استمتعت مؤخرا بمشاهدة احدي عروض السيرك الأوربي المكون من فريق مصري أوربي أيطالي ومدي تفاعل الجمهور مع عالم الاسود من خلال اللغة التي تجمع مدرب الاسود العالمي مصري الجنسية كابتن (وليد الشرقاوي ) بالاسود والنمور المفترسة وكآنهما بالفعل بشر لا يخرجون عن تلك اللغة الي تجمعهم بمدربهم المحترف والذي يحمل بين جوانحه رسالة من نوع آخر ؟
والمدرب القدير وليد الشرقاوي أبن المنوفية أحدي محافظات جمهورية مصر العربية يمتلك كثيرا من المفاتيح التي جعلته بالفعل قادرا علي التعامل اليومي مع الاسود والنمور كأبناء له كل صباح في اقفاصهم الحديدية يتحدث معهم بلغة عربية رغم اجادته للعديد من اللغات الأخري فالعربية لغة المشاعر التي تجمع الإنسان بالحيوان لغة القرآن الكريم ؟
ولاريب إنها موهبة فطرية استمدها من عشقه لعالم السيرك مبكرا ثم احترف تلك المهنة مبكرا عن إيمان عميق برسالة ربما هي من الرسالات الثقافية المختلفة لكنها ثقافة بالفعل تؤكد أن السيرك ليس فقرات وعروض تجذب الابصار فقط بل هي ثقافة تضيف للعقل البشري الكثير لذا كنت سعيدا بالتعرف عن قرب علي عالم الاسود والنمور المفترسة من خلال حوار جمعني بمدرب الاسود العالمي وليد الشرقاوي عقب الانتهاء من العرض مباشرة والتعرف منه علي بعض من اسرار تلك اللغة التي كتبت علي مشاعر جمهور كبير وكاتب تلك السطور منهم سعادة حقيقية وثقافة جديرة بأن يتطرق لها كتاب وأدباء واعلاميون ومثقفون في الوطن العربي ومن بين تلك الفقرات التي كانت رائعة وتنم عن رشاقة ولياقة عالية فقرة الاطواق متعددة الاحجام والتي أدتها راقصة من امريكا اللاتنية وكذلك السباق بالدرجات البخارية داخل كرة حديدية مصغرة وأيضا فقرة الرشاقة التي عبرت عن فلسفة الجسد فوق سلك لا يتجاوز قطرة 20 ملي متر تقريبا لبعض الشباب الذين لا تزيد اعمارهم عن السادسة عشر فكانت من الفقرات المثيرة حقيقة والتي خطفت الابصار بلغة الجسد ؟!
ويقينا للاسود والنمور المفترسة لغة محببة يعرفها عن علم وخبرة وثقافة مدرب الاسود العالمي كابتن وليد الشرقاوي الذي تشعرأثناء الحوار معه أنه كائن حي مثلي ومثلك لكنه يقينا من عالم مختلف وهو يتعامل مع الاسود والنمور داخل حلبه السيرك ولكن عندما تقترب منه بعد إنتهاءه من العرض تشعر إنك بالفعل امام مدرب محترف ومثقف موسوعي عربي له كينونة وطن مثقف من نوع خاص لا يمكن أن يتسلل الغرور إلي قلبه فهو دوما قريبا من الخالق عز وجل لأنه يعرف بفطرته كما قال بالحرف الواحد لا يوجد كبيرا أمام خلق الله ؟
ويبقي السيرك الاوربي ذو ملمح ثقافي يرسم بسمة حقيقية علي شفاة جاءت من أجل البحث عن ساعات من النشوة وكان من بين تلك الفقرات الممتعة فقرة ( المهرك ) الذي أدي دوره بأقتدار( شاب ايطالي ) داخل حلبة السيرك وخارج حلبة السيرك طوال ثلاث ساعات تقريبا فمنح الاطفال والكبار الإبتسامة بلغة فيها حوار لم ينتهي ليس كمهرج بل كمثقف جاد يعرف كيف يتعامل مع لغة المشاعر دون اسفاف وإبتذال ؟
ولابد في نهاية تلك السطور من توجيه الشكر للمدير الشاب الاستاذ هشام مانو هو مصري من مدينة التاريخ الاسكندرية وكيف استطاع بالفعل الجمع بين لغة الإدارة ولغة الفنان القادرعلي حل الازمات الطارئة بمنتهي الشفافية وملكات العقل التي تؤكد أن شباب الوطن هما دوما الاحق بأعطاءهما الفرص لتحقيق ثقافة أكثر قدرة علي اكتشاف وطن واوطان جديدة ؟
تحية لفريق السيرك الاوربي وقائدهم كابتن وليد الشرقاوي مدرب الاسود والنمور المفترسة وللمدير الشاب الموهوب الاستاذ هشام مانو ولكل افراد السيرك الاوربي الذين يمنحون جمهورهم الكبير كل ليلة السعادة بمقابل متواضع جدا لا يناسب جهودهم الحقيقية وعطاءهم كمبدعين فيجب من الآن فصاعدا أن يعاد النظر إلي عالم السيرك لأنه عالم من ثقافة وإبداع كما يحدث في الدول الأوربية المتقدمة نتمني أن نري السيرك العربي سيركا عالميا في كل عواصمنا من المحيط إلي الخليج ومنح افرادة الجوائز وشهادات التقدير وتكريمهم ماديا ومعنويا بلغة تتفق مع العصر تتفق مع حجم مخاطر تلك المهنة مع ثقافة تلك المهنة التي هي ثقافة من إبداع ؟!
بقلم
عبدالواحد محمد
كاتب وروائي عربي
abdelwahedmohaned@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق