ايها السلفيون: اسف لا نريد تهنئتكم1-2/ لطيف شاكر

اعلنت الجبهة السلفية بتعصب منقطع النظير كعادتها بانها ستمتنع عن تقديم واجب التهنئة الا بعد ماوصفته بضرورة ان تقدم الكنيسة ضمانات تؤكد دورها القادم ستعمل لمصلحة البلاد وانهم شركاء الوطن وانهم ليسوا دولة داخل دولة
واود ان نقنن  كلامهم الفاضح والذي خلا من المعرفة الوطنبة للاقباط والجهل بالتاريخ المصري الذي يكرهونه.
اولا : رغم  ان تهنئتكم لنا مرفوضة ومردوده لكم بكل حب  وود فلا يوجد  في الاعراف او الاديان او الاخلاق ان تكون المشاركة في واجب مهما كان نوعه ان كان  حزن او فرح بشروط  او ضمانات .
ثانيا: لمن نقدم الضمانات لم تحددوا الجهة هل  لكم  ام للاخوان ام للحكومة ام لمن ومن انتم  ومن تمثلون ,انتم احدي الفصائل  المتشنجة والمتعصبة وستسيرون بالبلد الي التهلكة فكيف نقدم  الاصيل ضمانات للغريب  الذين لا ينتمي للوطن
ثالثا:تريدون ان نؤكد دورنا القادم العمل لمصلحة البلاد هذا كلام يدل علي الغباء والجهل والاسقاط فانتم المناط بكم تقديم هذه الضمانات لنا وللدولة لانكم تعملون لمصلحة الاجنبي العربي وتخمت جيوبكم بمال الغريب  البترودولاري المخرب للوطن    
رابعا: وهو الشئ المضحك ان نؤكد اننا شركاء الوطن  وهذا مانطلبه منكم ان تعترفوا  انتم اننا شركاء الوطن  وليس ذمييون او اجنبيون فنحن الاصل وانتم الفروع هل الفرع يزايد علي الاصل  ارجو ان يفتح الله بصيرتكم  
خامسا: نشكركم علي عدم تهنئتكم خاصة عدم حضوركم  قداس تنصيب البابا لان ممثلين  عظام  كثر من العالم الحر من الخارج ومن عقلاء الداخل سيزاحمون  في الاشتراك بالتهنئة فلا مكان لكم وسعيكم مشكور خاصة ان وجوهكم كئيبة  لاتتناسب في هذا  العرس  البديع.
ساسا: نحن لم نقدم لكم دعوة لحضور القداس الالهي  دليل اننا لانريد تهنئتكم فكلامكم لايدل الا علي سبيل الاسترسال والهبل والحنق الذي يملأ قلوبكم فاطلقتم السنتكم الداشرة    كالقبور المفتوحة  يفوح منها نتانة وعفن  وسم الاصلال تحت لسانهم ويطلقون  شتائمهم ووقاحتهم ولايعرفون غيرها من مفردات اللغة  وهذا لايهمنا لان  تعاليم مسيحنا نشتم فنبارك .
ودعونا  نكون عمليين لنوضح لكم مسألتين الاولي وطنية الاقباط والثانية خيانة الاسلاميين علي مر العصور فالتاريخ لايكذب ولا يتلون لعلكم  تفهمون :
جاء سفير الامبراطورية الروسية والتي كانت  اكبر دولة مسيحية ارثوذكسة  ليعرض على البابا بطرس موضوع حماية قيصر روسيا للأقباط فإبتسم البابا بطرس الجاولى وساله قائلاً له : هل ملككم (قيصر روسيا) يموت أم يعيش إلى الأبد ؟ فقال له الزائر : " هو يموت طبعاً مثل كل بنى البشر " ، فرد على السفير بهذه الجملة الذهبية : ( نحن في حماية من لا يموت
وذهب السفير إلى محمد على فسأله عما رأى بمصر فأجابه : " لم تدهشنى عظمة الأهرام ولا إرتفاع المسلات ولا الكتابة الموجودة عليها , ولم يبهرنى كل ما هو موجود فى مصر من عجائب , بل أثرت فى نفسى فقط زيارتى للرجل التقى بطريرك الأقباط , ثم روى له كل ما جرى بينهما , فطفح السرور على وجه محمد على باشا  وهم بالتوجه  إلى المقر الباباوى , وقدم الشكر الجزيل للبابا بطرس الجاولىي على ما أبداه من وطنية ونبذ التدخل الخارجى.
فقال له البابا بطرس الجاولى : لا تشكرنى عن واجب قمت به نحو البلاد , فقال له محمد على باشا : لقد رفعت اليوم شأن كنيستك وشأن بلادك فليكن لك مقام محمد على فى مصر ولتكن لك مركبه معده كمركبته

وعندما تكرر هذا المشهد بين المندوب السامي البريطاني عندما كانت بريطانيا لاتغرب الشمس عن امبراطوريتها وبين البابا كيرلس الخامس قال له قداسته:
ياولدي ان الاقباط والمسلمين منذ اقدم العصور يعيشون جنبا الي جنب ففي البيت الواحد يتعايشون معا وفي  المصلحة الواحد يجلسون الي مكاتب مشتركة وفي غرفة واحدة ياكلون من ارض طيبة واحدة ويشربون من نيل واحد ويتلاحمون في كل ظروف الحياة في السراء معا وفي الضراء معا ولن يستطيعوا ان يستغنوا عن بعض ولن نطلب حماية نحن الاقباط الا من الله ومن حاكم مصر
وامام هذه المواقف الوطنية التي حمت مصر من التقسيم  نقول للذين يدعون ان الاقباط يريدون تقسيم مصر كانت الفرصة متاحة لهم مرات كثيرة وبضماتة اكبر الدول واقواها في ذلك الحين لكن كانت مصر وطن يعيش فينا وفضلوا ان يكونوابصحبة اخوتهم المسلمين علي ان يتنعموا بوطن  منفصل في حماية المستعمر
يقول الزعيم سعد زغلول
لولا وطنية الاقباط لتقبلوا دعوة الاجنبي لحمايتهم وكانوا يفوزون بالجاه والمناصب بدل النفي والسجن والاعتقال ولكنهم فضلوا ان يكونوا مصريين معذبين محرومين من المناصب والجااه والمصالح ويساقون للضرب ويذوقون الموت والظلم علي ان يكونوا محميين باعدائهم واعداء الوطن
و في كلمة عصماء بعد عودته من المنفي يقول مكرم عبيد
يقولون اقباط ومسلمون بل هم مصريون ومصريون انهم اخوة لانهم بدين مصر بؤمنون او اشقاء لان امهم مصر وابوهم سعد زغلول
وفي مقال للدكتور التابغة محمد ابو الغار بعنوان الاقبلط وردة في جبين مصر يكتب:
يا أقباط مصر أنتم مكون أساسى أصيل ومهم من هذا الوطن وفى تاريخه، وأنا أجلكم وأحترمكم وسوف تبقون معنا وسوف نبقى معكم فى هذا الوطن، ندافع عن ترابه وعن تاريخه، الشعب هو الوحيد القادر على الحفاظ على مصر الوسطية ومستقبلها. إن لكم فى قلوبنا مكانة كبيرة وحباً وتقديراً، فأنتم جزء منا ونحن جزء منكم، فلا تخافوا وحاربوا معنا فى سبيل بلدنا وبلد أجدادنا
يقول الكاتب الكبير المستنير والأستاذ  احمد عبد المعطى حجازي فى جريدة اليوم السابع :
"والقبط إذن هم المصريون جميعا، لكن ارتباط الكلمة بمصر المسيحية حصر دلالتها فى الأقباط الذين ظلوا على دينهم الأول، وباعد بينها وبين الأقباط الذين اعتنقوا الإسلام."
ويقول المفكر البديع د.طارق حجي في كتابه في سجون العقل العربي :
 رغم ان مصر كانت كلها مسيحية لعدة قرون ورغم ان المساهمة المصرية في بقاء العقيدة المسيحية بالشكل الحالي كانت المساهمة الكبري وبرغم ان اكثر من مليون مصري قد ماتوا دفاعا عن ايمانهم المسيحي فان معظم المصريين المعاصرين بما في ذلك المثقفين وخاصة المثقفين إما أنهم لايعرفون شيئا علي الاطلاق عن المسيحية وتاريخها في مصر او انهم علي الاكثر يعرفون القليل جدا عن كل ذلك ,وتدلني خبرتي المعرفية والثقافية علي ان الانسان كما انه دائما معرض لان يكون عدو مايجهل
هذه مجرد قطرات من كثيف امطار الوطنية القبطية او غيض من فيض الحقيقة  لتوضيح وطنية الاقباط واذا اردت ان اؤرخ لتاريخ الاقباط المشرف تعوزني كتب كثيرة وبالمثل خيانتكم ايضا تحتاج الي كتب عديدة لاحصر لها ولكن سااكتفي بمقال واحد  المرة القادمة ويمكن ان نعاود الكتابة اذا لزم الامر  او عند الحاجة فالقلم لم يجف بعد والذاكرة تنبض بالحباة  وشهادات  المؤرخين تزدحم بها ارفف المكتبات العالمية تحت عنوان كوبتولوجي اي علم الاقباط  اما انتم فلا يعرفكم العالم الا من خلال الاسلامفوبيا  ايدلوجية الخوف من الاسلام( السياسي) اي الارهابيون فبدأ العالم ياخذ حذره منكم  وهناك فرق بين علم يحمل تراث ومعرفة وايدلوجية تبعث علي الخوف  والارهاب..... 
فاعقلوا وتأدبوا ولا نريد تهنئتكم .
يتبع

CONVERSATION

0 comments: