
والمتابع للأحداث والتطورات رأى ولمس بشكل واضح أن الحركة السياسية المكثفة للحلف المصري- الخليجي - التركي وبمباركة أمريكية عبر عنها بذهاب كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية الى مصر والطلب من مرسي بأن يعمل على إبرام تهدئة بين حماس وإسرائيل وبالسرعة القصوى،وبما يمنع من رفع أسهم إيران وسوريا وحزب الله في الساحتين الفلسطينية والعربية،كان لتلك الغاية وذلك الهدف،وفي هذا الإطار تتحدث الأنباء عن ان مسؤول المخابرات المصرية ورئيس الموساد الإسرائيلي يعكفان على صياغة بنود اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل،وواضح ان شكل الصراع داخل حماس سيتصاعد ما بين الجناح الذي يريد أن يخرج حماس كلياً ويفك علاقتها مع التحالف الإيراني- السوري- حزب الله،ووضع كل بيضها في سلة قطر ومصر وتركيا،والمعلومات كانت تؤكد بأن هذا التحالف كان يريد أن يتجاوز شرعية الرئيس الفلسطيني عباس،ولكن لحسابات ربما إقليمية ودولية وعربية "فرملت" تركيا من تلك الخطوة،وهذا عبر عنه مشعل واسامة حمدان وغيرهم من قادة التيار البراغماتي في حماس،في حين يرى التيار المتشدد بقيادة الزهار بالضرورة بقاء حماس جزء من تيار المقاومة والممانعة،وهذه الحالة الانتقالية داخل حماس لن تدوم طويلاً،وحسم الصراع في الساحة السورية،والذي تقول كل المعطيات بأن النظام السوري قد أخذ يحسمه لصالحه بشكل كبير،فرغم كل المال المضخوخ خليجياً وكل الدعم العسكري واللوجستي التركي،فإن قوى المعارضة السورية او ما يسمى بالجيش الحر لم تستطع تحقيق أية إنجازات جدية وحقيقية،ولعل طلب تركيا من حلف شمال الأطلسي نصب بطاريات صواريخ باتريوت على حدودها يعزز هذا الطرح،ناهيك عن الأكراد الموالين للنظام في سوريا قد حسموا معركة القامشلي والحسكة لصالحهم ضد الجماعات الإرهابية، وحسم المعركة في الساحة السورية لصالح النظام سيدفع أمريكا الى خوض جولة تفاوض جديدة مع روسيا والصين حول مصالحهما في المنطقة والخطوط الحمراء الممنوع تجاوزها،وطبعاً ستكون حماس التي تنكرت لمحور طهران- دمشق- بيروت في المحور المقابل محور الدوحة - القاهرة - أنقرة - واشنطن، وبانتظار الكشف عن بنود اتفاق التهدئة التي يعكس على صياغته مسؤول المخابرات المصرية ورئيس الموساد والحسم الذي سيتحقق على الساحة السورية خلال الشهرين القادمين،ثمة معادلات وتحالفات ومتغيرات كثيرة ستحدث في المنطقة،كل المؤشرات تقول فيها بأن ايران ستكون لاعباً رئيسياً في المنطقة،وستعود مصر للعب دور عربي واقليمي ودولي وعربي،ليس من بوابة العداء لواشنطن ودورها وأهدافها في المنطقة ،كما هو الحال في زمن الراحل القومي الكبير الرئيس جمال عبد الناصر،بل من بوابة المتحالف مع واشنطن والتابع لها،فليس من باب الصدفة أن تأتي كلينتون الى القاهرة ولتقول لمرسي بأنك الجهة الوحيدة المخولة بعمل التهدئة بين حماس وإسرائيل،فهذا يعني تعزيز للتحالف الأمريكي- المصري،ومرسي بحاجة لتعزيز علاقاته مع أمريكا وتحسين علاقاته مع إسرائيل،فهو بحاجة الى تدعيم وتثبيت سلطته المهددة،على ضوء قراراته بإقالة النائب العام وتكريس السلطات والصلاحيات في شخصه من خلال ما يسمى بالإعلان الدستوري،وتحصين نفسه ضد أي قرارات بالطعن في الخطوات والقرارات التي اتخذها،خصوصاً ما يتعلق بالتعدي على صلاحيات السلطة القضائية،وكذلك فهو بحاجة الى المعونة الأمريكية (6 )مليار دولار،حيث أن الأزمات الداخلية التي وعد بحلها،لم يتحقق منها أي شيء على أرض الواقع،والمرجح بأن الأوضاع الداخلية في مصر ستتصاعد،وخصوصاً أن الأخوان المسلمين يعملون على "أخونة" الدولة والسيطرة على كل مفاصل وشرايين الحياة فيها،وواضح كذلك بأن القوى الليبرالية والعلمانية والناصرية والإشتراكية لن تقبل بمثل هذه الإجراءات حيث أن الاحتجاجات الشعبية تصاعدت بشكل كبير،حيث أن تلك القوى تقول بأنها كانت المفجرة للثورة،ومرسي والأخوان هم من تسلقوا على أكتاف ودماء الثوار.
نعم بعد الحرب العدوانية على غزة،وما تحقق من إنجاز وانتصار للمقاومة في قطاع غزة،وتآكل في قوة الردع الإسرائيلية،وبانتظار نتائج الحسم في الساحة السورية،وما سيتبعها من لقاءات ومفاوضات أمريكية- روسية وصينية حول مصالحهما في المنطقة،فإن كل المؤشرات تقول بأن إيران ستعزز من نفوذها وقوتها في المنطقة كقوة إقليمية،وسيزداد حضورها في أكثر من ساحة عربية في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق وربما البحرين.
0 comments:
إرسال تعليق