لا تثقوا بحمد ولا بكل "المنبطحين" العرب/ راسم عبيدات


.....ثمة مفارقة عجيبة غريبة في الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل على شعبنا ومقاومتنا في قطاع غزة،فاغلب الأسلحة التي تستخدمها المقاومة والفصائل بمختلف ألوان طيفها السياسي في قصف المدن والمغتصبات الصهيونية،هي قادمة من إيران وسوريا وحزب الله،وبالمقابل هناك من يقود الحركة السياسية من أجل يجهض المشروع الفلسطيني المقاوم،ويمنع تلك القوى من ت
حقيق نجاحات وانتصارات في الساحة الفلسطينية، هؤلاء هم الذين يقودون معركة إسقاط النظام في سوريا وتدميرها سلطة وجيشاً وتفكيكها جغرافية،وكذلك توفير كل الدعم والإسناد لأمريكا وإسرائيل في أي عدوان قد يشن على إيران وحزب الله،ولعل اجتماعات اليوم لوزراء الخارجية العرب من اجل غزة،كشفت عوراتهم المكشوفة أصلاً فهم لا يمتلكون قرارهم السياسي المستقل ولا يجرؤا ان يقولوا بأننا سندعم المقاومة عسكرياً،وسنرسل لها السلاح أو سنرفع الحصار حتى عن غزة او سنطرد سفراء إسرائيل وسنفعل سلاح المقاطعة الاقتصادية ضد امريكا،فأية قرارات من هذا النوع تعني ان عروشهم ستكون مهددة،ولكن عندما توفر لهم الضوء الأخضر اجتمعوا وقرروا طرد سفراء سوريا وفرض عقوبات اقتصادية عليها وحمد طرح إرسال قوات عربية الى سوريا ودعا الى عقد مجلس الأمن الدولي تحت البند السابع،وأحتضن مؤتمرات ما يسمى بالمعارضة السورية ودفع لهم المليارات،وحمد اليوم كعادته كان واضحا في اجتماع وزراء الخارجية العرب،حيث قال باننا لا طاقة لنا بالحرب،وعلينا ان نواصل سياسة الاستجداء والذل والركوع، وقال لوزراء العرب بان اجتماعاتهم مضيعة للوقت وهدر للمال العام،فهم لا يستطيعون عمل أي شيء لنصرة شعب فلسطين والمقاومة سوى اللازمة المعهودة والمشروخة الشجب والاستنكار،وحمد هذا الذي يقود ورأس الحربة للمشروع الأمريكي- الإسرائيلي في المنطقة،واضح انه يحمل مشروعاً سياسياً أتمنى ان أكون مخطئاً،عنوانه ايجاد هدنة طويلة الأمد بين اسرائيل وحماس تحديداً،وبالتالي يريد أن يقودنا الى استثمار سياسي متسرع لصمود المقاومة وانتصارها،ويدخلونا في دهاليز المفاوضات والمشاريع السياسية المشبوهة،كما حدث في أوسلو الذي قاد إلى إدخالنا في نفق مظلم والى تفكيك مشروعنا الوطني،وحمد وكل المنبطحين العرب معه يجب على المقاومة الفلسطينية ان لا تثق بهم،وهم لا يردون الخير لا للمقاومة ولا للشعب الفلسطيني،فهم يريدون ان يعمموا ثقافة الهزيمة والخنوع والاستجداء،وقدوم حمد الى غزة لم يكن بالمعنى الإنساني ولا التضامني مع شعب غزة ومقاومتها،بل تم بضوء اخضر أمريكي- إسرائيلي وبمشروع سياسي يريد تسويقه،وما استتبع ذلك من عدوان على قطاع غزة،ومن ثم الزيارات المكوكية لتحالف حمد السياسي الى القطاع من مصريين وتونسين وغيرهم،وكذلك اللقاءات المكثفة لأطراف ذلك التحالف مصريين وقطريين واتراك مع الأخ خالد مشعل وقادة حماس،ينذر بأن هؤلاء يردون ان يسوقوا مشروعاً سياسياً،ويردون من حماس الموافقة عليه، حيث يجري الحديث عن هدنة طويلة الأمد يرعاها هذا التحالف وبموافقة أمريكية – إسرائيلية،وحمد بارع في ذلك وهو صاحب المهمات الذي تركن عليه أمريكا في تمرير مشاريعها،وهؤلاء المنبطحين العرب من وزراء الخارجية والذي حصل لهم حمد على تصاريح امريكية - إسرائيلية للدخول الى غزة،تأتي مهمتهم في هذا الإطار والسياق،فحمد حصل لوزراء الخارجية العرب أثناء العدوان الإسرائيلي على المقاومة اللبنانية ورأس حربتها حزب الله في تموز/2006 على تصاريح من اجل الهبوط في مطار بيروت الدولي من اجل إقناع حزب الله بقبول مشروع استسلامي أمريكي،ولكن حزب الله رفض ذلك المشروع.
ونحن نقول لكل أبناء شعبنا في غزة ولكل ألوان طيفنا السياسي المقاوم وفي المقدمة منهم حماس،بان حمد يقود مشروعاً سياسياً خطيرا،عليكم رفضه،فمصر تضغط للحصول على تهدئة طويلة الأمد من اجل ان تخرج من حالة الإحراج ومن أجل ان ترتيب أوضاعها الداخلية وتركيا تريد ان تعيد أمجاد خلافتها وأخذ دور اقليمي فاعل في المنطقة وحمد يسوق مشروع الفتن والفوضى الخلاقة وإعادة انتاج مشاريع تصفوية للقومية والقضايا والجغرافيا العربية.
ومن هنا ندعو في أي تهدئة مؤقتة تقبلها المقاومة ان يكون هناك اصرار على رفع الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة وفتح المعابر وبالذات معبر رفح بشكل دائم،وحق المقاومة في امتلاك السلاح،والحصول على ضمانات دولية وخطية بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على شعبنا هناك بشكل مطلق،وان يتم الاشتراط كذلك بتحديد سقف زمني للافراج عن أسرى شعبنا،وان تحترم وتلتزم إسرائيل بشروط صفقة الوفاء للأحرار،ولتكن مقاومتنا وشعبنا حذرة جداً تجاه ما يطرحه حمد والمنبطحين العرب،فمشاريعهم من هدنة طويلة وغيرها قد تقودنا الى نفق مظلمواوسلو جديد بما يعني تصفية القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الفلسطيني،فالهدنة تعني القبول بالأطروحات الصهيونية بالدولة في الحدود المؤقتة،والشيء الأخطر هو مقايضة رفع الحصار وفتح المعبر بنزع سلاح المقاومة،أو وضعه تحت الوصاية المصرية،وحمد وكل المنبطحين العرب يردون اجهاض خيار المقاومة،وتفريغ الصمود والانتصار من محتواه ومضمونه.

CONVERSATION

0 comments: