلن للعالم هذا الوجود.

ولكن لي شخصيا مرة اخرى يأتي اكيتو بثوب شريد، بائس،  حزين، بدون اي ابتسامة على وجهه. اكيتو الذي اشتق منه عيد نورز عند الاخوة الاكراد والفرس وغيرها من الامم الشرقية اليوم في هذه السنة اكثر تشاؤما من اي وقت اخر، حيث الانقسامات لم تعد فقط بين ابناء  كتل او طوائف ابناء شعبنا المنقسمين على التاريخ والعلم والاسم، بل بين ابناء البيت الواحد من اجل الحصول فتاة ممن يحكمون الوطن، من اجل الحصول على حفنة من الدولارات او كرسي من كراسي المكسور اصلا؟!!

حينما نقارن مصير الشعوب المنطقة وطموحاتهم وانجازاتهم ووضعهم السياسي مع وضعنا  نحن الكلدان او الاشوريين او السريان، الحقيقة نخجل نقول من نحن؟ نتهرب من الحقيقة، بل نكذب على انفسنا حينما نحن نعرف حقيقة ولا نجهر  او نتعرف بها، حينما نعلم لم يعد لنا جمعيا اي مستقبل اذا بقينا مصرين على هذه الطريقة من التفكير، او الاعتراف بان البقاء لنا هي مسألة وقت، اللوم الكبير الذي يقع على قادتنا السياسيين  اكبر ، لانهم يخفون هذه الحقيقة وهم يدركونها تماما ، وحينما يتحدثون لنا (لا سيما الضيوف التي اتت الى مدينة ملبورن خلال فترة خمس سنوات الماضية) وكاننا من اهل الكهف لا نعرف ما جرى وما يجري، اوما سيجري؟!!

لا اعرف كيف اصابنا هذه المرض النفسي الذي لن يقودنا الا الى الفناء. سؤالي هل فعلا نحن لا نحب الحياة نريد او نرغب بالموت فعلا ،لهذا نحن مصرون على عدم التلاقي والتعامل معا من اجل انقاذ ما تبقى من الهشيم؟ على هذه الطريقة من التفكير؟

هل نحن على هذه الدرجة من الجهل، لا نعرف المنطق ولا نمتلك الوعي كي لا نقترب من الاخر الذي هو عضيدنا الوحيد، ولماذا لم نستفاد من تجارب التاريخ، او لم نستفيد من تجارب جيراننا من الامم والشعوب او دروس المنطق والواقع ؟!!

عذرا اخواني واخواتي القراء ، بربكم هل يصلح ان يطلق علينا اسم امة ونحن نسير على هذا الوضع غير مبالين بالحريق الذي التهم كل شيء نملكه؟ ونحن لا زلنا نتحارب على الاسم على الرماد؟؟ .
او هل نستحق ان يكون لنا اسم وعلم ونشيد وطن ونحن لا نعرف  او لا نريد ان نتعلم كيف نحميهم ؟ 
 او فعلا كل فئة او مجموعة او طائقة او قومية من القوميات المريضة التي نمتلكها سواء كانت الكلدانية او السريانية او الاشورية  سكتب لها البقاء؟  و الا تلاحظون يبدوا كل واحد يتصرف كأنه فاقد حواسه الطبيعية ( البصر والسمع والاحساس والتذوق والشم) ، ليس على مستوى من الاخلاص والعمل والالتزام والاستعداد للعمل والمشاركة في حماية وجودنا الجماعي؟

كم مقالة او قصيدة او اهزوجة، او اغنية او مسرحية او ندوة او حفلة جديدة احضرت لهذه المناسبة من الكلدان والاشوريين والسريان؟ 
حتى نستطيع  او نتلمس او ان نشعر انهم فعلا سعداء بأكيتو .
نعم رايت اكيتو مرة اخرى مغادرا ساحات الاحتفالات وهو حزين ،بل اشد حزنا من اي وقت مضى في التاريخ.؟!! 

CONVERSATION

0 comments: