فتاوى الصباح والمساء/ حسن سعد حسن

كل يوم يخرج علينا هؤلاء بفتوى جديدة رغم أن أغلبهم لا علم له، ولا دراية بأصول الفقه ،والفتوى اّللهم إلا بعض ما قرأوا من كتب لبعض العلماء الذين ينتمون إلى مدرستهم .
والفتوى الجديدة التى خرج علينا بها هؤلاء هى ضرورة هدم الأثار  ،وعلى رأسها ( الأهرامات الثلاثة ،وأبا الهول ) مدعين أنها أصنام، ويجب أن تحطم حتى لا تعبد من دون الله – عز وجل-  ولقد أخذنى العجب، وانتابتنى الدهشة ،وسألت نفسى :-
 هل فى مصر من يعبد( أبا الهول )؟!
 هل فى مصر الأزهر الشريف الذى يقدم للعالم الإسلامى خيرة الدعاة إلى الله من يقدم القرابين لأبى الهول؟!
 أو إلى رمسيس ؟!
أو إلى الأهرامات الثلاثة؟!
 هل من بين أبناء شعب مصر المتدين بطبيعته من يتوجه إلى أى أثر من الأثار بالدعاء؟!
 وهل فى مصر التى عرف شعبها بأنه شعب يحب دينه ،ويغار عليه ،ولا يتورع أن يضحى بنفسه من يحج إلى أثر فرعونى، أو إسلامى، أو قبطى على أرضها ؟!
وهل هؤلاء أكثر تديناً ،أوغيرة على الإسلام من الصحابى الجليل (عمرو بن العاص) الذى فتح مصر، ولم تمتد  يداه ،أويد من معه لهدم أى أثر من أثارنا ؟!
أم أنها اختفت وقت الفتح ،ثم ظهرت تلك الأيام؟!
يا هؤلاء:
 يا من تدعون أنكم أكثر منا غيرة على الإسلام، وعلى شريعة الإسلام كفاكم هذا العبث ،وجهوا تلك الطاقة التى بها تريدون هدم أثار مصر إلى طاقة تبنى مصنعاً يضم ألاف العاطلين.
يا هؤلاء:
 يا من تدعون أنكم أكثر منا معرفة بديننا كفاكم إضراراً بالإسلام ،وأهله ،وقدموا للعالم المعنى الحقيقى للإسلام ذلك المعنى الذى لو عرفتموه ،وفهمتموه ،وقدمتموه للعالم لرفعتم ذلك الجور الذى حل على المسلمين ،والإسلام بتصرفاتكم التى لا معنى لها.
يا هؤلاء:
 لستم أكثر منا غيرة على ديننا فنحن من أكثر شعوب الأرض تقرباً إلى الله بالحج ،والعمرة، وتقديم الأضاحى، وإخراج الزكاة ،ومد يد العون للمحتاج ،وكفالة لليتيم، وحباً لله، ورسوله، وللصحابة أجمعين ،وستظل مصر هكذا إلى أن يشاء الله .
يا هؤلاء :
 يا من تخرجون علينا بفتوى جديدة عند مشرق كل شمس   حتى صرتم حديث الصباح ،والمساء ،وصرنا لا نعرف عدد الفتاوى التى أفتيتم بها  اعلموا أنكم لستم أكثر منا إسلاماً فالإسلام يجرى فى عروق شعب مصر قبل أن تولدوا.
يا هؤلاء :
مصر دولة إسلامية وسطية ،ولن تنحرف عن وسطيتها مهما قلتم ،ومها فعلتم ،ومهما قدمتم من فتاوى مشكوك فى صحتها.
يا هؤلاء :
اتقوا الله فى الإسلام ،وأهله
يا هؤلاء:
 اعملوا ،وتعلموا ،وافهموا قبل أن تتكلموا.
ولله الأمر من قبل، ومن بعد

CONVERSATION

0 comments: