لم تدخلونه في موت سريري/ ميساء ابو غنام

اوباما ام رومني ............رومني ام اوباما....اسمان لامعان في الاعلام العربي والعالمي،قنوات فضائية تستثمر هواءها وموظفيها واموال طائلة لتحليل واقع الانتخابات الامريكية وهل فعليا سيعاد اوباما الاسود الى قيادة الولايات المتحدة الامريكية ام سيحل علينا رومني الثري الابيض لنبدا رحلة جديدة مع نموذج جديد قديم يقود العالم من منطلق رأس المال والاقتصاد الحر المبطن بنموذج افقار الفقير واغناء الغني.....
اتابع بلا مبالاة الانتخابات الامريكية لانها وبشكل مباشر لا تعنيني،الحال هو الحال والنموذج هو النموذج ولا تغيير يذكر،واعتقد ان الاعلام العربي بسخافته وتقليديته بكافة انواعه يبحث عن حدث ليملأ به جرائده ومواقعه وهواء اذاعاته وفضائياته،وتجد المذيعون جميعا وعبر جميع الفضائيات منهمكون في تكرار نفس الاسئلة وبنفس التحليلات وكـأنهم منسوخون على الة واحدة،وبالمقابل لا تجد ضيفا يضيف لك الجديد ولكن السؤال الاهم ما هو الجديد بالنسبة لهذه المنطقة العربية التي اصبحت ما وراء الحسبان،لشعوب قررت ان تثور على ذاتها ووقعت في فخ استعمار اكبر واكثر قسوة بقيادات جديدة اكثر موالاة للاستعمار واكثر رجعية وتخلفا......
حديث دار بيني وبين الدكتور سمير عوض حول الانتخابات الامريكية وبحكم خبرته ودرايته بالمجتمع الامريكي اكد واصر ان اوباما هو من سيتولى قيادة المجتمع الامريكي لان رومني اخطأ في اهانته للسود واعتذاره عائد عليه،ومن باب الفكاهة اضاف اذا تولى رومني قيادة الولايات المتحدة الامريكية فأنني ساخذ اجازة من جامعة بيرزيت .....
تابعت دكتور عوض مقالك عن السياسة الامريكية والمتغيرات الدولية بعد الانتخابات،وقلت ان لا تغيير تجاه اسرائيل ومكانتها بالنسبة لامريكا وهذا ليس بالجديد ولن يكون غير ذلك،واذا كنا نحن الفلسطينيون بعد كل ما حل بنا منذ اتفاق اوسلو حتى اليوم وخصوصا بعد استفحال الاستيطان والجدار والاقتصاد المنهار ووووووووواستحالة رؤية مشروع دولتين لشعبين ،اذن ما الذي يهم سواء فاز رومني ام اوباما واعتقد قضية الانتخابات الامريكية بتفاصيلها تهم المواطن الامريكي المنشغل بقضاياه الداخلية ومطالبه بتحسين فرص العمل والقضاء على البطالة وتطوير برامج الصحة والتعليم وغير ذلك واعتقد ان المواطن الامريكي وبعد انتهاء حرب العراق وافغانستان اصبحت السياسة الامريكية الخارجية لا تأخذ حيزا من يومياته او هواجسه اصلا.....
ما الذي اريده هنا.....ما دام المواطن الامريكي الناخب سيصوت لمن يشعر ان لديه برنامجا سياسيا افضل على المستوى الداخلي وبما اننا نحن الفلسطينيون والعرب نعلم ان اجندة الاثنين رومني واوباما لا تختلف حول التعاطي مع القضية الفلسطينية والقضايا العربية بشكل عام فما الذي يستدعي ان نولي كل هذا الاهتمام بمن سيفوز وبالتالي ينطبق علينا المثل الفلسطيني "على بال مين يلي بترقص بالعتمة"....
ومن ناحية اخرى الشعوب العربية التي تستهدف في الاعلام العربي لا مبالية تجاه الانتخابات الامريكية وهي ليست رأي عام،فالشعوب العربية مشغولة بقضاياها الداخلية خصوصا بعد الربيع العربي الذي قلب الطاولة وكسر اعمدتها الاربعة المتهالكة الا انه ولحد الان لم يستطع اعادة بناءها،وما زالت قضية سوريا والمجازر اليومية تهم المواطن العربي بالاضافة الى بحثه عن قوت يومه وعن فرصة عمل وامل في نظام صحي افضل وضمان اجتماعي وتحسين البنية التحتية واستقرار الامن وتعليم افضل ووووووالكثير وبالتالي اتساءل هنا من الذي يستهدفه الاعلام العربي.....
ربما يقول البعض ان هناك من يهتم في قضية الانتخابات الامريكية ولكن ما اقصده هنا ان هؤلاء ليسو العامة وبالتالي يمكن جعل الانتخابات الامريكية عناوين في البرامج او الاخبار ولا يعني ذلك ان تتحول مواقعنا وفضائياتنا وجرائدنا واذاعاتنا الى منبر يراقب وبشغف الحديث عن هذا الحدث ما دام مدى ارتباطه بالمنطقة العربية ونتائجه تجاه قضايانا بغض النظر عن الفائز ثابتة وذات اتجاه واحد.
اعتقد اننا بحاجة الى صحوة في تحديد اولوياتنا الاعلامية وفي جعل قضايانا العربية وطرق تغيير هذا الواقع المزري في مقدمة برامجنا......القضية اكبر من الانتخابات في امريكا ما دام المواطن العربي في غيبوبة واقعه فلم تدخلونه في موت سريري .........
 

CONVERSATION

0 comments: